الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفيدرالية الجغرافية .. والسيد عبد الحكيم بشار!!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2017 / 3 / 6
القضية الكردية



بير رستم (أحمد مصطفى)
لقد عرفت الأخ "عبد الحكيم بشار" من خلال علاقتي بالحزب _وأقصد طبعاً البارتي_ وكنت أأمل أن نعمل في إطار التنسيق ضمن تيار فكري داخل الحزب لنؤسس لمشروع سياسي جديد مع عدد من الرفاق الذين يؤمنون بالتغيير والتجديد والفكر الحداثوي العلماني، لكن وللأسف فإن عوامل عدة منها ذاتية داخلية مرتبطة بالمجتمع الكوردي والبنية العشائرية لكل من كوباني والجزيرة وتكتلات الرفاق والمنافسات الماراثونية للوصول للمراكز القيادية وكذلك انتهازية البعض منهم وأخيراً التدخلات الكوردستانية و(الأمنية) لصالح البعض، فقد أفشل الفكرة والمشروع تماماً، بل دفعت مع عدد من الرفاق أثماناً باهظة لتلك السياسة المغامرة أو لتلك "الديمقراطية الطفولية" ولكن السيد بشار قدر أن يتلاءم مع الظروف كلها حيث من مهادنٍ للنظام إلى ثوري، بل من مهاجمٍ للإخوان إلى حليف سياسي ولا ألوم الرجل فهي السياسة وتقلباتها والسياسي المحنك هو الذي يكون قادراً الوقوف على رجليه في كل الظروف.

لكن تلك ليست قضيتنا، بل الموقف الأخير له حيث وفي مقالة مؤخرة له بعنوان؛ "من أجل الحفاظ على وحدة سوريا" يقول التالي: "إن اللامركزية الإدارية التي تتبناها المعارضة السورية بشكل عام ومهما كانت هذه اللامركزية موسعة والتي قد تضمن حكما ذاتيا للمحافظات فإنها تلبي طموحات وحقوق بعض المكونات ، ولكنها لا تلبي طموحات وحقوق جميع المكونات وانطلاقا من أن سوريا لكل السوريين فان حقوق كل المكونات يجب أن تكون مصانة بأقصى درجاتها ، لذلك يكون اعتماد الفيدرالية الجغرافية أو فيدرالية المحافطات هو الشكل الأنسب للدولة السورية والتي يجب أن تتوزع السلطة والثروة بين المركز والمحافظات مع ضمان اقتطاع جزء من واردات المحافظة لمصلحة خزينة المحافظة ، وفي حال إصرار بعض المكونات على اللامركزية الإدارية – وهذا حقهم الطبيعي – يمكن حينها اعتماد مستويين من اللامركزية في سوريا ، اللامركزية الإدارية للمكونات التي تطالب بها والفيدرالية للمكونات الأخرى ، وهذا الشكل من الدولة متوفر وقابل للتطبيق ، كندا مثال على ذلك". وبخصوص الواقع الكوردي يضيف أيضاً.

ويقول: "أما في ما يخص المكونات السورية ومنها الشعب الكردي في سوريا ، فأعتقد أن أفضل صيغة هي أن يقرر المكون نفسه الصيغة التي تناسبه في إدارة شؤونه المختلفة وعلاقته بالمركز دون أن يكون لأي طرف أو مكون آخر الحق في التدخل فيه طالما أن الحل المنشود يحافظ على وحدة سوريا ، وضمن الإطار الوطني ، ووفق الأسس والمبادئ المذكورة سابقاً ، وإنما يجب أن يتم التركيز على تاطير وتنظيم تلك العلاقة دستوريا" .طبعاً يبقى الحل الذي يطالب به بخصوص الكورد في إطار "الخيار الجغرافي" وإلا لا معنى لصيغة "اعتماد الفيدرالية الجغرافية أو فيدرالية المحافطات هو الشكل الأنسب للدولة السورية" والتي تشترط سلفاً وانطلاقاً من العنوان للمطالبة؛ " من أجل الحفاظ على وحدة سوريا". وهكذا فإن الفقرة الأخيرة من المقالة والخاصة بالشأن الكوردي تبقى مرتبطة بالشرط الأساسي ألا وهو المحفاظة على وحدة سوريا وبالتالي جاء الطرح الجديد للسيد بشار والقول بأن "الفيدرالية الجغرافية" هي "الشكل الأنسب للدولة السورية" وبالتالي لا مطلب لإقليم كوردستاني، كما كان يتم الترويج له كمشروع منافس لمشروع الإدارة الذاتية والأمة الديمقراطية!!

طبعاً لن أقول بأن طرح "الفيدرالية الجغرافية" هو طرح خاطئ وخاصةً في ظل الظروف الراهنة والانقسامات الدولية والإقليمية وكذلك للتداخل الديموغرافي لعدد من المناطق وعلى الأخص بين كوباني وعفرين، بل ربما تكون أفضل الصيغ حقيقةً، لكن يبقى السؤال الذي نود طرحه على الإخوة في الحزب الديمقراطي الكوردستاني والمجلس الوطني الكردي والذين كانوا يزايدون على الإدارة الذاتية وحزب الاتحاد الديمقراطي؛ بأنها تخلت عن كوردستان من خلال طرح مشروعها السياسي الذي لا يطالب بإقليم كوردستاني والآن ما هو ردكم وها هو المتحدث باسمكم في الائتلاف هو الآخر يطالب بفيدرالية جغرافية، فهل بعد كل هذه المناكفات والمشاحنات جاءتكم الفكرة والقناعة بأن "الفيدرالية الجغرافية هي الحل الأنسب"، أما إنها أوامر السلطان العثماني .. ورغم كل ذلك أود التأكيد؛ بأن قراءة الرجل وطرحه لعدد من النقاط جاءت موضوعية وعقلانية، مثل قضية فصل الدين عن الدولة حيث يقول: "فصل الدين عن مؤسسات الدولة بشكل كامل مع ضمان حرية المعتقدات والشعائر والطقوس الدينية وحرية عملها في المجتمع بشرط أن لا تحرض على الكراهية والعنف ولا تتعارض مع الدستور لأن من شأن هذا الفصل إلغاء كافة أشكال التمييز على أساس ديني أو مذهبي أو جنسي".

وأخيراً وبكل تأكيد هناك بعض الملاحظات السريعة على المقالة، لكن عموماً جاءت هذه المقالة متوازنة وموضوعية ونأمل أن تكون بداية جديدة للسيد عبد الحكيم بشار في مسيرته السياسية والتي عليها الكثير من الملاحظات والانتقادات .. وهكذا ورغم اختلافنا وخلافاتنا وفي عدد من المحطات السياسية والقراءات الفكرية، إلا أن موقفه الأخير يستحق التقدير والإشادة به لم طرحه من أفكار جيدة وصالحة للتأسيس عليه في مشروع وطني سوري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهادة فلسطيني حول تعذيب جنود الاحتلال له وأصدقائه في بيت حان


.. فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي




.. جوزيب بوريل يدعو إلى منح الفلسطينيين حقوقهم وفقا لقرارات الأ


.. تونس.. ناشطون يدعون إلى محاكمة المعتقلين السياسيين وهم طلقاء




.. كلمة مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة |#عاجل