الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل التضامن والاحترام لطلاب جامعة واسط المعتقلين

علاء اللامي

2017 / 3 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


قيل لمعاوية بن أبي سفيان : أنت من الفئة الباغية التي حذرنا منها النبي العربي الكريم، فقال : وكيف ذلك؟ قيل له : لأنك قتلت صاحب النبي عمار بن ياسر في معركة صفين وهو الذي قال له النبي ( يا عمار، تقتلك الفئة الباغية ) فقال معاوية ( إنما قتله علي بن أبي طالب الذي أخرجه لحربي وقتالي).وقد رد الإمام علي حين بلغه كلام معاوية فقال ( فمن قتل الحمزة إذن؟ ) والإمام هنا يفند كلام معاوية بان يقول له بشكل مباشر( وهل تعتبر النبي محمد "ص" هو قاتل الحمزة لأنه أخرجه لحرب وقتال مشركي قريش؟
المنطق ذاته يتكرر مع الطلاب الجامعيين المعتقلين في الكوت : أخرجهم المالكي !
لا وجه – طبعا - للمقارنة بين دهاء معاوية وغباء المشككين بالمعتقلين وبين نبل علي وفساد المالكي، ولكن المنطق يبقى هو ذات هفي دولة ديموقراطية الطوائف !
العبادي من جهته يعترف أنه هو "الباطل" الذي هتف ضده طلاب جامعة واسط: نُقل اليوم عن رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي قوله في مؤتمر لشيوخ العشائر والوجهاء، إنه قد تنازل عن حقه الشخصي في قضية هتافات طلاب جامعة واسط ضده " يا للكرم الحاتمي "، ولكنه لا يستطيع أن يتنازل عن حق القوات الأمنية التي اعتدى عليها المتظاهرون و ختم كلامه بالقول : مشكلتهم مو يمي " ليست معي"، مشكلتهم مع القوات الأمنية، أنا لا دخل لي بالموضوع! شكرا للعبادي على اعترافه – غير المباشر - هذا بأنه هو شخصيا الباطل بشحمه ولحمه، ذلك لأن المتظاهرين كما شاهدناهم كانوا يهتفون ضد الباطل "حاف" ولم يهتفوا ضد "العبادي الباطل"، هذه وحدة. والثانية، فكلام العبادي ودفاعه عن حق القوات الأمنية المعتدى عليها يمكن اعتباره تحريضا إضافيا و تهديدا خطيرا بقمع هؤلاء المتظاهرين المعتقلين وكل متظاهرين يخرجون في المستقبل ضد حكم المحاصصة التابع للأجنبي وترسيخا لعداوة لا معنى لها بين الناس والقوات الأمنية التي يفترض - دستورياً يا بو دستور - أنها وجدت لحمايتهم.
وثالثا وأخيرا: هل يعني العبادي باتهامه للمتظاهرين بالاعتداء على القوات الأمنية أن المتظاهرين شنوا هجوما كاسحا على القوات الأمنية المسكينة المسلحة بالزهور وعلب الشكولاتة وهي مرابطة في قواعدها ومعسكراتها، أم أنها حضرت إلى الحرم الجامعي وشوارع المدينة بسبب الجاذبية الأرضية وقانون المد والجزر، أم أنها أحضرت - ومعها القوات الرديفة غير الحكومية - بأمر من العبادي وسلطاته في المحافظة؟ لا ندري ماذا سيقول مجاهدو ومدنيو ويساريو ذاك الصوب !
أما المشككون بالطلاب الجامعيين المعتقلين في واسط و مَن يتهمونهم بأنهم من أتباع المالكي فيمكن الرد عليهم بالتالي : من يصدق أن هؤلاء الشباب من أتباع المالكي والذي هو نائب رئيس الجمهورية و زعيم الحزب الحاكم ورئيس أكبر ائتلاف انتخابي في البرلمان يعاملون بهذه القسوة فيسقط منهم عشرات الجرحى ويعتقل العشرات ويسجنون دون أن يحاول المالكي وجماعته انقاذهم ؟
لو لم يُعتقل هؤلاء الشباب بعد التظاهرات لقلتم وكررتم الاتهام ذاته : لم يعتقلوا لأن المالكي يحميهم، ولكنهم اعتقلوا وقمعوا بعنف فقلتم الاتهام ذاته فكيف يستقيم الأمر؟ ... ولو أطلق سراحهم في اليوم التالي لقلتم أيضا هم من جماعة المالكي وهاهو تدخل وأطلق سراحهم!
و لكن وعلى افتراض أن بعضهم أو كلهم فعلا من جماعة المالكي، أو أن المالكي دفع لهم- الاتهام بالدفع النقدي أصبح شوربة في أيامنا - فتظاهروا ضد الفساد واستباحة العراق وسرقة ثرواته، فهل يُسقط هذا الاتهام غير الموثق والذي لا دليل ملموس عليه سوى الإشاعات والقيل والقال صفاتهم الأخرى كعراقيين وكطلاب جامعيين هتفوا ضد فساد النظام ومظلومين تعرضوا للقمع والتنكيل والاعتقال؟ لماذا تختفي كل هذه الصفات وتحضر شائعة مريبة وغبية كتشويه مقصود لهم؟ ألا يمكن ان يكون هذا التشكيك محاولة لتسفيه نضالهم من قبل من أفتى بخطأ تحركهم وطالب بطردهم وفصلهم وتبرأ منهم علنا و وصفهم بأبشع الصفات وأقصد السيد الصدر الذي يطلق على نفسه لقب " راعي الإصلاح" ؟
بصراحة، إذا استمر هذا التشويه والتشكيك والإصابة بمرض "المالكي فوبيا" من قبل الصدريين والبارزانيين وذيوله في قيادات من يسمون أنفسهم المدنيين بأي مجموعة تتحرك ضد واقع الحال الفاسد في العراق فلن يجرؤ احد على التحرك مستقبلا ضد النظام فمن هو المستفيد من ذلك سوى حيتان الفساد من حلفاء الاحتلال الأجنبي ونظام المحاصصة الطائفية ؟ أليس التشكيك بهؤلاء الشباب الشجعان إهانة لهم ولكل شريف يريد تغيير واقع الحال؟ أليست هذه مساهمة في الدفاع عن نظام الفساد والمحاصصة الطائفية؟
ولكن دعونا نتساءل بصراحة : ماذا سيحدث لو خرج أنصار المالكي "الحقيقيون" غدا في تظاهرة؟ دعونا نصرف النظر عن الأرقام المليونية من الأصوات التي حصدها نوري المالكي وائتلافه "دولة القانون" في الانتخابات التشريعية الماضية والتي اعترفت بها مفوضية الانتخابات الرسمية المحاصصاتية، لأن هذه النتائج "فيها من العلل والأسقام ما فيها"، ولكنها - مع ذلك - لا تنفي حقيقة أن المالكي نجح خلال ثمان سنوات من الحكم في بناء دولة عميقة وشبكة أخطبوطبة هائلة ومليونية من المنتفعين والبطالة المقنعة العائشة على رواتب الدولة و المقاولين وأشباه المقاولين الفاسدين في ( الشبكة الزبائنية المتطفلة على الريع النفطي ) و رأس حربتهم جيش هائل من ذوي الدرجات الخاصة والمدراء العامين والمدراء العاديين والموظفين الكبار في المؤسسات المدنية والعسكرية. وإذا ما اعتبرنا ان المقتنعين والمؤمنين بشخص وفكر المالكي يساوي صفرا، وإذا ما اعتبرنا أن عشيرته الضخمة "بني مالك" ستكون على الحياد، وإذا ما أضفنا الى هؤلاء آلاف المنضمين الى مجالس الإسناد التي شكلها في عهده وماتزال قائمة وتستلم "أرزاقها" و إلى هؤلاء نضيف عشرات الآلاف وربما أكثر من الفقراء الذين حصلوا على بعض الحقوق كدار سكينة أو راتب من شبكة الحماية الاجتماعية وهؤلاء رغم انهم قطرة في بحر الفقر العراقي ولكنهم طيبون لا ينسون من أحسن إليهم، أو تصوروا أنه أحسن إليهم، وهو لم يفعل سوى أن تفضل عليهم بفتات من حقوقهم وليس من جيبه، ومع كل هؤلاء الذين تقدم ذكرهم ، ومعهم آلاف أخرى من أنصار وقوى الفصائل الحليفة له وهي معروفة بالأسماء وبعضها مسلح حتى الأسنان وجمعنا حاصل الجمع للقوى السابقة كلها، فهل يمكن ان نتصور حجم تظاهرة منظمة ومنسقة جيدا مدفوعة بهاجس فقدان كل شيء وضياع ما بحوزتها الآن؟
والسؤال بناء على ما سبق هو : هل يحتاج المالكي ودولته العميقة هذه إلى مئات من طلبة جامعة واسط ليقوم من خلالهم وبواسطتهم بثورة "إعلامية" قد تتحول إلى ثورة شعبية حقيقية ستطيح برأسه هو قبل رؤوس آخرين ممن يزعمون معارضته ورفع رايات الإصلاح وهم معه في الزورق المحاصصاتي الطائفي ذاته؟
نصيحة: رأيي معروف ومعلن في المالكي في العديد من المقالات كرأس الفساد وحامي الفاسدين والمسؤول عن هزيمة حزيران العراقي فلا تتعبوا أنفسكم بنبش الملفات على طريقة محاكم التفتيش!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الوساطة القطرية في ملف غزة.. هل أصبحت غير مرحب بها؟ | المسائ


.. إسرائيل تستعد لإرسال قوات إلى مدينة رفح لاجتياحها




.. مصر.. شهادات جامعية للبيع عبر منصات التواصل • فرانس 24


.. بعد 200 يوم من الحرب.. إسرائيل تكثف ضرباتها على غزة وتستعد ل




.. المفوض العام للأونروا: أكثر من 160 من مقار الوكالة بقطاع غزة