الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم تجديد نضال المرأة الاجتماعي والوطني

بدر الدين شنن

2017 / 3 / 4
ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2017 - أثر النزاعات المسلحة والحروب على المرأة


تحتفل قوى التقدم والإنسانية والنسائية المناضلة كل عام ، في 8 آذار يوم المرأة العالمي . وهو يوم مكرس لتجديد محفزات النضال للتحرر من عبودية المجتمع الذكوري ، وما أنتجه من نظام التفرقة والاستغلال والاستعمار . وإنها لفتة ذكية من " الحوار المتمدن .. إلى معانة المرأة الأكثر إيلاماً في الحروب والكوارث .

إن أثر الكوارث والحروب على المرأة ، موضوع هام وواسع جداً . فهو يشمل العالم ومفتوح على كل العصور . إنه يبدأ منذ الانقسام الطبقي الأول الذي أدى إلى الهيمنة الذكورية ، وممارسة القوة والقهر ، لإخضاع المرأة في العائلة ، والعشيرة ، والمجتمع .. إخضاع مقارب لمستوى العبودية الطبقية العامة التي شملت الرجال والنساء والأطفال الأرقاء بوسائل شتى منذ آلاف السنين .

وباستثناء البدان الاشتراكية ، التي تحررت فيها المرأة من عبوديتها التاريخية ، الاجتماعية والاقتصادية النوعية ، وتساوت حقوقها مع الحقوق التي يتمتع بها الرجل .. في كل الأنشطة والأعمال المحترمة ، التي تمارس على الأرض ، وفي الفضاء الكوني . فإن المرأة في بقية العالم .. التي تعيش في مجتمعات استغلالية ، متعددة الانتماءات ، القومية والدينية ، واللغوية ، ولون البشرة ، كانت ولا تزال خاضعة لأشكال من مذلة الميز البشع .. من عبودية فارق الجنس والتكوين الجسدي وتبعاته الموضوعية والطبيعية المرهقة ، إلى فارق القوة والضعف ، بل وماتزال في البلدان التي تعتبر نفسها " متمدنة " هي فعلاً تحت خط عبودية الرجل المفقر طبقياً .. اقتصادياً واجتماعياً . .

ولذلك ، من البديهي أن يكون أثر الكوارث والحروب على المرأة ، هو أسوأ من أثره على الرجل . إذ أنه إضافة لما تحققه الكوارث والحروب ، من دمار ، وقتل ، وتشريد لأبناء المجتمع ، إلاّ أن الكوارث والحروب تضيف آثاراً مميزة .. مختلفة على المرأة . والأثر الفظيع من هذه الآثار ، هو ما يصيب كرامتها ، وروحها الإنسانية .. أثناء تعرضها للاغتصاب الجنسي .. وتداول جسدها .. في عمليات السبي .. وسحق إنسانيتها .. بتحويلها إلى سلعة في سوق الدعارة .. والنخاسة .. وإخضاعها للعرض والطلب .. والتداول الهمجي المشين . كما أنها معرضة لمكابدتها مشاعر الفقد المفجعة ، للأب ، والأخ ، والزوج ، والأبناء .. اختطافاً .. وذبحاً .. وخاصة حين فقد كنز رحمها ، التي تحصي أيام قدومه إلى الحياة ، للاعتماد عليه في حاضرها وغدها .

ومعرضة للنزوح والتهجير والتشريد .. حاملة صغارها ، وبعضهن يحملن الأجنة أيضاً ، على دروب من أشواك وحجر . وتنام أياماً في كهف فوق التراب والحصى .. أو تحت ظل الشجر .. وتركب البحر لتصل إلى شاطئ يحكى أنه آمن .. فتركب الأمواج المخادعة .. التي ترسلها إلى الأعماق القاتلة . والتي تبقى في بيتها .. تحدياً لمجرمي للكارثة والحرب .. أو عجزاً عن الهرب من الجحيم الذي فرض عليها .. غتتساقط رغماً عنها .. بالقرب منها القذائف المدمرة . وقد تفقد أحد أبنائها ، الذي غادر البيت بحثاً عن الرغيف وقنينة ماء .

لا أمان .. لا خبز .. لا ضمان للحياة . إنها وأطفالها برسم القتل .. في أي مكان .. وأية لحظة .
إن أكثر آثار الحروب والكوارث على المرأة فجاعة وألماً ، في بلداننا ، هي " كوارث وحروب " الربيع العربي " التي فرضها العالم الرأسمالي الغربي والكيانات العربية الرجعية المتخلفة علينا ، وخاصة ، في تونس ، وليبيا ، ومصر ، وسوريا ، والعراق ، واليمن ، ولبنان ، التي روعت المرأة في بلداننا ، أكثر من كل الحروب التي تعرضت لها ، منذ انطلاقة الفتوحات التوسعية ، مستهدفة أراضينا ، معبراً .. ومطمعاً .. ونهباً .. واستعباداً ، لتغيير أنماط حياتنا ، ونهبنا والخضوع لعبوديتهم . فقد هيأت الدول الغربية والعربي الرجعية ، حثالات ، ومرتزقة ، ومشعوذي العالم ، ودربتهم ، وسلحتهم ، ومولتهم ، وحولتهم إلى وحوش ، وأرسلتهم إلى بلادنا .

وقد مارس هؤلاء الوحوش تجاه المرأة .. أرذل .. وأقذر الأساليب .. التي تتنافى مع الحقوق والمشاعر الإنسانية , فلأول مرة منذ مئات السنين يحدث للمرأة في بلداننا على أيدي " القاعدة .. والنصرة .. وداعش .. وألوية السلاطين .. وحملة أسماء الرسل والصحابة " مالم يحدث في تاريخ حروب المنطقة .. في حروب المغول والفرنجة .
ولأول مرة منذ انتهاء العهود القبلية الصحراوية المتخلفة .. تسبى المرأة .. وتستباح جنسياً .. وتباع في سوق النخاسة .. وينتشر في الحرب .. جهاد النكاح .. لتغطية الدعارة " المقدسة " .

إن ما جرى لكثيرات من النساء السوريات ، في مختلف المناطق ، من سبي ، واستباحة ، وتهجير ، وما جرى للمرأة العراقية ..من هذه الأفعال البشعة ، وخاصة المرأة " الأيزيدية " ، هو أسوأ من الهمجية والانحطاط والتوحش . وما يجري للمرأة اليمنية .. من تدمير .. وتجويع .. ورعب على أيدي " خائن الحرمين الشريفي السعودي " هو أفظع مم تفعله حيوانات الغابات المتوحشة الضارية .

ولذلك ، إن تحرير المرأة عموماً ، ومساواتها بالرجل بكل الحقوق .. تبدأ في هذه المرحلة التاريخية ، من فهم المعركة مع قيود وشروط عبودية الرأسمالية الجديدة ، التي تفرض الآن هيمنتها المطلقة الكاملة على العالم ، سيما بعد استحواذ " ترامب " المتوتر الصاخب على الرئاسة الأميركية .

وفي وقتنا الراهن .. حيث الحرب على بلداننا ، جارية ، بتدميرها ، وتقتيلها لشعبنا ، على قدم وساق ، فإن معركة المرأة السورية ، هي معركة المرأة والرجل معاً .. معركة وجود .. معركة دحر تجار الحرب ، والإنسان ، والسلاح ، والانتصار على الإرهاب هو مفتاح العلاقات الاجتماعية الأمثل بين الرجل والمرأة ، والمساواة التامة بالحقوق بينهما .. للتمكن من الانتصار في معركة البناء .. وتعويض أضرار الحرب المادية والروحية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في


.. ماذا تضم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؟




.. صواريخ إسرائيلية تضرب موقعًا في إيران.. هل بدأ الرد الإسرائي


.. ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا




.. هل يستمر التعتيم دون تبني الضربات من الجانب الإسرائيلي؟