الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استعراض عام لعمل أربع سنوات في محاولة تعزيز الحزب و الشبيبة الشيوعية اليونانية

الحزب الشيوعي اليوناني
(Communist Party of Greece)

2017 / 3 / 7
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية





موضوعات اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي اليوناني نحو المؤتمر ا�

الذي سيعقد في الفترة من 30 آذار/ مارس و حتى 2 نيسان/أبريل، 2017





الفصل الرابع


استعراض نشاط الحزب و مهامه الجديدة و شبيبته حتى مؤتمره ا�



استعراض عام لعمل أربع سنوات في محاولة تعزيز الحزب و الشبيبة الشيوعية اليونانية




37. لقد عمل الحزب بعد المؤتمر ا� ضمن ظروف معقدة وجديدة نوعا ما. فقد جلبت التطورات السياسية وإعادة ترتيب القوى السياسية البرجوازية، و المعارك الانتخابية المتكررة، و حكومة حزب سيريزا الاشتراكية الديمقراطية، نحو السطح مسائل جديدة تتطلب مواجهتها جهوزية سياسية و أيديولوجية و تنظيمية، مرتفعة للحزب، والمزيد من المتطلبات على جميع المستويات، اعتباراً من اللجنة المركزية و حتى المنظمات القاعدية الحزبية.

حيث كافح الحزب بثبات في ظل هذه الظروف المعقدة، متسلحاً بقرارات المؤتمرين ا� و ا�، حول المحور الأساسي الذي يحدد سمته باعتباره الطليعة الأيديولوجية و السياسية المنظمة للطبقة العاملة. و حاول تحسين نشاطه لكي يُدرج و يُربط تنفيذ مهام التفاف وتطوير الكفاح الشعبي حول المشاكل اليومية الحادة مع عملية التخمير والصراع من أجل تحقيق المهمة التاريخية للطبقة العاملة، وإلغاء العلاقات الاجتماعية الاستغلالية واستبدالها بعلاقات اشتراكية - شيوعية. و حاول ربط كل نضال اقتصادي و سياسي و في ظل أي توازن قوى قائم، مع واجب سياسي أساسي متمثل في الصراع من أجل سلطة العمال الثورية و التصدي لهجمة العداء للشيوعية.

حيث يتأكد عدم كفاية مجرد النضال لحل المشاكل المحتدة، على الرغم من أنه لا يزال مهما. بل على العكس تتبدى على نحو أكثر وضوحا، ضرورة توجيه الصراع من أجل القطع و الانقلاب مع محتوى مناهض للرأسمالية.

حيث لا يزال مطروحاً للتحقيق هدف امتلاك حزب "السراء و الضراء". و يجري ضمن هذه المحاولة و على حد السواء، استغلال كلا التجارب الإيجابية التي اكتسبناها في جميع جوانب عملنا (الجماهيرية والأيديولوجية والتنظيمية)، كما و السلبية المقابلة لها.

هذا و حصلت في السنوات الأربع منذ المؤتمر ا� بعض التغيرات الجوهرية في النظام السياسي البرجوازي، و أكثرها نموذجية هو إبراز سيريزا كحزب حاكم بالتعاون مع حزب اليونانيين المستقلين. حيث قامت حكومة سيريزا و اليونانيين المستقلين الناتجة عن الانتخابات البرلمانية التي جرت في 25 كانون الثاني/يناير 2015، في نهاية المطاف بتوقيع مذكرة ثالثة مع الاتحاد الأوروبي و البنك المركزي الأوروبي و صندوق النقد الدولي، والتي شملت بالطبع تدابير مناهضة للعمال و الشعب. و كان "إنجازها" المذكور المناهض للعمال و الشعب قد طبق بموافقة ودعم حزب الجمهورية الجديدة من موقع المعارضة الرئيسية كما وحزبي الباسوك و النهر.

وكان "الانجاز" الملحوظ لسيريزا مقارنة مع حكومات حزبي الجمهورية الجديدة و الباسوك،السابقة، قد تمثل في قدرته الأكبر على التلاعب بالقوى العمالية الشعبية من خلال تنمية التوقعات الزائفة جماهيرياً و من ثم دحضها. و ضمن محاولة سيريزا هذه، استغل رؤى تنتمي لفترات سابقة، و هي التي لا تزال قائمة في وعي جماهير عمالية شعبية واسعة. حيث تتعلق هذه الرؤى بطابع النضالات، ودور البرلمان البرجوازي والديمقراطية البرجوازية، ودور "القوى الأجنبية" مفصولاً عن خيارات الطبقة البرجوازية المحلية بعينها، و ما إلى ذلك.

38. و خلال كل هذه الفترة، قاوم الحزب الشيوعي اليوناني بقوة ضد الضغوط الهادفة لدعم هذه السياسة أو التسامح معها، وحذر، وكشف عن الطابع الحقيقي لسيريزا، وعلاقته مع الرأسماليين المحليين والأجانب، و مع مختلف المراكز الإمبريالية. و قد أحقت الحياة و بوضوح، تقديرات و مواقف الحزب الشيوعي اليوناني حول ضرورة توجيه الصراع الشعبي ضد رأس المال، والاتحادات الإمبريالية، والأحزاب البرجوازية من ليبرالية و اشتراكية ديمقراطية، ضد القديمة منها والجديدة.

و خاض الحزب الشيوعي اليوناني المعركة ضد طيف كامل من الانتهازية، و ضد قوى من داخل سيريزا وخارجه كان يضغط جوهرياً على الحزب الشيوعي اليوناني لاعتماد سياسة إدارة و حكم، لأنسنة النظام الرأسمالي المتعفن.

و طوال ا򟓄 سنوات استجاب الحزب الشيوعي اليوناني و بنجاح في الصراع الإيديولوجي والسياسي ضد:

• هدف تهميشه، كما و محاولات تصنيفه ضمن الأحزاب السياسية للنظام، و الرؤية القائلة "أن كل السياسيين متماثلون".

• هجمات "الصداقة" لينجر نحو خط "مناهضة المذكرات"، التي نفذت في البداية من قبل سيريزا وفي وقت لاحق من قبل حزب الوحدة الشعبية و قوى انتهازية أخرى بذريعة المطالبة زعماً ﺒ"توزيع أكثر إنصافا في ظروف التضحيات" .

• التشهير و تحريف دور الحزب الشيوعي اليوناني، في حركة جبهة التحرير الوطني وخاصة حول طابع جيش اليونان الديمقراطي.

• العداء للشيوعية و السوفيتية و ضد الفاشية و النازية، و رهاب الأجانب والعنصرية.

• الرؤية القائلة بأن الرأسمالية، على الرغم من المشاكل المتأصلة فيها والأزمة الاقتصادية والمزاحمة، وحتى الحروب، هي عبارة عن نظام أكثر تحملاً و هو الذي بالإمكان أنسنته و إكسابه سمة أخلاقية.

• الرؤية الانتهازية القائلة بأن التغيير في ميزان القوى (بين الطبقات المتناحرة وحلفائها) من الممكن أن يبدأ من خلال تغيير التوازن في البرلمان، عبر تسلق الحزب العمالي الشعبي نحو الحكم في ظل الرأسمالية، وعلى نحو مماثل على مستوى البرلمان الأوروبي و هيئات الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو.

لقد طور الحزب الشيوعي اليوناني عملاً أيديولوجياً و سياسياً داخلياً و عاماً، على نطاق واسع ضد الأوهام البرلمانية و سياسة الإصلاح (كما تتركز في الاعتراف و المطالبة ﺒ"مراحل وسيطة" بين الرأسمالية والاشتراكية الشيوعية)، التي سيطرت لعقود وما زالت تهيمن على الحركة الشيوعية عالمياً. حيث لم تخاض هذه المعركة الطليعية فقط ضمن صفوف الحزب و شبيبته و أتباعه، بل انتشرت أيضا نحو صفوف المتعاونين معه و بشكل أوسع داخل الحركة.

و على مدى هذا الصراع، تمثلت الأدوات الأيديولوجية والسياسية للحزب في "المجلة الشيوعية" و صحيفة "ريزوسباستيس" و منشورات دار"سيتخروني إبوخي"، و مجلة "أوذيغيتيس" و portal 902.

39. هذا و تبدى خلال عام 2015 عبر مختلف المؤشرات تحمل الحزب في ظروف ضغوط أيديولوجية سياسية كبيرة استهدفت تخليه عن استراتيجيته أو عزله عن الجماهير العمالية الشعبية. حيث تجددت القوى الحزبية و الشبيبية.

و ظهر اتجاه طفيف لتعافي الحزب من الآثار السلبية من عملية إعادة صياغة الاشتراكية الديمقراطية المستمرة منذ عام 2012 في صالح سيريزا، و من التبعات المتناقضة للأزمة الاقتصادية على مزاج الجماهير العمالية الشعبية. حيث ظهر الاتجاه المذكور في ظروف طفرة لكلا التيارين الإصلاحي والفاشي، و تراجع عالمي للحركة العمالية الثورية، و إسقاط معمم للبناء الاشتراكي وتآكل إنتهازي للحركة الشيوعية في العالم.

حيث تسلح الحزب بمعالجات و قرارات جديدة للعمل في صفوف الشباب، من خلال عملية "المؤتمر المنعقد على الصعيد الوطني حول موضوع الشبيبة و حركتها و نشاطنا ضمن الأعمار الصغيرة" (كانون الأول/ديسمبر 2013)، كما و عبر عملية انعقاد المؤتمر ا� للشبيبة الشيوعية اليونانية (كانون الأول/ديسمبر 2014).

كما و أجرى الحزب جلسة موسعة للجنته المركزية (كانون الأول/ديسمبر 2015) حول موضوع إعادة تشكيل الحركة العمالية، وعمل الحزب في الطبقة العاملة وبناء الحزب ضمنها، مع تحديث وتسليح الحزب والحركة عبر قرارات وأهداف النضال في الظروف الحالية.

و خاض معارك انتخابية متعاقبة: الانتخابات النيابية العامة (في كانون الثاني/يناير 2015 و أيلول/سبتمبر 2015)، و استفتاء تضليل و خداع الشعب (تموز/يوليو 2015)، وانتخابات البرلمان الأوروبي والانتخابات البلدية والإقليمية (أيار/مايو 2014). حيث طور خلال كل هذه المعارك نشاطاً تنويرياً مهماً، مع إيصال الاقتراح السياسي للحزب الشيوعي اليوناني ومواقفه، نحو الجماهير الواسعة من العمال و الموظفين، وغيرهم من الشرائح الشعبية.

و نمى التفاف القوى حول جبهة النضال العمالي "بامِه"، كما و نفوذ الحزب ضمن قوى مناضلة ضمن صفوف صغار و متوسطي المزارعين، و صغار الكسبة. و كُثف من نشاط المرأة ضمن الحركة النسائية الجذرية. و ازداد النفوذ السياسي للحزب والشبيبة الشيوعية ضمن الجامعات والمعاهد التقنية.

و بعد عامين على انعقاد المؤتمر ا�، ناقشت اللجنة المركزية على نحو مخصص "مسائل تحسين التثقيف الحزبي الداخلي وترقية العمل الأيديولوجي"، مؤكدا على العلاقة بين النظرية الثورية والنشاط السياسي الثوري كعنصر في هوية الحزب، الشيوعية. حيث نظمت المزيد من مدارس التثقيف الماركسي، على مستوى المنظمات الإقليمية والقطاعية للحزب و الشبيبة الشيوعية. و سجل ارتفاع في تداول الكتاب الأيديولوجي - السياسي - التاريخي من إصدارات"سينخروني إبوخي"، و بشكل رئيسي كانت هناك زيادة ثابتة في تداول"المجلة الشيوعية". و تكاثفت زيارات وسائل إعلام الحزب على الانترنت (Portal 902، و مواقع الحزب و الشبيبة الشيوعية و صحيفة "ريزوسباستيس، و غيرها). حيث وضعت اللجنة المركزية أهداف زيادة تبادل المنشورات حتى عام 2018 تكريماً للذكرى ا� للحزب، باعتباره مؤشراً معصوماً عن الخطأ، في فولذة الوعي الشيوعي.

و انشغلت اللجنة المركزية خلال اجتماع مخصص، بضرورة زيادة التوزيع اليومي و أيام الأحد للسان حال الحزب صحيفة "ريزوسباستيس" كرفيق إرشادي لا غنى خلال النشاط اليومي لكل عضو و كادر في الحزب الشيوعي اليوناني و الشبيبة الشيوعية.
.


مصيرية هي عملية مطابقة النشاط التوجيهي مع الحاجات اليومية. حيث تتمثل حلقتها بالهيئات القطاعية




40. على الرغم من هذا الاتجاه التصاعدي الطفيف، تصر اللجنة المركزية على تقييم نشاطها التوجيهي، ومستوى تدخل الحزب والمنظمات الحزبية و الشبيبية، على أساس الحاجات الموضوعية للصراع الطبقي المتعدد الأوجه.

حيث كان القرار السياسي للمؤتمر ا� قد ذكر في تقديره: "ينبغي على الهيئات الحزبية بدءاً من اللجنة المركزية و حتى المنظمات القاعدية أن تطابق نشاطها مع احتياجات الصراع الطبقي، و أن تغدو أركان معارك فعلية و أن تستغل كل معقل مقاومة من القاعدة مع تعميم تجربة الصراع. و ينبغي أن تتزايد مبادرات المنظمات الحزبية في حشد وتنظيم الجماهير، و أن يجري إعلام أتباع الحزب بصورة منتظمة وبشكل دائم مع تقييم ودمج اقتراحاتهم المنبثقة عن تجربة النضال الطبقي، في مخططاتنا".

إن هذا الهدف، الذي يلخص المتطلبات الحالية للنضال لا يزال هدفاً مطروحاً -على الرغم من الخطوات الهامة التي أنجزت- اعتباراً من اللجنة المركزية و حتى المنظمات القاعدية. و هو مرتبط ارتباطا مباشرا مع تعزيز قدرة الحزب ليكون بمثابة "حزب السراء و الضراء" لحشد القوى في جميع الظروف، و على حد السواء في ظروف انتصار الثورة المضادة، و تراجع الحركة، و الأزمة الاقتصادية و اختطاف مكاسب سنين مضت، والصدامات الإمبريالية المحلية أو الحرب الأكثر تعميماً، كما و في ظروف صعود حاد للصراع الطبقي، و انتفاضة الجماهير، و تشكُّل حالة ثورية موضوعياً.

إن بناء مثل حزب مماثل اليوم، قادر على التأثير أيديولوجياًَ و سياسياً على نحو أكثر حسماً و على تحريك الجماهير، هو عبارة عن مسؤولية رئيسية للفترة المقبلة للجنة المركزية للحزب، بعينها، وللجان المنطقية والمجلس المركزي للشبيبة الشيوعية اليونانية. و على الرغم من ذلك، فإن الحلقة التي ينبغي تعزيزها على نحو أكثر حسما هي الهيئات القطاعية، و هو ما يتطلب بالتأكيد تحسين و تفصيل العمل التوجيهي لهذه الهيئات.

إن مفهوم التفصيل يُفهم في كثير من الأحيان على نحو شكلي بحت، عبر النزوع نحو استنفاد الإشارات نحو الجهات الفاعلة المحلية و المصانع المحلية والبلدية المحلية، وما إلى ذلك. و مع ذلك، إن تخصيص و تفصيل النشاط يعني تقديم المساعدة من اللجنة المركزية و لجان المنطقيات لكي تتمكن الهيئات القطاعية من اكتساب القدرة على تكييف التوجهات العامة، لا مجرد تكرارها، مع الوقوع في تنظيمية عقيمة و تفتيش شكلي- في معطيات حيز نشاطها، مع الأخذ بعين الاعتبار عددا من العوامل (التركيبة الاجتماعية، مستوى المعيشة الفعلي، الرؤى المتواجدة و ما إلى ذلك). و من ثم أن تقوم بتعميم خبرتها الخاصة، مغذية بالتالي عبر مادة جديدة عملية صياغة التوجيهات و المعالجات المركزية الجديدة. إن اكتساب هذه القدرة يشترط وجود قدرة دراسة تأثير التطورات العامة في مجالها الخاص. إن عملية التفصيل تعني وضع تراتبية الأهداف على أساس الأهداف الرئيسية لإعادة تشكيل الحركة العمالية، وتعزيز التحالف الاجتماعي، و الإنضاج الفكري والسياسي للكوادر و الأعضاء، و خوض صراع أيديولوجي مستقل كما و داخل الحركة. إننا بصدد فعاليات تخدم ذات توجه الصراع، دون أن تكون متطابقة بينها فيما يتعلق بعمق و غرض الصراع الطبقي.

إن تدابير الهيئات القطاعية و رصدها اليوم، لم يكتسب هذا التوجه. و نتيجة لذلك، يصعب عليها دراسة التطورات في مجال نشاطها واستخلاص الاستنتاجات من الخبرة، و في العديد من الأحيان تقتصر عملية الرصد حصراً على النتائج العددية للعمل. إن المسألة ليست فقط على وجه الحصر أو كلياً، تنظيمية. بل هي على هذا النحو فيما يتعلق بشق اتخاذ التدابير ورصد تنفيذها حتى امتلاك هذه القدرة. و غني عن القول أن هذا يتطلب أيضا استخدام دراسة عبر النقد والنقد الذاتي الجماعي لتاريخ الحركة الثورية المحلية والأممية والبناء الاشتراكي، بمعنى أن الخبرة الفردية و حتى الجماعية ليست بكافية.

و في عدم تطابق العمل الإرشادي مع متطلبات اليوم، تؤثر الإستهانة بواقعة عجز حتى أكثر النشاط طليعية في النضال عن قدرة المعالجة والتعميم و أن يسهم بحد ذاته بشكل ناجز في التوعية السياسية الطبقية و إنضاجها. في هذه المسألة لا بد من طرد الرؤى الخاطئة التي تؤثر علينا باعتبارها قوة عطالة من الماضي. حيث بإمكان الكفاح اليومي الطليعي و امتلاك روابط وثيقة و صلبة في مواقع العمل، أن يُسهم بشكل حاسم في التوعية السياسية حصراً إذا ما ترافق مع مداخلة الحزب الأيديولوجية والسياسية.

وبعبارة أخرى، من المطلوب -إلى جانب رد الفعل الطبقي، والمزاج الشيوعي العفوي و موقف الحياة- وجود مستوى معين من الفكر المادي الجدلي. و من المطلوب وجود معرفة جيدة للخلاصات التي عولجت بشكل جماعي و المتعلقة بتاريخ الحزب والحركة الشيوعية الأممية في ترابط مع حد أدنى ولكنه مرضٍ، لاستيعاب موضوعات الفلسفة الجدلية المادية، والتحليل الماركسي للاقتصاد الرأسمالي، وحتميات المجتمع الاشتراكي الشيوعي في ترابط مع الاستنتاجات من البناء الاشتراكي في القرن ا�. و من المطلوب وجود معرفة جيدة لمواقف و معالجات الحزب لسلسلة من المسائل الاقتصادية و الاجتماعية السياسية.

و عبر حيازة السمات المذكورة حصراً، سيمتلك العمل التوجيهي الذي يرشد الهيئات و المنظمات القاعدية، محتوى جوهرياً، ضمن رصد المسائل العامة والخاصة للصراع، و في معالجة و تفصيل مداخلتنا، وتعميم تجربة هذا التدخل. إن المسألة الرئيسية التي يجب أن تشغلنا، لا تكمن فقط في إذا كنا نعمل أم في كمية عملنا بل في كيفيته.

إن محاولة الإسهام المحددة للهيئات في الصراع الإيديولوجي السياسي باعتباره عنصرا أساسيا في تخطيط و رصد عملها، يساعد بموضوعية على استيعاب معالجاتنا، و يعطي دفعاً لدراسة نظريتنا الكونية، و الاستفادة من صحيفة "ريزوسباستيس" و "المجلة الشيوعية" و الكتاب السياسي، في حين يزود بمواد (وقائع، أسئلة آراء و موضوعات) للمعالجات و الاتجاهات المركزية.

إن إحدى العقبات الأخرى التي نواجهها في محاولتنا المذكورة، هي واقعة تأثير الاتجاه العام الملحوظ في المجتمع لإحلال المعلومة في موقع المعرفة داخل الحزب. لقد تصدعت إلى حد كبير علاقة الشيوعي بالقراءة والدراسة. حيث يخلق هذا-عدا الصعوبات الأخرى- مخاطر حضور فجوة و تباين في المستوى، ينجم عنها تبعات متعددة فيما يتعلق بالسمة الجماعية وفي السيطرة.

إن معيار تقدم العمل التوجيهي هو زيادة قدرة قوانا على عرض استراتيجية الحزب في تعارض مع الخيارات الاستراتيجية والتعديلات المرافقة للسياسات البرجوازية، في صياغة ظروف تساهم في إعادة صياغة الحركة العمالية وتعزيز التحالف الاجتماعي، و في التفاف و حشد و إعداد قوى عمالية شعبية في الصراع من أجل السلطة. و معيار التقدم هو قدرة قواتنا على إثبات تفوق الاشتراكية، و توجيه السخط الشعبي على نحو فعال ضد الخصم الفعلي، و التصدي للمحاولات البرجوازية لاحتوائه ضمن قنوات غير خطرة على النظام. حيث ينبغي بالطبع أن تأخذ هذه المحاولة في اعتبارها، المستوى الفكري والسياسي للجماهير، لا من أجل الرضوخ له و التحجُّم ضمنه، بل باعتبار ذلك لكن شرطاً أساسياً للنهوض به.

إن الاستحواذ على المستوى الأيديولوجي والسياسي الذي تتطلبه الظروف الراهنة هو عملية مستمرة صعبة جدا و ذات مطالب كبيرة، و هي التي ينبغي أن تطور على المستوى الجماعي والفردي إلى جانب العمل الطليعي في النضالات العمالية الشعبية.

41. إن الخلفية الأيديولوجية للهيئات الحزبية هي عبارة عن مقدمة أساسية لوظيفتها، باعتبارها أركان التوجيه الفعلي للمعركة، و من أجل تعزيز مبادرة المنظمات الحزبية في حشد وتنظيم الجماهير الشعبية، و من أجل دمج و استغلال المقترحات المنبثقة من خبرة الصراع الطبقي ضمن تخطيط العمل الحزبي. وهي مقدمة لتطوير جبهة أيديولوجية سياسية صائبة في قطاعات الصناعة و غيرها ضمن الاقتصاد الرأسمالي، و في جميع مستويات التعليم و مجال الثقافة والرياضة، و مسألة إنصاف و إعتاق المرأة، و حركة المزارعين و صغار الكسبة في المدن.

إن مواصلة العمل على تطوير الخلفية الأيديولوجية للهيئات، و لكل عضو بشكل مستقل، هي عبارة عن مقدمة لتنمية قدرات الحزب في التنوير الجماهيري و تحسين وسائل الإعلام و الدعاية و التنوير التي يملكها الحزب و لتخصيص كوادر في هذا المجال الخاص و المُتطلِّب.

و يتعين على الهيئات القطاعية إجراء مناقشة على نحو مخطط في المنظمات القاعدية حول مواضيع أوسع، واستخلاص الخبرة من هذا النقاش، و أن تحاول أن تعممها على مستوى الهيئة. و لا ينبغي أن تقود أولويات مناقشة هذه المسائل من قبل الهيئات إلى "تأجيل إلى أجل غير مسمى" لقضايا أخرى تشغل الأسرة العمالية الشعبية يومياً، و التي تمتلك والسلطة البرجوازية لها آليات و وكالات متعددة الأشكال، تفعِّلها في مواقع العمل، و الإقامة و الدراسة مع تدخلها الفاعل (كالبلديات والمنظمات غير الحكومية، والكنيسة، و مختلف الوكالات الحكومية، قوى القمع و ما إلى ذلك).

42. تتمثل بعض المسائل الأخرى في العمل الإرشادي و التي ينبغي أن نركز اهتمامنا عليها فوق أساس استعراض عمل الحزب، في:

• الاستخدام اليومي للصحافة الحزبية كأداة للإرشاد المباشر و الناجع، و من أجل التمرير الأسرع للخط التوجيهي دون إجراء العديد من الإجراءات المستهلكة للوقت. و ترتبط هذه المسألة مباشرة مع زيادة تداول صحيفة "ريزوسباستيس"، و أيضا لغيرها من المنشورات الحزبية. إننا بصدد الالتزام شخصي لكل عضو من أعضاء الحزب، كشرط لا غنى عنه لينشط بشكل موجه في موقع العمل والسكن والتعليم.

• الإرشاد على أساس أهداف إعادة صياغة الحركة العمالية وإقامة تحالف اجتماعي. حيث ترتبط هذه المسألة بتنظيم وتحريك القوى العمالية الشعبية و بوظيفة و نشاط حوامل الحركة، في حين هو معقد للغاية وخاصة في الهيئات القيادية الجغرافية، دون أن يعني ذلك بأنها مسألة محلولة في الهيئات القطاعية. حيث ينبغي أن يخدم تقسيم عمل الهيئات و انتشارها المحاولة المذكورة، إجمالاً. و تتمثل مسألة مصيرية في التعبير عنها في كل حي سكني في المراكز الحضرية الكبيرة كما و في الأصغر منها في الريف، وتنظيم العمال في النقابات و فروعها في جميع فروع القطاع الخاص و قطاع الدولة، وتنظيم صغار الكسبة في المدينة والريف، و التلاميذ و الطلاب و نساء الأسر الشعبية. و من المطلوب في وقت واحد مع ما سبق، بذل محاولة تنظيم النشاط المشترك للقوى الشعبية من خلال اللجان الشعبية وغيرها من أشكال التجمعات، لتعميق مضمون النضال من أجل تعزيز التحالف الاجتماعي في توجه مناهض للرأسمالية و الاحتكارات بهدف الظفر بالسلطة العمالية. حيث ينبغي أن يكون هذا الموضوع الأساسي في توجيه الهيئات.

• حشد قوانا و نشرها وفق معيار البناء في القطاعات الرئيسية (الصناعية و ذات الأهمية الاستراتيجية، وما إلى ذلك)، و تنظيم للعمال، و لا سيما الأصغر سنا ضمن الحركة. وعلى الرغم من الخطوات الهامة التي جرت في هذا الاتجاه، من المطلوب قيام تحول أكثر جرأة في التوجه نحو الأعمار الإنتاجية و نحو نشر قوانا المقابل لذلك.

• القدرة والجهوزية أمام المنعطفات الحادة للصراع الطبقي. وهما متعلقتان بالجهوزية الايديولوجية و السياسية و و الاستعداد المقابل لهما. و يتعلق بتدابير من الواجب اتخاذها اليوم في عدد من المجالات وبالتوجيه والتدريب و المداخلة و البناء في سلسلة من المواقع ذات الأهمية الاستراتيجية المرتبطة بالقدرة و الإمكانية على النشاط ضمن ظروف متطورة على نحو مفاجئ.
.


محاور التركيز التدخل الإيديولوجي للحزب




43. لا تزال نواة العمل الفكري بالنسبة للفترة القادمة حتى المؤتمر ا�، متمثلة باستيعاب العميق لبرنامج الحزب، وللاستنتاجات المستخلصة من بناء الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي، وأيضا من تلك المنبثقة من دراسة تاريخ الحزب، اعتباراً من تأسيسه و حتى أزمته عام 1991، كما و من تاريخ الحركة الشيوعية الأممية.

لقد وصلت قوى حزبية و شبيبية كما و دائرة نفوذ الحزب إلى درجة كبيرة من استيعاب جوانب البرنامج المتعلقة بالطابع الاشتراكي للتغيير الثوري والميزات الأساسية للمجتمع الاشتراكي الشيوعي، القادرة موضوعياً على تقديم منفذ للمسائل الاجتماعية المتفاقمة، و للحاجات المعاصرة للطبقة العاملة والشرائح الشعبية.

ومع ذلك، فهناك حاجة إلى تعميق استيعاب تلك الجوانب من البرنامج المتصلة بالعلاقة بين الظروف الموضوعية والذاتية المطلوبة لكي يتخذ الصدام الطبقي طابع انقلاب ثوري. حيث موجود هو خطر الاستهانة بضرورة تطوير العامل الذاتي في ظروف غير ثورية، نظراً للواقع الشديد السلبية في ميزان القوى عالمياً. و على المقلب الآخر، حاضر هو خطر الاستهانة بالعنصر الموضوعي في تطور التوازن بين الطبقات المتناحرة، ضمن محاولة التغلب على احتمال الاستهانة المذكورة أعلاه. حيث تتطلب الرؤية الصحيحة لهذه العلاقة، و في المقام الأول، إدراك التناقضات الداخلية للرأسمالية التي تؤدي إلى وقوع أزمات اقتصادية عميقة متزامنة و أزمة في الأحزاب البرجوازية و تفاقم التناقضات داخل التحالفات الإمبريالية و لتصعيد عسكري محتمل لهذه التناقضات و لغيرها.

إن الحزب الشيوعي مدين -كحزب موجود على طرف نقيض مع أحزاب الإدارة البرجوازية- برصد هذه التطورات، لكي يتمكن من مفاقمتها قدر استطاعته و استغلالها لمنفعة الانقلاب الثوري.

حيث ينبغي أن يكون مفهوما واقع الميوعة الكبير في تطورات و تفاعلات النظام الرأسمالي العالمي، و في الاقتصاد الرأسمالي. حيث بالإمكان أن يتحول و على نحو سريع في الغد، ما يبدو اليوم لنا ساكناً و غير قابل للتغيير. و أكثر من ذلك بكثير، حيث تتراكم الآن عناصر قادرة على إحداث تغييرات و تحولات فجائية. و بهذا المعنى، فما من أحد قادر على تنبؤ خلاصة مسار الأحداث، واحتمال تفتح صدوع، و خلق فرص و مقدمات لانقلابات مفاجئة في ميزان القوى. و من هذا المنطلق هناك حاجة لجهوزية أيديولوجية - سياسية - تنظيمية متنامية يوميا ضمن ظروف غير ثورية.

و يتمثل جانب آخر لهذه المسألة في الفهم الأفضل للعلاقة الجدلية بين ميزان القوى المحلي والإقليمي والدولي للصراع الطبقي. حيث لا تلغي حقيقة إعطاء كل حزب شيوعي الأولوية لتوجيه الصراع الطبقي في بلاده بهدف إلغاء الاستغلال، أهمية توازن القوى الإقليمي -على الأقل- في مسار تطور الصراع الطبقي في بلد أو مجموعة من البلدان.

حيث يُثبت تاريخ فترات الصعود الثوري للحركة العمالية والثورات العمالية، أن الصعوبة الرئيسية التي واجهت القوى الثورية، تمثلت في غياب المقدمات الذاتية لانتصار الثورة خلال اندلاع الحالة ثورية، لا في سيطرة ظروف استقرار رأسمالي في المنطقة المحيطة كافية لخنق انتفاضة تقوم في بلد ما أو في مجموعة بلدان.

44. و تتمثل مسألة رئيسية من أجل تحقيق الاستراتيجية الثورية، في العلاقة بين الحرب الإمبريالية وزعزعة استقرار السلطة البرجوازية في جميع صيغها. حيث من الممكن أن يقود تفاقم الأزمة الاقتصادية واحتمال تصاعد التناقضات الإمبريالية البينية نحو صراعات عسكرية أو حتى إلى حرب إمبريالية معممة، و أن تنشأ ظروف زعزعة استقرار السلطة البرجوازية، كالمذكورة، أسواء في اليونان أو في بلدان أخرى في المنطقة.

و في حال الإشتباك الحربي لليونان في حرب و تدخلات إمبريالية، يجب على الحزب- -مع دفاعه عن مصالح الطبقة العاملة و الشعب اليوناني- أن يقود تنظيم الصراع العمالي الشعبي لإخراج اليونان من الحرب الإمبريالية. و هو ما لا يتطلب فحسب هزيمة أي امبريالي محتمل غازٍ –بمعزل عما إذا كان "حليفاً" أو "خصماً مؤقتاً لطبقة البلاد البرجوازية- بل من أجل الهزيمة الناجزة للطبقة لبرجوازية المحلية بعينها. و على هذا النحو حصراً، سيكون بالإمكان انتقال السلطة إلى الطبقة العاملة كما و تحقيق المنفذ من همجية النظام الرأسمالي، الذي يجلب و بالتناوب، تارة للحرب و طوراً ﻠ"السلم" الإمبريالي المفروض مع المسدس في رأس الشعوب، ما دام مسيطراً كنظام و مُعملاً في تعفنه.

و في حالة اندلاع حرب كهذه، ينبغي على اللجنة المركزية و عبر جهوزية مماثلة، أن تقيِّم خطوة بخطوة مسار الحرب الإمبريالية، لكي تتدخل على نحو ناجز و صائب، لإعداد القوى العمالية الشعبية. حيث بالإمكان وجود فترة طويلة لمشاركة البلاد في الحرب الإمبريالية دون حضور حالة ثورية، و خاصة في حالة تعرضها للغزو و الاحتلال. و بالتأكيد، مطلوب هو قيام عمل مخصص للغاية في ظروف غير الثورية من أجل النجاح في إيجاد مقدمات هزيمة الطبقة البرجوازية المحلية والأجنبية. إننا بصدد عمل يتسم بصعوبات خاصة لا تُحلُّ ببساطة عبر بعض الشعارات العامة لإدانة الحرب الإمبريالية أو للخروج منها، في حين يشمل قضايا متعددة، تنبغي دراستها باستمرار من قبل الطليعة السياسية.

و إجمالاً، يُحسم إنضاج العامل الذاتي في الظروف الثورية، من خلال عملنا القائم في الوقت الحاضر: من النضوج الأيديولوجي والسياسي، و استيعاب برنامج الحزب، والقدرة على العمل في كافة الظروف، ولكن أيضا من تربية الجماهير العمالية الشعبية على النشاط اليوم، في اتجاه مناهض للرأسمالية و الاحتكارات.

و من المطلوب بالتوازي مع الفهم الأعمق لهذه المسائل في علاقة جدلية للعوامل الموضوعية و الذاتية للثورة، وجود الصمود الشيوعي، لكي يكافح الشيوعي في ظروف غير الثورية دون أن يُدمج في فترة "الشرعية" و "السلمية"، نسبياً.

إن هذه هي المسألة الرئيسية التي ستواجه الشيوعيين، أيديولوجياً كما و باعتبارها موقف حياة وخاصة لجيل الشباب منهم. لقد كان لمجمل الفعاليات التي أقيمت حتى الآن، ضمن مسار الاحتفال بمرور ا� عام على تأسيس الحزب الشيوعي اليوناني، تأثير إيجابي مضاعف على القوى الحزبية وخصوصا على الشبيبية الشيوعية، من رفاق و رفيقات. وتشمل الأهداف التي وضعت للعامين المقبلين لتكريم هذه الذكرى، إنضاج القوى المنظمة في الشبيبة الشيوعية اليونانية و تلك المتواجدة في محيطها و تربيتها وزيادة كفاحيتها و معنوياتها.

45. و أمام النشاط الأيديولوجي و السياسي للذكرى ا� للحزب والذكرى ا� للشبيبة الشيوعية اليونانية، ينبغي أن يمتلك التنوير حول الطابع الاشتراكي للثورة و السلطة والاقتصاد عمقاً أكبر من ناحية المحتوى كما و تفسير أسباب و سمة انقلابات الثورة المضادة. حيث تتمثل مقدمة أساسية لذلك، في محاولة التصدي للهجمة البرجوازية و الانتهازية من مواقع معرفة حتميات المجتمع الرأسمالي كما و نظيراتها للاشتراكي الشيوعي.

و لا تزال هناك مكامن ضعف كبيرة من ناحية فهم هذه الحتميات. حيث تنعكس مكامن الضعف هذه في الرؤى عن "اجتثاث التصنيع" بسبب الأزمة الاقتصادية و "نزع السمة اليونانية"بسبب تعزيز آليات الرقابة الاتحادية الأوروبية أو نتيجة عمليات الدمج والاستحواذ على مجموعات احتكارية كبيرة، كما و الكلام عن "الخصوصية اليونانية" فيما يتعلق بالحصص الكبيرة للأنشطة الاقتصادية التي تصنف من قبل الهيئات البرجوازية باعتبارها "خدمات" و الكلام عن "نقص الاستهلاك" أو "الإفراط في الاستهلاك" أو عن أسلوب إدارة الديون المالية باعتبارها أسباباً للأزمة الاقتصادية الرأسمالية و ما إلى ذلك.

و تتمثل مشكلة مماثلة أخرى في الربط الخاطئ بين مؤسسات الدولة الرأسمالية و وحدة الإنتاج الاشتراكية.

و بمعزل عن مواقف الحزب ذات الصلة، ينبغي أيضاً أن تساعد أهداف نضال الحركة النقابية في تشديد الصراع ضد هذه الرؤية، و إبراز التباين الكامل لهاتين الصيغتين من أشكال تنظيم الإنتاج. حيث لا ينبغي أن تخفي أوجه التشابه الموجودة في مسائل كمحاولات إلى خفض تكاليف العمل أو المواد الخام، الفرق الجوهري بينهما، و هو الذي ينبع من علاقات ملكية مختلفة جذريا و يصب في مصلحة قوى اجتماعية مختلفة.

كما و ينبغي أيضا زيادة عرض أهداف نضال الحركة العمالية في مواقف الحزب، و على حد السواء للحاجات الشعبية المعاصرة التي تحددها الإمكانيات الحالية للعلم والإنتاج، كما و إبراز شروط و مقدمات تلبيتها.

و كما يتبدى بسهولة، فإن كل هذا يتطلب فهما أعمق لحتميات حركة الاقتصاد الرأسمالي و للسمات الخاصة لكل مرحلة و ظرف، كما و تفسير التطورات الاقتصادية والسياسية الجارية (البطالة وتخفيض الأجور، وتداول الحكومات، وما إلى ذلك) في ضوء هذه الحتميات والمقارنة بينها وبين حتميات الإنتاج الاشتراكي وعواقبها على منتجي الثروة.

46. من المطلوب استيعاب موضوعة كون الطبقة العاملة هي الطبقة الثورية موضوعياً، و كونها بانية المجتمع الاشتراكي الشيوعي، و كونها و بالتالي قوة قيادية مقارنة مع القوى الشعبية الأخرى. إن الحركة العمالية وحدها هي القادرة على اتخاذ ملامح ثورية، و التطور لتغدو حركة ثورية وفية، في حين تعجز حركات القوى الشعبية الأخرى أن تغدو حوامل وفية لرفض الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج. وفي الوقت نفسه، من المطلوب استيعاب الأطروحة القائلة بأن الدور القيادي للطبقة العاملة في الثورة، يفيد موضوعياً صغار الكسبة الحاليين (الأفراد منتجي السلع) مقدماً لهم منفذاً من مشاكلهم الحالية عبر منظور دمجهم ضمن العمل الاجتماعي المباشر. و يضمن الحزب الشيوعي اليوناني باعتباره الطليعة الأيديولوجية والسياسية العمالية في اليونان، إبراز ضرورة العمل المشترك لصغار الكسبة مع الطبقة العاملة في ظل الرأسمالية، كما و تكاملهم السلس في الإنتاج الاجتماعي المباشر ضمن الظروف الاشتراكية الشيوعية.

هذا و ستواجه محاولات تطوير الكفاح ضد الرأسمالية و من أجل السلطة العمالية، باستمرار، ضغوطاً متجددة تمارسها قوى انتهازية و برجوازية أو حتى جماهير عمالية شعبية مضللة، من أجل حلول سياسية لإدارة "داخل جدران الرأسمالية" تحت يافطة الوحدة الوطنية.

و تقوم هذه النداءات بإخضاع مصالح الأغلبية الشعبية الكبرى لمصالح أقلية الطبقة البرجوازية المُستغِلَّة. حيث تتنامى مخاطرها في ظروف إعادة تراتبات الهرم الامبريالي وزعزعة التحالفات الإمبريالية وظهور جديدة منها، و ظروف أزمة أحزاب برجوازية حكومية و ظهور جديدة منها، و ظروف إعادة تسخين المواجهة بين الليبرالية البرجوازية و الاشتراكية الديمقراطية، وبين البرلمانية البرجوازية و الديكتاتورية الفاشية أو العسكرية، و بين التحديث البرجوازي و بين المخلفات الدينية و العرقية و غيرها.

و لا تزال مسألة أساسية للكفاح الإيديولوجي والسياسي للحزب، متمثلة في قدرة الحزب على مكافحة الأوهام القائلة بإمكانية الإنتقال نحو الإشتراكية من خلال الإصلاحات البرلمانية والتحسين التدريجي للتوازنات الانتخابية، كما و قدرة كشف الدور الموضوعي الذي تضطلع به كل حكومة برجوازية، و إبراز و استغلال الخبرة التاريخية الأقدم كما والمعاصرة من عدد من بلدان أوروبا وأمريكا اللاتينية و سواها، ضمن هذا الاتجاه.

حيث تثبت كلٌّ من نظرية وتاريخ الحركة الشيوعية، بأن إعلان الطابع الاشتراكي للثورة والسلطة هو ركيك، حينما تتخلله في الممارسة أهداف حكومية انتقالية في ظل الرأسمالية، تحت ذريعة الأزمة الاقتصادية المديدة، و تشديد عنف الدولة و أرباب العمل، و الإرهاب السافر الممارس بحق الحركة العمالية و الشيوعية، والعنف النازي الفاشي، و تعليق الإجراءات البرلمانية و تهديد الحرب الإمبريالية أو خوضها.

حيث لا ينبغي أبداً فصل النضال السياسي اليومي الجاري حول جميع المسائل، عن المهمة السياسية الثورية الرئيسية في الكفاح من أجل السلطة العمالية.

هذا و ستخلق مشاكل تماسك الاتحاد الأوروبي و منطقة اليورو، وتعزيز بريكس، و تدخلات الولايات المتحدة لترسيخ مواقعها في أوروبا وآسيا، في الفترة القادمة، ظروفاً من شأنها و عن جديد إثبات راهنية الأهمية-المصيرية للحركة الثورية- في ربط الصراع ضد الحرب الإمبريالية مع النضال من أجل السلطة العمالية.

47. و يتسم تعميق محاججة التباينات الجذرية بين الديمقراطية البرجوازية ومؤسسات السلطة العمالية، بأهمية خاصة. حيث تتعارض و على نحو مباشر، السمة الشكلية للمشاركة، ضمن الديمقراطية البرجوازية مع سمتها الجوهرية في ظروف السلطة العمالية. إن السلطة العمالية تشكل صيغة أرقى للديمقراطية، لأن من سماتها الأساسية هي المشاركة الفاعلة للشعب في تشكيل المجتمع الاشتراكي، حيث يتمثل أساسها في وحدة الإنتاج و الخدمات الاجتماعية و الوحدة الإدارية و التعاونية الإنتاجية.

هناك اليوم حاجة -أكثر مما مضى- لتعزيز الصراع من أجل الكشف عن الديموقراطية البرجوازية باعتبارها صيغة ممارسة السلطة البرجوازية، أي ديكتاتورية رأس المال. حيث ضروري هو نقض أساطير أدوات الديموقراطية البرجوازية (كانتخابات البرلمان و انتخابات الإدارة المحلية و البرلمانية الأوروبية) عبر الحجج، و إبراز الطبيعة الطبقية لكل دستور برجوازي ضمن الرأسمالية وما إلى ذلك. و ينبغي ضمن هذه المحاولة استغلال إظهار التغيرات الرجعية المعاصرة المتعلقة بالدولة البرجوازية والنظام السياسي البرجوازي، كتحديث الآليات القمعية، والتغييرات في الدستور و ما إلى ذلك.

و ينبغي أيضا، أن تعزز المحاولة لكي تنبذ الطبقة العاملة والشرائح الشعبية نظرية "الطرفين" الرجعية التي تحجب "الطرفين" الفعليين في المجتمع الرأسمالي، واللذين ليسا سوى الطبقة الرأسمالية المستغِلة والطبقة العاملة المستغَلة. حيث هناك حاجة لخوض صراع حاد مع الأوهام القائلة بوجوب مواجهة التيار الفاشي من قبل الحركة العمالية، تحت راية الديموقراطية البرجوازية و إبراز حقيقة أن الاشتراكية الديمقراطية والفاشية شكلتا تاريخيا "طرفي" سلطة رأس المال.
.


على وجه الخصوص بالنسبة لصحيفة "ريزوسباستيس" و portal 902




48. و فيما يتعلق بما ذكر أعلاه، ستلعب وسيلتا الإعلام الحزبيتان: "ريزوسباستيس و" و portal 902 دوراً هاماً.

قامت اللجنة المركزية بمحاولة رامية إلى تحسين محتوى لسان حالها اليومي، أيضاً عبر دفع تعزيز كوادر طاقمه العامل. وعلى الرغم من كل المحاولات الإيجابية التي بذلت، و على الرغم من واقعة أن صحيفة "ريزوسباستيس" تجاوبت عموماً مع مهمتها العامة كوسيلة إيصال الخط السياسي للحزب يوميا نحو أعضائه و أصدقائه و أتباعه، و لكننا لا نزال بعيدين عن ضرورة تكريسها كدليل يومي للعمل. هناك حاجة لقيام المزيد من الخطوات لتحسين محتواها، و قدرتها يوميا على تقديم الصراع الأيديولوجي والسياسي على نحو صائب، و على عرض سياسة الحزب والترويج لها، و تقديم المعارك الصغيرة والكبيرة التي يخوضها العاملون بأجر والشرائح الشعبية ضد العدو الطبقي، على نحو حي. حيث ينبغي عليها إتمام كل هذه المهام مع الأخذ بعين الاعتبار لتوجهها بشكل رئيسي نحو الأعمار الإنتاجية للطبقة العاملة والشرائح الشعبية.

و لا تزال مشكلة كبيرة تتمثل في التداول المنخفض للصحيفة وبفارق كبير عن الإمكانيات الفعلية مع استمرار اتجاهها النزولي. حيث ينبغي معالجة هذه القضية في الفترة المقبلة. و تتمثل نواة هذه المشكلة في استخدام الأداة اليومية للحزب، مع مسؤولية الهيئات القيادية ذاتها اعتباراً من اللجنة المركزية و حتى الهيئات القطاعية، و إدماجها كعنصر من وظيفة الحزب اليومية باعتباره عنصر عمل توجيهي.

هذا و شكل إنشاء بوابة 902 كوسيطة إخبارية للحزب الشيوعي اليوناني خطوة هامة ضمن تدخل الحزب في مجال الانترنت و الإعلام المباشر. و جرت محاولة هامة لتحسينها، منذ إنشائها حتى اليوم، وبحلول عام 2015 تم نشر إصدارها الجديد. و ينبغي إدخال المزيد من التحسينات في مواضيعها ومظهرها من أجل ضمان أكبر دائرة قراء يوميين. وينبغي معالجة هذه المسألة ضمن منظور ذكرى ا� عاما على تأسيس الحزب الشيوعي اليوناني، عام 2018، في ترابط مع رفع مستوى موقع صحيفة "ريزوسباستيس".

و في أي حال، فإن وجود وتشغيل بوابة 902، و أي موقع بوابة آخر أو موقع للحزب لا يمكن أن تحل محل قراءة واستخدام "ريزوسباستيس"، سواء بالنسبة للتسلح وكما و لنشر مواقف الحزب الشيوعي اليوناني و سياسته. في هذا الاتجاه ينبغي عبر الإرشاد اليومي تقديم شرح كافٍ حول الفرق كبير بين المعرفة والإعلام الفعلي من جهة و بين الإعلام البسيط والخبر من جهة أخرى.

و في ذات الوقت، ينبغي إبراز الدور الخاص ﻠ"المجلة الشيوعية" التي تجمع المعالجات الحديثة للحزب، والنصوص ذات الأهمية الدائمة للحركة الشيوعية الأممية. و إبراز دور دراسة الكتاب، و ضرورة إثراء كل مكتب حزبي و بيت شيوعي المنزل بالكتاب الماركسي، و المنشورات السياسية و الكتب الأدبية و ما إلى ذلك.
.


عن الصراع من أجل إعادة تشكيل الحركة العمالية




49. يكتسب اليوم مسار الحركة بعينها، أهمية حاسمة، كما وتطوير النضالات، والصراع من أجل إعادة تشكيل الحركة العمالية وتعزيز التحالف الاجتماعي.

إن المسائل التي نواجهها، وخاصة ضمن الطبقة العاملة والحركة العمالية، تتواجد إلى حد ما في مرحلة جديدة، كما ذكر سلفاً في الفصل المتضمن للتطورات السياسية والاقتصادية المحلية والدولية. حيث لم يتغير تقييم أوضاع الحركة العمالية، ودرجة تطور الوعي السياسي للطبقة العاملة، و مزاج و كفاح حلفائها الطبيعيين (المزارعين الفقراء، و صغار الكسبة) و هو يلامس حد العمر الإنتاجي الشبابي. حيث مألوفة لنا هي صورة التقهقر العام، و الانتكاس و عدم اليقين المعمم و القدرية، و نلاقيها خلال كل خطوة لنا.

ومع ذلك، هناك بؤر مقاومة جديدة كما و يجري تطوير نضالات. حيث اتسمت التحركات التي بدأت بمبادرة الحزب و الشيوعيين ضمن الحركة النقابية للطبقة العاملة، على جبهة الضمان الاجتماعي الكبيرة، بجماهيرية هامة و هي تشكل مرجعية لتطوير الحركة. إن الاستنتاج الرئيسي يكمن في وجود الإمكانيات، على الرغم من كل الصعوبات الموضوعية والذاتية التي لا تزال سارية المفعول.

على الرغم من كون العمل لتطوير النضالات في جبهات الصراع الجانبية المختلفة للتعامل مع جميع المشاكل الصغيرة والكبيرة للطبقة العاملة في المواقع و القطاعات، فإن تحقيق صعود حاسم للحركة العمالية هو غير ممكن على مدى عدم توسع طليعة عمالية مقتنعة بضرورة إسقاط النظام، و ملهمة من المنظور الاشتراكي، لا سيما في المصانع والمؤسسات و مواقع العمل.

إن هذا يتعلق بشكل رئيسي بالعمل المستقل للحزب، وعمل الشيوعيين في مواقع العمل، و المنظمات النقابية. حيث يساعد الصراع داخل الحركة النقابية، والخبرة من المشاركة ضمنه، كما و العمل عبر خط مناهض للرأسمالية، في تيسير عملية كهذه، و لكنه يعجز عن تقديم إجابة شاملة.

هذا و أعطت التحركات التي جرت عام 2016 أمثلة حية حول القوة التي يمكن أن تكتسبها الطبقة العاملة، و أهمية التحالف الاجتماعي. حيث تعزز النفوذ السياسي و هيبة الحزب كما وتأثير التجمعات الجذرية التي ينشط ضمنها أعضاء الحزب، ضمن الحركة.

و يؤكد الاستنتاج الأساسي: بأن من المطلوب امتلاك تفوق أيديولوجي و تنظيمي خلال ممارسة تدخل الحزب وأعضائه وأنصاره من العمال والجماهير الشعبية، لكي نجد أنفسنا متواجدين مع قوى متينة على الجبهات الرئيسية و لتحسين قدرتنا على العمل وتأثيرنا القوى الشعبية المكافحة و المتسمة بمستويات مختلفة من الوعي.

هذا و ينبغي أن يكون المعيار الرئيسي لعملنا الإرشادي هو الحفاظ على الروابط الكفاحية مع جميع أولئك الذين يريدون المقاومة، بمعزل عن مستوى تفهمهم الحالي وقبولهم لجميع مواقفنا. إن هذا بالطبع لا يعني التراجع عن واجب إبراز الأسباب الحقيقية للمشاكل، و إبراز اتجاه حلها موثقاً بالقرائن المحددة و الذي هو بحكم الأمر الواقع، اتجاه مناهض للاحتكارات و الرأسمالية. و من ذات الأمور بعينها، سيزداد تفاقم الصراع الأيديولوجي السياسي داخل الحركة، لكنه سيحتاج تيقظاً و تأهباً و قدرة على خوضه في ظروف الحركة.

و يمتلك الحزب الشيوعي اليوناني القدرة على قيادة نضالات كبرى. حيث تواجدت ضمن دائرة التحركات التي طورها، معالجة موضوعات وأهداف للنضال من أجل المشاكل الاجتماعية الكبرى، و هي التي لاقت إلى حد قبولاً أوسع. حيث كان هناك خطة عمل و تحضير. وبالتأكيد، لا تزال آراء الخصوم (البرجوازية و الإصلاحية و الانتهازية) تثقل الوضع إلى جانب الآراء القائلة بعدم جدوى النضالات كما والأوهام والخوف مع جملة شبكة العوامل المتصدية لنفوذ مواقفنا.

وليس من قبيل المصادفة ترافق تعزيز و تطوير الحرب السياسية والأيديولوجية لتقسيم و تضليل الجماهير العمالية الشعبية و احتوائها، مع الحرب الاقتصادية من أجل زيادة استغلالها. حيث متعدد الأشكال هو التدخل الأيديولوجي لأرباب العمل، وخاصة في مواقع العمل الكبيرة. و لا يقتصر هذا التدخل على زراعة منطق "الشريك" و "شركتنا"، بل يتخذ تعبيراً عملياً متقدماً من خلال مبادرات مثل ما يسمى ﺒ"المسؤولية الاجتماعية للشركات" وغيرها من النشاطات (على سبيل المثال"معا نستطيع") أو حتى عبر مبادرات الدعم النفسي في مواقع العمل من قبل أركان إدارة شؤون الموظفين.

50. و تتمثل مشكلة رئيسية لصعود الصراع الطبقي في تفوق القوى الإصلاحية- الانتهازية في القطاعات ذات الأهمية الاستراتيجية، في المصانع و مواقع العمل الكبيرة حيث لدينا قوى قليلة. حيث يشكل ذلك عائقاً قوياً للتجذير. وقد تأكد هذا الاستنتاج خلال التحركات الأخيرة حول نظام الضمان الاجتماعي. حيث ثبُت خلال هذا النضال، و لمرة أخرى، مدى خطورة دور الإصلاحيين، و الانتهازية، كدعائم مفيدة للنظام خلال اللحظات المصيرية، كما و ودور القيادات النقابية التي تشكل أغلبيات قيادتي كونفدراليتي نقابات القطاع العام و الخاص كما و ضمن الاتحادات والنقابات الكبيرة.

إن هذه القوى هي المسؤولة عن تعطيل الحركة النقابية، و إعاقة تجذير الحركة النقابية ضمن ظروف أزمة مديدة. و تقع عليها مسؤوليات تاريخية هائلة، لأنها تبعثر الالتباس و التضليل عبر طيف آرائها و ممارساتها الإيديولوجية والسياسية. حيث ساهمت في احتجاز العمال والجماهير الشعبية ضمن آراء مريحة للنظام عبر مطية أساسية تمثلت في رؤية التعاون الطبقي، و رفض الوحدة و التضامن، الطبقيين.

حيث تسيطر رؤىً كالمذكورة أعلاه، في قطاعات ذات أهمية استراتيجية، كالطاقة، والبنوك والنقل والاتصالات والإدارة العامة والصحة والتعليم، و أيضا في قطاعات أخرى. و على الرغم من امتلاك القوى التي يدعمها الحزب أغلبية مجالس إدارات الاتحادات و النقابات الكبيرة في بعض القطاعات، لا يزال حضور الحزب و المداخلة الحزبية و التنظيم الحزبي، أساساً، صغيراً جدا وضعيفاً في مواقع العمل الكبيرة التي تغطيها هذه المنظمات الجماهيرية.

حيث تمكن الخصم الطبقي فوق أرضية سيطرته الأيديولوجية والسياسية، و بمساعدة من الإصلاحيين والانتهازيين، من تمرير رؤية على نحو واسع ضمن الوعي العمالي و الشعبي، بأن الأزمة هي تبعة لسوء إدارة اقترفته الأحزاب الليبرالية و الاشتراكية الديمقراطية، و بأنها عبارة عن انحراف عن نظام رأسمالي رشيد مزعوم، وبالتالي، فمن الممكن تصحيح النظام والاتحاد الأوروبي، عبر خليطة سياسة أفضل.

و بعد عامين على حكم سيريزا، الذي زرع الإحباط على نطاق واسع في قطاعات عريضة من الطبقة العاملة وغيرها من الشرائح الشعبية، يتبدى على نحو أكثر شدة، رأي يقول:"بغير الإمكان فعل أي شيء، ليس هناك أية جدوى"، و "القوى الخارجية هي من تقرر" و ما إلى ذلك. و لهذا، فمن المهم أن تفسر تفسيرا وافيا خلاصة نضالات و موازين القوى المتشكلة منذ عام 2009 وحتى اليوم، كما و سبب وجوب تغيير اتجاه الحركة. و في التوازي مع ذلك، ينبغي علينا إبراز مختلف الهوامش التي يمتلكها النظام الرأسمالي بعينه، خلال مختلف فتراته ومراحله.

حيث تبرز هنا مهمة أيديولوجية سياسية جادة للحزب بأكمله. و هي دمج مسار الحركة و النضالات و التطورات الجارية على مدى ثماني سنوات من الأزمة، بجملتها، في الخبرة العمالية الشعبية الكفاحية. هذا و مدركون نحن جيداً، ب أن كل هذه الأمور تؤثر على نحو متناقض في الغالبية العظمى من الطبقة العاملة.

حيث من المهم اليوم توضيح طبيعة النزعة الإصلاحية المعاصرة، التي يتمثل حاملها الأساسي في قوى الانتهازية ضمن الحركة النقابية العمالية. و يمتلك الخط الإصلاحي اليوم على نحو سافر أكثر، ضمن الحركة النقابية سمة اقتراح إداري للنظام، في حين يقوم بتبني مطالب وأهداف للنضال، ليست منفصلة ببساطة عن النضال من أجل الانقلاب الثوري، بل و مدمجة على نحو كامل في استراتيجية رأس المال. فعلى سبيل المثال، يتطابق مضمون شعار إعادة البناء الإنتاجي، الذي يُعرض في إطار مجموعة واسعة من البرامج الانتقالية، في الواقع مع هدف الانتعاش الرأسمالي وتغيير نموذج الإنتاجي، و ذلك، على الرغم من واقعة تمويهه بشعارات تبدو كجذرية (كالديمقراطية المباشرة، والخروج من اليورو، وما إلى ذلك). إننا بصدد أهداف لنضال الحركة - مدمجة في برامج انتقالية مختلفة وغيرها من الاقتراحات السياسية المباشرة المزعومة- التي تستخدم من أجل الإنحباس ضمن نسخ مختلفة للسياسات البرجوازية وخط السيطرة الحكومية.

و بالتالي، فإن المواجهة مع الخط الانتهازي الإصلاحي ضمن الحركة، هي متعلقة بالصراع حول المطالب والأهداف، كما و حول وجهة الصراع نفسه. حيث ينبغي أن تمتلك معالجة خط الصراع في كل مرة، عناصر الثبات والمرونة التي تسهل انفكاك قوى عمالية و شعبية جذرية -وخاصة الشبابية منها مقارنة- و التي تنجر و تحتبس ضمن مختلف المقترحات الإدارية.

حيث ينبغي أن يتصدر الشيوعيون هذه المعركة السياسية الأيديولوجية، مع استخدامهم خلال المواجهة لميزة تأكيد صوابية تقديرات الحزب في المسائل الرئيسية المذكورة أعلاه.

و تطرح واقعة عدم تراجع الحزب أيديولوجياً وتنظيميا على الرغم من الضغط القوي جداً، كما و تصدره لنضالات كبيرة و فتح جبهات فكرية وسياسية كبيرة، أسساً موضوعية جديدة للتواصل مع الطبقة العاملة والشرائح الشعبية. حيث ثبُت وعلى وجه الخصوص، بأن موقف الحزب في عدم المشاركة في حكومات برجوازية، هو سلاح قوي في المعركة من أجل إعتاق الطبقة العاملة، و كان قد شكل درعاً واقية لقوى الحركة العمالية من الخضوع والتوافق مع المخططات البرجوازية.
.


عن تطور ميزان القوى في الحركة النقابية وتأثير الحزب




51. إن المعدل العام لمشاركة العمال في النقابات، كما هو مسجل في معطيات مؤتمري كونفدراليتي القطاعين العام و الخاص كما و في انتخابات نقابات القطاعات، لا يتجاوز حاليا ا�٪، بينما هو في تناقص مستمر. كما و هناك تراجع في تنظيم ومشاركة المرأة (وخاصة الأصغر سنا) والمهاجرين. و هو إحدى المشاكل الرئيسية التي نواجهها.

و نظراً لأسباب مختلفة، فإن الوضع الفعلي هو أسوأ من ما يتبدى عبر البيانات والإحصاءات الرسمية. إن أحد الأسباب هو تدخل أرباب العمل و نقابييهم و النقابيين الحكوميين من أجل تغيير النتائج في سلسلة من الانتخابات من خلال تقديم قوائم عضوية مزدوجة أو مزيفة و ما إلى ذلك.

و على نحو أسوأ من ذلك هو وضع درجة التنظيم في نقابات و اتحادات حركتي العاملين لحسابهم الخاص والمزارعين.

لقد حافظ الحزب على قواه ضمن الحركة النقابية العمالية كما و استحوذ على بعض المواقع و القوى الجديدة ضمن سلسلة من القطاعات و المجالات. و كما يتضح من البيانات ذات الصلة، فإن الخسائر الرئيسية للحزب تتحدد في القطاعات التي تلقت ضربة قوية، على حد السواء قبل الأزمة و خلالها، بسبب تقلص القوة العاملة (في البناء و النسيج، والملابس، و الألبسة و الأحذية، والتبغ، وما إلى ذلك) و الخروج للتقاعد.

هذا و عززت تحركات السنوات الأخيرة النفوذ السياسي للحزب، وتأثير التجمعات التي يعمل من خلالها أعضائه بنشاط. و نظراً لتقوية الرأس مال الاحتكاري علينا أن نتوقع مزيدا من احتدام تناقض رأس المال مع العمل المأجور، كما و تفاقم كل التناقضات الاجتماعية فوق هذا الأساس.

من هنا تنبع حاجة كما وإمكانيات قيام المزيد من العمل المخطط لمنظمات الحزب والحزب بأكمله، في صفوف الطبقة العاملة وحركتها من أجل تعزيز الصراع الطبقي ضد الرأسماليين، و أحزابهم و حكوماتهم، و عموما ضد السلطة الرأسمالية، ضمن منظور الصدام معها و إسقاطها من أجل إقامة سلطة العمال الثورية.

حيث بإمكان الحزب مجهزاً باستراتيجيته و معالجاته حول مختلف المسائل التي تنشأ في مجرى الصراع الطبقي، و مسلحاً بالخبرة المدروسة من الفترة الأخيرة، كما و بخبرة ما يقارب ا� عاماً، أن يؤثر بشكل حاسم لتعزيز و ترسيخ التوجه الضروري للصراع ضد الرأسمالية.

وتؤكد التجربة الأخيرة بأن قوى سياسية لا تعد ولا تحصى وستخرج للاحتجاج تحت وطأة تفاقم المشاكل، على الرغم من حقيقة أنها لا تتفق معنا على كل شيء، و سوف تتسم بصمود محدود في وجه صعوبات و منعطفات النضال. حيث ثبتت عمليا قدرة الحزب على التقييم الناجز و الموضوعي لمزاج للجماهير، و على التدخل على نحو مخطط و منظم كطليعة في سياق الصراع، و في أشكال التنظيم والنضال، و الكفاح، عبر تصدره الإجراءات الجماعية ضمن الحركة مع امتلاكه للانتباه والمرونة خلال توسيع عمله، دون إضعاف عنصر اليقظة و السجال.

إن القيام بتدخل كهذا، لا يجري يحدث فجأة و بشكل متقطع فهو يشترط وجود عمل حزبي طليعي-فردي و جماعي- على مدى أعوام. إن هذا العمل هو ما يجلب في الوقت المناسب من حيث الظروف، الهيبة والاعتراف ومن خلالهما، يجلب القدرة على حشد قوى لا تتبع حزباً سياسياً معيناً، أو تتبعه على نحو ظرفي وعاطفي. من المطلوب رفع جاهزية القوى الحزبية، و استخدام أصدقاء الحزب على نحو أكثر، من أجل تحسين القدرة على التواصل مع قوى كهذه والتأثير على اتجاه نضالها.
.


عن المهام المنبثقة من أجل إعادة تشكيل الحركة


52. يتحدد محتوى عملية التشكيل في قرار الاجتماع الموسع للجنة المركزية المنعقد في كانون الأول/ديسمبر 2015، في :".. تجهيز وتطوير حركة عمالية قادرة على خوض مواجهة بحزم وفعالية و ضمن تحالف مع الشرائح الشعبية من العاملين لحسابهم الخاص والمزارعين، ضد استراتيجية رأس المال المدروسة و الموحدة و ضد السلطة الرأسمالية". إننا بصدد مهمة تتطلب قيام عمل أيديولوجي و سياسي و تنظيمي أكثر تعقيدا من قبل الحزب، و على حد سواء ضمن خطوطه وخطوط الحركة، على محور الحاجات المعاصرة للقوى العمالية القوى الشعبية، و يتطلب إدراج المطالب الجانبية في مخطط لحشد القوى و للصراع عبر محتوى مناهض للرأسمالية.

حيث سيستند مخطط إعادة التشكيل في المقام الأول على منظمات حزبية قوية في المصانع والشركات في القطاعات ذات الأهمية الاستراتيجية. و سيكافح من أجله مع رصد مستمر و دراسة نقدية للتجربة و إبراز الصعوبات الموضوعية، كما و أوجه الضعف الذاتية، على نحو موحد و على الصعيد الوطني بثبات و دون هوادة، مع إبداء التعديلات والتخصصات اللازمة في كل قطاع.

وبالتالي، ينبغي أن يشمل توجهنا نحو تطوير وإعادة تشكيل الحركة، كل مدينة ومنطقة، متمحوراً حول المجموعات الاحتكارية والمصانع ومحطات الطاقة الكهربائية، والاتصالات، والنقل العام، و المراكز التجارية، و الوحدات الصحية و مؤسسات الرعاية الاجتماعية. و في الوقت نفسه، حول العاملين لحسابهم الخاص في المدينة والمزارعين في الريف، و مواقع تعليم الشباب، و أمكنة تجمع شباب الأسر العمالية الشعبية.

و تكمن مسألة مركزية ينبغي معالجتها، في درجة تشكل رؤية موحدة ضمن القوى الحزبية بعينها، فيما يتعلق بمضمون إعادة التشكيل والواجبات المنبثقة عن دفعها.

على الرغم من الخطوات التي جرت، لا تزال هناك تأخيرات في التغلب على نمط المواجهة المجزأة و ترسيخ رؤيتنا حول مهام الشيوعيين على أساس ما ذكر أعلاه. إن الظروف الناشئة عند اندلاع الأزمة الرأسمالية جلبت صعوبات جديدة نحو السطح. وعلى الرغم من تنبؤنا النسبي، لم نكن مستعدين بما فيه الكفاية لإجراء تكيفات سريعة مع الظروف الجديدة التي خلقتها أزمة عميقة وطويلة، حيث لم نكن قد درسنا القيود أو الصعوبات الجديدة في استيعاب و تنفيذ تخطيط إعادة التشكيل.

و هناك حاجة لاتخاذ تدابير في الفترة القادمة بمزيد من التصميم، لرفع نجاعة ترويج هذه المهمة المركزية في الحزب بأكمله و في الشبيبة الشيوعية، وصولا لكل منظمة قاعدية حزبية و شبيبية و مجموعة حزبية نقابية.
.


عن ضرورة تطوير رؤية موحدة لمحتوى عملية إعادة تشكيل الحركة العمالية




53. هناك حاجة إلى ترسيخ الرؤية -كما أسلفنا أعلاه- بأنه مهما شكلت مشاكل ظروف عمل و حياة الطبقة العاملة، أساساً للنضال و هي التي ينبغي تطويرها دائما بمساهمة الشيوعيين الطليعية، فهي بحد ذاتها لا تقود نحو تطوير الوعي السياسي الطبقي. من هنا تنبثق أيضاً، مهام الصراع الأيديولوجي والسياسي للشيوعيين ضمن الحركة، من أجل تعزيز توجهها المناهض للرأسمالية. حيث تشمل هذه المهام معالجة مطالب الصراع واختيار أشكال التنظيم والتحالف مع القوى الشعبية، وتشترط معرفة جيدة لبنية الطبقة العاملة وللتفتت الذي يميزها، كما و لآليات الطبقة البرجوازية و أساليبها الجديدة للتلاعب بالحركة العمالية التي لا تتخلى البرجوازية عن هدف احتوائها.

من المطلوب قيام الهيئات الإرشادية باحتكاك يومي و تدريب و قلق و رعاية من أجل صعود مبادرة الشيوعيين و نشاطهم اليومي، وخاصة للشباب منهم. و من المطلوب قيام توجيه و رصد خلاق من أجل الحصول على معرفة واضحة حول التطورات في كل قطاع، و على تقييم دقيق وموضوعي لموازين القوى، و مزاج الجماهير و تكتيك أرباب العمل والقوى الأخرى، فضلا عن تأثيره. و من المطلوب يوميا قيام عمل فردي دؤوب لتشكيل روابط يومية مع الطبقة العاملة -حتى في فترات التي لا تتبدى فيها نتائج واضحة على الفور- و هي التي ستتحول في ظل شروط معينة، إلى زيادة هيبة ونفوذ الشيوعيين.

إننا بحاجة إلى حيازة توجه ثابت كما وقدرة أكبر على تعزيز خط الصراع من المستوى الأدنى-اعتباراً من موقع العمل بعينه و النقابة- الذي يركز على استرداد الخسائر في ترابط مع الحاجات المعاصرة للأسرة العمالية الشعبية. و لامتلاك القدرة على إبراز حقيقة أن معوق تلبية الحاجات المعاصرة و المطالب المعبرة عنها هي الملكية الرأسمالية بعينها والربح الرأسمالي. . كما و القدرة على التبيان المقنع- من خلال الصراع المُطور في نضالات صغيرة و كبيرة- لآليات الاستغلال و بشكل أساسي لظروف لإلغائها. و قدرة الحزب و الشيوعيين على نحو فردي للعمل مع هدف و تخطيط و استمرارية في صفوف الجماهير العمالية الشعبية، للمساعدة في تنظيمها وحشدها و تنويرها من أجل تجذير وعيها، وصعود مطلبيتها و كفاحيتها من أجل إرضاء حاجاتها المعاصرة.

حيث موضوعي هو اتجاه ازدياد الحاجات المعاصرة. حيث يعود ذلك إلى المستوى المعاصر من تطور القوى المنتجة وارتفاع الإنتاجية، ومنجزات العلم وتطبيقاتها في جميع المجالات (الصحة، التعليم، المعوقين و ما إلى ذلك). وترتبط الحاجات المعاصرة بالحد من ساعات العمل، وزيادة وقت الفراغ والإجازات والترفيه. و بعوامل متصلة بمستوى المعيشة، كنوعية وكمية الاحتياجات الغذائية، وظروف السكن و العمل، ودور التربية البدنية و الرياضة، والصحة مع التركيز على الوقاية ومعالجة المشاكل البيئية والأمراض المهنية، و ارتفاع متوسط العمر المتوقع، والثقافة و ما إلى ذلك. و ترتبط أيضاً، بالبنى التحتية والوسائل اللازمة لتغطيتها.

إن تغطية الحاجات الشعبية المعاصرة ممكن في اليونان اليوم، من الناحية الموضوعية، حيث تمتلك اليونان إمكانيات تنموية مصدَّقة (وسائط تكنولوجية، قوة عاملة مختصة، أساليب التنظيم الحديث للإنتاج، الخ) و بالطبع مزايا طبيعية، كإمكانية الاكتفاء الغذائي واستخدام جبالها و بحارها، و بنيتها التحتية لحاجات نقاهة الأسر الشعبية.

إن خلافنا مع الأحزاب البرجوازية لا يتواجد فقط في كمية ونوعية الخدمات الاجتماعية العامة المجانية، بل هو على نحو أعمق، و يصل حتى منظومة ومحتوى هذه الخدمات. و هكذا، على سبيل المثال، فإننا في مجال الصحة لا نطالب فحسب بخدمات مجانية أفضل، بل و أيضا ًبأولوية الوقاية وإعادة التأهيل الناجز، أو في مجال التعليم حيث لا نطالب فقط بكتاب مجاني لجميع المستويات التعليمية، بل و في المقام الأول بمحتوى مختلف جذريا لهذه الكتب، و أساليب وأشكال للتعليم مختلفة جذرياً بهدف إنجاز التربية الشاملة للأطفال.

وبالمثل، فيما يتعلق بالجبهة ضد البطالة، و على نحو أبعد من عرض مطالب حماية العاطلين عن العمل، فإننا نؤكد على مطالب العمل الثابت مع حقوق و مع إمكانية الحد من وقت العمل وأخيرا ضمن مقدمات القضاء على البطالة. إننا بصدد جبهة نضال مستمر، نظراً لوجود عدد كبير من العاطلين عن العمل، و خاصة في سن الشباب و لوجود مشاكل خاصة بمشاركتهم في الحركة النقابية العمالية.

حيث يتواجد جوهر رؤيتنا للحاجات الشعبية المعاصرة في كل ما ذكر أعلاه على نحو موحد، مع علمنا بالطبع، بأنه و الرغم من حقيقة تشكيلها اليوم لموضوع مطلبي، إلا أن إطار الرأسمالية لا "يتسع"لإرضائها بالكامل، بل يشترط قيام التملك الاجتماعي لوسائل الإنتاج الممركزة وإدراجها في تخطيط مركزي علمي للإنتاج.

حيث يتعلق على نحو خاص، إبراز أهمية تطوير الصراع والمطالب على أساس الحاجات العمالية الشعبية المعاصرة، بالشباب والعاطلين عن العمل، وخاصة بأولئك الذين دخلوا إلى الإنتاج أو ولجوا سن الإنتاج بعد عام 2009. حيث لم تعايش هذه القطاعات تلك الحقوق والمكاسب التي كانت متواجدة قبل الأزمة الاقتصادية الرأسمالية، و أكثر من ذلك بكثير تلك المتواجدة قبل إسقاط الاشتراكية.

ومع ذلك، ينبغي الحذر حين عرض مطالب استرداد الخسائر، لكي لا تضفى سمة مثالية على فترة ما قبل عام 2009، بل لإبراز واقعة تدهور ظروف الاستغلال مقارنة مع الأجيال السابقة، في تناقض مع الحاجات والإمكانيات الحالية الفعلية. و للإجابة على المحاججة التي "تعيد" التراجع الحالي لسبب وجود "امتيازات غير معقولة" سابقاً. و من المهم بمكان هو تفهم أن ظرف التطور الرأسمالي الذي سمح ببعض "الفوائد"، والحقوق والمكاسب، في ظل ظروف مختلفة للتطور الرأسمالي، وتوازن مختلف للقوى و صراع الحركة العمالية بحد ذاته، هو ظرف قد وَلَّى مع جميع جوانبه. و أن هناك حاجة لربط الصراع حتى من أجل الحد الأدنى، مع مجمل الصراع والمواجهة، الجاريين ضد استراتيجية رأس المال.
.


عن تعزيز النشاط النقابي المنظم بوصفه عنصرا من عملية إعادة التشكيل




54. ينبغي استغلال الخبرة الموجودة من نشاط المنظمات، على نحو أكثر منهجية مع رفع مستوى نشاطها على أساس الأهداف التالية:

• إكساب النقابات الموجودة سلفاً سمة جماهيرية، و في المقام الأول في مواقع امتلاكنا لقوى. ينبغي أن يشكل ضم العمال الشباب للنقابات و الجمعيات مصدر اهتمام دائم ومعياراً لمحاولة عملية إعادة التشكيل، مع الإصرار على أهمية الصراع الجماعي المنظم و حشد القوى ضد العدو الطبقي.

• تغطية جميع المواقع عبر فروع للنقابات القطاعية، كما و عبر نقابات مؤساساتية أو عبر تأسيس نقابات جديدة عند الضرورة، اعتماداً على ماهية ما يساعد على نحو أفضل لعملية انتظام الطبقة بحد ذاتها. مع تطوير شبكة متكاملة من هذه النقابات في جميع أنحاء البلاد.

• قيام عمل مستقر للنقابات باعتباره معياراً أساسياً لعملية إعادة التشكيل. حيث يشمل ذلك على حسن سير عمل مجالس إداراتها، و إبراز أهمية الجمعية العامة و الحفاظ عليها، باعتبارها عملية فحص و تدارس جماعي لوضع مواقع العمل والقطاعات، و لتخطيط وتنظيم الصراع. مع القيام بالإعلام المستمر و أيضا مع إيجاد سبل وأشكال لتسهيل مشاركة العمال. حيث نتجت تجربة إيجابية من مختلف أنواع الأنشطة (على سبيل المثال التثقيفية و الثقافية والرياضية) التي تم تطويرها في العديد من الحالات عبر إنشاء لجان ذات الصلة المرتبطة بجوانب حياة الطبقة العاملة، و هي التي ينبغي استغلالها. حيث ينبغي أن تشكل النقابات التي تمتلك قوانا الغالبية فيها، أنموذجاً للعمل في هذا الاتجاه.

• الرصد المنتظم للانتخابات، و لتغيير ميزان القوى لصالح القوى الطبقية. حيث هناك تجربة إيجابية من التدقيق الأوثق و الأكثر انتظاما من قبل الهيئات والإستعداد الناجز و محاولة حشد قوى جديدة. هذه هي بعض العناصر التي ينبغي أن تشكل أسلوب عمل لكل المجموعات الحزبية.

• تعزيز التضامن والمساعدة المتبادلة و الدعم الطبقي نحو الأسرة العمالية الشعبية و كل عامل. حيث ثبتت تاريخيا إمكانية أن يشكل هذا التعزيز و خصوصا خلال الظروف الحرجة والأزمات والفقر الجماعي، والبطالة، والحروب، عنصرا أساسيا في تفعيل و حشد جماهير جديدة. حيث يُستهان بأمره في كثير من الأحيان و يكتسب طابعاً إجرائياً تحت ضغط الصعوبات الناجمة عن غياب الروابط و عدم استخدامه كأداة لتحسين تلك الروابط. حيث كانت أشكال وأساليب للتعبير عن هذا التضامن قد استخدمت عدة مرات وتحتاج لمنهجتها و تعميمها في الفترة القادمة. هذا و ينبغي أن يُدرك بأننا لسنا بصدد وسيلة جذب، بل أساسا بصدد وسيلة صياغة توجه و معايير و تربية كفاحية. حيث هناك أهمية خاصة للعمل المحدود نسبياً الذي جرى مع العاطلين عن العمل و مع مهاجرين استقروا بشكل دائم في بلدنا. و هناك بحاجة إلى دمج المزيد من المبادرات ذات الصلة، عضويا في توجهنا، من أجل منهجتها في كل نقابة وتحويلها لعناصر عضوية في عملها.
.


عن مسيرة جبهة النضال العمالي "بامِه" باعتبارها عنصرا حاسما في عملية إعادة التشكيل




55. تشكل "بامِه" مكسبا كبيراً للحركة العمالية، و كانت قد تبعت مساراً عظيماً و رائعاً حتى الآن. و تشكل مرجعية على نطاق واسع ضمن المجتمع اليوناني والحركة.

أنشئت بمبادرة من الشيوعيين المشاركين بنشاط في الحركة و هي عبارة عن جبهة لالتفاف النقابات و المراكز و الاتحادات العمالية واللجان الكفاحية و للنقابيين. حيث من الممكن أن يكون الشيوعيون مع القوى الملتفتة حولهم أغلبية في النقابات المنضوية في الجبهة- و هي واقعة تعكس لدرجة ما اعتراف العمال بدور الحزب- و مع ذلك، فضمن صفوف الجبهة متباينة هي درجة الوعي و الاتفاق السياسي، العماليين.

و تحافظ قطاعات واسعة من الطبقة العاملة ممن ترغب بالتفاعل و التواصل مع هذه النقابات، على التباسات و مخاوف، وحتى على أحكام مسبقة ذات صلة. حيث ينطبق هذا حتى على النشطين نقابياً، و بنحو أكثر على العمال غير المنتظمين نقابياً. و على هذا النحو، معقد هو عمل الشيوعيين من أجل إنضاج الوعي العمالي الثوري، حتى ضمن صفوف "بامِه"، و بنحو أكثر بكثير ضمن النقابات الغير منضوية ضمنها، أو في مواقع خالية تماماً من التنظيم النقابي. و كما كنا نوهنا سلفاً، إن خبرة العمال من النضالات ليست بكافية، و ذلك على الرغم من كونها مقدمة مهمة.

هناك خبرة غنية من نشاطنا على مدى كل هذه السنين، ومع ذلك، و في حين أننا متفقون حول المسائل الرئيسية، فليس من الصعب ظهور الأخطاء أثناء الممارسة. إن "بامِه" ليست "ذراعاً للحزب الشيوعي اليوناني" أو فصيلاً للحزب ضمن الحركة النقابية، كما يزعم الانتهازيون و نقابيو الحكومة و أرباب العمل. و هي ليست ببساطة عبارة عن نقاباتها الأعضاء أو المتماشية معها. إن "بامِه" عي عبارة عن تجمع لمنظمات نقابية ضمن اتجاه مناهض للرأسمالية و الاحتكارات، هي تجمع طبقي وفي و مميز و على حد السواء تجاه نقابيي أرباب العمل والحكومة، كما و تجاه خط التيار الإصلاحي و الانتهازي. و هي تعبر في الظروف الحالية، عن ضرورة الصراع حول توجه الحركة العمالية. و من مسؤوليتنا أيضاً هو تعزيز دور النقابات المتواجدة ضمن صفوفها. و أن تعمل باستقلالية و أن تُنضج من عملنا ضمن صفوفها و يؤكد على انضوائها ضمن "بامِه" و على تبني خط الصراع الذي ترسمه الجبهة.

هناك ضرورة ملحة اليوم لتخطيط محدد لتوسُّع "بامِه" نحو قوى جديدة في كل قطاع و منطقة. و موجودة هي قوى كهذه ضمن الحركة. و تتمثل في النقابات والنقابيين الذين طوروا في الفترة السابقة عملاً مشتركاً مع "بامِه" مع تبني جوانب من مواقفها. حيث هناك شريحة أوسع-مقارنة مع ما مضى- تقوم بمراقبة نشاطها و مواقفها. و كانت هذه الإمكانيات قد تبدت بشكل واضح خلال مؤتمر "بامِه" ا򟓄 المنعقد على الصعيد الوطني. يجب أن نضع في اعتبارنا بأننا لن تجد قوى جاهزة للانضمام ﻠ"بامِه"، و بأن من واجبنا هو تشكيل هذه القوى عبر نشاطنا و عملنا التنويري كما و عبر الصراع ضد نقابيي أرباب العمل و الحكومة.

و يغدو دور "بامِه" ضرورياً على نحو أكبر في ظل الظروف الراهنة، ونظرا للإفلاس الأبعد لكونفدرياليتي القطاعين العام و الخاص و نظراً لوضع الحركة النقابية بحد ذاته، كما و بسبب مخططات إعادة تنظيم القوى الإصلاحية و النقابية الحكومية.

ينبغي على قوى الحزب الناشطة ضمن "بامِه" الإسهام في تنفيذ الخطة الموحدة التي أقرت في مؤتمرها المنعقد على المستوى الوطني في تشرين الثاني/نوفمبر 2016. حيث تتضمن هذه الخطة فعاليات كثيرة، من أجل تعزيز تنظيم الطبقة العاملة في النقابات، و حشد النقابات و النقابيين على نحو أبعد، وتطوير النضالات و التحركات على أساس أهداف ومطالب محددة، مع تعزيز وحدة الطبقة العاملة، و ترسيخ التحالف الاجتماعي.

و تتمثل جبهة مميزة و معقدة بوجه خاص، في تنظيم و تحريك العاطلين عن العمل، بجانب النقابات و المراكز العمالية و اللجان الشعبية في الأحياء السكنية. ويشترط هذا العمل قيام رصد و تسجيل مستمر و محاولة منهجية و مصممة من أجل تشكيل روابط وثيقة تصمد أمام الضغوط و الصعوبات و تؤمن استمرارية للنضال. حيث من غير الممكن قيام هذه المحاولة خارج تعزيز المبادرات الجارية على أساس أهداف محددة للصراع.

و ينبغي استغلال مبادرة بلدية باترا التي جرت في الفترة السابقة حول مسيرة العاطلين عن العمل نحو أثينا، باعتبارها أسلوباً للعمل يتخلل عمل النقابات و اللجان الشعبية مع مراعاة النسب المماثلة. و ذلك في تزامن مع توسيع المبادرات في الأحياء السكنية.

هذا و إيجابية هي الخبرة من نشاط اللجان الشعبية و إقامة هياكل تضامن و غيرها من الفعاليات (على سبيل المثال: معاهد شعبية، سينما شعبية، تضامن في مجالات الصحة و الرعاية الإجتماعية و ذوي الحاجات الخاصة وإطعام المعوزين و ما إلى ذلك).
.

عن مسار التحالف الإجتماعي


.


لقد تأكدت ضمن النضالات ضرورة التحالف الاجتماعي و قيمته




56. ضمن نص برنامج الحزب الذي أقر خلال مؤتمره ا� يُشدَّد على ما يلي: "سوف تمر عملية تحشيد و التفاف أغلبية الطبقة العاملة و جذب القطاعات الطليعية من الشرائح الشعبية حول الحزب الشيوعي اليوناني، بمراحل عدة. حيث تُشكِّل جبهات النضال - و على رأسها العمالية منها- مع صيغة تحالفها ذات الأهداف المعادية للإحتكارات و الرأسمالية و مع العمل الطليعي لقوى الحزب الشيوعي اليوناني الجاري في ظروف غير ثورية، مشكِّلة بذلك صياغة لنموذج أساس الجبهة العمالية الشعبية الثورية في الظروف الثورية. حيث تقتنع الجماهير العمالية و الشعبية من خلال خبرة مشاركتها في تنظيم النضال ضمن توجه صدام مع استراتيجية رأس المال، بضرورة اكتساب تنظيمها سمة شاملةً و عبر كافة أشكال صدامه مع سيطرة رأس المال الاقتصادية و السياسية".

و تذكر قرارات المؤتمر ا� مسألة التحالف الاجتماعي على نحو محدد و مفصل. وقد جُمعت سلفاً تجربة مفيدة، إيجابية و سلبية. و ينبغي أن تستخدم هذه التجربة، و أن تشكل أساسا لخطة جديدة لكي يكتسب بناء التحالف أساساً أكثر ثباتاً و منظوراً، و أن تجري موائمته باستمرار و اضطراد مع متطلبات الصدام مع الاحتكارات و الرأسمالية.

إن مرجعية التحالف الاجتماعي في اتجاه مناهضة الاحتكارات و الرأسمالية هي القوى الاجتماعية، أي الطبقة العاملة وغيرها من الشرائح الشعبية، بغض النظر عن الجنس والعمر والتعليم والأصل القومي. حيث أساسي هنا هو دور الحركة العمالية النقابية، و لا سيما النقابات ذات التوجه الطبقي المنضوية ضمن جبهة النضال العمالي "بامِه".

و حاسم هو أيضا دور أعضاء الحزب كطليعة سياسية للطبقة العاملة في النضال من أجل تعزيز وتعميق التحالف الاجتماعي للطبقة العاملة و صغار الكسبة في المدن والمزارعين في الريف، مع التركيز على مشاركة شباب و نساء هذه القوى الاجتماعية. حيث تتصاعد مهام الشيوعيين داخل هذه الحركة وخاصة نحو سلخ القطاعات الأكثر فقرا ضمن الشرائح الشعبية عن فكر و سياسة الطبقة البرجوازية و عن نفوذ القطاعات الأعلى اقتصادياً ضمن الشرائح المذكورة.

و يشكل الولوج الجماعي لشرائح البرجوازية الصغيرة في النضال و الإضراب العام، و في مسيرات مشتركة مع الطبقة العاملة بمناسبة المعركة الرئيسية ضد التدابير المضرة بنظام الضمان، خبرة قيمة من الفترة السابقة. حيث تظهر هذه الخبرة و على حد السواء، إمكانيات العمل المشترك وتعبئة قوى شعبية أوسع ضمن بيئة حيث يستخدم العدو كل وسيلة إخضاع و تلاعب، كما و صعوبات الحفاظ على الخطوات الجارية لصياغة ظروف استمرارية وتصعيد الصراع المشترك، و توسيعها، من أجل إدراك الطابع الاستراتيجي للتحالف بين الطبقة العاملة والشرائح الشعبية.

هذا و يتخلف اليوم إطار الصراع المشترك لجبهة النضال العمالي "بامِه" و التجمع الوطني للتجار و المهنيين المناهض للإحتكارات و تجمع المزارعين الكفاحي و الاتحاد النسائي اليوناني و جبهة النضال الطلابي، الذي صيغ عام 2010 و شكل نقطة انطلاق لتنسيق أفضل للعمل، عن الحاجات الحالية و هو بحاجة للتحديث.

و لا ينبغي أن تخفي أي خطوات إيجابية جرت في العمل المشترك، واقعة أن ترويج هدف التحالف الاجتماعي في توجه مناهض للاحتكارات و الرأسمالية هو في مرحلة جنينية بعد. و عدا الصعوبات الموضوعية ضمن هذه المحاولة، فإننا نقوم بالتركيز على ما يمر من يدنا من أوجه القصور والتأخير الجاد في عمل الشيوعيين والشيوعيات ضمن الحركة. حيث تظهر أوجه الضعف الذاتية هذه، الفهم الناقص للأهمية الاستراتيجية للتحالف الاجتماعي، كما و الاستهانة بتعقيدات و صعوبة هذه المهمة.

و من المطلوب من الشيوعيين في الحركة النقابية العمالية إظهار رعاية أكبر من أجل التفاف الشرائح الشعبية الوسطى (المزارعين و التجار و المهنيين) ضمن صراع مشترك مع الحركة العمالية. و أن يسعوا إلى العمل على ظروف أفضل للتفاهم بين الحركات، و إلى الإقناع عملياً بطليعية الطبقة العاملة.

و ينبغي إبداء حذر خاص تجاه الصياغة الشكلية للتحالف الاجتماعي "عبر القمم"، كما ينعكس ذلك على أنه "برعم" و عبر أشكال مختلفة اعتمادا على المرحلة المحددة من مراحل الحركة، و موازين القوى، و ترسيخ التحالف وتعميقه من ناحية أهدافه المناهضة للرأسمالية و الاحتكارات. من المطلوب قيام رصد مستمر لتطور التحالف بعينه، كما هو من المرجح تقدمه و تعززه، حيث سيعيد نشر قواه على أساس حركي، كتحرك فعلي لجماهير عمالية و حليفة مع احتمال تمظهره عبر أشكال أخرى.
.


التحالف الاجتماعي فيما يتعلق بالمزارعين العاملين لحسابهم الخاص




57. اتسمت تحركات المزارعين بالجماهيرية و تنوع الأشكال عام 2014، حيث كانت رد فعل أولي على تدابير ضريبية وبعد ذلك (في 2015-2016) عبرت عن مناهضتها لتدابير مضرة بنظام الضمان الاجتماعي. حيث قادت الإجراءات الحكومية التي تفاقم أوضاع معيشة المزارعين العاملين لحسابهم الخاص، إلى تمظهر الاستياء المتراكم بنحو كفاحي، حتى و على نحو مباشر بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في أيلول/سبتمبر 2015، مع خلق شروخ في مناخ الوفاق السياسي.

حيث تجلت في الممارسة قوة عملهم المشترك مع الطبقة العاملة، كما ظهرت عبر نزول الجرارات نحو أثينا، و دعم تحركها لمدة يومين من قبل الاتحادات العمالية والنقابات المنضوية ضمن "بامِه".

و كان لتجمع المزارعين الكفاحي "باسي"إسهام كبير في الصراع ضد قيادات اتحادات الجمعيات الزراعية المنحطة و ضد السياسة الزراعية المشتركة للاتحاد الأوروبي، و تصدرت صياغة إطار للصراع من أجل فصل المزارعين عن كبار المزارعين و في تنشيط بعض الجمعيات الزراعية وبعض اتحاداتها و توجيه حركتها نحو العمل المشترك مع الطبقة العاملة.

و أحضرت نضالات المزارعين إلى الواجهة شكل التفاف تنظيمي جديد للتنسيق على الصعيد الوطني لحركة المزارعين عبر هيئة تنسيق الحواجز على الصعيد الوطني، التي تتمركز في حاجز نيكيا على أساس اتحادات الجمعيات الزراعية والعديد من اللجان والحواجز المستندة على اتحادات محلية أخرى وجمعيات زراعية ينشط ضمنها أعضاء وأصدقاء للحزب. حيث لعبت هيئة التنسيق المذكورة دورا في هذا الالتفاف و تنسيق حركة المزارعين المنظمة على الصعيد الوطني. و تصدر الشيوعيون إعداد الإطار الأساسي و أشكال النضال والتنظيم، التي هي متبناة اليوم من قبل اتحادات نقابات المزارعين والجمعيات الزراعية التي لم تحسم بعد انضوائها في تجمع المزارعين الكفاحي "باسي"، من عدمه.

إننا مدينون بأن نحاول في المرحلة الجديدة التي تنتقل إليها حركة المزارعين، بأن تعمِّق هذه القوى من توجه التفافها المناهض للاحتكارات. حيث ينبغي على الشيوعيين أن يتجاوبوا مع الصراع كما و مع خطر الانحباس الجديد لهذه القوى.

يجب علينا أن نصر على أن تعبر المشاركة في اجتماعات الحركة وعملياتها الأخرى، عن مجالس إدارة الاتحادات والجمعيات الزراعية لا عن مشاركة فردية ﻠ"شخصيات". كما و ينبغي أن نجدد باستمرار إطار التنسيق على الصعيد الوطني، مع تطوير السجال ضمن الحركة و استبعاد قوى "الفجر الذهبي" و غيرها من القوى المؤيدة للاتحاد الأوروبي و سياسته الزراعية المشتركة.

و ينبغي علينا استغلال المناخ الإيجابي بنحو أكثر نشاطا، لتشكيل الجمعيات والاتحادات مع امتلاكنا ليقظة متزايدة، و أيضاً، بهدف توسيع الالتفاف المحرز أو لتعميق التوجه المناهض للاحتكارات بالنسبة للمسار الآخر لتطوير الإنتاج الزراعي وربط الإنتاج التعاوني مع الصناعة الاشتراكية، و التجارة الحكومية وما يترتب على ذلك في مجال الأسعار، والبنية التحتية، و الحماية من الظواهر الطبيعية و ما إلى ذلك.

و في نفس الوقت علينا المساهمة في تنظيم فقراء وصغار المزارعين الذين يخوضون كفاحاً من أجل البقاء كمزارعين ما داموا قد انتقلوا نحو وضع العامل الزراعي أو العامل لحسابه الخاص في قطاع آخر، أو العامل بوقت جزئي. إننا بصدد قطاعات من أشباه البروليتاريين و قطاعات عمالية محضة و لا تهتم بحركة المزارعين بشيء، حيث يجب تخطيط مداخلتنا من أجل تنظيمهم نقابياً.

و خلال السنوات القليلة المقبلة يجب أن تحقق نتائج في بناء الحزب، عبر تكثيف تدخلنا الأيديولوجي السياسي المستقل.

هناك حاجة لرصد منتظم لجميع التطورات في مجال الزراعة و حركة المزارعين، و للتجمعات المصاغة. و ينبغي على اللجنة المركزية الجديدة دراسة هذه التطورات من خلال جسم على المستوى الوطني، و لا سيما لمسار التحالف الاجتماعي في اتجاه مناهضة الاحتكارات و الرأسمالية وتحديد أهداف الشيوعيين و نشاطهم داخل المزارعين العاملين لحسابهم الخاص في الريف اليوناني.
.


عن إدراج العاملين لحسابهم الخاص المراكز في الحضرية ضمن التحالف الاجتماعي




58. تمظهرت خلال الفترة السابقة -بعد مرور أعوام كثيرة- مشاركة للعاملين في حسابهم الخاص في تحركات كفاحية بلغت ذروتها ضمن تلك المتعلقة بنظام الضمان الاجتماعي. و مع ذلك، فقد تبدَّى ضمن هذه التحركات النفوذ الحاسم الذي تمارسه قيادات نقاباتهم في مستوها الثالث كما و مختلف والجمعيات المهنية و العلمية- عبر سيطرة مطالبها- التي تحتبسهم ضمن مصالح وتطلعات الشرائح الوسطى العليا اقتصادياً.

إن ما يحدث في جوهره هو أن مصالح الشرائح الوسطى العليا- يعاد إنتاجها بنحو متقطع مع جزء من الشرائح الأدنى التي تحيط معاً بشركات احتكارية قوية- تُنسب باعتبارها مصلحة مشتركة و ثابتة لجمهور العاملين لحسابهم الخاص. وليس من قبيل المصادفة دعم قطاعات واسعة من العاملين لحسابهم الخاص طوال الفترة السابقة لما يسمى بخط "إعادة إعمار الإنتاج الوطني"، على أمل الحفاظ على حصتها في السوق، ضمن سياق النمو الرأسمالي.

و فيما يتعلق بدرجة تنظيم العاملين لحسابهم الخاص، لا تزال خارج التنظيم النقابي، قطاعات كبيرة ممن هم في ضائقة مالية وخيمة، بينما يسيطر في صفوفهم منطق التوافق و الحل الفردي. حيث مطلوب قيام عمل أيديولوجي وسياسي خلال النشاط لفصل هؤلاء عن الشرائح الوسطى العليا المتسقة و المصطفة مع الطبقة البرجوازية.

إن تجمع المهنيين و التجار المناهض للاحتكارات على المستوى الوطني، يحاول عبر إطاره المطروح التعبير عن مصالح أفقر قطاعات العاملين لحسابهم الخاص في صراعهم ضد الاحتكارات ودولتها، وعلى النقيض من مصالح الشرائح الوسطى العليا -وعلى الرغم من الخطى الصغيرة الإيجابية- فهو ذو تأثير محدود على الجمهور الكبير الغير منظم من العاملين لحسابهم الخاص. و تتمثل مقدمة ولوج نقابات و قوى جديدة لصفوفه، في قيام مواجهة أيديولوجية سياسية أكثر صواباً و إقناعاً، كما و اقتدار الشيوعيين أنفسهم على تشكيل ظروف تواصل و التفاف لقطاعات متذبذبة في الأساس و لا تتفق على كل الأمور معنا.

كما و تتمثل مقدمة حصول خطوات في تغيير ميزان القوى من أجل تمهيد الطريق لتعزيز التحالف الاجتماعي، في قيام نشاط أيديولوجي و سياسي جماهيري للشيوعيين في صفوف قطاعات البرجوازية الصغيرة عينها و في حركتها، و في تعزيز قدرتنا على التدخل في القطاعات و صياغة الظروف لانتزاعها من الخصم.
.

عن نساء و شباب الشرائح العمالية و الشعبية ضمن التحالف الاجتماعي


.


عن نشاط الحركة النسائية الجذرية والتحالف الاجتماعي




59. تفاقم و باضطراد ضمن السنوات ا� الماضية وضع دعم الأمومة من قبل الدولة، وتكثيف العمل، وساعات العمل غير المستقرة والبطالة و عموماً مجمل العوامل العامة التي تزيد من سوء وضع المرأة العاملة و الشابة. حيث روجت الرأسمالية و الاتحادات الإمبريالية الدولية، كالاتحاد الأوروبي، باسم مساواة المعاملة بين الرجال والنساء و"تسوية التزامات العمل و الأسرة" لتدابير مناهضة للعمال و الشعب و تواصل ذلك، من أجل إلغاء المكاسب وزيادة درجة استغلال كِلا الجنسين. و في اليونان، استغلت و بمسؤولية جميع الحكومات مسألة"المساواة" بين الجنسين للقضاء على ترتيبات إيجابية كانت في صالح المرأة، على سبيل المثال، عبر مساواة سن تقاعد النساء و الرجال، وإلغاء حظر العمل الليلي للمرأة و غير ذلك. إن البعد الجندري لقضية المرأة لا يتعلق ليس فقط بالتمييز المامرس في حق النساء في إطار المجتمع الاستغلالي، بل يتعلق أيضا بالحاجات الاجتماعية المحددة للمرأة نظراً لدورها الإنجابي.

حيث تُستغل ضمن الرأسمالية علاقة المرأة بالأمومة للترويج لأهداف رجعية. فعلى سبيل المثال، يتم استخدامها كوسيلة لجذب النساء إلى برامج عمل لشهور قليلة بأجور سيئة، كما و نحو أشكال للعمل التطوعي لتعويض مسؤولية الدولة في الخدمات الاجتماعية والبنية التحتية لدعم الأسرة (وخاصة الأطفال وكبار السن والمعوقين، أي في مجالات: الصحة والرعاية الاجتماعية و التعليم و غيرها). و في الاتجاه نفسه، يُسعى خلال الفترة القادمة نحو إدماج المرأة (العاطلة عن العمل و شبه العاطلة عن العمل)، في "الاقتصاد الاجتماعي المتكافل" في ظروف تشديد لاستغلالهن و التلاعب بهن. و في ذات الوقت، تسيطر الرؤى القائلة بأن تعليم الطفل و تربيته الشاملة هي قضية فردية للمرأة و "مسألة عائلية". حيث تتفاقم مشكلة غياب وقت الفراغ مع عواقب سلبية على إعلام المرأة و ثقافتها و على قرار انضمامها للصراع الطبقي المنظم.

و تتمثل ضرورة أكثر إلحاحاً في قيام نشاط محدد من قبل الحزب في صفوف النساء المتحدرات من أصول عمالية شعبية، سواء بشكل مستقل أو من خلال صفوف الحركة العمالية الشعبية بهدف رفع مستوى مشاركة المرأة في النضال ضد الرأسمالية و الاحتكارات. حيث لا يزال اعتبار هذا العمل بدرجة ما أمرا زائداً، ضمن هيئات الحركة العمالية النقابية ذات التوجه الطبقي و حركة المزارعين و العاملين لحسابهم الخاص، المناهضة للاحتكارات.

و ينبغي على الهيئات الحزبية وصولاً حتى المنظمات القاعدية مع اضطلاع الجنة المركزية بالمسؤولية الرئيسية، أن توجه الكوادر النسائية وأعضاء الحزب، والمتعاونين معه، والنساء الطليعيات ضمن الحركة، بمعزل عن مهامن و مسؤولياتهن لمراقبة تطورات التعبير المعاصر لعدم إنصاف المرأة. وفي الوقت نفسه، من المطلوب مشاركتهن في نشاط الحركة النسائية الجذرية من خلال جمعيات ومجموعات الاتحاد النسائي اليوناني و في تطوير تحركات كفاحية، لتوجيه المواقف المعالجة و المطالب الكفاحية للنساء نحو موقع العمل و القطاع الإنتاجي و كليات المعاهد و الجامعات والتدريب المهني و التعليم إجمالاً.

إن الأمر الأساسي هو تعزيز مشاركة المرأة و مبادرتها في الحركة. و بمسؤولية الشيوعيات بالإمكان تأمين قيام العمل المشترك والتواصل، بين الاتحاد النسائي اليوناني و الحركة النقابية ذات التوجه الطبقي، و مع المنظمات الجماهيرية لصغار الكسبة في المدينة والريف. كما و تخمير السمة الطبقية لقضية المرأة و تطوير المطالب لحماية الأمومة و الجسد الأنثوي والأسرة، عبر عمل النساء المتخصص.

و في نفس الوقت، تتطلب المحاولات الجارية لزيادة مشاركة المرأة تكثيف الصراع ضد الأشكال الحديثة من التلاعب بالنساء من خلال الآراء البرجوازية و البرجوازية الصغيرة و الانتهازية عن أسباب اضطهاد المرأة، أي النظريات المحدثة عن "المجتمع الأبوي" و عن "حكم الرجال المعاصر" كما و النظريات الغير علمية الجديدة حول" النوع الإجتماعي". حيث تتمظهر هذه النظريات في دعوات السياسة البرجوازية وعناصرها الفاعلة (حتى في الحركة النقابية) لضرورة زيادة مشاركة المرأة في سلسلة من المؤسسات، دون أي إشارة إلى السمات الطبقية، مع تقديم هذه المشاركة باعتبارها عنصرا من عناصر المنافسة بين الرجل و المرأة. حيث يُبرز على وجه الخصوص، ظهور النساء في إدارات الشركات والمجموعات الاقتصادية والمراكز المؤسسية، كعنصر مساواة بين الجنسين. و يقترح تخصيص حصة للمرأة في "مراكز صنع القرار". و في الواقع، يبقى حق "الانتخاب و الترشيح" شكلياً إلى حد كبير، بالنسبة لغالبية النساء اللواتي ينتمين إلى الطبقة العاملة والشرائح الشعبية، أو بالأحرى يتواجد هذا الحق ضمن تلاعب السلطة الرأسمالية الجاري.

حيث ينبغي على قوى حزبنا و على تلك الواقعة ضمن تأثيرنا أن يواجهوا ذلك، عبر إبراز الرؤية العمالية الشعبية حول مشاركة النساء. و حتى المؤتمر القادم ينبغي تنفيذ جميع التدابير اللازمة- التي عالجها الحزب سلفاً- من أجل سياسة منهجية لإبراز نساء من الطبقة العاملة والشرائح الشعبية الفقيرة في هيئات الحركة. إن هذا عبارة عن مقدمة لتشكيل طليعة نسائية جذرية واسعة أكثر استقرارا، قادرة على جذب المزيد والمزيد من النساء نحو صفوف الحركة و هيئاتها و نحو النشاط الكفاحي.
.


عن شباب الأسر العمالية الشعبية في جميع مستويات التعليم والتحالف الاجتماعي





60. تتسم التعديلات البرجوازية في مجال التعليم منذ فترة المؤتمر ا� بخروق متعلقة ببنيته و محتواه، و بربطه على نحو أكثر مباشرة مع حاجات إعادة الإنتاج و الربحية، الرأسماليين، وتحديثه من ناحية إعادة إنتاج السيطرة الأيديولوجية للطبقة البرجوازية.

هذا و في ظروف الأزمة الرأسمالية، تم جمع هذه التوجهات مع تدابير لخفض التكاليف، و نقص حاد في المعلمين و مشاكل في وصول التلاميذ للمدرسة، و نواقص في البنية التحتية، و مع عمليات دمج وإغلاق المدارس و غير ذلك.

و مهد تخفيضات التمويل الحكومي في الجامعات ومعاهد التعليم العالي، الطريق لمزيد من خفض تكاليف رعاية الطلاب (التغذية - الإسكان). و طرح باعتباره شرطاً لا ينتهك، ما يسمى "قابلية حياة" الفروع الجامعية، أي تأمين موارد خاصة لمتابعة جوانب عملها، وخاصة في مجال البحوث. حيث كبيرة كانت تبعات ذلك على محتوى التعليم في حد ذاته، مع تمظهر متفاقم له في المعاهد التقنية العليا- و تخفيضات في الدورات والساعات المعتمدة والمناهج و ضغط البرامج لإدارة الخسائر المسجلة في الكوادر التعليمية.

و خلال هذه الفترة تكشف نشاط أيديولوجي سياسي جماهيري للحزب، مترابط مع المساعدة المقابلة من الشبيبة الشيوعية، عبر :

• الترويج لمعالجة الحزب الاستراتيجية عن المدرسة الموحدة ذات اﻠ 12 عاما للحاجات الشعبية المعاصرة و إمكانيات عصرنا، وتحديث اقتراحنا حول التعليم العالي الموحد.


• مواجهة البدع الكلاسيكية والمعاصرة للقوى البرجوازية و البرجوازية الصغيرة الناشطة في مجال التعليم مع الدفاع الكفاحي عن الحقيقة التاريخية.


• تطوير المقاومة و توجيه النضالات ضد سياسة الحكومة بالترابط مع الجهود الرامية إلى تعزيز التجمعات التي يشارك الشيوعيون ضمنها.

إن المهمة الرئيسية للحزب في مواقع التعليم هو تعزيز المحاولة التثقيفية الأيديولوجية، من خلال محور متنوع الأشكال ومتعدد المواضيع مع التركيز على تعميم اقتراح الحزب حول التعليم في الاشتراكية، وإبراز إمكانيات الإنجازات العلمية الجديدة، التي تستغل ضمن الرأسمالية وفق معيار الربحية الرأسمالية لا الرفاه الشعبي. حيث ينبغي أن تدشن عملية تنوير في جميع المراحل، حول علاقة التربية مع الأيديولوجيا المسيطرة والتربية مع العلاقات الاجتماعية والاقتصادية السائدة. و نظراً لموقعهم الخاص، فإن للتربويين موضوعياً، مسؤولية خاصة في جميع المراحل.
.


على نحو أكثر تحديدا فيما يتعلق بالحركة الطلابية




61. يتمثل سلاح مهم لنشاطنا ضمن الحركة الطلابية في التجمع الجذري المصاغ عبر الجمعيات الطلابية ولجان النضال و لجان الأعوام الجامعية و آلاف الطلاب الملتفين ضمن جبهة النضال الطلابي "ماس". إن أي أسهام كان ﻠ"ماس" في التفاعلات التي تمظهرت في الجامعات والكليات التقنية في السنوات السابقة كان مهماً جدا. و في السنوات السبع التي أعقبت تأسيس "ماس" جرت خطوات مهمة في ترسيخه. حيث بإمكاننا أن نقول اليوم أن قطاعات واسعة من الطلاب يعترفون بحضور الجبهة في جميع أنحاء البلاد.

و مع ذلك، لا يزال هناك مجال كبير لتحسين عملنا في هذا الاتجاه. و تتمثل المقدمة الأساسية لذلك في تعزيز الشبيبة الشيوعية والحزب الشيوعي اليوناني داخل الجامعات والكليات، وتعزيز العمل الفكري والسياسي والتنظيمي للشبيبة الشيوعية مع التعاون والتخطيط والتنسيق مع المنظمات الحزبية المقابلة. حيث حاسم هو دور أعضاء و كوادر الحزب والشبيبة الشيوعية داخل الحركة، و أسلوب العمل داخل الجمعيات، سواء في تلك المنضوية ضمن "ماس" و بالتأكيد في غيرها. وتتطلب هذه المهمة معالجة جيدة لأهداف الصراع وأشكاله من أجل ضمان النشاط الطليعي في الجمعية الطلابية، و القدرة على حشد جماهير أوسع حولنا من طلبة الجامعات الذين لا يمتلكون خبرة من النضالات و لا وضوحاً حول وجهة الصراع.

وعلى الرغم من واقع المشكلة المهمة المميزة في غياب وجود بنية منظمة في الحركة الطلابية، فإن المشكلة الرئيسية تكمن في ماهية الخط المسيطر، حيث يسود الخط التوافقي والتوفيقي مع السياسة السائدة. ولذلك، فإن تركيز عملنا ينبغي أن يكون على إعادة تشكيل الحركة الطلابية كفاحياً، وهو ما يعني بشكل رئيسي أن يكسب خط الصراع ضد الاحتكارات و الرأسمالية مساحات جديدة و تعزيز النضال ضد استراتيجية الاتحاد الأوروبي ورأس المال في مجال التعليم العالي وغيره من جوانب حياة الشباب، كما و تشكيل بؤر نشاط للمطالبة بحاجاته المعاصرة. و ليست "ماس" فصيلاً للشبيبة الشيوعية و ليست بيافطة نضعها عندما نريد تنظيم نضالات الحركة الطلابية. هي عبارة عن تجمع لهيئات طلابية مع أهداف و طالب تتعارض مع سياسة الحكومة، ورأس المال، والاتحاد الأوروبي، مع الأخذ بعين الاعتبار مستوى وعي الشباب الملتفين ضمنها. حيث بالإمكان قيام تجمع بالسمات المذكورة عبر العمل الرائد للشبيبة الشيوعية اليونانية مع وظيفة حيوية وغنية مطلبية خلاقة للجمعيات، و اللجان النضالية الملتفة ضمن "ماس". أي أن ذلك يشترط إحياء وظيفة منظمات الحركة الطلابية لا استبدالها.

و موجودة هي اليوم بعض المقدمات للمضي بتدخلنا في الحركة الطلابية خطوة واحدة نحو الأمام. حيث سيتواصل الاعتراف ﺒ"ماس" وفق درجة تشكيل و عمل و كفاح الجمعيات الطلابية وفق هذا التوجه، و في المقام الأول هناك حيث برزت قائمة "بانسبوذاستيكي" كقوة في المرتبة الأولى. و ينبغي أن تغدو هذه الجمعيات أنموذجاً للعمل والنشاط بالنسبة للأخرى، جنبا إلى جنب مع صعود تدخلنا في الجمعيات التي لا يزال ميزان القوى سلبياً ضمنها.
.


عن النشاط في المدارس الثانوية، و الثانويات المهنية، و كليات التلمذة الصناعية




62. كما هو الحال في الجامعات والمعاهد التقنية العليا، هناك مسؤولية كبيرة للشبيبة الشيوعية أيضاً في المدارس (الإعدادية، و الثانوية و الثانويات المهنية، و مدارس التلمذة الصناعية) نظرا للتركيز العالي لحضور الشباب، لتخصيص ودراسة و جمع الخبرة، مما سيساعد الهيئات القيادية في معرفة أفضل للمشاكل.

حيث من المطلوب قيام تنسيق أكبر بين الشبيبة والحزب، وذلك للاستفادة من جميع القوى المتواجدة في حوزتنا لتشكيل خلايا و مجموعات من التلاميذ و الأهالي و التربويين على أساس المنطقة أو الوحدة المدرسية، و هم الذين من الممكن أن يشكلوا أساسا لبدء محاولة جديدة في حركة التلاميذ.

و على الرغم من ترسيخ حالة من التدهور في مجالس التلاميذ، هناك حاجة إلى قيام عمل معالج و أكثر إصراراً لإثراء محتوى المجالس بمبادرات "من الأسفل". حيث حاسم هنا هو دور المنتخبين فيها من أعضاء و أصدقاء الشبيبة الشيوعية، في تنظيم الفعاليات والأنشطة المتنوعة (المسرحية والموسيقية و الرياضية، و إصدار منشورات صغيرة و غيرها) من أجل تشديد الصراع مع الأيديولوجية السائدة المتبدية في الكتب المدرسية، و مع حالة تدهور مجالس التلاميذ، و مع تبعات البربرية الرأسمالية الأشمل على حياة التلاميذ.

يجب أن تشكل المجالس هيئات كفاحية تجمع التلاميذ و التلميذات في صراع المشاكل المتفاقمة و حول حاجاتهم. و مع الانطلاق من عمل كهذا، سنكون بحاجة للعودة لمعالجة مقترح للصراع من أجل تنظيم حركة التلاميذ على نحو أبعد من الوحدة المدرسية، أي على مستوى المدن وعلى الصعيد الوطني. و هناك حاجة إلى استغلال الخبرة المقابلة، من بلدان أخرى.

إن العمل مع منظور متجه نحو الطبقة العاملة، وإعادة تشكيل الحركة العمالية يتطلب حشد المزيد من القوى، كما و مزيدا من المحاولات أيضا في مجال التعليم المهني والتلمذة الصناعية، بالتركيز على الأقسام و الإختصاصات والمحاولة الهادفة لصياغة مزاج و تربية كفاحيين للشباب مع ربطهم مع الحركة النقابية.

هذا و بإمكان مداخلة النقابات الجاري على أساس الاختصاصات، أن يمهد طرق تواصل و التفاف عدد أكبر من التلاميذ. حيث بإمكان تنسيق الهيئات النقابية للتلاميذ على أساس فئة المدرسة و التخصص القطاعي والمنطقي، أن يشكل أساسا لتدخلنا ورصد التطورات والتغيرات الجارية في مجال التعليم الفني و المهني.

حيث مباشرة و مستقلة هي مسؤولية الحزب في هذا العمل. و ينبغي تنظيم عملنا في التعليم المهني بالتعاون مع الجماعات الحزبية في الاتحادات والنقابات القطاعية. و ينبغي أن يكون الأساس في التنسيق بين الحزب و الشبيبة الشيوعية. و ينبغي أن يدرج تخطيط البناء الشبيبي ضمن التخطيط الحزبي المقابل مع قيام مراقبة ودعم محدد.

و ينبغي أيضا ترقية تدخلنا في أكاديميات الشحن البحري التجاري في كل اليونان، كما و في المدارس الليلية.
.


عن التحالف الاجتماعي في مستوى الحي السكني و المدينة و القرية، و في أماكن السكن




63. إن خلاصة الأمر هي في أن دور الشيوعيين هو مصيري لإعادة تشكيل الحركة العمالية وتطوير التحالف الاجتماعي في اتجاه مناهض للرأسمالية و الاحتكارات. و في هذا الصدد، هناك حاجة للتغلب على التأخير والالتباسات التي لا تزال قائمة. و عبر قيامنا بخطوات في هذا الاتجاه مع العمل بنحو موحد لصياغة مقدمات تعزيز النشاط المشترك و تحالف العمال و الموظفين و العاملين لحسابهم الخاص و المزارعين الفقراء، سنسهم عبر ظروف أفضل في إبراز المصالح المشتركة للقوى الشعبية في النضال ضد الاحتكارات و سلطتها، و للتغلب على نقاط الاحتكاك المتواجدة موضوعياً بين هذه القوى.

و تؤكد خبرة نشاط الفترة السابقة، بأن الأرضية التي تتشكل مقدمات كهذه فوقها، تتمثل في الصراع من أجل الحاجات المعاصرة للأسرة العمالية الشعبية مع مطالب منضوية ضمن خطة حشد للقوى عبر أهداف ومطالب نقيضة لأهداف رأس المال، تضيء بدورها منظور المنفذ نحو حلٍ في مصلحة الشعب، و تغيير الطبقة المتواجدة في السلطة في تعارض مع التداول الحكومي المتواصل داخل إطار النظام.

و مع ذلك، تقتصر الخطوات المشتركة القائمة اليوم أساسا، على بعض المبادرات المركزية المشتركة لمختلف التجمعات المناهضة للرأسمالية و الاحتكارات التي يعمل الشيوعيون ضمنها، و هي التي تكتسب بصعوبة استمرارية على مستوى القطاع و المنطقة. حيث من المطلوب للتغلب على هذه المشاكل قيام المزيد من المبادرات ومعالجة أفضل للمحتوى و لإطار الصراع، كما و أيضا للمطالب والشعارات في كل مرحلة من مراحل تطور الصراع المشترك ضد الاحتكارات و الرأسمالية.

إيجابية هي تجربة اللجان الشعبية في بعض الحالات، ويجب أن تدرس على نحو أفضل، للتغلب على المشاكل التي رُصدت و للتغلب على الالتباسات التي لا تزال قائمة. إن اللجان الشعبية ليست عموماً "حركات مواطنين" في الحي السكني. بل تشكل تعبيراً محلياً عن التحالف الاجتماعي و النقابات أو فروعها المحلية و جمعيات المهنيين و التجار و المزارعين والجمعيات و الفرق النسائية و الطلابية كما يعبر عنها من خلال مشاركتها في التجمعات الجذرية المناهضة للرأسمالية و الاحتكارات، التي يعمل الشيوعيون ضمنها.

حيث تكتسب اللجان اليوم أهمية إضافية، في حين تدفع و بسرعة "البنى لجديدة" على المستوى المحلي في سياق "الاقتصاد الاجتماعي والتضامن". حيث تتمثل مسألة حاسمة في دراسة هذه البنى و مواجهتها لأنها ستشكل حقلاً متميزاً جديداً لكسب الجماهير من قبل النظام، و التلاعب بالحركة و نزع عقلانية الوعي، خاصة في حالات الفقر والبطالة الواسعة.

و لا ينضج اتجاه صراع اللجان الشعبية و منظورها، باعتبارها شكلا من أشكال التحالف الاجتماعي في الأحياء، على نحو تلقائي و لا يُفرض من الأعلى، لا سيما في صفوف القوى الشعبية الملتفة ضمنها، و هي المتسمة موضوعياً بانخفاض درجة الوعي السياسي الطبقي.

إن تعزيز العمل المستقل لمختلف المكونات والمنظمات الجماهيرية و لجان الكفاح الملتفة ضمنها، بحد ذاته في الاتجاه المذكور أعلاه، سيساعد مع عمل الشيوعيين على إنضاج ضرورة العمل المشترك بينها، و أن تكسب هيبة في الأحياء السكنية من خلال المبادرات والأنشطة التي تطورها.

و من المطلوب قيام تنسيق جيد وخطة لاكتساب مكانة و"دعائم" ضمن الطبقة العاملة و العاملين لحسابهم الخاص و المزارعين و لمشاركة شباب و نساء الشرائح الشعبية، بنشاط في هذه اللجان. لكي تشكل تعبيرا عن التحالف على مستوى الحي السكني.

وتبين التجربة أن تعزيز مهمة التحالف الاجتماعي في قطاعات الإنتاج هو قضية معقدة، لها المزيد من الصعوبات، حيث يتمظهر هنا و بوضوح نفوذ الطبقة البرجوازية وحلفائها على أفقر قطاعات العاملين لحسابهم الخاص في المدينة والريف، كما و التأخيرات في إعادة تشكيل الحركة العمالية نفسها.

و من المطلوب قيام عمل أيديولوجي سياسي أكثر جوهرية لتفهم المنظور المشترك والعدو المشترك في شخص الاحتكارات و سلطتها. و بإمكان الحركة العمالية عبر مبادراتها و ثباتها، جذب قطاعات كهذه نحو الصراع ضد الاحتكارات. حيث مطلوب هو قيام خطة و تنسيق جيد، لصياغة مقدمات النشاط المشترك.
.


من أجل توضيح أفضل لمسألة علاقة الحزب بالحركة




64. إن الصراع على أساس برنامجنا و الاستراتيجية الثورية على نحو وفي، أي على أساس هدف حشد الطبقة العاملة و إنضاجها و تنظيمها، باعتبارها القوة الاجتماعية القيادية للعملية الثورية، يعني أن هذا الصراع هو سارٍ أيضاً ضمن الظروف اللا ثورية .

و يُخاض هذا الكفاح من قبل الحزب على نحو مستقل، دون تراجعات أمام الضغوط الممارسة إما من قبل القوى الانتهازية أو البرجوازية الأخرى أو حتى من قبل الجماهير العمالية الشعبية بعينها، التي تسعى لحلول إدارة فورية للمشاكل المتفاقمة التي يلدها يوميا النظام الرأسمالي و طاقمه السياسي في الحكومات المتعاقبة والأحزاب السياسية التي تشكله أو تسانده.

وهو ما يعني وجوب عدم فصل، النضال السياسي الجاري عن المهمة السياسية الثورية الرئيسية. و ألا يوضع جانبا هدف السلطة العمالية لحساب أهداف حكومة انتقالية أخرى فوق أرضية الرأسمالية.

حيث ينبغي أن يكون هذا عنصرا من عناصر عنايتنا في عملنا الإرشادي اعتباراً من "القمة" و حتى "القاعدة". مع زيادة اليقظة حتى لا يبتعد عملنا عن مساره تحت أي ظرف من الظروف: كالتدهور المأساوي لوضع الطبقة العاملة والشرائح الشعبية، و تهديد أو وقوع حرب إمبريالية تشارك فيها طبقة البلاد البرجوازية، إرهاب علني و قمع، و عمل قوى فاشية نازية أو حتى تعليق الإجراءات البرلمانية عبر انقلاب و غيرها.

إن التجربة التاريخية ودراستها بشكل جماعي من قبل اللجنة المركزية و الحزب بأكمله و الشبيبة الشيوعية، قد سلحتنا ﺒ"مناعة" قوية ينبغي علينا تفعيلها في جميع الظروف.

و ينبغي أن نعي تماما أن كل هذه الرؤى والممارسات الإشكالية و أي انحرافات، لا تنمو في فراغ. حيث واقع هو تناقض موضوعي يتخلل كل حزب شيوعي، و كل حركة عمالية ثورية، ناشطة في ظروف غير ثورية. إن هذا التناقض يكمن في واقعة أن الحزب الشيوعي هو حزب الانقلاب الثوري، و أنه لا ينشط في ظروف مؤاتية للإنقلاب الثوري.

65. في مثل هذه الظروف يعمل اليوم حزبنا. و هو يعمل لأكثر من 4 عقود في ظل الشرعية البرجوازية "السلمية" نسبياً و البرجوازية البرلمانية، فمن الممكن أن تنشأ في صفوفنا و محيطنا عموما، و على نحو أكبر ضمن شرائح عمالية شعبية أوسع، أوهام شرعية و أن تترسخ رؤية خاطئة قائلة بإمكانية حصول التغيير الثوري الشامل من خلال المعارك الانتخابية المتعاقبة وزيادة النسبة الانتخابية كما و من خلال التغييرات الصغيرة والإصلاحات.

و بالتأكيد، يغيب اليوم المصدر الرئيسي لتنمية انحرافات والأوهام كهذه، و هو المتمثل في عدم وجود استراتيجية ثورية مدروسة. و لكن هذا، لا ينبغي في أي حال من الأحوال أن يقلل من ضرورة اليقظة، والقلق الإبداعي المستمر.

هذا و تعلمنا التجربة التاريخية أن أحزاباً شيوعية كيفت نشاطها و حجمته، بمعزل عما إذا كان هذا التكييف و التعديل جرى أو يجري خلال كفاحها الجاد ضد تمرير قانون مناهض للشعب، و كفاحها من أجل اتفاق عمل جماعي وزيادة المرتبات، وتحسين ظروف العمل و ما إلى ذلك. حيث ليست بقليلة تاريخيا هي المرات حيث قاد التناقض بين النشاط الطليعي الكفاحي والتضحية ونكران الذات و من جهة أخرى التحصين الأيديولوجي الضعيف ضد غزو أيديولوجية البرجوازية، و التطوير الضعيف للنظرية و التأخيرات الاستراتيجية البرامجية هذه الأحزاب في الممارسة للتحول إلى أحزاب اشتراكية ديمقراطية.

و مما لا شك فيه، هناك حاجة إلى إدخال تعديلات ضمن الظروف الناشئة، هناك حاجة لنشاط الشيوعيين الطليعي اليومي للشيوعيين من أجل إعاقة التدابير المناهضة للشعب، و المطالبة بتدابير لاغاثة الأسر الشعبية و ما إلى ذلك. و مع ذلك، لا ينبغي أن تفصل هذه التكييفات اللازمة و تصعيد النضال الشعبي الجاري في ظروف غير ثورية، عن الاستراتيجية الثورية. حيث لا يقل خطر فصلها عن خطورة عدم احتساب مستوى وعي الجماهير العمالية الشعبية، و الصعوبات الناجمة عنه والتدابير المتخذة لتشكيل الوعي الطبقي.

و تتمثل مسألة مصيرية في كيفية نشاط و وبناء الحزب ليكون بمثابة مرشد للصراع الطبقي، كمرشد لحركة الجماهير الشعبية من أجل المسائل اليومية الجانبية، كما و أيضا في مسائل المنظور العام، أي إجمالاً لتشكيل الظروف الذاتية للنضال المناهض للرأسمالية و الاحتكارات من أجل الاشتراكية - الشيوعية.

و هو ما لا يتحقق دون ربط محور الصراع من أجل الانقلاب الثوري مع الصراع من أجل الحاجات والمطالب الفورية وقضايا المداخلات اليومية في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في ظروف غير ثورية. و مع امتلاكنا لوضوح بأن النضال الاقتصادي في حد ذاته لا يقود إلى الصراع السياسي الثوري، علينا خلال النضال من أجل حل المشاكل اليومية التي تواجه الطبقة العاملة وحلفائها الاجتماعيين، ألا نفقد الأمر الرئيسي، و هو خوض صراع أيديولوجي سياسي مخطط و عازم على الفهم الأعمق لضرورة الإلغاء التام للاستغلال وبناء مجتمع لا طبقي.

و مع تسلحنا بقرارات المؤتمر ا� و برنامج الحزب الجديد، والدراسة الجماعية للتجربة، فإن إحدى القضايا الهامة التي تتواجد أمامنا هي مسألة علاقة الحزب مع الحركة النقابية، كما و المسألة الصعبة و المعقدة أيضاً، حول علاقة الحزب مع حركات حلفاء الطبقة العاملة من مزارعين و عاملين لحسابهم الخاص في المدن.

66. حيث تنبع صعوبة علاقة الحزب مع الحركة النقابية العمالية على حد السواء في الممارسة السياسية كما و كمسألة نظرية، من حقيقة أن الحزب الشيوعي بعينه هو صيغة التعبير الأرقى و الواعي عن الحركة العمالية. و بالتالي، فعند الإشارة إلى حركة الطبقة العاملة، لا يسعنا إلا أن نشير إلى الحركة الشيوعية التي تكافح بوعي و على نحو طليعي ومخطط، من أجل الثورة والسلطة، الاشتراكيتين، من أجل التملك الاجتماعي لوسائل الإنتاج الممركزة و تخطيط مركزي علمي لإنتاج و توزيع المنتجات والخدمات لتلبية الاحتياجات الاجتماعية الموسعة.

و مع ذلك، تتواجد و ستتواجد صيغ أدنى لتنظيم الطبقة العاملة من ناحية تشكيلها و وحدتها الأيديولوجية و البرنامجية و التنظيمية، في الظروف اللاثورية و ظروف الصعود الثوري و خلال فترة البناء الإشتراكي. حيث يشكل وجود حزب شيوعي قوي و منظم مع عمل أيديولوجي و سياسي و تنظيمي واسع، حتمية لكي تنجز الطبقة العاملة مهمتها التاريخية.

و تلعب النقابات دوراً و تؤثر عموماً أشكال التنظيم الأدنى، في تشكيل الوعي الطبقي للطبقة العاملة. و لذا، فإن قيام التدخل المتواصل و الحاسم لقوى الحزب الشيوعي في الصراع من أجل توجه الحركة العمالية النقابية ضمن أية ظروف، أثورية كانت أم سوى ذلك.

و على نحو موضوعي، ليس من نقابات حيادية سياسياً. حيث يسيطر ضمن هذه، إما خط التعاون الطبقي لنقابيي أرباب العمل و الحكومة، أو خط التيار الإصلاحي الانتهازي أو خط الصراع المناهض للرأسمالية و الاحتكارات. و بالتالي، فإن للصراع الأيديولوجي السياسي داخل الحركة، أهميته من أجل تحقيق هدف تنظيم قطاع مهم من الطبقة العاملة في توجه مناهض للرأسمالية و لتعميق و توسيع روابط الطبقة مع الحزب.

و نظراً لكل ما ذكر أعلاه، فإن علاقة الحزب بالمنظمات العمالية الجماهيرية هي من ذات الأمور، معقدة للغاية. حيث أضنت محاولة توصيف هذه العلاقة الحركة الشيوعية الأممية، و ترافق ذلك في كثير من الأحيان مع تبني أخطاء و رؤى مطلقة، على مستوى التعميم النظري و ضمن الممارسة، أيضاً.

و يسلحنا الخط الذي عالجه حزبنا بتوجهات صائبة، و بالتالي، فإن استيعاب هذا الخط لا يزال مشكلة العمل الإرشادي، الأساسية.

و بالتأكيد، ينبغي علينا أن نأخذ في اعتبارنا الظروف القائمة و موازين القوى و ما إذا كنا متواجدين في صعود ثوري أم لا. و أن يُدرك عدم وجوب قيام أدنى تراجع في الصراع مع خط الاشتراكية الديمقراطية في النقابات، أثناء ظروف الانحسار الثوري، و أكثر من ذلك بكثير، ألا تترجم وحدة الطبقة العاملة الضرورية و الصراع من أجل تنظيمها و وظيفة النقابات و النشاط و النقاش ضمن الحركة حول مطالب الصراع و أشكاله، باعتبار ذلك مقدمة أو نتاجاً للتعاون- تحت ضغط مقولة "معاً جميعاً"- مع قطاع من الاشتراكية الديمقراطية.

67. إن علاقة الحزب مع حركات الكادحين من المزارعين والمهنيين والتجار العاملين لحسابهم الخاص، هي موضوعياً أكثر تعقيدا وصعوبة، نظراً لأننا بصدد حركات قوى تعجز أن تكون حواملاً للمجتمع الجديد نظراً لموقعها الاجتماعي الخاص. و مع ذلك، فإن جزءا كبيرا منها له مصلحة في الكفاح من أجل هذا المجتمع الجديد، عبر انضوائه ضمنه إما كمنتجين تعاونيين أو كعمال في الإنتاج أو الخدمات الاجتماعية المباشرة. حيث له مصلحة في ذلك، لأن السلطة العمالية الجديدة قادرة على تلبية حاجاته المتنوعة في مجال العمل والسكن، والصحة، والتعليم، والمعاشات التقاعدية، و الوقت الحر من أجل الراحة والمشاركة في بنى السلطة العمالية و ما إلى ذلك.

و عبر وقوفهم فوق هذا المنظور، يكافح الشيوعيون اليوم، حتى في ظل ظروف غير ثورية، لكي تتقارب هذه الحركات مع الحركة العمالية ذات التوجه الطبقي، دون أن تفقد انتباهها عن حقيقة أن عنصر التذبذب المستمر ضمن هذه الحركات هو دائما أقوى-مقارنة مع الحركة العمالية- كما و الأوهام البرجوازية والإصلاحية، و مختلف الأفكار و التيارات البرجوازية الصغيرة.

و تتمثل قضية خصوصية في علاقة الحزب مع الحركة النسائية الجذرية، لإعتاق النساء المتحدرات من أصول عمالية أو غيرهن من الأصول الشعبية و في صفوف حلفاء الطبقة، الاجتماعين المحتملين.

إن عدم الإنصاف والتمييز الواقع بحق المرأة في جميع المستويات، في الحياة و العائلة و العمل و النضال و الصراع السياسي، هو ذو جذر طبقي عميق، وهو أمر يعني أن هذه المشكلة تلامس الحركة العمالية.

وحده الحزب الشيوعي هو القادر و باستمرار عن التعبير بوفاء عن تطابق الصراع من أجل التحرر والإنصاف مع الصراع من أجل تحرير الرجال والنساء الكامل، من الاستغلال. و مع ذلك، فإن هذا يشترط قيام نشاط طليعي للمنظمات و الشيوعيات العاملات و النقابيات والمفكرات، اللواتي تستطعن من خلال عملهن ضمن صفوف الحركة النسائية، تجذير الحركة في اتجاه مناهض للرأسمالية و الاحتكارات.

حيث لا يمكن اعتبار عمل الشيوعيات في الجمعيات النسائية والجماعات موحداً ولا درجة إدراك مشكلة عدم إنصاف المرأة، و لا الوعي الطبقي و السياسي للنساء الملتفة ضمنها.

هذا و تتعلق الالتباسات من ناحية ضرورة و محتوى عمل الحزب المتخصص ضمن صفوف النساء و نشاط الشيوعيات في الحركة النسائية الجذرية، بهيئات الحزب و بشكل خاص بكوادر نسائية حيث يبدو بعد الحكم على موقفها، بأنها لا تدرك الصعوبات الموضوعية التي تحد بنحو إضافي من النشاط السياسي والاجتماعي للمرأة، وحتى لبعض النساء ممن هن أعضاء في الحزب و الشبيبة الشيوعية و لا سيما ضمن فترات تغيير ظروف حياتهن. إن الرفيقات المذكورات تتعاطفن بصعوبة مع خصوصية العمل التحضيرى لتجنيد النساء وغالبا ما تتسمن بحمل أكبر من العادات الرجعية و النكوصات، حتى أن مشاركتهن في النقاش، داخل الحزب أو في مواقع العمل القطاعية و المنظمات القاعدية الحزبية،هو أمر أكثر صعوبة.

حيث تتأكد ضرورة التصحية المزدوجة للنساء، أي التوعية الطبقية السياسية من جهة، و من جهة أخرى، إدراك واقعة أن التصحية السياسية للمرأة تتسم بصعوبة إضافية، حيث ينبغي أن تتغلب على عقبات موضوعية إضافية وبالتالي، فهناك حاجة إلى قيام عمل متخصص إضافي وليس فقط داخل الحركة، بل في طليعته بعينها، أي ضمن الحزب الشيوعي.

هذا و تواصَل القيام ببعض الخطوات حتى بعد مؤتمر الحزب ا�، في محاولة تخصيص سياسة الحزب ضمن النساء، سواء بشكل مستقل أو في إطار من الحركة العمالية الشعبية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن حركة تحشُد نساء من صفوف القوى العمالية الشعبية على نحو أوسع من حدود النفوذ السياسي للحزب و الشبيبة الشيوعية.

و تنطلق المحاولة التنويرية الضرورية داخل الحزب- لا سيما ضمن أعضاء الحزب النساء في القطاعات و في الشبيبة الشيوعية- من محاولة استيعاب رؤيتنا لمسألة المرأة، التي تشترط في جملة أمور، استخدام مطبوعات الحزب ذات الصلة. حيث من المطلوب من الهيئات الحزبية و المنظمات القاعدية، تطوير نشاط مستقل حول مسألة إنصاف و إعتاق المرأة في ظروف بناء الاشتراكية، و عن أهمية تحرير العلاقات الشخصية، والعلاقات بين الجنسين داخل أو خارج مؤسسة الأسرة من كافة أشكال الإكراه الاقتصادي والاجتماعي والإيديولوجي.

إن استيعاب جوهر مسألة المرأة هو ضروري و على حد السواء لإدراك ضرورة وجود الحركة النسائية الجذرية، أي الحركة من أجل إنصاف و إعتاق النساء المتحدرات من أصول عمالية شعبية (من الكادحات و المزارعات و العملات لحسابهن الخاص في المدن)، كما و لضرورة عمل أعضاء الحزب النساء، و بمعزل عن قطاع عملهن، لمقاربة النساء العاملات والعاطلات عن العمل، و العاملات لحسابهن الخاص والمزارعات والأمهات الشابات العاملات، والطالبات والمتقاعدات والمهاجرات، و النساء المبعدات عن العمل الاجتماعي، مثل ربات البيوت.

هذا و جمع الحزب الشيوعي اليوناني خلال السنوات السابقة تجربة غنية وهامة من عمله في ظروف مختلفة. و هو يدرس خاصة علاقة الحزب بالحركة و الجماهير بوصفها و على حد السواء كعنصر من عناصر تنمية معرفتنا النظرية حول هذا الموضوع، كما و للعمل التوجيهي الجاري. و يستغل الحزب استنتاجاته باعتبارها دليلاً في النشاط العملي اليومي، و كوسيلة لتعزيز القدرة الثورية للهيئات الحزبية و المنظمات القاعدية، و للحزب بأكمله.
.


عن مسار بناء الحزب




68. إن العامل الرئيسي الذي يحدد دور الحزب و نجاعته ضمن الحركة العمالية والصراع الطبقي، هو بناء الحزب ضمن القطاعات ذات الأهمية الاستراتيجية، في ترابط مع تنامي قوته و نفوذه في الجمهور الكبير من الطبقة العاملة ولا سيما في قطاعاتها الأكثر فتوةً. و في هذا السياق، هناك أهمية خاصة للتغلغل في القطاعات ذات الأهمية الاستراتيجية و القطاعات الحيوية الصاعدة في الاقتصاد.

هذا و كبيرة كانت تداعيات الأزمة الرأسمالية الاقتصادية على الطبقة العاملة والشرائح الشعبية في المدن والريف. و جرت تغييرات كبيرة في قطاعات العمل. حيث أغلقت مصانع و شركات و سُرِّح آلاف العمال و بقي كثيرون عاطلين عن العمل أو غيروا مهنتهم و أحيل بعضهم إلى التقاعد. ولم تقدم العديد من الشركات على تجديد موظفيها، و قامت غيرها بذلك من خلال توظيف الشباب من خلال العديد من البرامج الممولة من الدولة. وكانت غيرها رابحة أو قامت باستثمارات في الخارج. حيث كان لهذه التطورات بالطبع، تأثيرها الخاص على قوتنا الحزبية، فقد تواجد العديد من أعضاء الحزب و أتباعه خارج مواقع العمل، إما نتيجة التسريح أو التقاعد عن العمل. و لا يزال العاطلون عن العمل يشكلون نسبة هامة ضمن صفوفنا.

و قام حزبنا في الفترة الممتدة منذ المؤتمر السابق، بمحاولة جادة للتغلب على الصعوبات عبر عمليات تجنيد و تعويض خسائره في إجمالي القوى الحزبية. حيث أفضت عن نتائج معينة، المحاولة المضنية الهادفة لاسترداد التواصل مع مواقع العمل و للدخول لمواقع جديدة و لتعويض بعض الخسائر، و لتشكيل محيط حزبي جديد حول المنظمات و بجانبها، كعمل يشكل الخميرة اللازمة لتطوير الحزب وتشكيل منظمات حزبية و شبيبية جديدة.

و كان لدينا تحسن بنسبة 2٪ في التركيبة الاجتماعية للحزب ضمن العاملين في القطاع الخاص و قطاع الدولة نتيجة قيام معالجة أفضل قامت بها المنظمات الحزبية، لمخطط التجنيد والبناء في مواقع العمل.

و تحتاز الهيئات القيادية عبر خطى بطيئة ولكنها ثابتة، على رؤية مشتركة لمحتوى بناء الحزب. حيث تتفهم أن ذلك ليس مرادفا للتجنيد، بل هو عبارة عن تدخل مترابط أوسع للحزب سياسياً و تنظيمياً و أيديولوجياً، في جملة المشاكل التي تعاني منها الأسرة شعبية.

حيث يُدرك بدرجة أكبر أن من المطلوب انشغال أكثر للكوادر، و فحص مستمر للتجربة والتدابير والأشكال التي تستخدم لتحقيق الأهداف. و اتخذت خطوات لتنسيق العمل بين المنظمات الحزبية القطاعية والإقليمية و فهم وتطبيق واجب عمل جميع القوى الحزبية و الشبيبية في أي مكان عبر ذات المضمون، سواء أكانت منظمة على أساس قطاعي أم إقليمي.

و مع ذلك، لم تعالج المشكلة المركزية لبناء الحزب، التي هي تأخير تطور الحزب في الصناعات الكبيرة والقطاعات ذات الأهمية الاستراتيجية. إننا إزاء مسألة تحول دون تطوير العمل الإجمالي للحزب ضمن الطبقة العاملة. حيث لا يعود التأخير فقط لصعوبات موضوعية. إن هذه موجودة لكنها لا تستطيع إخفاء المشكلة الإرشادية الكامنة في عدم تمكننا دائما على نحو كاف في الجمع بين مهام تنظيم الصراع مع أهداف البناء، في حين أننا لم نتخلص بعد -و إلى حد كبير- من رؤية نقابية تتخلل عملنا في الطبقة العاملة.

إن انضمام أعضاء جدد للحزب في ظروف الأزمة هو قضية أكثر تعقيدا، ويتطلب تواصلاً مخططاً و استخداماً منهجياً للمناضلين و المناضلات المتميزين في مواقع العمل و يخوضون المعركة ضمن الحركة العمالية الشعبية، متماشين مع الشيوعيين خلال النضالات اليومية. و يتطلب إعداد المرشحين للتجنيد، قيام المزيد من العمل المنهجي السياسي و الأيديولوجي المتنوع الأشكال في سياسة الحزب و برنامجه و مع أيديولوجية الحزب و تجربته التاريخية و مع القيم الشيوعية. هذه هي المقدمات اللازمة ليكون المرشح قادراً على شرح أسباب المشاكل والصعوبات الإضافية التي تلدها الأزمة عبر البطالة الجماعية و إغلاق الشركات و الإفقار الجماعي، والالتباسات التي تسببها مختلف القوى الإصلاحية والانتهازية بشأن المنفذ من الوضع الحالي.

69. إذا ما بحثنا على نحو أعمق سنرى بأن تدخل الحزب المستقل ضمن العمال حول برنامج الحزب و دراسته لهذا القطاع، ليس ذي أولوية مماثلة في عملنا. حيث لا نصر على مناقشتها في الهيئات و المنظمات القاعدية بالأهمية و الجدية الواجبة لمؤشرات ونتائج عملنا المخطط ضمن الطبقة العاملة، لإنضاج الوعي السياسي، بالالتفاف حول الحزب وسياسته، و المشاركة في النضالات، وهو ما نسميه نتائج التدخل السياسي للمنظمة القاعدية الحزبية في موقع العمل. ولذلك، تبقى المهمة الرئيسية "لتحقيق قفزة في بناء الحزب وتعزيزه أيديولوجياً و سياسياً ضمن الطبقة العاملة" التي وضعناها ضمن البلاغ أمام الاحتفال بذكرى ا� عام للحزب، تبقى قائمة برمتها ويمكن تلخيصها في الأهداف التالية المشار إليها و المرتبطة بالتنافس بين المنظمات الحزبية في بناء الحزب:

• تحسين نسبة العمال و العاملات، الصناعيين وعدد المنظمات القاعدية في الشركات ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة.

• تعزيز التركيبة الاجتماعية للحزب عبر زيادة نسبة العمال والعاملات.

• تحسين التركيبة العمرية من خلال زيادة التجنيد من الشبيبة الشيوعية وأعمار 18-40 عاما.

• زيادة تجنيد النساء وتعزيز نسبتهن الإجمالية في الحزب بأكمله و هيئاته القيادية.

إن تحقيق هذه الأهداف لا يمكن أن يكون خارج تطوير النشاط السياسي المخطط الطليعي، للشيوعيين حول المشاكل المتفاقمة في مواقع العمل، و في القطاعات و حي السكن (في المدينة و القرية). حيث يتمحور هذا العمل السياسي حول خط مناهضة الرأسمالية و الاحتكارات، في حين تفصيله أيضاً مع أهذاف مطلبية تقرِّبنا من العمال وأسرهم.

و يتمثل مفتاح النجاح في الإشراف على العمل من قبل كل هيئة، اعتباراً من اللجنة المركزية و حتى المنظمة القاعدية و كل كادر حزبي بشكل فردي. و يشترط هذا العمل استخدام الخبرة المكتسبة و الرصد الناجز للصعوبات و النقاش الجماعي لمواجهتها مع متابعتها المستمرة و مناقشة جماعية للتصدي لها، و التوجه نحو تدابير تساعد على التنمية الجماعية و تعزيز تيار الأفكار الشيوعية في مواقع العمل و الدراسة، لكي يتكثف تعزيز الحزب بدماء جديدة. إن هذا العمل مرتبط بنحو وثيق مع النشاط من أجل تشكيل نقابات جديدة و إضفاء السمة الجماهيرية على غيرها وإنشاء لجان نقابية و لجان نضالية و لجان للعاطلين عن العمل و المهاجرين وفقاً لتركيبة و إمكانية كل موقع عمل. و هي مرتبطة في ذات الوقت، مع النشاط من أجل الإنتظام الجماعي للعمال و الموظفين و العاملين لحسابهم الخاص من المزارعين و المهنيين و التجار و شباب و نساء الأسر الشعبية ضمن التجمعات الجذرية و غيرها من التجمعات التي ننشط ضمنها كشيوعيين، كما و عبر المشاركة في اللجان الشعبية و غيرها من اللجان و الجمعيات ذات النشاط الثقافي و الرياضي و ما إلى ذلك، في كل الأحياء و المدن و القرى.

و عبر احتكاك مماثل مع الجماهير ستصعد قدرة قوانا على عرض خطنا في تعارض مع الخيارات الاستراتيجية للطبقة البرجوازية، و أن تثبت عبر القرائن تفوق مسار التطور للسلطة الشعبية و أن توجه السخط الشعبي ضد الخصم الفعلي، ضد الطبقة البرجوازية و الاتحادات الامبريالية و أن تشرح بنحو مقنع أن نجاعة الصراع هي مستحيلة دون قيام جبهة حاسمة ضد رؤى الإصلاحية و الانتهازية.

إن الحزب يمتلك اليوم كافة الأسلحة و المدد لكي ينخرط في معركة تعزيزه سياسياً و أيديولوجياً و تنظيمياً.

و هي تتمثل في برنامجه و نظامه الداخلي المقرين في مؤتمره ا�، كما و الاستنتاجات من أسباب الإنقلابات ضد الإشتراكية و معالجاته الجماعية للمجلد الثاني لتاريخه، و المؤتمر المنعقد على الصعيد الوطني حول عملنا ضمن الشباب، و الإجتماع الموسع للجنة المركزية حول إعادة تشكيل الحركة العمالية و مناقشة الخبرة من النشاط الجاري في سياق الاحتفال بذكرى ا� عام على تأسيس الحزب و ما إلى ذلك. و أيضاً في مطبوعات الحزب في جريدة ريزوسباستيس و المجلة الشيوعية و إصدارات دار "سينخروني إبوخي" التي تشكل دعامة من أجل قيام عمل مخطط و دائم و متعدد الأشكال، كما و تعميم الخبرة و نقلها نحو جماهير أوسع.

حيث بإمكان كل منظمة قاعدية حزبية، و عبر استخدامها المخطط للأدوات المذكورة و وسائل التواصل، صياغة مناخ للإلتفاف حول الحزب الشيوعي اليوناني من أجل قيام تغييرات و انقلابات، و لتوسيع الدائرة المتفهمة لأهمية معنى حزب شيوعي يوناني قوي.
.


عن التركيبة الاجتماعية والعمرية للحزب




70. من دون وجود حزب قوي ضمن الطبقة العاملة، يمتلك منظمات قاعدية متينة و ذات توجه جماهيري تؤمن الترويج الثابت و الممنهج لسياسته، لن تقوم أية خطوة ضمن مهمة إعادة تشكيل الحركة.

و بالتالي، يتميز بناء منظمات حزبية جماهيرية و متينة ضمن المجموعات الاحتكارية، و في المصانع، في المراكز الرئيسية الاقتصادية والصناعية، والتجارية، باعتباره مهمة أساسية ينبغي أن يتركز عليها انتباه الهيئات القيادية والمنظمات الحزبية. حيث طرحت أهداف البناء من قبل المنظمات الحزبية، مع التركيز على العمر الإنتاجي و القوى الشبيبية النشطة، مع إعطاء الأولوية على وجه الخصوص ﻠ:

• الموانئ والمطارات والنقل إجمالاً.

• الطاقة و الاتصالات و المعادن

• الصناعات الكيماوية و الدوائية و الغذائية

• المشروعات الكبرى و الإنشاءات.

• المراكز التجارية الكبرى.

و تتبدى خلال الممارسة مواجهتنا لصعوبات في تنفيذ واجب اعتبار البناء معياراً رئيسياً لقياس نجاعة عملنا في كل فِعل و تحرك و فعالية. حيث تحت ثقل المهام و متطلبات الصراع الجاري، يُفقد هذا العمل المحدد في هذا الاتجاه و يُنقل نحو خطة ثانية، في حين، متواجدة حولنا هي قوى قريبة من الحزب و تتسم بدرجة عالية من الاتفاق مع مواقفه و تمتلك خبرة من مشاركتها في الحركة. و مع ذلك، هناك حاجة إلى تعزيز رصد مسار البناء في جميع الهيئات القيادية و المنظمات الحزبية القاعدية.

و تتمثل المقدمة من أجل حصول خطى في نفوذ الحزب وقوته التنظيمية، في قيام عمل أيديولوجي و سياسي جماهيري للحزب في المصانع و مواقع العمل، بهدف النشر المنهجي لمواقف الحزب و سياسته، باعتباره مقدمة لتشكيل بيئة حزبية. حيث ينبغي أن تتواجد هذه المقدمة في صميم عمل كل منظمة قاعدية حزبية و كل شيوعي-عبر جميع الأساليب و الأشكال المتاحة- باعتبارها مقدمة أساسية للبناء الحزبي. و ضمن هذا المحور ينبغي أيضاً، توسيع مناهج التنوير لكي لا تقتصر على الحملات الدعائية الكبيرة و على الانتخابات ضمن أشكال ظرفية للعمل. و هناك حاجة إلى تعزيز تداول صحيفة ريزوسباستيس و المجلة الشيوعية والكتاب الماركسي، كما و للتخمير الواسع ومناقشة موضوعات الحزب و تقديراته للحزب على أساس الأمور الراهنية، في كل منظمة حزبية قاعدية.

و من المطلوب في الوقت نفسه، قيام عمل منهجي وإعداد، لكي يتخلل و باستمرار، نشر وتعميم سياسة الحزب المنبثقة عن برامجه، و عن استراتيجية السلطة العمالية والثورة الاشتراكية، و بثبات و على نحو مقنع، كل جوانب نشاط و دعاية الشيوعيين و عملهم. لكي يكون قائماً فوق أرضية خبرة موقع العمل ذاته، و التفكُّر المتطور ضمن الشرائح الشعبية تجاه سياستنا، تحت تأثير سياسة و دعاية الطبقة البرجوازية و أحزابها و نقابيي الحكومة و أرباب العمل و أجهزة هؤلاء بعينها.

حيث هناك حاجة للتقدم بشكل أسرع في دراسة و تعميم هذه الخبرة، ضمن كل الهيئات القيادية اعتباراً من اللجنة المركزية و حتى المنظمات القاعدية الحزبية والجماعات الحزبية. وبالمثل، هناك حاجة إلى زيادة وتحسين العمل الفردي المحدد، لا سيما في المواقع الحاسمة والصعبة، مع اعتماد تنسيق جيد و مثابرة و رصد. و ذلك من أجل دمج منهجي في هذه المهمة للمزيد من كوادر الحزب و أعضائه، و لنشر قوى مناسبة على نحو أكثر حسماً، لكي تتمكن من الإسهام في تحقيق هذه المهمة، حيثما يعتبر ذلك ضروريا.
.


من أجل حزب قادر على توجيه الشبيبة الشيوعية لكي تنتقل نحو مرحلة تطوير كبير لقواها




71. يتطلب هدف تحقيق خرق في البناء الحزبي، قيام تجديد سريع،و زيادة القوى الحزبية بأعمار أصغر، وخاصة من صفوف الطبقة العاملة و من ورديتها الجديدة.

حيث يتعزز هذا الاتجاه من قرار المؤتمر المنعقد على الصعيد الوطني للحزب، للعمل ضمن الشباب (كانون الأول/ديسمبر 2013) والتدابير المحددة التي تضمنها. و يجري التمييز بين مسؤولية الحزب المستقلة لجذب الأعمار الشابة نحو النضال من أجل التغيير الثوري، و بين مسؤوليته في إرشاد الشبيبة الشيوعية اليونانية.

و يمثل تنفيذ قرارات المؤتمر المذكور، مهمة ضرورية و عاجلة، خاصة أمام الاحتفال بذكرى ا� عام للحزب والذكرى ا� للشبيبة الشيوعية اليونانية، من أجل التركيز بحزم أكثر للجزء الرئيسي من عمل الحزب في شباب الطبقة العاملة والشرائح الشعبية، ليغدو رفد الحزب بدم شبابي، أكثر يقيناً.

لقد جرت خطوات معينة على مدى السنوات، حيث كسب الآلاف من أعضاء الشبيبة الشيوعية لقب عضو في الحزب، و انتقل العديد من أعضاء الحزب الذين برزوا ككوادر في الشبيبة للعمل في الحزب، حيث حسنوا و جددوا التركيبة العمرية لهيئات الحزب. ومع ذلك لا تزال هناك تأخيرات جادة.

و تشكل الشبيبة الشيوعية اليونانية مانح الدم الأساسي للحزب. حيث يشكل انتقالها نحو مرحلة تطوير كبير لقواها وقدرتها على التربية الشيوعية، بلا شك عنصراً لا يتجزأ من الاستمرارية الثورية للحزب الشيوعي اليوناني و للبناء الحزبي وعلى هذا النحو ينبغي أن يواجه من قبل هيئات الحزب. فهو عبارة عن شرط لتعزيز الحزب كميا ونوعيا.

و مصيري من أجل البناء ضمن صفوف الطبقة العاملة، هو العمل ضمن الأعمار الأصغر حتى قبل خروجها لعملية الإنتاج، أي في مجالات التعليم، و التثقيف، وأماكن التدريب المهني، وخاصة في الثانويات المهنية و المعاهد التقنية و معاهد التدريب المهني و أكاديميات الشحن البحري التجاري كما و في الكليات الجامعية و المدارس الإعدادية و الثانوية. إن الغالبية العظمى من الشباب تتمركز أو ستتمركز في صفوف العمل المأجور، وبالتالي، ينبغي أن يكون مضمون عمل الحزب ملتزماً بقوة في هذا الاتجاه. و ذلك، عبر خطة موحدة و برنامج عمل، اعتباراً من هيئات الحزب و الشبيبة الشيوعية، حتى على مستوى المنظمات القاعدية الحزبية و الشبيبية، مع التركيز على التسليح الأيديولوجي و السياسي، والتربية الشيوعية كأسلحة رئيسية من أجل عمل التنوير والنشاط. حيث ستقف هذه الخطة على نحو جيد فوق أرضية المشاكل المتفاقمة وفق تتمظهرها في الأعمار المحددة، في عدم اليقين بشأن المستقبل والبطالة، و غابة العمل و التنقل و العقبات أمام محاولة امتلاك ثقافة مهنية عامة. كما و فوق و نشاط مبني بثبات فوق أساس الثقافة والرياضة، و المواجهة الكفاحية لمسائل أيديولوجية و سياسية، كانتشار و تعاطي المخدرات.

و يتحمل الحزب مسؤولية فتح الطريق أمام الشبيبة الشيوعية اليونانية لتحقيق غرض وجودها و نشاطها. عبر معالجة خطة في كل حلقة و تقديم مساعدة جوهرية لها، لتسهم في حشد القوى في النضال من أجل حاجات الشباب المعاصرة والنضال الايديولوجي والسياسي و في بناء الشبيبة الشيوعية. و ذلك مع امتلاك توجه نحو التواصل و النشاط المشترك مع التلاميذ و طلاب التدريب المهني و التقني و طلاب الجامعات ذوي الأصول العمالية الشعبية، لنقل القيم و الأغراض الثورية للحزب و الشبيبة الشيوعية إليهم و لجذبهم نحو الحركة العمالية.

حيث ينبغي تطوير هذا النشاط بالتزامن مع الإعداد الأيديولوجي لأعضائها والتثقيف الماركسي، و استيعاب برنامج الحزب و دراساته والاستنتاجات من دراسة تاريخ الحركة الشيوعية و العمالية، ونقل التجربة الحزبية الحية، و تقديم المساعدة من أجل المشاركة الفعالة في الحياة الداخلية للشبيبة الشيوعية، وإعداد ودعم جميع أعضائها ليغدون ضمن المسار أعضاءً في الحزب.
.


عن ربط الحزب مع أكثر القطاعات طليعية في صفوف العاملين لحسابهم الخاص في المدينة و الريف




72. إن مداخلة الحزب في شرائح البرجوازية الصغيرة في المدينة والريف، هي عبارة عن قضية معقدة موضوعياً، نظراً لموقع هذه الشرائح بعينها، في الإنتاج. إن تحشيد تلك القطاعات الممتلك لمصالح موضوعياً، من المنظور الذي حدده برنامج الحزب، هو عبارة عن مهمة رئيسية مرتبطة بتطور ميزان القوى إجمالياً و يجري حسماً اعتباراً من حاضرنا.

إن تشكيل خلايا شيوعية قوية من العاملين لحسابهم الخاص في جميع المدن الكبرى والقطاعات ذات التركيز العالي لصغار الكسبة، هو عبارة عن مقدمة أساسية لربط الحزب مع القطاعات الأكثر طليعية من هؤلاء، و أيضا للحد قدر الإمكان من التأثير الموضوعي لأيديولوجيا الطبقة البرجوازية و دولتها و لسياسة تحالفاتها. و هو يشترط قيام عمل أيديولوجي و سياسي محدد وتقديم دعم لكي تستوعب القوى الحزبية بعينها و على نحو أعمق، و لكي تتمكن من التأثير على نحو أوسع عبر سياسة الحزب، لكي يكسب توجه حركتهم المناهض للإحتكارات مساحات أوسع.

وبالمثل، في الريف وفى الأقاليم التي يحظى الإنتاج الزراعي بثقل معين، من الضروري تعزيز مداخلة المنظمات الحزبية، والتخطيط لتكثيف صفوف الحزب بالمزارعين، و تشكيل منظمات حزبية قاعدية في القرى الكبيرة أو في مجموعات القرى المتجاورة. و في ترابط مع ما سبق هو التخطيط لامتلاك العديد من النقابيين الزراعيين المقتدرين من المزارعين الشباب البارزين خلال التحركات. إن إبراز نقابيين مماثلين هو ضروري لتقديم شرح أكثر كفاءة على حد السواء، لمنظور خراب الكثيرين نظراً لمزاحمات المجموعات الاحتكارية والتركُّز في مزارع رأسمالية، كما و منظور حياتهم في مجتمع ذي طراز أرقى في تنظيم الإنتاج، حيث يُربط الإنتاج الزراعي التعاوني مع الإنتاج المملوك اجتماعيا.

و يؤكد على أنه من المطلوب للتغلب على الصعوبات الإضافية، قيام خطة مداخلة أيديولوجية و سياسية و تنظيمية أكثر تكاملاً بغرض البناء، كما و بالمقابل، نشر و تدريب كوادر ستتخصص بمتطلبات التوجيه المعقدة لهذا المجال و لحركاته.
.


من أجل حزب قادر على حشد الشعب و تحريكه عبر قوة الأفكار الشيوعية والفن الطليعي




73. لقد خلقت بعد المعطيات الهامة ضمن مداخلة الحزب في مجال الثقافة. حيث رفعت المؤتمرات العلمية، ومهرجان الشبيبة الشيوعية اليونانية و مجلتها أوذيغيتيس، و الإهدائات والمعارض و الإنتاجات الفنية، من المستوى الثقافي للحزب و الشبيبة الشيوعية. و شارك جزء كبير من الناس الذين يتخصصون في سلسلة من القطاعات أو ساعدوا في كل هذه الفعاليات.

ومع ذلك، و على الرغم من التقدم المحرز في السنوات الأخيرة على المستويين المركزي والمحلي لتنمية المداخلة الثقافية للحزب لم تكتسب رؤية موحدة حول أهميته، باعتباره جزءا عضويا لا يتجزأ من وظيفة وعمل الحزب بأكمله. إن الرؤية الأكثر شيوعا في صفوفنا هو أن العمل الثقافي يحتاج ببساطة إلى إضافات ليجعل نشاطنا الحزبي السياسي أكثر جاذبية بالنسبة لقوى شعبية أوسع. ولكن الخاصية الأكثر أهمية، فيما يتعلق بالفن المجند لغرض الاشتراكية الشيوعية، هو إسهامه في التكوين العام للشخصية، و في المقام الأول في شخصية الشيوعيين بعينهم.

إن الفن هو عامل هام لتنمية المشاعر الإنسانية، والخيال، والإحساس، والازدهار، والطفرة كما و للرغبة في إحداث التغيير الاجتماعي. حيث نحن بصدد خصائص ضرورية لتشكيل طليعة سياسية ثورية و قدرتها على حشد وإلهام النضال من أجل إلغاء المجتمع الاستغلالي. وليس من قبيل المصادفة إعطاء الحزب الشيوعي اليوناني-في السجن و المنفى، و ظروف العمل السري، و على نحو أكثر خلال أوقات احتدام الصراع الطبقي، كما و خلال مقاومة جبهة التحرير الوطني و الجيش الشعبي لتحرير اليونان وخصوصا في الظروف القاسية للغاية خلال الكفاح الذي خاضه جيش اليونان الديمقراطي- لثقل كبير للفن كوسيلة للاستنهاض الروحي وتنظيم المشاعر الاجتماعية، كوسيلة تربوية سياسية و أخلاقية.

هذا و ألهم الكفاح الحزب الشيوعي اليوناني، البطولي، عدداً كبيراً من الكتاب والفنانين، وخلق إرثاً ثميناً وجد له استمرارية لحد ما، خلال الظروف اللاحقة.

و في الظروف الراهنة، بعد الإنقلابات في البناء الاشتراكي، يغدو من الضروري أن يُلهم الحزب- عبر تطوير الأيديولوجية الشيوعية الثورية و زخم الصراع الطبقي من أجل الإشتراكية- مفكرين وفنانين و أن يطور علاقات كفاحية معهم و يحشد جميع أولئك المهتمين بالحاجات الشعبية و يقاومون الأنانية و تعفن الرأسمالية و يؤمنون بإمكانية وجود طراز إنساني أرقى لتنظيم الإنتاج الاجتماعي والحياة الاجتماعية على نحو عام.

إن تحقيق هذا الهدف يشترط قيام عمل أكثر انتظاما و تطلباً، لزيادة استخدام العلماء والمفكرين والفنانين من وأعضاء وأصدقاء الحزب، لحثهم على وضع أعمالهم الإبداعية في خدمة الطبقة العاملة و المثل العليا للتحول الثوري للمجتمع.
.


عن عملية إعادة النشر التنظيمي للقوى




74. لقد قدمت عملية إعادة النشر التنظيمي للقوى الحزبية، دفعاً كبيراً في توجيه عملها نحو الطبقة العاملة. حيث بوشر تركيز القوى المخطط له والتغيرات في الهيكل التنظيمي للحزب و الشبيبة الشيوعية اليونانية، مع إنشاء المنظمة المنطقية في أتيكي و نظيرتها في مقدونيا الوسطى خطوة بخطوة مع دراسة التجربة في المنظمات المنطقية الأخرى خلال السنوات الأخيرة.

حيث إيجابية كانت هي الخبرة مع عملية إعادة نشر قوى الحزب.

• كان ذلك إجراءاً ضرورياً و إيجابياً، ساعد في البناء الحزبي، عدا توجيه وتركيز القوى الحزبية نحو العمل ضمن الطبقة العاملة.

• جُمعت و طبعت صورة أفضل وأكثر موضوعية عن مواقع العمل الكبيرة. حيث جرى في جميع المناطق تسجيل مواقع العمل وتحديد الأولويات، والقطاعات الأساسية و المجموعات الاحتكارية التي تتركز الطبقة العاملة فيها.

• اكتسبت خطة التدخل و البناء سمة أكثر تحديداً في مواقع العمل الكبيرة، في المناطق الصناعية، كذا و المهام المُناطة بالمنظمات القاعدية القطاعية والإقليمية. حيث برزت تجربة غنية من العمل المنسق وخصوصا من تشكيل و نشاط فرق مشتركة من القوى الحزبية القطاعية والإقليمية بالتعاون مع قوى الشبيبة الشيوعية. و تقدمت مهام التجنيد و إنشاء خلايا ضمن إطار الفرق المشتركة المذكورة، في مصانع و شركات محددة و مراكز تجارية و غيرها، و في مناطق صناعية، وما إلى ذلك. ينبغي مواصلة دراسة هذه التجربة على نحو أبعد من أجل منهجتها على مستوى المنظمات المنطقية.

• جرت على نحو أفضل مواجهة مسائل إعداد و تنفيذ وتوجيه الحركات الكبرى، على مستوى قطاعي وغيره عموما، كما و معارك الانتخابات النقابية.

و ينبغي على اللجنة المركزية القيام برصد ودراسة منتظمين للتجربة الناتجة عن إعادة نشر المنظمات القاعدية الحزبية و الشبيبية المقابلة لها. حيث يجب أن تتركز هذه العملية في كبرى المراكز الحضرية (أثينا و ثِسالونيكي وباتر و لاريسا و إيراكليو و فولوس و إيوانِّنا و كورنثوس و كالاماتا و كافالا و كوزاني و سِرِس)، حيث تتجمع المناطق الصناعية متضمنة كتلة من القوى العاملة والشرائح الشعبية. و يتواجد هناك تركيز كبير للقطاعات الصناعية (صناعات تحويلية، نقل، بنية تحتية، إنشاءات كبرى)، كما و لمراكز تجارية، ومرافق إطعام و سياحة، و خدمات إدارية و مستشفيات و مدارس و كليات، مع تركيز هام لقطاعات شبابية و نسائية.

ينبغي أن تُدرس على نحو جوهري و منهجي خبرة القطاعات و الأحياء السكنية و بنائها و نشاطها مع تنسيق النشاط القطاعي مع مواقع السكن (الحي و القرية). حيث يتمثل الهدف والمعيار في تطوير كل عضو في الحزب لنشاطه و تطوره من جميع النواحي. و هو ما يشترط على حد السواء قيامه بالتدخل الأولي الأهمية في موقع عمله كما و تدخله المقابل في مكان سكنه. حيث تنضوي ضمن هذا الأخير، المشاكل المتعددة الأشكال للأسرة والمدرسة وتعليم الأطفال، والاستخدام الخلاق لوقت الفراغ. حيث هامٌة هنا هي المشاركة في أنشطة الجمعيات واللجان الثقافية والرياضية و متابعتها مع و غيرها و التجمعات حول مشاكل الصحة و السكن، و التحصين ضد الفيضانات والزلازل و النار و مشاكل الماء و الري و المنتزهات و رفع المطالب نحو البلديات والمقاطعات و ما إلى ذلك.

إن توجهاً نحو محتوى عمل كهذا، مترابط و متعدد الأوجه، حيث تدق كل المطارق نفس الهدف، سيساعد، من بين أمور أخرى، على "فولذة" الكوادر الأحدث على نحو أكثر فورية و تكاملاً ضمن العمل الحزبي المعقد. و لكي "تدوس" فوق أرضية واقع الصعوبات كما و الإمكانات الناتجة عن التدخل في مواقع العمل والتواصل المباشر مع العمال. و لكي تحاول الكوادر ذاتها الإجابة على البدع التي يطرحها أرباب العمل و غيرهم من القوى النقابية و السياسية.
.


عن موضوع الكوادر




75. خلال السنوات الأخيرة رقيت المئات من الكوادر الجديدة في كل حلقات الهيئات القيادية للحزب. حيث جُنِّد العديد من هؤلاء في الحزب ليس فقط بعد الانتكاس المتمثل بالثورة المضادة، بل خلال ا� عاما من بداية القرن ا�. إننا بصدد الكوادر التي في حين انتظمت و كافحت و ترقت مع الرؤية الاستراتيجية المعاصرة للحزب التي اكتملت في مؤتمره ا� عبر اعتماد برنامجه ونظامه الداخلي، من جهة، فهي تتطور ضمن فترة الانتصار الكامل للثورة المضادة التي هي حتى الآن "عاقرة" من نهضات طبقية، من جهة أخرى.

و بالتأكيد، من المهم بمكان هو واقع تربية و تطوير جيل جديد من كوادر الحزب و الشبيبة وفق معايير، خارج النزعة البرلمانية كأساس لقياس النفوذ السياسي وتعزيز الحزب. ولكن يجب علينا ألا نقلل من عناصر عدم الخبرة و أحادية الجانب و الفصل و الإلتباسات والفصل بين المهام السياسية، التي تتسم بها العديد من الكوادر الجديدة.

إن تطوير هذه الكوادر، وتعزيز واستغلال أفضل خصائصها، و تربيتها على مبادئ وظيفة الحزب و نشاطه، مع دراسة ومعرفة سنوات خبرة الحزب المديدة، يتطلب تقديم مساعدة إرشادية تدريبية هادفة مديدة الأجل. حيث ينبغي أن تشجع هذه المساعدة على المبادرة و تبني الموقف المسؤول والصمود تجاه أي مشاكل و على التدريب على أسلوب عمل شيوعي صلب و امتلاكه. إننا أمام مسألة تتعلق و في المقام الأول بمسؤولية اللجنة المركزية للحزب.

إن تجربة الحزب ضمن تاريخه المتماوج تكشف بأن الحكم على الكوادر ينبغي أن يجري ضمن فترة زمنية أطول نوعاً ما، حين يمتلكون شخصية أكثر اكتمالا كشيوعيين. ينبغي أن يكونوا قد "مروا" بمواقع مسؤوليات مختلفة في الحزب والحركة، و أن يختبر تحملهم خلال صعود الصراع الطبقي و انحداره، و أيضا، أسلوب مواجهتهم لمشاكل الحياة والعمل و تربية الأولاد، وغيرها من المشاكل والصعوبات الطارئة. و هو ما ينطبق على نحو أكثر اليوم، حيث أصبحت ظروف الحياة و النضوج الإجتماعي أكثر صعوبة وتعقيدا، حيث يأتي امتلاك تجربة اجتماعية متعددة الجوانب على نحو متأخر جداً، وغالبا ما تنتشر على نحو مشوه نتيجة مجموعة متنوعة من العوامل التي لم تكن موجودة في العقود السابقة.

و في مستوى الممارسة لم نتغلب لحد الآن-لا على مستوى الإعلان- على مواطن ضعف أساسية في تخطيط تشكيل الهيئات، و التقسيم ضمنها، و في إبراز و تطوير الكوادر، وموضوعات النقاش في الهيئات القائمة على أساس ضرورة تعزيز العنصر الأيديولوجي، بالترابط مع تخطيط المداخلة في النضالات العمالية الشعبية.

و على الرغم من حقيقة رصد ضرورة تطوير كوادر متعددة الأوجه، خلال المؤتمر ا�، فنحن لم نتمكن بعد من التغلب على التقسيم القائم بين الكوادر التنظيمية و الأيديولوجية و الجماهيرية النقابية، ضمن ممارسة وظيفتنا.

إن الكوادر تتطور على نحو جوهري و أفضل بكثير، وفقاً لدرجة وجود تداول في المهام ضمن تقسم العمل بشكل متكرر. حيث من المرجح أي يقود التخصص في موضوع واحد لسنوات عديدة إلى الروتينية، حيث لا تتطور كامل جوانب الكوادر، و يتأخر نضوجها و اكتساب الشمولية اللازمة لعملها، و إعدادها لتولي مهام أكثر صعوبة و أهمية باضطراد، ضمن تقسيم العمل من أجل قضية الحزب والحركة، و الانقلاب الثوري.

إن الهدف اليوم، هو إبراز الكثير من الكوادر من صفوف الطبقة العاملة و من أصول عمالية شعبية، و هي التي ستتلقى مساعدة من أجل على اكتساب قدرات متعددة الجوانب، والتخصص في مجالات العمل، ومستوى أيديولوجي سياسي جيد، و قدرة على التوجيه، و تواصل مع الجماهير، و لكن مع توجه ثابت نحو إعادة تشكيل الحركة، وتعزيز التحالف الاجتماعي والالتفاف حول الحزب وتنظيم قوى جديدة ضمنه.

و من أجل إنجاز هذه المهمة الهامة، من المطلوب وضع خطة و القيام بعملية رصد و إعداد ناجز و محدد في قوى الشبيبة الشيوعية اليونانية. و بالتوازي مع ذلك، من المطلوب قيام توظيف أكثر انتظاما للعلماء والفنانين من أعضاء الحزب عبر وضع عملهم في خدمة الطبقة العاملة وأهداف التغيير الثوري.

علينا الإصرار في تقديم المساعدة نحو الكوادر المسؤولة عن توجيه المنظمات القاعدية الحزبية و الشبيبية. حيث ينبغي أن تكتسب جميع الكوادر و بمعزل عن توزيعها في المجالات (التنظيمية والجماهيرية والأيديولوجية)، خبرة شخصية مباشرة في تنوير العمال والتواصل معهم ضمن الحركة، والنقابات، والمنظمات الجماهيرية، و النضالات، لكي تقوم على نحو محدد و حيٍّ بتحديد المهام في الحركة و "الإحتكاك" مباشرة مع متطلبات الصراع الأيديولوجي السياسي.

و علينا أن نكافح على نحو أكثر حسما أوجه الضعف المتعلقة بالإستهانة بقيمة العمل الأيديولوجي، فضلا عن فصل العمل الجماعي للكوادر عن العمل السياسي والتنظيمي، كما و أيضا ضد روح إدارية عقيمة متواجدة لدى كوادر تنظيمية. حيث تنبع هذه الأخيرة و بشكل رئيسي من عدم قدرة هذه الكوادر على النشاط كموجهين سياسيين و أيديولوجيين، للمساعدة على نحو ناجع و محدد في موقع و جبهة نشاطهم، و أيضا في التوجيه الفردي والتعاون من كل عضو حزبي و شبيبي و صديق للحزب. كما و ماسة هي الحاجة أيضا لمكافحة انفصال الكوادر الشابة المتواجدة في مجالات العلم والبحث، عن النشاط الجماهيري، و عن مشاركتهم المباشرة في العمل الأيديولوجي السياسي و التنظيمي للمنظمات الحزبية.
.


عن مالية الحزب




76. أجبر حزبنا خلال السنوات الأربع الماضية على اتخاذ قرارات مؤلمة ولكنها ضرورية، في ظل الخلاصات الهامة التي وصل إليها مؤتمره ا� والقرارات - التوجيهات التي اتخذت.

و عبر وقوفنا فوق أرضية خبرة ثمينة من أعوام مديدة منذ ما بعد الدكتاتورية-وخاصة بعد عام 1991 – اتخذنا إجرائات تدبير أفضل للمالية مع رقابة صارمة على سير تنفيذ الميزانيات السنوية، سواء في شق إيرادات الحزب كما و مصاريفه، اعتباراً من اللجنة المركزية و حتى المنظمات القاعدية الحزبية.

بعد إغلاق محطة 902 التلفزيونية والإذاعية، وإغلاق شركة تيبوإكذوتيكي، والتخفيض الفاعل لصفحات جريدة "ريزوسباستيس"، و التخفيضات الفاعلة في نفقات مقر اللجنة المركزية والمنظمات المنطقية -مع تغطية جميع الالتزامات للموظفين داخل حزب (الرواتب والتعويضات، وصناديق التأمين وغيرها)، فقد تمكننا -على الرغم من كل ما ذكر- و بأقصى قدر من الكفاءة من تغطية حاجات الحزب الأساسية. و هي التي تشمل العمل التنويري السياسي و إعلام الشعب حول التطورات، وعرض مواقف الحزب تجاوباً مع مهام تطوير النضالات العمالية الشعبية (مع مساهمة كبيرة لصحيفة "ريزوسباستيس" و بوابة 902 التي أنشئت خلال هذه الفترة، و المطبوعات الغنية لدار "سينخروني إبوخي"، وما إلى ذلك). حيث حاسمة في تحقيق كل ما ذكر، كانت تضحية الشيوعيين و الشيوعيات الفعلية بالنفس و بطولتهم، كما و أعضاء الشبيبة الشيوعية و كثر من أصدقاء الحزب.

لقد غطى الحزب مالياً نشاطه السياسي في المواجهات الانتخابية المتعاقبة (انتخابات برلمان أوروبي، والانتخابات البلدية والإقليمية، استفتاء، و انتخابات برلمانية عامة لمرتين متتاليتين) كما و وظيفة نشاطه و تواصله الثابت يومياً مع الشعب و تظاهراتها الهامة في المسار نحو ذكرى مرور 100 عاماً على تأسيس الحزب و 70 عاماً على جيش اليونان الديمقراطي و غيرها، كما والأنشطة الثقافية ومهرجان الشبيبة الشيوعية اليونانية و مجلتها أوذيغيتيس ، والتزاماته تجاه الحركة الشيوعية والعمالية، الأممية.

و تشعر اللجنة المركزية بالفخر الفعلي لمئات الآلاف من العمال في جميع أنحاء البلاد، الذين يدعمون الحزب الشيوعي اليوناني من مدخراتهم، غبر مبالغ أصغر -سواء خلال حملات الدعم المالي كما و على مدار العام- كما و الآلاف من أعضاء وكوادر الحزب و الشبيبة الشيوعية الذين يخوضون يوميا معركة الدعم المالي للحزب، لكي يتمكن الأخير من تحقيق الأهداف النبيلة لصالح العمال، و كل الشرائح الشعبية.

لقد مررنا و لا نزال نمر بفترة صعبة للغاية بالنسبة للطبقة العاملة كلها، و للشعب اليوناني. حيث تواصل عواقب الأزمة إضناء الأسر الشعبية. حيث تتجلى علاقات العمال السياسية الرفاقية و الكفاحية الوثيقة مع الحزب منذ 100 عام، حتى في منعطفات الكفاح الصعبة، أيضاً عبر المساعدات المالية، كما و عبر مع مواصلة تطوير الروابط الحزب و الشبيبة الشيوعية مع أتباع الحزب و أصدقائه.

هذا و لنمو إيرادات من العمل المالي والمساعدات، وزيادة تداول صحيفة"ريزوسباستيس" و "المجلة الشيوعية" و " أوذيغيتيس" و مطبوعات "سينخروني إبوخي"، عدا أهميتها العامة في المداخلة الأيديولوجية والسياسية، إمكانيتها للإسهام بشكل كبير في تعزيز مالية الحزب.

حيث يُفرض على الحزب خلال تلقيه الهجمة المتصاعدة للعدو الطبقي وأحزابه، و آليات دولته وحكوماته، أن يمتلك جهوزية أكبر، و كفاية، و اكتفاءاً في موارده المالية من أجل تحقيق فعالية سياسية و أيديولوجية و إصدارية جادة، لتصل سياسة الحزب على نحو أكثر حسماً و جماهيرية و اتساعاً نحو الشعب اليوناني.
.


عن وضع الحركة الشيوعية الأممية و نشاط الحزب الشيوعي اليوناني




77. تشكل إعادة تشكيل الحركة الشيوعية الأممية و تطويرها، مهمة دائمة لحزبنا. هي نابعة من الطابع العالمي للصراع الطبقي.

حيث ساء وضع الحركة الشيوعية الأممية، بعد الثورة المضادة في الاتحاد السوفييتي وأوروبا الوسطى والشرقية، و رسملة الصين كما و تعزيز العلاقات الرأسمالية في البلدان التي تسعى للبناء الاشتراكي كفيتنام وكوبا.

إن الحركة الشيوعية متواجدة إجمالاً في تراجع، و تجد صعوبة في الرد على هجوم العدو الطبقي، الذي يجمع بين القمع و بين وسائل أيديولوجية سياسية. حيث تمكن الخصم في كثير من الحالات من "الاستحواذ" على الأحزاب الشيوعية من داخلها.

و يجري تأثير الانتهازية على الحركة الشيوعية من خلال قوى الاشتراكية الديمقراطية (القديمة منها والجديدة) والأحزاب الانتهازية الجديدة، التي تنسق في المقام الأول من خلال "مركز" أقيم في أوروبا هو ما يعرف ﺒ"حزب اليسار الأوروبي". حيث تنشط الأحزاب الشيوعية المشاركة ضمنه باعتبارها "رأس حربة" في عملية نزع السمات الشيوعية، أي في زيادة فقدان السمات الشيوعية ضمنها هي، و أيضاً ضمن الأحزاب الشيوعية الأخرى.

و من خلال عملية معقدة وطويلة تسجَّل و على نحو شاقٍ، خطوات تقوم في اتجاه إعادة تشكيل أحزاب شيوعية، وسط تناقضات و صعوبات، حيث تُطرح على نحو ضعيف حتى الآن، مهمة العمل في صفوف الطبقة العاملة والحركة العمالية النقابية.

و قد اتخذ حزبنا ضمن هذه الظروف، مبادرات هامة لجمع قوى شيوعية من جميع أنحاء العالم لتطوير العمل المشترك، هي:

أ‌- إصدار "المجلة الشيوعية الأممية" (م ش أ) باعتبارها أول محاولة لتشكيل قطب شيوعي: إن الغرض من م. ش. أ، هو قيام محاولة عبر مناقشة المقاربات المختلفة، من شأنها أن تعطي زخما لقضية الإستراتيجية المشتركة للأحزاب الشيوعية، سواء من خلال تداول المجلة كما- و في منظور ما- عبر أشكال أخرى تخدم هدف محاولة خلق قطب مميز للأحزاب الشيوعية يدافع عن الماركسية اللينينية.

ب‌- محاولة الحفاظ على السمات الشيوعية في اللقاءات الأممية للأحزاب الشيوعية. حيث تمتلك الأحزاب الشيوعية التي يتجاوز عددها ا� التي تشارك وفق الحالة، على مدى العقدين الماضيين في اللقاءات الأممية للأحزاب الشيوعية والعمالية (ل. أ.أ.ش.ع)، موقعاً مشتركاً على شبكة الانترنت، هو موقع اﻠsolidnet، حيث بإمكانها نشر أخبارها ووثائقها، في حين مدمَّج ضمن اﻠsolidnet هو نظام تبادل مشترك سريع لإعلام الأحزاب الشيوعية. و تصدر إلكترونيا "نشرة إعلامية" تحتوي مواد لقاءات الأحزاب الشيوعية. حيث يشكل تشغيل موقع solidnet و إصدار "النشرة الإعلامية" التزامين تعهد بهما الحزب الشيوعي اليوناني تجاه الأحزاب الشيوعية المشاركة في "ل. أ.أ.ش.ع". إن الوضع المذكور، الذي يشتمل على خطى تنسيق مقارنة مع السنوات الأولى لعقد ا�، لا ينبغي أن يصرفنا عن الجوهر، الذي ليس هو سوى واقعة بقاء الحركة الشيوعية مجزأة تنظيميا وأيديولوجيا مع صراع شديد جارٍ ضمن صفوفها، تفاقم خلال في السنوات الأخيرة حول مسائل استراتيجية. إن التزايد المضطرد لتدخلات متصلة بمصالح جيوسياسية لدول معينة، يخلق ضغوطاً إضافية داخل اللقاءات الأممية، و هو الذي مضافاً إلى تعزيز الرؤى الإصلاحية الحكومية الإدارية -البرجوازية و الإنتهازية- في إطار الرأسمالية واتحاداتها الإمبريالية، يزيد من عدم اليقين حول مسار هذه اللقاءات. لذا، مطلوب هو قيام رصد منهجي و محاولات مكثفة للحفاظ على بعض سماتها الشيوعية المكتسبة في بدايات اللقاء في أثينا، و من ثم في عواصم أخرى في العالم و حتى اليوم.

ت‌- إقامة لقاءات إقليمية للأحزاب الشيوعية والعمالية: تُجرى في منطقتنا بمبادرة من الحزب الشيوعي اليوناني، ثلاثة لقاءات إقليمية للأحزاب الشيوعية والعمالية. نحن بصدد اللقاءات الشيوعية الأوروبية، و لقاءات الأحزاب الشيوعية لمنطقة شرق المتوسط، البحر الأحمر والخليج و لقاءات الأحزاب الشيوعية لمنطقة البلقان. إن هذه اللقاءات المكرسة تشكل مجالاً لتبادل الآراء و الخبرات بين الأحزاب.

ث‌- تشكيل "المبادرة الشيوعية الأوروبية". إن "المبادرة" التي تم إنشاؤها في 1 تشرين الأول/أكتوبر 2013، هي صيغة جديدة للتعاون الإقليمي للأحزاب الشيوعية، التي يشارك ضمنها 29 حزباً شيوعياً. و هي المستندة على مبادئ أيديولوجية سياسية تحدد سمتها الشيوعية، و على مناهضتها للاتحادات الإمبريالية و لحزب اليسار الأوروبي. هذا و قامت "المبادرة" في غضون عامين بإصدار سلسلة من البيانات حول المسائل السياسية المهمة الجارية و هي تمتلك موقعها على الانترنت و لها شعارها المشترك و اجتماعاتها المكرسة.

إن الواجب الأممي في تعزيز الصراع من أجل إعادة تشكيل الحركة الشيوعية، يفرض تأمين أدق تقييم موضوعي للوضع قدر الإمكان.

و في ظل في ميزان القوى الدولي السلبي الأشمل، تعجز معظم الأحزاب الشيوعية عن الرد على هجمة رأس المال و هجمة الرأسمالية الدولية. حيث يتخلف المستوى النظري الذي تمتلكه، كثيراً عن المتطلبات التي يفرضها وضع البلدان التي تنشط ضمنها. فقد أدى مستوى حيازتها للماركسية اللينينية و غياب البنية التحتية، إلى تأخير كبير في معالجاتها الجماعية لمسائل حاسمة ضمن المواجهة الأيديولوجية، بما في ذلك، الأسباب التي أدت إلى الثورة المضادة. حيث تعجز هذه الأحزاب، عن دراسة تاريخها واستخلاص الاستنتاجات الضرورية.

إن الشرعية البرجوازية المديدة الأعوام، أثرت سلبا في بعض الحالات، و كثفت من ظواهر فساد قيادات عمالية. حيث يتواجد ربط النظرية الثورية مع النشاط الثوري، في مستوى منخفض جدا، و تؤثر هذه الصعوبات بنحو حاسم على البناء الحزبي، و على العمل في صفوف الطبقة العاملة والشباب، وخاصة في صفوف النساء المتحدرات من أصول عمالية شعبية.

78. و لا تزال الحركة الشيوعية إجمالاً، تواجه مشاكل أيديولوجية سياسية جادة. حيث تقف كل هذه الأمور عقبة أمام إعادة تشكيلها. و من المطلوب تعزيز النقاش لفهم وتعزيز التغييرات البرامجية اللازمة، ومواصلة الصراع مع أحزاب شيوعية، تعتمد على نحو مباشر أو غير مباشر استراتيجية "إصلاحية" (و عبر أي صيغة مرحلية لها) عبر عرض قرائن، و تعزيز المواجهة مع تلك الأحزاب الشيوعية التي تجرم الاستراتيجية الرافضة للتعاون الطبقي والتصالح و المتجهة نحو حل تناقض رأس المال - العمل، نحو الاشتراكية، باعتبارها "استراتيجية انعزالية".

إن عملية إعادة التشكيل الثوري ستكون بطيئة الحركة و شديدة العناء و عرضة للانحرافات والنكسات، وخاصة ضمن منحنيات التطورات، كما هي الحرب الإمبريالية. و لهذا الأمر أهميته الكبيرة اليوم، لصياغة الظروف التي من شأنها أن تقود إلى خلق أسس قوية قدر الإمكان، و هي التي ستستند إليها عملية إعادة التشكيل.

إننا نواجه الصراع من أجل إعادة تشكيل الحركة الشيوعية الأممية كواجب ذي أهمية حاسمة و كعنصر هو مكون للصراع الطبقي و مرتبط بامتلاك قدرة تعزيز الأحزاب الشيوعية من جميع النواحي:

• الأيديولوجية السياسية و تجاوز مواقف خاطئة سيطرت ضمن الحركة الشيوعية الأممية خلال العقود الماضية.

• التنظيمية، كيما تمتلك قواعد قوية في مؤسسات و قطاعات ذات أهمية استراتيجية، و مداخلة حاسمة في الحركة العمالية الشعبية.

إن الهدف هو تحقيق الإعداد الضروري عبر الصراع المنهجي المذكور، ليتمكن كل حزب شيوعي في بلده حين اندلاع الحالة الثورية، من التجاوب مع مهمته التاريخية، ليخوض المعركة من أجل إسقاط الرأسمالية، من أجل الاشتراكية، و ذلك بالتوازي مع صياغتها سلفاً لآلية فعالة تمنحه الدعم والتضامن، الأمميين.

إن خط الصراع الجاري اليوم بين القوى الثورية وقوى الإصلاح (داخل الحركة الشيوعية وخارجها) يكشف باضطراد عن جبهة أيديولوجية سياسية واسعة.

حيث تتمثل بعض مسائلها، في:

• الاعتراف براهنية وضرورة الاشتراكية.

• الدفاع عن مكتسبات ثورة أكتوبر.

• استخلاص الدروس من عملية إسقاط الاشتراكية.

• حتميات الصراع من أجل الإطاحة الثورية بالرأسمالية و حتميات البناء الاشتراكي.

• الصراع ضد المشاركة في الحكومات البرجوازية وضد المحاولة العبثية لأنسنة الرأسمالية و دمقرطة الاتحادات الإمبريالية.

• مسألة أسباب الأزمة الرأسمالية والانزلاق نحو سياسات دعم إصلاحات (اشتراكية ديمقراطية) إدارية للنظام.

• دراسة التركيبة الاجتماعية والطبقية للمجتمع الرأسمالي المعاصر، مع إبراز دور الطبقة العاملة ومهمتها التاريخية.

• مسألة تحالفات الأحزاب الشيوعية، التي تتطور ضمنها آراء خاطئة حول "وحدة اليسار" و "التعاون مع الاشتراكية الديمقراطية اليسارية" و "الجبهات الجديدة المناهضة للفاشية"، وغيرها.

• مسألة الحرب في عصر الإمبريالية والصراع لكي لا تنجر الحركة الشيوعية إلى جانب هذه القوة إمبريالية أم سواها، و لتدافع بثبات عن المصالح الطبقية للطبقة العاملة في صدام مع الطبقة البرجوازية، دون اختيار "رايات أجنبية " تحت ضغط قوى البرجوازية الصغيرة و الضغوط القومية، الممارسة على القوى العمالية.

• مسألة اللاجئين والمهاجرين، التي تنبثق منها مهام فورية و مهمة للأحزاب الشيوعية، في وقت تتنامى آراء تتأثر بالقوميين و بالمسكونية (الكوسموبوليتية) البرجوازية، حتى داخل هذه الأحزاب

• الصراع ضد الاتحادات الإمبريالية، و في المقام الأول ضد الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الاطلسي، كما و ضد تحالفات مثل بريكس وغيرها التي تشكل الآن، و ضد المقاربة اللاطبقية للاتحادات الامبريالية الدولية، و ضد الدعم السياسي لخيارات برجوازية للانسحاب من اتحاد إمبريالي ما.

• مسألة "التبعية"، التي تُفصل عن موقع كل بلد رأسمالي في النظام الإمبريالي ولا تعتبر التطور الرأسمالي الغير متكافئ باعتباره عاملاً يحدد أيضاً، علاقات اللاإنصاف القائمة في إطار التبعية المتبادلة المعاصرة للدول الرأسمالية، ضمن النظام الإمبريالي الدولي.

• مسألة علاقة الصراع على المستوى القومي بالأممي والرؤية القائلة باختفاء الصراع على المستوى القومي.

• الصراع ضد بدعة "العالم متعدد الأقطاب" و ضد ما يقال عن "قوانين وقواعد القانون الدولي" و يتفهم هذه القوانين والقواعد، كمنتج فوق طبقي لتسويات سلمية، لا باعتبارها انعكاساً لميزان قوى معين، و ما إلى ذلك.

حيث سيحتدم الصراع حول هذه المسائل و حول غيرها، خلال المرحلة المقبلة.

79. إن حزبنا مدعوٌ إلى تعزيز نشاطه الأيديولوجي السياسي المستقل، وكذلك، لتعاونه مع أحزاب شيوعية أخرى من أجل تحقيق نجاعة أكثر لمحاولته ضد الرؤى البرجوازية الانتهازية على المستوى الأممي. و على هذا الأساس، يواصل حزبنا العمل بهدف خلق قطب ماركسي لينيني في الحركة الشيوعية الأممية.

و تتمثل عناصر هذه المحاولة في"المجلة الشيوعية الأممية" و "المبادرة الشيوعية الأوروبية". حيث ساهمت هاتان الصيغتان إلى حد ما في محاولة حزبنا، و هما مع ذلك، لا تخلوان من تأثير العدو الطبقي و التخلف المديد لأحزاب شيوعية عن معالجة استراتيجية ثورية معاصرة على المستويين، القومي والأممي.

يجب على حزبنا مواصلة المحاولة، سواء في "المجلة الشيوعية الأممية"، و المبادرة الشيوعية الأوروبية، مع العمل على ترسيخهما و توسيعهما نحو قوى شيوعية جديدة، ولكن أيضا مع فك ارتباط قوى "كابحة" تقع تحت نفوذ الطبقة البرجوازية والانتهازية، و قيام الحزب حتى بإعادة بناء هذه الصيغ واستبدالها بأخرى، حين حكم الضرورة.

و ستعتمد أيضاً، الأشكال المحددة الأخرى الأبعد، التي من الممكن أن تتخذها صياغة قطب ماركسي لينيني لقوى شيوعية، أكثر دقة، على الخطوات التي ستخطوها أحزاب شيوعية أخرى في معالجة و صياغة استراتيجية ثورية لها-أيضاً عبر استخلاص استنتاجاتها من التاريخ- و على تغلبها على معالجات قديمة و خاطئة، وعلى قيام خطاها الثابتة في بناء الحزب واكتسابها لعلاقات مع قطاعات من الطبقة العاملة و غيرها من الشرائح الشعبية،و تعميق هذه العلاقات. حيث سيسهم حزبنا عبر كل أسلوب متاح، على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف، ضمن هذه المحاولة.

و يحافظ الحزب الشيوعي اليوناني على علاقات مع عشرات الأحزاب الشيوعية و العمالية، و يتناقش معها و يتبادل الآراء، ساعياً نحو العمل المشترك، و سيعزز من محاولته هذه خلال الفترة القادمة، بمعزل عن مستوى الاتفاق أو الخلاف حول مسائل جانبية أم أكثر شمولية. و هو يواصل إسهامه على المستوى الأممي في إطار اتحاد النقابات العالمي، و مجلس السلم العالمي، والاتحاد العالمي للشباب الديمقراطي، والاتحاد العالمي للنساء الديمقراطيات.
.


تقييم ملخص شامل حول أداء اللجنة المركزية السابقة




80. عملت اللجنة المركزية المنتخبة من قبل المؤتمر ا�، إجمالاً فوق أساس مقرراته و قرارات البرنامج الجديد والنظام الداخلي للحزب، و القرار السياسي للمؤتمر والمهام المنبثقة عنه. و قامت بمحاولة لتحقيق استيعاب استراتيجية الحزب و برنامجه من خلال العمل اليومي و التجربة العملية للنضالات والتطورات.

و بناءً على تخطيط المؤتمر ا�، عملت اللجنة المركزية في الكشف عن طبيعة الأزمة الاقتصادية الرأسمالية، و عن توافق جميع الأحزاب البرجوازية في استغلال الأزمة العميقة كنقطة انطلاق لتوسيع عمليات إعادة الهيكلة المناهضة للشعب، لزيادة درجة الاستغلال، و تسريع تمركز رأس المال، مع إبعاد العاملين لحسابهم الخاص في المدينة وفي الإنتاج الزراعي عن الإنتاج، على نحو أبعد وتوسيع المشاريع الرأسمالية.

حيث كشفت و بنجاح عن كِلا المحاولات والجهود المنهجية الجارية لإعادة صياغة النظام السياسي، سواء في الفترة الأولى لحكم ائتلاف -حزب الباسوك و الجمهورية الجديدة (2013-2014) كما و خلال الفترة التالية عبر ائتلاف حزبي سيريزا و اليونانيين المستقلين(2015-2016).

و أسهمت في تسليح القوى الحزبية و أصدقاء الحزب الشيوعي اليوناني وناخبيه، و قوى شعبية أوسع في المجتمع اليوناني، أيديولوجياً و سياسياً لمواجهة الأوهام الجديدة التي خلقتها كل من الحكومة الجديدة و أحزاب المعارضة القديمة والجديدة. و أبرزت واقعة التهجين الحكومي التدريجي لحزب سيريزا نحو حزب برجوازي اشتراكي ديمقراطي بحت، مع خصوصية تشكُّله من قبل قوى انتهازية كانت قد انشقت عن الحركة الشيوعية، في حين كشفت عن نحو ناجز محاولة إعداد سواتر جديدة بعد شهر تموز/يوليو 2015 من قبل قوى انشقت عن سيريزا، في تعاون مع غيرها القوى من خارج البرلمان.

و خاضت اللجنة المركزية بنجاح خلال هذه السنوات ستة معارك انتخابية، مع استغلالها لصالح التنوير السياسي الواسع للشعب و لعرض المقترح السياسي للحزب: حيث جرت انتخابات البرلمانية لمرتين، تحققت ضمنهما إعادة إلتفاف ضئيلة مع نسب 5.45٪ و 5.54٪. و الاستفتاء المسخرة، حيث كافحت اللجنة المركزية للكشف عن خداع حزب سيريزا الحكومي و احتباس اليساريين و الجذريين تحت رايات الأوهام والآمال الكاذبة بصدد سياسة وفية مناهضة المذكرات، و انتخابات البرلمان الأوروبي (محققا نسبة 6.1٪)، و الانتخابات البلدية و الإقليمية ضمن جولتين حيث انتخب 5 رؤساء بلديات شيوعيين في باترا و كِسرياني و خايذاري و بتروبوليس و إيكاريِّا، مع المئات من المستشارين البلديين والإقليميين في جميع أنحاء البلاد.

و كافحت ضد النشاط الإجرامي لمنظمة "الفجر الذهبي" النازية الفاشية وخاصة بعد مقتل بافلوس فيساس في كِراتسيني والهجمات القاتلة ضد النقابيين الشيوعيين في بيراما و ضد الصيادين المصريين. و تقوم على نحو واسع في المجتمع اليوناني بثبات و استمرارية، بالكشف عن الدور الإجرامي لهذه المنظمة.

و تحملت عبء الكشف عن التناقضات الامبريالية البينية الكبرى، وانتشار التدخلات والحروب، و قامت عبر مواقف الحزب الشيوعي اليوناني الموجهة ضد أحلاف الذئاب كمنظمة حلف شمال الأطلسي و الاتحاد الأوروبي، بإنارة ضرورة فك الإرتباط عن هاتين المنظمتين. و عملت على إعداد الحركة العمالية الشعبية لكي لا تنضوي تحت لراية أجنبية، في حال نشوب حرب الإمبريالية، كما و لتنظيم صراعها المستقل و ربط المقاومة مع الصراع من أجل الهزيمة الكاملة و النهائية للطبقة البرجوازية المحلية و الأجنبية الغازية. و أسهمت في تطوير الحركة اليونانية المناهضة للحرب، من خلال الهيئة اليونانية للسلم و الوفاق الدوليين، وغيرها من الهيئات والنقابات و تجمعات الحركة الأممية المناهضة للإمبريالية، من خلال مجلس السلم العالمي. هذا و متعددة الأشكال كانت أنشطة إعادة تشكيل الحركة الشيوعية الأممية، من أجل تشكيل قطب مميز للحركة الشيوعية من خلال المجلة الشيوعية الأممية و المبادرة الشيوعية الأوروبية.

و بناءاً على قرار المؤتمر ا�، أقامت اللجنة المركزية و بنجاح مؤتمراً على الصعيد الوطني حول عمل الحزب ضمن الشباب و مساعدة الشبيبة الشيوعية اليونانية. و أقامت اجتماعاً موسعاً للجنة المركزية حول موضوع إعادة تشكيل الحركة العمالية، و تعزيز التحالف الاجتماعي وبناء الحزب ضمن صفوف الطبقة العاملة.

وتابعت بحث الحزب التاريخي للفترة 1918-1949، و شرعت في تأليف و مناقشة المجلد الأول المعدل من تاريخ الحزب، المتواجد في مراحله الأخيرة. كما و واصلت إلى حد ما، بحث فترة الدكتاتورية 1968-1974 عن طريق إصدار مجموعة من المقالات.

و قامت باتخاذ تدابير تحسين محتوى صحيفة "ريزوسباستيس" و "المجلة الشيوعية" و بوابة 902. وناقشت بالتفصيل وقررت تحسين أنظمة التثقيف الحزبي الداخلية، و مدارس الندوات، و دورات الدروس الخاصة للشبيبة الشيوعية، و تلك المخصصة للأعضاء الجدد، و غيرها.

و عالجت أطروحتنا حول المدرسة الموحدة ذات ا� عاماً، و حول المدرسة خلال الاشتراكية، و عن مجال التربية البدنية في التعليم، وحدثت مواقفنا حول مكافحة كافة أنواع المخدرات.

كما و واصلت الأنشطة الثقافية عبر ورش عمل و نقاشات و مؤتمرات علمية في مجال الثقافة، عبر إهدائات إلى برتولت برِخت وناظم حكمت.

و عبر بلاغ لها عالجت عبر مخطط منظم، فعاليات على مدى 5 أعوام (2013-2018) للاحتفال بالميلاد المئوي للحزب الشيوعي اليوناني. حيث أجريت مئات التظاهرات في جميع أنحاء اليونان، منظمة من قبل اللجنة المركزية و الهيئات المنطقية و المجلس المركزي للشبيبة الشيوعية، بمشاركة عشرات الآلاف من أصدقاء الحزب الشيوعي اليوناني، أكان بمناسبة مرور 70 عاماً على تأسيس جيش اليونان الديمقراطي، أو الذكرى ا� لنصر الشعوب العظيم على الفاشية، أو في مناسبات أخرى من عمل الحزب. كما و نظمت إهدائات و تظاهرات و منشورات لشامخي الصراع الطبقي و قامت بتشييد نصب تذكارية و تظاهرات موضوعاتية في مواقع المنفى والسجون والتعذيب والإعدام والمعارك البطولية.

81. وعلى الرغم من كل إيجابيات نشاط اللجنة المركزية، هذه، كما والكم الهائل من العمل الذي أنجزته، لا تزال قائمة هي مشاكل رئيسية في عدم التناسب بين الأهداف الاستراتيجية الكبيرة التي رسمناها و بين مستوى عملنا ومساعدتنا الإرشادية، على حد السواء نحو الهيئات و المنظمات القاعدية الحزبية.

إن اللجنة المركزية لم تتمكن حتى الآن-على الرغم من الجهود التي بذلت لنقل الخبرة الكلي والجوهري من نشاط المنظمات الحزبية- من الإنشغال بشكل أكثر منهجية و إظهار عناية أكبر لتسليح الكوادر الناشطة إما في مجالات عمل داخل الحزب أو ككوادر نقابية منتخبة داخل الحركة، وإكسابها قدرات متعددة الأوجه

حيث لا تزال النزعة التجريبية و المقاربة أحادية الجانب، سمات سلبية في عملنا اليومي. إن إجراء النقاش الجماعي الصحيح داخل الهيئة القيادية العليا للحزب وفي جميع الهيئات القيادية لمنظمات الحزب و الشبيبة الشيوعية، يساعد في الرقابة الصارمة على تنفيذ القرارات، و يساهم إلى حد كبير في الإجابة حول كيفية العمل، و عن كيفية موائمة النظرية مع الممارسة، و عما إذا كان قد جرى استيعاب و ترسيخ استراتيجية و برنامج الحزب وما إذا كان العمل الحزبي قد توائم معهما، و ما إذا كان ترقى مستوى التوجيه الحزبي.

و لم تتمكن اللجنة المركزية من مركزة العمل في هيئة أركان وتعزيز أركان توجيه فروع و قطاعات اقتصادية و مناطق صناعية ذات أهمية استراتيجية للحزب.

إن تحسين عمل اللجنة المركزية متعلق مباشرة بتحسين أداء و إسهام أقسام اللجنة المركزية. وعلى الرغم من التقدم المحرز، لا تزال هناك مشاكل متعلقة بالتنسيق الأفضل وتخصيص التوجهات العامة من أجل مساعدة أكثر فعالية لمنظماتنا و كوادرنا الناشطة ضمن الحركة الجماهيرية من خلال المجموعات الحزبية. وعلى الرغم من توظيف كوادر كافية نسبيا، في بعض الأقسام، لا تزال الحاجة موجودة إلى مزيد من التعزيز بالكوادر لجميع الأركان الرئيسية و أقسام اللجنة المركزية عبر رفاق جدد، ممن سيتم تدريبهم بجانب الكوادر الأقدم.

هذا و ساهمت اللجنة المركزية إجمالاً في إبراز و تطوير كوادر، وهو ما يعتبر شرطاً ضرورياً لاستمرارية الحزب و لتطويره. و من المطلوب أيضاً، قيام محاولة أكبر اليوم لترقية الكثير من الكوادر من الطبقة العاملة. حيث يتمثل مانح الكوادر الرئيسي في الشبيبة الشيوعية اليونانية، التي واصلت خلال الأربع سنوات هذه، رفد الحزب بكوادر جديدة في العديد من مجالات العمل المختلفة، مسهمة في تحسين وتجديد عمل الهيئات. حيث من الضروري اتخاذ تدابير من أجل إيصال مساعدة أيديولوجية و سياسية متواصلة ومتنوعة و تمرير الخبرة في أسرع وقت ممكن، لأننا بصدد كوادر جديدة متسمة بنقص خبرة عمالية اجتماعية.

و على الرغم رصدها باعتبارها قضية و موضع ضعف و هي التي لم نتمكن بعد من التغلب عليها و تقع مسؤوليتها على اللجنة المركزية، و هي المسألة المتمثلة في عدم تمرير أعضاء اللجنة المركزية و الهيئات المنطقية على نحو دوري في نظم التثقيف الماركسي المنظمة، و في عدم قدرتهم على وضع المقالات و مواجهتهم لصعوبة في معالجة المواد الدعائية، بما في ذلك كتابة التقارير الموضوعية، و أكثر من ذلك بكثير، إرشاد الحركات كحركة المزراعين، و سواهم من العاملين لحسابهم في المدن، و الحركة النسائية الجذرية، أو في جبهات الصراع، كجبهات التعليم والصحة و المخدرات و غيرها.

و تقع المسؤولية في المقام الأول على عاتق اللجنة المركزية والمكتب السياسي و سكرتارياه، في عدم مناقشة معالجات اللجنة المركزية و أقسامها بشكل منهجي. فعلى سبيل المثال، لم تناقش في أي من الهيئات المنطقية دراسة قسم الإقتصاد بشأن تطورات الإنتاج الزراعي حتى عام 2009، على أساس المُنتج وحسب المنطقة، مع نتائجها المقابلة تجاه عملية التمركز، و تجاه معايير التقسيم الطبقي للمزارعين وتحديد الشرائح الحليفة للطبقة العاملة، طبقياً موضوعياً، ومعايير تحديد العمال الزراعيين والتفكر حول تنظيمهم النقابي. إن النتيجة الطبيعية لما ذكر أعلاه هي استحالة وجود مداخلة منتظمة و مدروسة، في مستوى المنظمات و القطاعات و المنطقيات، في تحركات قوى المزارعين، على نحو أوسع من إطار تجمع المزارعين الكفاحي. هذا و انشغلت الهيئات الحزبية و الشبيبية القيادية، على نحو ضئيل بداراستنا المتعلقة بالمدرسة الموحدة ذات ا� عاماً، و حول الرياضة والتربية البدنية ضمن التعليم، وموقفنا المحدث ضد كافة أنواع المخدرات و غيرها.

ينبغي على اللجنة المركزية أن تسهم بقوة أكبر في إيجاد مناخ مبادرة للكوادر والهيئات القيادية، استنادا إلى التوجهات والقرارات والمهام التي تقر بشكل جماعي من قبل كل هيئة منطقية وصولاً لكل منظمة قاعدية.

كما و تعزيز النقد و النقد الذاتي، رفاقياً، في إطار العمليات الحزبية، مما يساعد على التغلب على أوجه الضعف و القصور، وتعزيز روح الجماعية والمسؤولية والرقابة الفردية والجماعية، على نحو تربوي.

و تخلفت اللجنة المركزية عن تقديم المساعدة المباشرة لصحيفة "ريزوسباستيس" و "المجلة الشيوعية"، كما و إلى بوابة 902، و ذلك فيما يتعلق بكتابة المقالات حول العديد من القضايا التي كان بإمكانها نقل خبرة المنظمات المتراكمة على نحو حي، إلى الصحيفة المركزية و المجلة النظرية والسياسية للحزب الشيوعي اليوناني.

هذا و كان إسهام اللجنة المركزية إيجابياً إجمالاً في تحسين توجه الحزب لاتخاذ المبادرات، وتحسين وضع الحزب عموماً ضمن التطورات و النضالات.

و لا يزال يتمثل جانب ضعف في عمل اللجنة المركزية في الدراسة الناقصة للخبرة ومراقبة كيفية تنفيذ سياسة حشد القوى، على الرغم من واقعة كونها ضمن التوجه الأساسي للمكتب السياسي و في عدة حالات في ترابط مع المسائل الراهنية و مع التطورات بعينها.

و إجمالاً لا تزال اللجنة المركزية متأخرة في سياسة إبراز الكوادر و رسم إعداد سياسي ثابت و مستمر لها، مع رصدها و تقديم المساعدة الواجبة.

و لا تزال اللجنة المركزية متأخرة، على الرغم من قيام بعض الخطوات الصغيرة في صياغة بنية تحتية في مواضيع الدعاية، و التدخل على شبكة الانترنت، و في كل هذا التنوع من وفرة الوسائط التكنولوجية المتاحة في عصرنا الحاضر.

هذا و لم تتمكن اللجنة المركزية بعد من وضع الأسس لعمل قوي ومستقر في الفئات العمرية الصغيرة، بناء على قرار مؤتمر المنعقد على الصعيد الوطني حول مسألة الشباب (كانون الأول/ديسمبر 2013) والمؤتمر ا� للشبيبة الشيوعية اليونانية (كانون الأول/ديسمبر 2014).

حيث هناك فيما يتعلق بما ذكر أعلاه حصة من المسؤولية الخاصة، تقع على المكتب السياسي و سكرتارياه في سياق العمل الجماعي للجنة المركزية وخاصة في ما يتعلق بأي تأخير حاصل في إعادة تشكيل الحركة، و في تعزيز وفهم الأهمية الاستراتيجية للتحالف الاجتماعي في الاتجاه المناهض للرأسمالية و الاحتكارات و في بناء الحزب ضمن صفوف الطبقة العاملة، و تقديم مساعدة حاسمة نحو الشبيبة الشيوعية اليونانية و في تنسيق وتعزيز الأقسام المساعدة للجنة المركزية.
.


مقترحات اللجنة المركزية لتنفيذ فعاليات حتى المؤتمر المقبل




82. تقترح اللجنة المركزية إقرار المؤتمر ا� لما يلي:

• عقد مؤتمر على الصعيد الوطني حول موضوع رصد تنفيذ قرار إعادة تشكيل الحركة النقابية العمالية، وتعزيز التحالف الاجتماعي، وتحديث إطار نشاط التجمعات الذي يعمل ضمنه الحزب في التحالف الاجتماعي والحركة العمالية الشعبية، و عملية البناء إجمالاً، وخاصة ضمن صفوف الطبقة العاملة وفي المواقع ذات الأهمية الإستراتيجية.

• إقامة جلسة موسعة للجنة المركزية أو مؤتمر لدراسة وضع العاملين لحسابهم الخاص في المدن، وخاصة في الكبيرة منها. و لحركتهم.

• إقامة جلسة موسعة للجنة المركزية أو مؤتمر لدراسة المسألة الزراعية، و للحركة و التجمعات في مجال صغار و متوسطي المزارعين، و لعمل الحزب ضمنها.

• استكمال دراسة البنية الطبقية للمجتمع اليوناني.

• مواصلة العمل التنويري الواسع، حول اقتراحنا للمدرسة الموحدة ذات اﻠ 12 عاما، كما و استكمال سلسلة من المعالجات المتعلقة بأطروحة الحزب حول التعليم ما قبل المدرسي والمهني و حول التعليم العالي.

• تحديث الأطروحات في مجال الصحة و الضمان الاجتماعي و الرعاية الاجتماعية.

• إقامة مؤتمر على الصعيد الوطني لإقرار المجلد الأول المعدل من تاريخ الحزب، المتعلق بسنوات ما قبل تأسيسه و حتى عام 1949. متابعة الانتهاء من دراسة سنوات الديكتاتورية حتى إعادة الحكم المدني عام 1974. وفي الوقت نفسه مواصلة الجهود للمضي في استكمال البحث التاريخي من أجل التأليف الأخير لتاريخ الفترة 1974-1991.

• و يضطلع اجتماع موسع للجنة المركزية بمسؤولية الرصد المستمر والمنتظم لمسار التظاهرات والمطبوعات والأنشطة الثقافية والسياسية الأخرى، والخطى الأخيرة نحو الذكرى الكبرى لمرور 100 عاما على تأسيس الحزب عام 2018، و بمهمة أساسية هي إقرار البلاغ المتعلق بهذه الذكرى.

• توظيف كوادر مناسبة في أقسام اللجنة المركزية من أجل مواصلة دراسة البناء الاشتراكي في القرن ا�، على نحو أبعد.

• تعزيز حاسم لمدارس التثقيف الماركسي واستكمالها على مستوى المنظمات القطاعية، و خاصة لدورة الدروس المتعلقة ببرنامج الحزب، على مستوى المنظمات القاعدية الحزبية و الشبيبية.

• تنظيم نقاش في اللجنة المركزية حول الدعاية وأشكالها، وخاصة لتطوير العمل و تداول صحيفة ريزوسباستيس، و وسائل الإعلام الحزبية على الانترنت ورفع مستوى تدخلنا في وسائل التواصل الاجتماعي.



اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني

12 كانون الأول/ديسمبر 2016


.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز


.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز




.. يوم الأرض بين الاحتفال بالإنجازات ومخاوف تغير المناخ


.. في يوم الأرض.. ما المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على ا




.. الجزائر: هل ستنضمّ جبهة البوليساريو للتكتل المغاربي الجديد؟