الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القيادة الموحّدة للحزب - الفصل السادس من كتاب -المعرفة الأساسيّة للحزب الشيوعي الصيني ( الماوي– 1974 )-

شادي الشماوي

2017 / 3 / 5
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الماويّة : نظريّة و ممارسة ( عدد 26 / ديسمبر 2016)
مقدّمة المترجم للكتاب 26 :
منذ وفاة ماو تسى تونغ والإنقلاب التحريفي فى الصين سنة 1976، تعرّضت الماويّة إلى أفظع الهجمات المسعورة من اليمين و" اليسار". فلفّقت تهم لماو بإرتكاب مجازر والتسبّب في قتل الملايين وشوّهت صورة الصين الماوية الثوريّة إلى درجة جعلتها مسخا وخلطت الأوراق بين الصين الماويّة الإشتراكية والصين التحريفيّة الرأسماليّة. وإلى جانب البرجوازيّة الإمبرياليّة العالمية والقوى الرجعيّة الأخرى عبر العالم وممثّليها السياسيّين والأدبيّين، إصطف التحريفيّون، محر ّفو الماركسيّة، من كلّ رهط، من الصنف الأوروشيوعي إلى الصنف السوفياتي والصيني مرورا بالتروتسكيّة وصولا إلى الخوجيّة، ليشنّوا حربا شعواء ضد الماويّة بما هي المرحلة الثالثة في تطوّر علم الشيوعية من ماركسيّة إلى ماركسيّة ـ لينينيّة إلى ماركسيّة ـ لينينيّة ـ ماويّة.
وقد تصدّى الماويّون الحقيقيّون إلى هكذا هجوم من أكثر من جهة ودحضوا الأطروحات الإنتهازيّة اليمينية واليسراويّة والدغمائيّة التحريفيّة الخوجيّة منذ أواخر سبعينات القرن العشر ين وطفقوا يطبّقون الماويّة ويطوّرونها نظر يّا وعمليّا.
ومن محاور الصراع التي طالما تلاعب بها أعداء الماويّة لا سيما منهم الخويجّين وسال حولها الكثير من الحبر، الحزب الماوي وصراع الخطّين كمساهمة عظيمة من مساهمات ماو تسى تونغ الخالدة فى تطوير علم الشيوعيّة. وقد شرحها وكرّسها عمليّا الماويّون عالميّا وبيّنوا بالمكشوف والملموس تهافت أعداء الماويّة بهذا الصدد وبغيره أيضا.
ومساهمة منّا في مزيد تسليط الضوء على المسألة وعلاقتها ببقيّة مسائل الحياة الحزبيّة الشيوعيّة، إرتأينا فى هذا الكتاب الجديد ان نقدّم للقرّاء، رفيقات ورفاق وباحثين عن الحقيقة، ملخّصا لتطوير ماو تسى تونغ لنظريّة الحزب الشيوعي الماويّ وسيره ومبادئه إلخ ورد فى مؤلّف صنّف تحت إشراف قيادات ماويّة. وقد ترجم هذا المصنّف بداية إلى الفرنسيّة وتاليا ترجم إلى الأنجليزيّة. عنوانه الصيني هو " المعرفة الأساسيّة للحزب " وبالفرنسيّة والأنجليزية حمل عنوان " المعرفة الأساسيّة للحزب الشيوعي الصيني " لغرض مفهوم طبعا. ونحن إذ حافظنا على العنوان بالطبعتين الفرنسيّة والإنجليزية، فقد أضفنا (الماوي، 1974) غايتنا من ذلك توضيح الأمر منذ العنوان، أي فرز الحزب الشيوعي الصينيّ في ظلّ قيادة ماو تسي تونغ عن الحزب الشيوعي الصيني وقد إستولت عليه وغيّرت لونه التحريفيّة أو البرجوازيّة الجديدة التي أعادت تركيز الرأسماليّة منذ 1976 في الصين التي كانت إشتراكية في عهد ماو.
وللأهمّية الفائقة لهذا الكتاب الذي يعدّ من التراث الماويّ العالمي ولعدم إيلاء الماويّين أو مدّعى الماويّة عربيّا له العناية التي يستحقّ دراسة ونشرا وتطبيقا وحتّى تغييب مضامينه عمدا وتكريس نقيضها، قرّرنا قبل عدّة سنوات الشروع في تعريبه كسلاح من الأسلحة الإيديولوجيّة والسياسيّة التي ينبغي أن يتسلّح بها الشيوعيّون الحقيقيّون في صراعاتهم من أجل إستيعاب علم الشيوعيّة قصد فهم العالم وتغيير ثوريّا. ولظروف ما نتأجّل إتمام العمل برمّته وقتها. وصادف أن راسلنا أحدهم عبر الأنترنت وطلب منّا حينها الإطّلاع على جزء ممّا أنجزناه فلم نر مانعا في ذلك بل قدّمنا الصفحات المنجزة بصدر رحب مع ملاحظة أنّ المنجز غير تام وليس معدّا بعدُ للنشر. إلاّ أنّه تمّ التفطّن إلى أنّ شخصين من كتّاب موقع الحوار المتمدّن، لا ندرى من أين حصلا على مخطوطاتنا، أدخلا بعض التعديلات الطفيفة أو دون تعديلات أصلا، نشرا في شكل مقالات دون توفير معطيات دقيقة عن المصدر ـ الكتاب ولا حتّى الإشارة للقائم بجهد الترجمة وأكثر من ذلك، ذهب أحدهما إلى حدّ تذييل إحدى المقالات بأنّه صاحب الترجمة والنسخ. والأنكى هو أنّهما في كتابات أخرى بصفة مباشرة أو غير مباشرة يرجماننا بكيل من الشتائم في معرض صراعهما مع ناقد لخطّيهما الإيديولوجيّين والسياسّيين.
وبالنسبة لنا، لا يتعلّق الأمر بملكيّة خاصة أو ما شابه، فكتبنا جميعها متوفّرة للتنزيل المجاني ولا نطالب بأكثر من الإشارة إلى صاحبها من منطلق النزاهة العلميّة لا غير؛ ولن نسم ما قاما به بنعوت متداولة وإنّما يهمّنا هنا أن نشير بعجالة إلى أنّ هكذا تصرّفات تنمّ في أفضل الأحوال عن إخفاق فى إستيعاب قضيّة تتقاطع فيها الأخلاق والأبستمولوجيا. فليس من الأخلاق الشيوعيّة في شيء إتيان مثل ذلك الصنيع وليس من علم الشيوعيّة تشويه الوقائع وقلب الحقائق رأسا على عقب. ويعلم متتبّعو صراع الخطّين صلب الماويّين بين أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعيّة ومناهضيها، أنّ مسألة مقاربة الحقيقة بإعتبارها واقعا ماديّا موضوعيّا يجب البحث والدراسة لكشفها كما الإقرار بها مهما كانت مُرّة والإنطلاق منها لتفسير العالم وتغيير من منظور شيوعي، أو إعتبارها، ببراغماتيّة ونفعيّة،" حقيقة سياسيّة " أو " حقيقة طبقيّة " مسألة جدل محتدم عالميّا. وعليه، لا نقول أكثر من أنّ مقترفي ذلك الصنيع فى نهاية المطاف من مناهضي الحقيقة بما هي واقع مادي موضوعيّ وما ينجر عن ذلك.
ونعود إلى واضعي الكتاب الماوي الصيني الذي عرّبنا لنطّلع على غرضهم الأصلي من وضعه حيث نقرأ في كلمة ختاميّة:
" هذا الكتاب حول " المعرفة الأساسية للحزب " تمّت صياغته إنطلاقا من النظريّة الماركسية، من اللينينية ومن فكر ماو تسى تونغ بخصوص بناء الحزب وإنطلاقا من روح وثائق المؤتمر العاشر، لتوفّر مرجعا لأعضاء الحزب الشيوعي وللناشطين الراغبين فى الإنخراط فى الحزب وكذلك للشباب المتعلّيمن عندما يدرسون القانون الأساسي للحزب؛ وهو موجّه كذلك ليكون مرجعا لمنظّمات الحزب القاعديّة التى تقدّم دروسا حزبيّة.
أثناء صياغته، تمتّع هذا الكتاب بدعم قويّ من عدّة مصانع ومن عدّة قرى ومنظّمات ومدارس فى المدينة كلّها، ولهم جميعا نتوجّه هنا بجزيل الشكر.
وإعتبارا لأنّ مستوى معرفتنا محدود، من الممكن أن توجد فى هذا الكتاب بعض النقائص والأخطاء سنكون سعداء أن يبلغنا كافة القرّاء نقدهم وتصحيحاتهم لها. "
وعلى أهمية هذا المصنّف ومضامينه الثوريّة رئيسيّا، نهيب بالقرّاء أن يأخذوا بعين الإعتبار إطار تصنيفه إذ هو نتاج الصين الماويّة، الصين الإشتراكية، حيث كان الحزب الشيوعي الصيني في السلطة. هذا من جهة ومن جهة ثانية، وثانويّا، بعد عقود ودراسات نقديّة وممارسات ماويّة متطوّرة أكثر، حسبنا هنا أن نلفت النظر إلى خطئين باتا بيّنين الآن وهما بالطبع لا ينالان من قيمة الكتاب أبدا وبكلّ تواضع الشيوعيّين الحققيّين قد قال أصحاب الكتاب مثلما مرّ بنا: " وإعتبارا لأنّ مستوى معرفتنا محدود، من الممكن أن توجد فى هذا الكتاب بعض النقائص والأخطاء سنكون سعداء أن يبلغنا كافة القرّاء نقدهم وتصحيحاتهم لها. "
فقد لمسنا فعلا، أوّلا، نزعة يمكن أن توصف بالمثاليّة في تعميم غير واقعي على غرار إستعمال متكرّر لصيغ " كلّ الشعب وكلّ الحزب ..." أو " كافة الشعب وكافة الحزب ..." في مبالغة تجافى الحقيقة والقانون الجدلي الأساسي لإزدواج الواحد؛ وثانيا، نزعة حتميّة إنعكست في التشديد على حتميّة إنتصار الشيوعيّة وهي نزعة عانت منها كثيرا وطويلا الحركة الشيوعيّة العالمية وشخّصها بوب أفاكيان ونقدها ولا يزال أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعيّة.
ومحتويات هذا الكتاب من التراث الماوي العالمي هي:
- طابع الحزب I
الحزب الشيوعي الصيني هو حزب البروليتاريا السياسي
الحزب طليعة البروليتاريا
النضال من أجل الحفاظ على الطابع البروليتاري للحزب

II- الفكر القائد للحزب
الماركسية ، اللينينيّة ، فكر ماو تسى تونغ يمثّلون الحقيقة الأصحّ و الأكثر علميّة و ثوريّة
الماركسية ، اللينينية ، فكر ماو تسى تونغ يمثّلون مرشد عمل حزبنا
النضال من أجل الدفاع عن الفكر القيادي للحزب

III- البرنامج الأساسي و الهدف النهائي للحزب
الشيوعية هي مثل البرليتاريا الأعلى النبيل
لتحقيق الشيوعية من الضروري المرور عبر دكتاتورية البرليتاريا
ينبغى أن نناضل طوال حياتنا من أجل تحقيق الشيوعية


IV- الخط الأساسي للحزب
الخط الأساسي هو قوام حياة الحزب
ينبغى الاعتراف تماما بالطابع المتواصل للصراع الطبقي و الصراع بين الخطين
يجب التحلّى بالرّوح الثوريّة للسير ضد التيّار
يجب تسوية العلاقة بين "الحبل الرئيسي " و "عقد الشبكة " بطريقة صحيحة


V- مبادئ الحزب الثلاثة حول الأشياء التى يجب القيام بها و الأشياء الثلاثة التى يجب عدم القيام بها
ممارسة الماركسية و نبذ التحريفية
العمل من أجل الوحدة و نبذ الانشقاق
التحلى بالصراحة و الاستقامة و عدم حبك المؤامرات و الدسائس
"الأشياء الثلاثة التى يجب القيام بها و الأشياء الثلاثة التى يجب عدم القيام بها " هي المبادئ الأساسية التى يجب على أعضاء الحزب احترامها

VI - القيادة الموحّدة للحزب
يجب أن يقود الحزب كلّ شيء ، هذا مبدأ أساسي فى الماركسية – اللينينيّة
القيادة الموحّدة للحزب هي بالأساس قيادة إيديولوجيا و خطّ سياسي
المسك الجيّد بالمسائل الهامة و تعزيز القيادة الموحّدة للحزب
يجب على أعضاء الحزب الشيوعي أن يخضعوا عن وعي للقيادة الموحّدة للحزب وأن يحافظوا عليها

VII - المركزية الديمقراطية فى الحزب
المركزية الديمقراطية هي المبدأ التنظيمي للحزب
المسك بالعلاقة بين القيادة الجماعية و المسؤولية الشخصيّة بطريقة صحيحة
تطوير الديمقراطية داخل الحزب و الحفاظ على الوحدة الممركزة

VIII- الإنضباط فى صفوف الحزب
الإنضباط ضمان لتطبيق الخطّ
الإحترام الواعي للإنضباط الحزبي
التطبيق الصحيح للإنضباط الحزبي

IX- أساليب عمل الحزب الثلاث العظمى
أساليب العمل الثلاث العظمى عادة جيدة فى حزبنا
أسلوب دمج النظرية بالممارسة
أسلوب الحفاظ على علاقات وثيقة مع الجماهير
أسلوب عمل ممارسة النقد و النقد الذاتى

X – تكوين خلف قضيّة الثورة البروليتاريّة
تكوين خلف قضيّة الثورة مهمّة إستراتيجيّة هامة
تكوين خلف القضيّة الثوريّة و إختيارهم فى خضمّ النضال
ليعمل الحزب كلّه لإنجاز عمل تكوين خلف للثورة على أفضل وجه

XI – مهام منظّمات الحزب القاعدية
أهمّية الدلالة التى يكتسيها تعزيز بناء منظّمات الحزب القاعدية
المهام القتالية لمنظمات الحزب القاعدية
يجب على منظّمات الحزب القياديّة أن تضمن بناءها الخاص

- XII الدور الطليعي و النموذجى لأعضاء الحزب
الدور الطليعي و النموذجى لأعضاء الحزب فى غاية الأهمية
للنهوض بالدور الطليعي و النموذجى يجب أن نتّبع " المتطّلبات الخمس "
عن وعي نعيد تشكيل نظرتنا للعالم بهدف الإنخراط فى الحزب إيديولوجيا

XIII- ظروف الإنخراط فى الحزب و إجراءاته
شروط الإنخراط فى الحزب
إجراءات الإنخراط بالحزب
المعالجة الصحيحة لمسألة الإنخراط فى الحزب
الإعتناء بجدّية بعمل إنتداب المنخرطين الجدد
XIV- رفع راية الأممية البروليتارية
الأممية البروليتارية مبدأ جوهري فى الماركسية – اللينينية
النضالات الثورية لشعوب مختلف البلدان تساند بعضها البعض
العمل بكل ما أوتينا من جهد لتقديم مساهمة أكبر من أجل الانسانية


الهوامش بالأنجليزية
الملاحق (2) ـ من إقتراح المترجم
فهارس كتب شادي الشماوي
===================================================================

مقولات للرئيس ماو
- نواة القوّة التى تقود قضيّتنا هي الحزب الشيوعي الصيني . و الأساس النظري الذى يرشد تفكيرنا هو الماركسية اللينينيّة .
( 1- الصفحة 1 من " مقتطفات من أقوال الرئيس ماوتسى تونغ " )
- يجب على الحزب السياسي ، كي يقود الثورة إلى الظفر ، أن يعتمد على صحّة خطّه السياسي و على صلابة تنظيمه.
(2- " فى التناقض " ، صفحة 459 من المجلّد الأوّل من " مؤلّفات ماو تسى تونغ المختارة " )
- يجب ممارسة الماركسية و نبذ التحريفيّة ، و العمل من أجل الوحدة لا الإنشقاق ، و التحلّى بالصراحة و الإستقامة و عدم حبك المؤامرات و الدسائس .
(3- المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الصيني ( وثائق )؛ بيكين 1973)
-------------------------------
مقولة للرئيس ماو
يمتدّ المجتمع الإشتراكي على فترة تاريخية طويلة خلالها يتواصل وجود الطبقات و التناقضات الطبقية و الصراع الطبقي ، وكذلك الصراع بين الطريق الإشتراكي و الطريق الرأسمالي ، و خطر إعادة تركيز الرأسمالية . يجب فهم أنّ هذا الصراع سيكون طويلا و معقّدا و أنّه يجب أن نضاعف من يقظتنا و نتابع التربية الإشتراكيّة . يجب أن نفهم و نعالج معالجة صحيحة المشاكل التى تطرحها التناقضات الطبقيّة و الصراع الطبقيّ ، و أن نميّز بين التناقضات بيننا و بين العدوّ ، و التناقضات فى صفوف الشعب ، ثمّ نعالجها معالجة صحيحة . و إلاّ فإنّ بلدا إشتراكيّا مثل بلدنا سيتحوّل إلى نقيضه : ستتغيّر طبيعته و سيشهد إعادة تركيز الرأسمالية . و من الآن ، يجب علينا الحديث عن هذه المسألة بإستمرار يوميّا و شهريّا و سنويّا حتّى نحصل على فهم واضح بما فيه الكفاية و نتّبع خطّا ماركسيّا – لينينيّا.
( 4 - ماو تسى تونغ ، سبتمبر 1962 )
================================================================
تقديم
يعلّمنا الرئيس ماو أنّه " من الضروري جدّا أن يذهب الشباب المتعلّم إلى الريف لتعاد تربيته على يد الفلاّحين الفقراء و المتوسّطين- الفقراء " (5) و منذ بضعة سنوات ، ذهب مئات آلاف شباب المتعلّمين إستجابة للنداء العظيم للرئيس ماو ، وهم مفعمون بالأمل الثوري ، إلى الأرياف و المناطق الحدوديّة لوطننا . إنّهم يدرسون بجدّية المؤلّفات الكلاسيكيّة الماركسية – اللينينية وكتب الرئيس ماو وينكبّون بنشاط على نقد التحريفيّة و إصلاح أسلوب العمل و يقاتلون بحماس فى الخطوط الأمامية للحركات الثوريّة الكبرى الثلاث و يتّبعون بصرامة طريق الإندماج مع العمّال والفلاّحين (6) ، و هم يقدّمون مساهمتهم فى بناء ريف جديد ، ريف إشتراكي و يرفعون بدرجة كبيرة مستوى وعيهم هم من خلال الصراع الطبقي و صراع الخطّين . و بإستمرار يظهر أبطال بروليتاريّون و ينشأ جيل جديد و يزدهر . هذا إنتصار كبير للخطّ الثوري للرئيس ماو .
و وفقا لتعاليم الرئيس ماو : " يجب الإعتباء بتنشئة جيل الشباب " (7) ، و نحن نكتب و ننشر هذه " السلسلة للدراسة الخاصة للشباب " تلبية لحاجيات شباب المتعلّمين المقيمين فى الريف و الذين يدرسون بأنفسهم (8). مسترشدة بالماركسية – اللينينية و فكر ماوتسى تونغ ، تشمل هذه السلسلة من ناحية المضمون ، معارفا عامة فى الفلسفة و العلوم الإجتماعية و العلوم الطبيعيّة وكذلك نخبة من أعمال لوسين .
و كلّنا أمل أن تكون لنشر هذه السلسلة فائدة عمليّة فى دراسة الشباب المتعلّمين المقيمين فى الريف و تساعدهم على رفع وعيهم لصراع الخطّين و مستواهم النظريّ و مستواهم الثقافي و العلمي ؛ و فى التقدّم بخطوات كبيرة على الطريق المتمثّل فى أن نكون حمر وخبراء ، و فى تلبية أفضل لحاجيات بناء ريف جديد ، ريف إشتراكي و التقدّم فى كافة المهام المنجزة .
و نعبّر عن شكرنا الجزيل للوحدات المعنيّة و للمؤلّفين الذين قدّموا الدعم القويّ لعمل نشر هذه السلسلة و ندعو قرّاءنا إلى صياغة ملاحظاتهم و نقدهم لهذه السلسلة ، بهدف تحسينها .
منشورات الشعب – شنغاي
==================
VI - القيادة الموحّدة للحزب
ينصّ القانون الأساسي للحزب على أنّه : " يجب على الدوائر الحكومية ، و جيش التحرير الشعبي و الميليشيا ، و نقابات العمّال و جمعيّات الفلاّحين الفقراء والفئة الدنيا من الفلاّحين المتوسّطين والاتّحادات النسائية ، وعصبة الشبيبة الشيوعية والحرس الأحمر وصغار الحرس الأحمر والمنظّمات الجماهيريّة الثوريّة الأخرى أن يقبلوا جميعا قيادة الحزب الموحدة " و توطيد هذه القيادة الموحّدة و جعل طليعة البروليتاريا تنهض تماما بدروها الثوري ، هو الضمانة الجوهريّة لأن تحقّق قضيّتنا الإشتراكية إنتصارات أكبر حتّى . و من واجب جميع الشيوعيين و الشيوعيّات أن يوطّدوا فهمهم للحزب و أن يخضعوا عن وعي إلى القيادة الموحّدة للحزب و أن يحافظوا عليها .
يجب أن يقود الحزب كلّ شيء ، هذا مبدأ أساسي فى الماركسية – اللينينيّة
قبل أكثر من قرن الآن ، أشار ماركس و إنجلز – ملخّصين تجربة كمونة باريس – بوضوح إلى أنّ " ضد السلطة الجماعية للطبقات المالكة ، ليس بوسع البروليتاريا سوى التشكّل فى حزب سياسي مختلف ، معارض لكلّ الأحزاب القديمة التى شكّلتها الطبقات المالكة " (104 - " قرار وقع تبنّيه فى ندوة الجمعيّة العالميّة للعمّال التى إنعقدت فى لندن من 17 إلى 23 سبتمبر 1871 ). و عندما كان يقود الثورة الروسيّة ، أولى لينين أهمّية كبرى إلى بناء الحزب و إلى دوره القيادي . و فى 1905 ، أشار فى نصّ " إتفاق قتال من أجل الإنتفاضة " : " نرى فى الحزب المستقلّ الماركسي الذى لا يلين ، حزب البروليتاريا الثوريّة الضمانة الوحيدة لإنتصار الإشتراكية و طريق الإنتصار الخالي من التذبذب ." ( 105 ) و إثر إنتصار ثورة أكتوبر ، وهو يلخّص فى الوقت المناسب تجربة دكتاتورية البروليتاريا ، أكّد أيضا لينين تأكيدا قويّا على أنّ " سلطة الدولة تقودها الطليعة الواعية للطبقة العاملة : الحزب الشيوعي " (106-" مشروع موضوعات عن دور و مهام النقابات فى ظلّ السياسة الإقتصادية الجديدة " ) . و تعلّمنا النظريّة الماركسية – اللينينية عن بناء الحزب التالي : قيادة الحزب هي الشرط الأساسي ، الضروري لتحقيق الإنتصار فى الثورة البروليتارية و لتركيز وتوطيد دكتاتوريّة البروليتاريا و تحقيق الهدف النهائي الذى يتمثّل فى إلغاء الطبقات . فى الصراع الطويل الأمد الذى تخوضه البروليتاريا و الجماهير على الحزب أن يعزّز بلا هوادة قيادته الموحّدة .
و لقد كان دائما تعزيز القيادة الموحّدة للحزب مفهوما من المفاهيم اللامعة للرئيس ماو . و فى مرحلة الثورة الزراعيّة ، فى عمله العظيم " حول تصحيح الأفكار الخاطئة فى الحزب " (107 ) أنجز تلخيصا عميقا لتجربة الحزب فى قيادة الجيش الأحمر و حركات الجماهير و أشار بوضوح كبير إلى كيفيّة تعزيز القيادة المركزيّة الموحّدة للحزب . و فى مرحلة حرب المقاومة ضد اليابان ، منطلقا من وضع النضال حينها و من تجربة صراع الخطّين داخل الحزب ، ترأس الرئيس ماو شخصيّا صياغة عدّة وثائق هامة مثل " قرار حول تعزيز الروح الحزبيّة ، قرار حول توحيد قيادة الحزب فى قواعد الإرتكاز المناهضة لليابان و تصحيح العلاقات بين مختلف المنظّمات ، وبعض المسائل المتعلّقة بأساليب القيادة " حيث وقع التعبير عن المبادئ الجوهريّة لتحقيق القيادة الموحّدة للحزب و قال بوضوح :
" الوحدة و الطابع الموحّد للقيادة فى قواعد الإرتكاز يجب أن يتمظهرا فى وجود لجنة حزبيّة موحّدة و تقود كلّ شيء فى كلّ قاعدة من هذه القواعد " . و أثناء حرب التحرير ، توفّر المؤلفات اللامعة للرئيس ماو ، " حول وضع نظام التقارير "، " حول تعزيز نظام لجنة الحزب " و " أساليب عمل لجان الحزب " (108 ) خطّا ، توجّها و نظاما ملموسا لضمان القيادة الموحّدة للحزب .
و شدّد كذلك الرئيس ماو على أنّه : " يجب أن يكون هناك حزب ثوري ما دمنا نريد الثورة . و بدون حزب ثوري ، حزب مؤسّس وفق النظرية الماركسية اللينينة الثوريّة و طبق الأسلوب الماركسي اللينيني الثوري ، تستحيل قيادة الطبقة العاملة و الجماهير العريضة من الشعب و السير بها إلى الإنتصار على الإمبريالية و عملائها ." ( 109- " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، ص2 ) . و فى مرحلة الثورة الإشتراكية ، درّب الرئيس ماو أكثر حتّى أعضاء الحزب على تحسين فهمهم للحزب و على إحترام القيادة الموحّدة و الحفاظ عليها . و فى 1957 ، فى " حول المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب " ، قدّم كمعيار سياسي أساسي للتمييز بين " الأزهار العطرة " و " الأعشاب السامة " ، " ما يساعد على تعزيز القيادة التى يمارسها الحزب الشيوعي و ليس ما ينبذ و يضعف هذه القيادة " (110) . و فى خضمّ الثورة الثقافيّة البروليتارية الكبرى ، لخّص الرئيس ماو مرّة أخرى فى الوقت المناسب التجربة المكتسبة فى تعزيز القيادة الموحّدة للحزب ، و قد نقد بحدّة جرائم ليوتشاو شى و لين بياو و مخادعين آخرين من نفس الصنف ، الذين كانوا يخرّبون القيادة الموحّدة . و قد أغنت نظريّة الرئيس ماو حول القيادة الموحّدة للحزب وطوّرت النظريّة الماركسية – اللينينيّة لبناء الحزب ، و بيّنت لنا كيف نحترم هذه القيادة الموحّدة و نحافظ عليها .
حزبنا حزب بروليتاري متكوّن من العناصر المتقدّمة من البروليتاريا وهو تنظيم حيوي طليعي يقود البروليتاريا و الجماهير الثوريّة فى نضالها ضد أعدائها الطبقيّين . و ليس حزبنا أيّة منظّمة جماهيريّة للبروليتاريا و إنّما يجسّد الشكل الأرقى لتنظيم البروليتاريا . و برنامجه الأساسي هو الإطاحة النهائيّة بالبرجوازيّة و بالطبقات الإستغلالية الأخرى و إحلال دكتاتوريّة البروليتاريا محلّ دكتاتورية البرجوازية و إنتصار الإشتراكية على الرأسمالية ؛ و هدفه النهائي هو تحقيق الشيوعية . و يعكس البرنامج الأساسي و الهدف النهائي للحزب بشكل مكثّف طموحات البروليتاريا و مجمل الشعب الكادح و تطلّعاتهما ، و يجسّدان السيرورة الحتمية للتطوّر التاريخي . و بفضل طابعه الطليعي و المهمّة التاريخية العظيمة التى تقع على عاتقه ، بإمكان حزبنا أن يمثّل مصالح الجماهير الشعبيّة الأوسع ، هذا ما يحدّد موقعه و دوره القيادي فى القضيّة الثوريّة للشعب الصيني .
شيّد حزبنا فكره على قاعدة نظريّة الماركسية ، اللينينيّة ، فكر ماو تسى تونغ ما يسمح له بأن يدرك القوانين الموضوعيّة للتطوّر الإجتماعي و الإستيعاب الجيّد للتاريخ و لواقع الثورة الصينيّة و بالتالى القيام بتحليل علمي للعلاقات الطبقيّة الجوهريّة فى مجتمعنا و رسم خطّ و مبادئ سياسيّة صحيحين و قيادة البروليتاريا و أوسع الجماهير الثوريّة نحو الإنتصار وضد الإنتهازيّة " اليساريّة " و كذا اليمينيّة ، للمضيّ بالثورة الإشتراكية إلى النهاية.
لقد نظّم الرئيس ماو شخصيّا حزبنا و درّبه ، إنّه حزب كبير ، عظيم و صحيح . وخلال السنوات الطوال من النضال الثوري ، تدرّب حزبنا و واجه صعوبات فى كلّ أنواع الظروف العسيرة و النضالات المعقّدة ، و ما فتأ يتطوّر و يتوسّع كاسبا دعم الشعب و ثقته فى كامل البلاد . و تفهم الجماهير الشعبيّة العريضة ، إنطلاقا من تجربتها الخاصّة فهما عميقا أنّه دون قيادة الحزب الشيوعي الصيني ، دون دور الركيزة الذى إضطلع به الشيوعيّون الصينيّون ، كان سيكون مستحيلا الإطاحة ب " الجبال الكبرى الثلاثة وهي الإمبريالية و الإقطاعية و الرأسمالية البيروقراطية ". و قد أثبت التاريخ الآتى : تمثّل القيادة التى يمارسها الحزب الضمان الأساسي لتحقيق البروليتاريا الإنتصار الثوري .
فى صفوف حزبنا ، وُجد دوما صراع خطّين حاد لمعرفة ما إذا كان يجب أم لا الحفاظ على القيادة الموحّدة للحزب . لقد عارض قادة مختلف الخطوط الإنتهازيّة بكلّ الطرق القيادة الموحّدة للحزب و أضعفوها ماضين حتّى إلى إلغائها . و كان ليو تشاوشى ينشر هذه الفكرة العبثيّة القائلة بأنّ " الثورة لا تحتاج بالضرورة إلى قيادة الحزب الشيوعي " أو كذلك كان يدّعى أنّ العلاقات بين الحزب و المنظّمات الأخرى كانت " علاقات مكمّلة " كقوله مثلا إنّ الحزب " ليس بوسعه إلاّ المساعدة و ليس القيادة " و كان صراحة ينكر الدور القيادي للحزب . و كان لين بياو – هذا الوصولي و المتآمر البرجوازي – يدافع من جهة عن " نظريّة تعدّد المراكز ، لا مركز واحد " بهدف إنكار القيادة الصحيحة للجنة المركزيّة للحزب و الرئيس ماو على رأسها ؛ ومن الجهة الأخرى ، كان يروّج بكلّ ما أوتي من جهد لفكرة أنّ الحركات الجماهيريّة كانت " معقولة بطبيعتها " ليعارض القيادة التى يمارسها عليها الحزب (111) . و يبيّن تاريخ صراع الخطّين صلب الحزب أنّ مسألة معرفة إن كنّا نعزّز قيادة الحزب و نوطّدها أم بالعكس نضعفها و نخرّبها ، معيار هام للتمييز بين الماركسيّة الحقيقيّة و الماركسيّة الزائفة و مظهر هام من صراع الخطّين صلب الحزب . و فى ما يتّصل بكافة سفسطات ليوتشاوشى و لين بياو و المخادعين الآخرين من نفس الصنف ، علينا أن ننظّم ضدّهم بصفة عميقة النقد الثوري الكبير للقضاء على تأثيرهم الضار و لإحترام القيادة الموحّدة و الحفاظ عليها بطريقة واعية أكثر حتّى .
القيادة الموحّدة للحزب هي بالأساس قيادة إيديولوجيا و خطّ سياسي
تمثّل الماركسية ، اللينينيّة ، فكر ماو تسى تونغ مرشد عمل حزبنا ، الأساس النظري الذى يسمح له برسم خطّه و تحديد توجّهه و سياسته . و الخطّ و المبادئ السياسيّة البروليتاريّة الثوريّة للرئيس ماو تعبير مكثّف عن الفكر القائد للحزب ، إنّهما يمثّلان نقطة إنطلاق توجّهه السياسي و جميع أعماله . فالقيادة التى يمارسها حزبنا على البروليتاريا و الجماهير الثوريّة العريضة و كذلك على كلّ عمل – سواء كان سياسيّا أم إقتصاديّا أم عسكريّا أم إيديولوجيّا أم ثقافيّا – يمثّل فى نهاية المطاف – متّخذا كمرشد الماركسية ، اللينينيّة ، فكر ماو تسى تونغ – تطبيقا للخطّ و المبادئ السياسية البروليتارية الثوريّة للرئيس ماو .
و يرتهن تحقّق القيادة الموحّدة من عدمه بصحّة الخطّ على المستوى الإيديولوجي والسياسي . لقد أشار الرئيس ماو إلى أنّ: " صحّة أو عدم صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي محدّدة فى كلّ شيء " (112). و ما هو مركزي لتمكّن حزب بروليتاري من النهوض بمهمّة قيادة الثورة ، هو تمسّكه بخطّ ماركسي – لينيني صحيح . و إن لم يكن الأمر كذلك ، لن يستطيع الوقوف فى الصفوف الأماميّة للتاريخ و لا أن يضطلع تماما بدوره كنواة قياديّة للقضيّة الثوريّة للبروليتاريا . و هذا لأنّه فقط بالتمسّك بخطّ ماركسي – لينيني صحيح ، إستطاع حزبنا أن يحافظ على طابعه كطليعة البروليتاريا ، و إستطاع أن يتخطّى العوائق و يمارس قيادته الموحّدة . و بصفة عامة ، صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي هي التى تحدّد طبيعة الحزب و دوره و تقرّر نجاح قضيّته أو فشلها. إن إبتعدنا عن الماركسية ، عن اللينينيّة ، عن فكر ماو تسى تونغ ، إن إبتعدنا عن الخطّ البروليتاري الثوري للرئيس ماو ، لا حزبنا و لا دولتنا و لا شعبنا سيتمكّنون من أن يكونوا ما هم عليه اليوم ، هذا ما أثبته تاريخ النضال الثوري للشعب الصيني . من 1924 إلى 1927 ، قاد حزبنا ثورة ذات أبعاد و بطولة لم يسبق لهما مثيل . و فى بداية هذه المرحلة و فى وسطها ، كان خطّ الحزب صحيحا الشيء الذى خوّل للنضال الثوري أن يحقّق إنتصارات كبرى . إلاّ أنّه فى نهاية هذه المرحلة ، مع إحتلال الخطّ الإستسلامي اليمينيّ لتشن توسيو موقعا مهيمنا فى أجهزة الحزب ، عرفت هذه الثورة البطوليّة الكبرى إخفاقات و هزائما . و بعدما حطّم حزبنا هذا الخطّ الإنتهازي ، شهدت الثورة تطوّرا جديدا . و لاحقا ، ظهرت تباعا فى الحزب خطوطا إنتهازيّة " يسارية " و خطّان إنشقاقيّان عرّضوا الثورة إلى خطر كبير . و إثر ندوة تسوان يى سنة 1935 (113) ، أين أرسى الرئيس ماو فى موقع قيادة الحزب برمّته ، مضى حزبنا الذى وضع تحت قيادته و إتّبع خطّه الثوري من إنتصار إلى آخر . و رغم وجود إضطرابات من حين إلى آخر ، جرّاء خطوط خاطئة متنوّعة ، لم تلعب هذه الأخيرة دورا سائدا فى الحزب . و يبيّن هذا تماما أنّه فقط بإتّباع القيادة التى يقدّمها خطّ إيديولوجي و سياسي صحيح ، تمكّن الحزب من قيادة البروليتاريا و أوسع الجماهير الشعبيّة على الطريق العسير و الخطير ، طريق الثورة ، إلى أن عوّض السلام الخطر و حلّ الإنتصار محلّ الهزيمة ؛ فقط هكذا إستطاعت سفينة الثورة أن تشقّ طريقها عبر الأمواج العاتية و تبلغ برّ الظفر .
لقد علّمنا الرئيس ماو أنّه : " يجب على الحزب السياسي ، كي يقود الثورة إلى الظفر ، أن يعتمد على صحّة خطّه السياسي و على صلابة تنظيمه. " ( 114- " فى التناقض " ). و حتّى يقدر الحزب على ممارسة قيادته الموحّدة ، الأساسي هو أن يتمسّك بقيادة الخطّ الصحيح على الأصعدة الإيديولوجيّة و السياسيّة ؛ و فى نفس الوقت ، عليه أن يملك منظّمة قادرة على ضمان تطبيق هذا الخطّ . فدون ضمانات تنظيميّة ، من المستحيل أن نطبّق بنجاح خطّا ماركسيّا – لينينيّا ، و لن توجد قيادة حزب موحّدة .
و من أجل تحقيق العمل العظيم لتحرير الإنسانيّة قاطبة ، على البروليتاريا ، فضلا عن حزبها السياسي الخاص ، أن تنشأ كذلك كافة أنواع المنظّمات المناسبة لحاجيات النضال : أجهزة دولة ، أقسام عسكريّة ، نقابات ، رابطة شباب ، جمعيّات نسائيّة و منظّمات جماهيريّة أخرى ضروريّة لإنجاز الثورة و البناء الإشتراكي ، و إنجاز المهمّة التاريخيّة للبروليتاريا و تحقيق هدفها العظيم : الشيوعية ؛ لهذا جميعها منظّمات مهمّة جدّا . و بإعتباره الشكل التنظيمي الأرقى للبروليتاريا ، على الحزب أن يمارس القيادة فى النضال فى كلّ الميادين بلا إستثناء ، و أن يضع جميع الأقسام و جميع المنظّمات ، تحت القيادة الموحّدة و الممركزة للحزب . فقط بتقوية هذه القيادة الموحّدة للحزب ، و بتوجيه كافة المجالات و كافة المنظّمات نحو هدف وحيد ، بفضل الحزب و مبادئه السياسيّة ، يمكن أن نجعلهم ينهضون تماما بدورهم و نناضل بصورة أفضل من أجل قضيّة الثورة البروليتارية .
والقيادة الموحّدة للحزب هي قبل كلّ شيء القيادة التى تمارسها اللجنة المركزيّة للحزب و على رأسها الرئيس ماو . و فى ظلّ القيادة الموحّدة للجنة المركزيّة ، تمثّل اللجان المحلّية للحزب أجهزة القيادة الموحّدة لكافة الأقسام و كافة المنظّمات و كافة الجبهات فى المنطقة ذاتها .
أن تخضع المراتب الدنيا إلى المراتب العليا ، و أن يخضع الحزب كلّه إلى اللجنة المركزيّة : هذا هو الضمان التنظيمي لتكريس القيادة الموحّدة للحزب . حزبنا تنظيم صارم ، قائم على المبدأ التنظيمي للمركزيّة الديمقراطية : يمتلك لجنة مركزيّة ، جهازه القيادي ، و كذلك منظّمات محلّية ومنظّمات قاعديّة ، و يمثّل كلّ هذا الأجزاء العضويّة لهذا الكلّ الموحّد الذى هو الحزب . و لضمان التطبيق العملي الكامل للخطّ "ّ السياسي و الإيديولوجي الصحيح فى كافة الميادين ، و لتوحيد الإرادة و الإنضباط و نشاطات جميع الأعضاء وجميع منظّمات الحزب ، و لضمان ممارسة القيادة الموحّدة للحزب لكلّ الجبهات و كلّ المنظّمات و كلّ الأقسام ، يجب مطلقا أن تخضع المراتب الدنيا إلى العليا و يخضع الحزب كلّه إلى اللجنة المركزيّة .
و لأجل تعزيز القيادة الموحّدة للحزب ، لا يمكن أن تعوّض " الإجتماعات المشتركة " لعدّة قطاعات قيادة لجان الحزب ، لكن يجب كذلك أن نجعل اللجان الثوريّة تنهض تماما بدورها هي و المنظّمات على كافة المستويات و فى كلّ المجالات . على لجان الحزب أن تطبّق نظام المركزيّة الديمقراطيّة و توطّد القيادة المركزيّة . يجب أن نكون " منفتحين على العالم " و لا تكون لدينا روح العشيرة . يجب أن نفسح المجال للجماهير بأن تعبّر عن آرائها عوض الإستحواذ على الكلام . و بالعكس تتكفّل منظّمات الحزب فى وحدات معيّنة لا تتمسّك بما فيه الكفاية بنهوض لجان الحزب و منظّمات جماهيريّة ثوريّة أخرى بدورها ، بجميع العمل ساعية إلى " الإعتناء باللحية و الحواجب فى آن واحد " . فتكون النتيجة أنّها لا تعتنى جيّدا بالمسائل الهامة دون التوصّل إلى التخلّص من المسائل الثانويّة و تغرق فى كمّ هائل من المهام الملموسة . و فى وحدات أخرى ، لا تطبّق منظّمات الحزب تطبيقا جيّدا نظام القيادة الجماعيّة و تقسيم المهام و المسؤوليّات ؛ و المسائل الهامة لا تناقش جماعيّا صلبها بل يتولاّها أشخاص . و فى غيرها أيضا ، ليس أعضاء منظّمات الحزب " منفتحين على العالم " ، إنّهم يشكّلون حلقات صغيرة ، عشائر صغيرة ، و لا يدعون الجماهير تعبّر عن نفسها ، فقط الكاتب العام هو الذى يحتكر الكلمة و يبتّ فى كلّ شيء (116) . و كلّ هذا مناهض لمبدأ القيادة الموحّدة للحزب و يجب مطلقا تصحيحه .
المسك الجيّد بالمسائل الهامة و تعزيز القيادة الموحّدة للحزب
لتعزيز القيادة الموحّدة للحزب ينبغى على لجان الحزب من كلّ المراتب أن تنطلق من الخطّ الأساسي للحزب و تمسك جيّدا بالمسائل الهامة . والمسك بالمسائل الهامة يعنى المسك بالتناقضات الرئيسيّة . لقد أشار الرئيس ماو : " إذا كانت فى أيّة عمليّة من العمليّات تناقضات كثيرة فلا بدّ أن يكون هناك بينها تناقض رئيسي يلعب الدور القيادي الحاسم ، أمّا بقيّة التناقضات فإنّها تحتلّ مركزا ثانويّا تابعا . و لذلك ينبغى لنا فى دراسة أيّة عملية معقّدة يوجد فيها تناقضان أو أكثر أن نبذل قصارى جهودنا كي نكتشف التناقض الرئيسي فيها . فإذا أمسكنا بزمام هذا التناقض الرئيسي ، إستطعنا حلّ سائر التناقضات بسرعة ." ( 117- " فى التناقض " ، المجلّد 1 ، صفحة 482-483 ) .
و خلال كلّ المرحلة التاريخيّة للإشتراكية ، يتمثّل التناقض الرئيسي فى بلادنا فى صراع البروليتاريا ضد البرجوازية ، صراع الإشتراكية ضد الرأسمالية . لهذا المسك بالمسائل الهامة هو المسك بصراع الخطّين ، الطريقين و الخطّين ؛ المسك بهذه المسائل الهامة هو المسك بالتناقض الرئيسي .
فى النشاط الثوري المعقّد للغاية ، الحزب يقود كلّ شيء . و من أجل تحقيق القيادة الموحّدة للحزب ، يجب أن يركّز عمل لجان الحزب بالأساس على صراع الطبقات و صراع الخطّين . و ذلك لأنّه فى ظروف دكتاتوريّة البروليتاريا ، فى كافة الميادين ، على كافة الجبهات ، فى كلّ الأجهزة ، يُوجد دائما صراع طبقي وصراع خطّين موضوعيّا ولا يمكن تفاديهما . و فقط بالمسك الجيّد بهذه المسائل الكبرى ذات الدلالة الحيويّة لمجمل النضال الثوري وهي الصراع الطبقي و صراع الخطّين سيمكن للجان الحزب أن تحافظ فى كلّ ظرف من الظروف على فكر جليّ و تتشبّث فى كامل النشاط بالتوجّه السياسيّ البروليتاريّ و ترفض الإضطرابات التى تحدثها مختلف التيّارات الخاطئة اليمينيّة أو " اليساريّة "، وتطبّق بصلابة الخطّ والمبادئ السياسيّة الجوهريّة للحزب و تنهض فى النضال بالدور القياديّ للبروليتاريا .
و كي تتمكّن لجان الحزب من المسك بالمسائل الهامة ، يجب أن نحلّل بإستمرار و بإنتباه العلاقات الطبقيّة الجوهريّة فى منطقتنا أو جهازنا ، و نتعلّم المسك فى الوقت المناسب بميزان القوى بين الطبقات والتيّارات الجديدة للصراع الطبقي و صراع الخطّين . و يعلّمنا الرئيس ماو أنّه يجب إتقان تطبيق " الأسلوب الماركسي- اللينيني، بدلا من الأسلوب الذاتي فى تحليل الوضع السياسي و تقدير القوى الطبقيّة " (118- " حول تصحيح الأفكار الخاطئة فى الحزب "، المجلّد 1 ، صفحة 163 ) . إنّ الصراع الطبقي فى مرحلة الإشتراكية معقّد و طويل الأمد ؛ إنّه يشمل فى نفس الوقت التناقضات بين العدوّ و بيننا و التناقضات فى صفوف الشعب و – هذه التناقضات غالبا متداخلة – من العسير أن نميّز بضربة واحدة الواحد منها عن البقيّة . وفى هذه الظروف ، فقط بالتعرّف على العلاقات الطبقيّة الأساسيّة فى المجتمع وتحليلها تحليلا عميقا ، يمكن إدراك القوانين الموضوعيّة للصراع الطبقي ، و التطبيق الصحيح للخطّ و المبادئ السياسيّة الجوهريّة للحزب ، و التمييز بين نوعي التناقضات ذات الطبيعة المختلفة و الإتّحاد مع الأصدقاء الحقيقيّين و مهاجمة أعدائنا الحقيقيّين لتسجيل إنتصارات حتّى أكبر لقضيّة الثورة والبناء الإشتراكي .
وكي تستطيع لجان الحزب أن تمسك بيدها المسائل الهامة ، يجب الحفاظ على السياسة البروليتاريّة فى مصاف القيادة فى كلّ النشاطات ، و الترتيب الصحيح للعلاقات بين المسائل الأساسيّة و المسائل الصغيرة الشأن ، بين المسائل السياسية والمسائل المهنيّة ، بين الثورة و الإنتاج ، بين أن يكون المرء أحمر و أن يكون أخصّائيّا : و ضمان قيادة الخطّ السياسي و الإيديولوجي الصحيحين . المسك بالمسائل الهامة هو وضعها فى المصاف الأوّل كنقاط أساسيّة . وعلى لجان الحزب أن تعير الإنتباه إلى المسائل الهامة و أن تناقشها بإستمرار . و هذا لا يعنى أنّه بوسعنا أن نتجاهل المهام الأخرى أو ننكر أهمّية إنجازها على أفضل وجه ، بالعكس ، يجب أن نوليها المكانة التى تستحقّ . و على سبيل المثال ، تطوير الإقتصاد الإشتراكي ، الإنجاز الجيّد للإنتاج سواء الصناعي أم الفلاحي ، هذه مهام هامة جدّا ، مهام على الأمد الطويل خلال المرحلة الإشتراكية و يجب بشكل مطلق أن تنجز على أفضل وجه . لكن إن وضعنا فى نفس الميزان مهام الإنتاج و مهام خوض الصراع الطبقي و صراع الخطّين إلى النهاية ، فإنّ مهام الإنتاج تقع فى المصاف الثاني . و مثلما يشير إلى ذلك لينين : " لا يمكن للسياسة إلاّ أن تعلو على الإقتصاد . و كلّ رأي آخر يعنى نسيان ألفباء الماركسية ." ( 119- " مرّة أخرى عن النقابات ، و عن الظرف الراهن ، و عن أخطاء الرفيقين تروتسكى و بوخارين " ؛ المختارات فى 10 مجلّدات ، المجلّد العشر، صفحة 267 ) . و إذن ، من بين المسائل الأساسية و بقيّة النشاط ، توجد علاقة تبعيّة ، لا يمكن أن نضع الإثنين فى نفس المستوى وأقلّ من ذلك أن نقلب الموقعين . وعلاوة على ذلك ، مثلا ، على صعيد الإنتاج ، هناك أيضا مسألة معرفة ما هي الإيديولوجيا التى تقود ذلك ، ما هو التوجّه الذى تتّبعه و ما هو الطريق الذى تسلكه : توجد هنا أيضا مسألة الخطّ . إذا كرّسنا أنفسنا للإنتاج فحسب دون الإعتناء بصراع الطبقات وصراع الخطّين فى ميدان الإنتاج ، إذا تركنا جانبا السياسة البروليتارية و صرنا ننتج من أجل الإنتاج ، لن يغدو من غير الممكن إنجاز الإنتاج بصفة جيّدة فحسب و إنّما أيضا نتعرّض لخطر فقدان رؤية التوجّه ، ما يمثّل منتهى الخطورة .
ثمّة رفاق و رفيقات لا يفهمون كفاية دلالة المسك بالمسائل الأساسيّة و يدّعون " عدم الإهتمام بالمسائل الأساسية هو على أفضل تقدير تعبير عن كون المرء عمليّ و ليس خطأ خطيرا " و يعتقدون أنّه " من الخطر الإعتناء بالمسائل الهامة و من الأضمن الإعتناء بالمسائل الثانويّة " . وجهة النظر هذه للأشياء خاطئة كلّيا . وكان لين بياو و زمرته الذين يدافعون عن النظريّة الرجعيّة ل " قوى الإنتاج " ، يزعمون أنّ " السياسة هي الفلاّحون يزرعون جيّدا الأرض والعمّال يقومون بعملهم بصفة جيّدة " . و كان هدفهم الإجرامي الإطاحة بدكتاتورية البروليتاريا لإعادة تركز الرأسمالية . و كذلك ، إذا أمضينا كامل وقتنا منغمسين فى المسائل الصغيرة الأهمّية الملموسة ، إذا ما نظرنا دون أن نرى و إذا أصغينا دون أن نسمع الصراع الطبقي و صراع الخطّين ، نعرّض أنفسنا لخطر الإنخداع و على المدى البعيد الإنحراف عن الخطّ الثوري للرئيس ماو ، و إلحاق الضرر بقضيّة الحزب و الشعب ، وتوفير فرص مناسبة للأعداء الطبقيّين الذين يحدوهم أمل إعادة تركيزالرأسمالية . كيف يمكن أن نقول إنّ ذلك ليس سوى نوع من " التفكير العمليّ " ؟ يجب أن نعرف أنّه إذا كرّسنا أنفسنا حصريّا للإنتاج دون النظر فى ما إذا كان الخطّ صحيحا أم لا ، عندئذ إن صعدت التحريفيّة إلى السلطة ، إن إستولت على الحزب و الدولة ، حتّى و إن تحسّن الإنتاج كمّا ونوعا ، فإنّ هذه الثمار لا يمكن إلاّ أن تستولي عليها طبقة الرأسماليّين و الملاّكين العقّاريّين وأن تخدم القاعدة الماديّة للتحريفيّة و الرأسماليّة . ففى الإتّحاد السوفياتي ، منذ أن صعدت زمرة خروتشاف – بريجناف إلى السلطة ، حوّلت بلدا إشتراكيّا إلى بلد إمبرياليّ – إشتراكيّ ، وهي " ترسل الأقمار الصناعيّة إلى الفضاء ، و تمرّغ الراية الحمراء فى التراب " . هذا درس قاسي . و لذلك ، إذا لم نعتن بالمسائل الأساسيّة لصراع الطبقات و صراع الخطّين ، إذا نسينا الخطّ الأساسي للحزب ، سننخرط حتما فى طريق التحريفيّة . كيف يمكن أن نقول إنّ ذلك " ليس خطيرا " و إنّه " ليس خطأ خطيرا جدّا " ؟
ومن كلّ هذا يمكن أن نستخلص أنّ مسألة معرفة إذا كانت لجان الحزب تمسك أو لا بالمسائل الأساسيّة ليس مجرّد مسألة طريقة تفكير و عمل بل هي خاصة مسألة توجّه و مسألة خطّ ، مسألة مبدئيّة مركزيّة . و لتعزيز القيادة الموحّدة للحزب ، يتعيّن على لجان الحزب فى كلّ لحظة ، فى كلّ ظرف أن تُبقى ماثلا فى ذهنها الخطّ الأساسي للحزب و تمسك حقّا هذه المسألة الأساسيّة التى تمثّل الصراع الطبقي وصراع الخطّين . و يتعيّن عليها أن تعمل حتّى و إن كانت المهام ثقيلة ، على عدم ترك المسائل الأساسيّة جانبا ، و حتّى إن وُجد الكثير من العمل ، على عدم نسيانها ؛ يتعيّن عليها أن تعزّز بإستمرار مستوى وعيها فى ما يتصل بالمسك بالمسائل الأساسيّة و تجتهد لتنجز على أفضل وجه المهام النضاليّة التى كلّفها بها المؤتمر العاشر .
يجب على أعضاء الحزب الشيوعي أن يخضعوا عن وعي للقيادة الموحّدة للحزب وأن يحافظوا عليها
لا ينفصل تعزيز القيادة الموحّدة للحزب والنهوض التام بالدور القيادي الطليعي للبروليتاريا عن الدور النموذجي و الطليعي الذى ينبغى أن يضطلع به الشيوعيّون . فعلى كلّ عضو و عضوة فى الحزب الشيوعي أن ينهض تماما بهذا الدور و أن يخضع عن وعي إلى القيادة الموحّدة للحزب و يحافظ عليها .
وعلى الصعيد الإيديولوجي ، يجب أن نرفع وعينا بصدد الدلالة الهامة لتعزيز القيادة الموحّدة للحزب . و طوال كامل المرحلة التاريخية الإشتراكية ، تفرض علينا الطبيعة المعقّدة و المديدة للصراع الطبقي و لصراع الخطّين صلب الحزب و المهام الثقيلة التى تقع على كاهلنا فى الثورة و البناء ، تعزيز القيادة الموحّدة للحزب و ليس إضعافها . و بغاية الإطاحة بدكتاتوريّة البروليتاريا التى أرسيت فى بلادنا و إعادة تركيز الرأسمالية ، وجّه الأعداء الطبقيّون دائما من الداخل كما من من الخارج رأس حربة صراعهم ضد حزبنا . بالتسلّل إلى صفوف حزبنا و بجلب كوادرنا إلى صفوفهم ، يبحثون بكلّ الطرق عن أن يكون لهم عملاء فى حزبنا ، يحدوهم أمل يائس بأن يغيّروا هذا الحزب الماركسي – اللينيني إلى حزب تحريفي ، إلى حزب فاشيّ ، و بأن يغيّروا لون الصين بأكملها . حيال هذا ، علينا أن نبقى فى منتهى اليقظة . و يفكّر بعض الرفاق فى أنّ تعزيز القيادة الموحّدة للحزب شأن من شؤون القيادة و أنّ هذا لا يعنيهم و هذا خطأ . مثلما أعرب عن ذلك ستالين : " دون قيادة الحزب ، تغدو دكتاتورية البروليتاريا مستحيلة [...] و يكفى أن يرجّ الحزب و يضعف حتّى ترجّ و تضعف دكتاتورية البروليتاريا " . (120- المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي ( البلشفي ) للإتحاد السوفياتي : التقرير السياسي للجنة المركزيّة ) . يمكن أن نرى أنّه فى صيانة قيادة الحزب تكمن المصلحة الجوهرية للبروليتاريا ؛ إنّها مسألة غاية فى الأهمّية تضع على المحكّ تعزيز دكتاتورية البروليتاريا وتطويرها : كيف يمكن لنا أن ندّعي أنّنا غير مهنيين ؟ على كلّ شيوعي و شيوعيّة أن ينطلق من وجهة نظر مرتفعة للصراع الطبقي و صراع الخطّين ليتعلّم التعرّف على الدلالة الهامة التى يكتسيها تعزيز القيادة الموحّدة للحزب ، للخضوع إلى هذه القيادة الموحّدة والحفاظ عليها .
يجب إيجاد توازن للعلاقات بين الفرد و المنظّمة و الخضوع الصارم إلى قيادة الحزب وعدم التصرّف كيفما يشاء الفرد . كلّ عضو و عضوة من أعضاء الحزب الشيوعي جزء لا يتجزّأ من المجموعة ، يجب أن ينتمي إلى منظّمة من منظّمات الحزب وفى ظلّ قيادة هذه المنظّمة ، يعمل و يناضل لأجل تطبيق برنامج الحزب و خطّه . يجب صيانة نظام تقارير منظّمات الحزب : تقديم تقارير بصفة منتظمة لمنظّمته عن حال إيديولوجيّته و عمله و التعبير عن مشاعر الجماهير و مطالبها ، و بمساعدة ودعم منظّمة الحزب ، توطيد العلاقات بين الحزب و الشعب و القيام بشكل جيّد بعمل الحزب . وإذا عكسنا نظام العلاقات بين الفرد و المنظّمة ، إذا وضعنا الفرد فوق المنظّمة و إذا أردنا أن تخضع المنظّمة إلى الفرد ، نضعف القيادة الموحّدة للحزب و هذا أمر فى منتهى الخطورة . و بالنسبة للشيوعيّين الذين هم أعضاء مسؤولون عن لجان الحزب فى مختلف المراتب ( الخليّة العامة ، الخليّة ) ، من الضروري حتّى أكثر أن يعيروا إنتباههم إلى هذه المسألة . يجب أن يخضعوا إلى القيادة الموحّدة للجنة الحزب و أن يضعوا أنفسهم داخل الخليّة و ليس خارجها ، و حتّى أقلّ فوقها ؛ و لينجزوا بدقّة العمل المكلّفين به ، يجب أن ينطلقوا من الوضع العام و ليس فحسب من قطاعهم ، و ليس بوسعهم بأي حال من الأحوال جعل المنطقة أو القسم أو الوحدة التى تقع تحت مسؤوليّتهم " مملكة مستقلّة " . يجب على الشيوعيّين و الشيوعيّات المتولّين لمسؤوليّات فى المنظّمات الثوريّة الجماهيريّة فى كلّ المستويات أن يخضعوا عن وعي إلى القيادة الموحّدة للحزب الموجودة فى نفس المستوى ، و أن يطلبوا الأوامر و يقدّموا تقاريرا بأكبر إنتظام ممكن لهذه المنظّمة ؛ و فى نفس الوقت ، تحت إرشاد المنظّمات ، يجب أن ينجزوا عملهم بنشاط و مبادرة . خلاصة القول ، على كلّ عضو و عضوة فى الحزب الشيوعي أن ينظّم بشكل صحيح العلاقات بين الفرد و المنظّمة ، و أن يخضع بصرامة إلى قيادة الحزب ، و ألاّ يتصرّف كما يشاء على الصعيد السياسي و ألاّ يفكّر بطريقة و يتصرّف بطريقة أخرى على صعيد المنظّمة و ألاّ يعتقد أنّه أكثر ذكاءا فى العمل و أن يحافظ على القيادة الموحّدة للحزب محافظة نموذجيّة .
يجب النضال بصرامة ضد الأقوال والأفعال الخاطئة التى تضعف القيادة الموحّدة للحزب و تخرّبها . و سيكون الصراع بين الذين يريدون تعزيز القيادة الموحّدة للحزب والحفاظ عليها و الذين يريدون إضعافها وتخريبها صراعا طويل الأمد ، و على كلّ شيوعي و شيوعيّة أن يحافظ بجسارة على القيادة الموحّدة للحزب من أجل تعزيز دكتاتورية البروليتاريا . كان ليو تشاوشي و لين بياو و مخادعون آخرون من الصنف نفسه و كذلك حفنة من المسؤولين الآخرين المتّبعين للطريق الرأسمالي المندسّين فى الحزب يريدون طبعا تخريب القيادة الموحّدة للحزب لبلوغ هدفهم الإجرامي ألا وهو تغيير طبيعة الحزب وبرنامجه و خطّه . لذلك ، قاموا بعدّة أشياء سيّئة . و بالرغم من إلحاق الهزيمة بليوتشاوشى و لين بياو ، لم ينته الصراع بعدُ . فى المستقبل ، يمكن أن يظهر دائما أشخاص من ذلك الصنف ، يمكن أن يلجؤوا إلى الحيلة لتخريب القيادة الموحّدة للحزب . لهذا علينا أن نظلّ منتبهين و أن نرفع من يقظتنا لنحبط المؤامرات التى يحيكها المخادعون من نوع ليو تشاوشي و لين بياو بغية تخريب القيادة الموحّدة للحزب . يجب أن نناضل بصرامة ضدّهم بروح ثوريّة للتجرّأ على المضيّ ضد التيّار . و فى صفوفنا ، هناك رفاق ورفيقات يعتقدون أنّهم متفوّقون و هم متعجرفون و لا يحترمون القيادة الجماعيّة للحزب و يتصرّفون كما يحلو لهم ، باتّين بصفة فرديّة فى المسائل الهامة ؛ و ثمّة أيضا رفاق و رفيقات لا يملكون فهما قويّا للحزب والذين فى ما يتعلّق بعمل القطاع الذى هو تحت مسؤوليّتهم ، لا يطلبون بصفة منتظمة جدّا الأوامر ولا يقدّمون ما يكفى من التقارير لمنظّمة الحزب من المستوى نفسه ؛ و هناك آخرون كذلك يفهمون القيادة الموحّدة للحزب بشكل إحادي الجانب ، إنّهم يعتقدون أنّ الإعتماد على قيادة الحزب تعنى الإرتهان له كلّيا سواء تعلّق الأمر بمسائل كبرى أم بمسائل صغرى ، يودّون دائما موافقة لجنة الحزب لمعالجتها ، و يمنعون اللجنة من الإعتناء بالقيادة الموحّدة للحزب . كلّ النقائص التى عدّدنا ليست مواتية لتعزيز القيادة الموحّدة للحزب .علينا أن نميّز بين مختلف هذه الحالات لمعالجتها و رؤية ما الأمر على صعيد الخطّ و مساعدة هؤلاء الرفاق و الرفيقات على رفع مستوى معارفهم و تصحيح مواقفهم . وعلى كلّ عضو وعضوة فى الحزب الشيوعي أن يوطّد فهمه للحزب و يوطّد روحه الحزبيّة البروليتارية ، ويرفع من مستوى وعيه للحفاظ على القيادة الموحّدة للحزب ، و يعارض التيّارات الخاطئة التى تهدف إلى إضعاف القيادة الموحّدة للحزب وتخريبها ويقاتلها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري