الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روسيا تعمل للانتصار بدون اللجوء الى السلاح النووي

جورج حداد

2017 / 3 / 6
الارهاب, الحرب والسلام


من الثابت تاريخيا ان روسيا الفيديرالية (الجسم الاساسي والعمود الفقري للاتحاد السوفياتي السابق) قدمت اكثر ما يكون من التضحيات البشرية والمادية في الحرب العالمية الثانية (وتسمى في روسيا: الحرب الوطنية العظمى). ولكن هذا لم يجعل الشعب الروسي يتخلى، بل بالعكس جعلته يتمسك اكثر بتراثه الثقافي والاخلاقي التاريخي، الارثوذوكسي والاشتراكي، في خوضه الحرب على اسس انسانية ـ لاشوفينية. وللتدليل على ذلك نكتفي بتقديم الامثلة التالية من وقائع الحرب العالمية الثانية:
الروس كانوا يموتون والجنرالات الغربيون يتفرجون
أ ـ بالرغم من التضحيات التي لا توصف التي تكبدها الشعب الروسي وبقية الشعوب السوفياتية، وبالرغم من المطالبات السوفياتية الدائمة للحلفاء الغربيين "الدمقراطيين" بفتح ما سمي "الجبهة الثانية" في غرب اوروبا، من اجل التخفيف من آلام الشعوب السوفياتية والتعجيل في القضاء على النازية، ومع ان الهجوم الهتلري على الاتحاد السوفياتي بدأ في 22 حزيران 1941، فإن الجبهة الثانية (إنزال النورماندي) لم تفتح الا في 6 حزيران 1944، بعد ان اخترق الجيش الاحمر الحدود الالمانية.
الروس قاتلوا وضحوا لاجل كل شعوب العالم
ب ـ يجمع المؤرخون العسكريون ان معركة ستالينغراد الاسطورية لتي دامت حوالى ستة اشهر وانتهت في 2 شباط 1943 تمثل نقطة تحول ضد النازية في الحرب العالمية الثانية. وفي صيف 1944 كان الجيش الاحمر قد حرر جميع الاراضي السوفياتية واجتاز البلقان (رومانيا وبلغاريا الخ) واصبح على مشارف الحدود الالمانية. ولو كان الروس (وعموم السوفيات) يفكرون بطريقة شوفينية انانية، مثل الامبرياليين الغربيين، لتوقفوا عند هذه النقطة، وأنشأوا مواقع دفاعية قوية، وامتنعوا عن متابعة الهجوم وتقديم المزيد من التضحيات، وتخلوا عن مطاردة الجحافل النازية وتحطيمها في عقر دارها، وتركوها ووقفوا يتفرجون عليها وهي ترتد على اوروبا الغربية واميركا وتسحقهما، وبعد ذلك يكملون الهجوم الصاعق ضد برلين.
الروس انقذوا اميركا من القنبلة الذرية
ج ـ في الاشهر الاخيرة من الحرب العالمية الثانية كانت الغواصات الالمانية قد وصلت الى مشارف السواحل الاميركية، كما كان العلماء الالمان يسابقون الزمن لصناعة : الطائرة الشبحية، والطائرة الحربية النفاثة، والصاروخ، والقنبلة الذرية، والصحن الطائر (الذي يمكن ان يحمل اي نوع من الاسلحة كالطائرة بدون طيار)، والصاروخ ـ القنبلة الذرية او القنبلة الذرية الصاروخية ذاتية الاندفاع. ولو وقف الجيش الاحمر يتفرج ولم يقم باقتحام الاراضي الالمانية واقتحام برلين، لكان توفر الوقت الكافي لرجال قوات الصاعقة النازية المرعبة كي ينزلوا من الغواصات او بالباراشوتات ويجعلوا الارض الاميركية ترتج تحت ضربات اقدامهم. ولكانت المانيا النازية وجدت الوقت الكافي لانجاز اسلحتها الجديدة وضربت بها اميركا، وخصوصا بالقنبلة الذرية، ولجعلت اميركا تركع على ركبتيها.
روسيا بدأت العملية في سوريا مع الاستعداد الكامل للحرب النووية الشاملة
وحينما باشرت روسيا عمليتها العسكرية الجوية في 30 ايلول 2015، لمساعدة الجيش والشعب السوريين ضد الجيش "الاسلاموي" الارهابي الدولي الذي انشأته اميركا باسم "نشر الدمقراطية"، كانت الطائرات الحربية لاميركا وتحالفها الدولي تملأ الاجواء السورية بحجة "مكافحة الارهاب". وكانت اي لمسة جناح بين طائرة روسية واخرى اميركية او "تحالفية" قد تكون الشرارة التي ينطلق منها جحيم الحرب العالمية النووية الشاملة. وقد تبلغ الاميركيون والتحالف الدولي الخبر بوصول الطائرات الروسية قبل دقائق فقط من وصولها على طريقة "نحن قادمون... ابتعدوا من طريقنا". وتفاجأ الطيارون الاميركيون (وغيرهم اذا كان قد وجد) بأوامر القيادة الاميركية المذهولة التي كانت تزعق "الروس قادمون... ساعدوا الطائرات الروسية على الوصول الى اهدافها، والعودة سالمة". وقد تداركت القيادة الاميركية الموقف بهذه الحنكة والحكمة لاحتواء الموقف المفاجئ لانها كانت تدرك ان هذه الحملة الجوية الروسية انما كانت طليعة عملية ستراتيجية ـ جيوسياسية بحد ذاتها، وفي الوقت نفسه كانت العملية تجري انطلاقا من العقيدة العسكرية الروسية الجديدة، وان روسيا لن تسمح بأي تحرش بها وستعتبره تحرشا عدوانيا شاملا، وستضطر للرد عليه بهجوم نووي ساحق ماحق من الاراضي الروسية ومن البحار والمحيطات ومن الجو ومن الفضاء الكوني ذاته.
لم تعد توجد قوة على الارض تقف بوجه روسيا
وهذا يعني ما يعنيه بالضبط حرفيا. وروسيا "لا تناور" في هذا الشأن، وهي قادرة تماما على تنفيذ عقيدتها العسكرية، القائمة على توجيه الضربة النووية الشاملة الاولى والاخيرة ضد الكتلة الغربية بمجملها، ولم يعد يوجد في العالم بأسره قوة تستطيع الوقوف في وجه القوة الروسية.
روسيا تتمسك بمبادئها الانسانية
ولكن هذا لا يعني ابدا ان روسيا اصبحت تعتمد فقط على السلاح النووي، وتتخلى عن كل مبادئها ومفاهيمها واخلاقياتها الانسانية الشاملة، حتى تجاه شعوب الدول التي تخاصمها.
السلاح النووي سيصبح احتياطيا ستراتيجيا
انطلاقا من هذه المبادئ فإن روسيا تعمل بشكل حثيث لتطوير جميع الاسلحة الكلاسيكية البرية والبحرية والجوية والفضائية، ولاختراع اسلحة فيزيائية وروبوطية وحرارية واشعوية جديدة، ووضعها موضوع التطبيق، تمكنها من الانتصار الستراتيجي، العسكري والدبلوماسي، هي وحلفائها، في اي معركة اقليمية او قارية او عالمية تخوضها، بدون الاضطرار الى استخدام السلاح النووي، الذي يبقى احتياطيا ستراتيجيا كضرورة اخيرة.
تذكروا ماذا يقول سيرغيي شويغو
وعلى هذا الصعيد عقدت في MGIMO (معهد العلاقات الدولية التابع للدولة في موسكو) الندوة الثانية لعموم الشبيبة الروسية تحت عنوان "علاقات التعاون العالمي، العسكرية ـ السياسية والعسكرية ـ الاقتصادية: الاتجاهات المعاصرة".
وفي هذه الندوة القى وزير الدفاع الروسي سيرغيي شويغو ـ جنرال الجيش والمخطط الستراتيجي العظيم ـ محاضرة قال فيها: "ان الامكانيات الضاربة للاسلحة عالية الدقة لروسيا سنة 2021 سوف تتضاعف اربع مرات". وحسب تعبيره فإن هذا "يسمح بضمان أمن روسيا الفيديرالية بكل المقاييس والابعاد الحدودية" بدون اللجوء الى السلاح النووي.
وقد رد على هذه الاطروحة الجنرال ـ كولونيل سيرغيي كاراكايف قائد القوات الصاروخية الستراتيجية S M T قائلا "من السابق لاوانه القول ان السلاح النووي فقد دوره الرادع".
اما وزير الدفاع الجنرال شويغو فعاد واكد "ان الدور الرئيسي للقوات الصاروخية الستراتيجية S M T في ضمان أمن البلاد سيبقى حتى ذلك الوقت، حينما يمكن بنتيجة التطور العلمي ـ التكنولوجي او تبدل طابع العلاقات الدولية ان يفقد السلاح النووي دوره الرادع".
وفي الوقت ذاته، وحسب تعبيره، "فإن الاعتماد على الردع النووي في الافق القريب ينبغي ان يوفر الاحتياط الضروري من الوقت وتوازن القوى لاجل تكوين انظمة ووسائل جديدة للنزاع المسلح".
كما قال وزير الدفاع "من اجل ضمان الامن العسكري للدولة، ستبقى تقوم بدورها القوات ذات الاهداف العامة، والتي نعير تطورها اكبر قدر من الاهتمام".
تحديث كل الجيش الروسي
وذكر شويغو انه في نهاية السنة 2020 ستكون الجيوش البرية مسلحة بلا اقل من 70% باسلحة حديثة، ولا سيما الدبابات المصنوعة بناء على تصميم "آرمتا" وتصميم "اورغانيتس" والمدفع السيار 2𙴇.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل


دبابة آرمتا تقاتل ضد فصيلة دبابات في وقت واحد وتعمل كالروبوط


المدفع السيار 2𙴇 سريع الطلقات يلقط 20 هدفا في وقت واحد


الستراتيجي الكبير سيرغيي شويغو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة