الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رأس المال الفكري (الهيكل الفكري) وعلاقته بالتنمية الإقتصادية

تامر البطراوي

2017 / 3 / 7
الادارة و الاقتصاد


رأس المال الفكري (الهيكل الفكري)
ظهر مصطلح "رأس المال الفكري" (Intellectual Capital-IC) -والذي تشترك في مفهومه العديد من المصطلحات المرادفة كرأس المال المعرفي، الأصول المعرفية، الفكرية، غير المادية، المعنوية- لأول مرة بأواخر الثمانينات مع كتابات السويدي "كارل إيرك سيفبي" 1948 – معاصر (Karl Erik Sveiby) -أستاذ إدارة المعرفة بالمدرسة السويدية للإقتصاد- للإشارة إلى الأصول القائمة على المعرفة والتي قسمها إلى اختصاصية وهيكلية (Rybinski, 2009) ، حيث نشر "سيفبي" كتابه الأول عام اقتصاد المعرفة والذي كان بعنون (Kunskapsföretaget) وفي عام 1990 نشر أول كتاب في إدارة المعرفة بعنوان (Kunskapsledning) ، كما أن أطروحته عام 1994 كانت أول أطروحة في العالم في إدارة المعرفة ، وبذلك فقد ارتبط مفهوم "رأس المال الفكري" منذ نشأته بالحقل المحاسبي والذي تناوله تحت اصطلاح "الأصول المعنوية" ، بالإضافة إلى العلوم الإدارية والتنظيمية والتي تناولته تحت اصطلاح "إدارة المعرفة" أو "إدارة الأصول المعرفية" (Alcaniz, Bezares, & Roslender, 2010) ، ببداية التسعينات بدأ ظهور الأعمال البحثية التي أكدت على أهمية الأصول المعنوية (intangible assets) والتي كانت تشير إلى رأس المال المعنوي تأكيدًا لأهميته التي ارتبطت بتصاعد الأهمية النسبية لدور المعرفة في خلق الناتج في عالم اتسم بتطور سريع في مجالات تكنولوجيا الإتصالات والمعلومات عرف باقتصاد المعرفة ، والذي ترجع بداياته للسبعينات والذي انخفضت فيه أهمية الآلة في صنع الإنتاج مقابل تصاعد أهمية المعلومات (Wall, 2005) ، وبمنتصف التسعينات تصاعدت العديد من الأعمال الهامة التي تناولت مصطلح رأس المال الفكري بقدر بالغ من التحليل والإهتمام (Rybinski, 2009) ، والتي أكدت على أن العديد من المنظمات خاصة في المجالات المرتبطة بالتكنولوجيا أصبح إنتاجها يعتمد بشكل أساسي على ممتلكاتها المعرفية المتراكمة والمعارف التي يتمتع بها العاملون بها وليس على الأصول المادية فقط (حسن، 2002) ، لا سيما "مستكشف سكانديا" (Skandia Navigator) والذي طورته شركة "سكانديا" (Skandia) عام 1994 لقياس رأس المال الفكري ، وهي شركة سويدية تأسست عام 1855 وتعد واحدة من أكبر الشركات التي تعمل في مجال التأمين والخدمات المالية وإدارة الأصول والخدمات الإدارية ، وقد تضمن مستكشف سكانديا ستة مؤشرات وهي: العلاقات مع حملة الأسهم، ورأس المال البشري، مدى تناسب البنية المادية مع خطة المنظمة ، ثقافة المنظمة ، الإجراءات والروتين ، الحقوق الفكرية ، كما عرفت (Skandia) رأس المال المعرفي بأنه "المعرفة والخبرة العملية والتنظيمية والتكنولوجيا وعلاقات العملاء والمهارات المهنية التي توفر ميزة تنافسية في سوق العمل" (Starovic & Marr, 2003, pp. 10-11) ، وفي عام 1997 قام كلاً من "ادفينسون ومالون" (Edvinsson and Malone) بتطوير مستكشف سكانديا إلى أربع مجموعات بحيث يشمل رأس المال الفكري رأس المال المال البشري ورأس المال الهيكلي ، ويشمل رأس المال الهيكلي رأس المال الزبوني ورأس المال التنظيمي (Organizational Capital) ، ويشمل رأس المال التنظيمي رأس المال الإبتكاري (Innovation Capital) ورأس مال العملية (process capital) ، ويشمل رأس المال الإبتكاري الملكية الفكرية (Intellectual Property) والأصول غير الملموسة (Innovation Capital) (Michael & Edvinsson, 1997) ، بعام (1997) ظهرت العديد من الأعمال التأصيلية (Brooking, Edvinsson and Malone, Stewart, Sveiby) والتي اتفقت ضمنيا في التأكيد على أن التحدي الأساسي القادم الذي سيواجه الإدارة العليا هو قدرتهم على تنمية الأصول الفكرية أو "رأس المال الفكري" لتحقيق أو الحفاظ على ميزة تنافسية متواصلة (Alcaniz, Bezares, & Roslender, 2010, p. 3) ، حيث عرف "بروكينج" (Brooking , 1997) رأس المال الفكري على أنه "مصطلح يطلق للجمع بين عناصر رأس المال غير الملموس" أما كلاً من ""ادفينسون ومالون" (Edvinsson and Malone ,1997) فقد عرفا رأس المال الفكري على أنه "مزيج من المعرفة ، الابتكارات ، المهارات وقدرات الموظفين الفردية بالشركة" ، وعرفه "ستيورت" (Stewart , 1997) بأنه "حزمة مفيدة من المعرفة تتضمن عمليات المنظمة ، التكنولوجيا ، براءات الاختراع ، مهارات الموظفين ، المعلومات عن العملاء والموردين وأصحاب المصلحة بالشركة" (مقلد، 2010) ، كما عرفه (Stewart 98) بأنه "المادة المعرفية الفكرية ، المعلومات ، الملكية الفكرية ، الخبرة التي يمكن وضعها في الاستخدام لتنشئ الثروة" (Stewart, 1998) ، كما يعرف بأنه مجموع المعرفة ذات القيمة الإقتصادية للمنظمة والتي تتكون بشكل أساسي من رأس المال البشري ورأس المال الهيكلي ورأس المال الزبوني (Bassi, 1997) ، وعرفه "ميرتن وآخرون" (Mertins et al , 2001) على أنه "مجموعة العناصر التي تشمل الحقوق الفكرية والعلاقات مع العملاء والصورة العامة للمنظمة والمعرفة المصنفة (براءات الاختراع وحقوق الطبع) والماركات المسجلة والجهود الإبتكارية والبنية التحتية" (مقلد، 2010) ، ويعرف على أنه "مجموعة من القدرات المعرفية والتنظيمية التي يتمتع بها العاملون والتي تمكنهم من إنتاج الأفكار الجديدة أو تطوير أفكار قديمة تسمح للمنظمة بتوسيع حصتها السوقية وتعظيم نقاط قوتها" (المفرجي و صالح، 2003، صفحة 18) ، كما عرفته دراسة (مرسى ، سوسن ، 2008) بأنه "مجموعة من الأصول المعرفية المتفردة والمعتمدة على العقول البشرية المبدعة ومتطلبات ونظم العمل والعلاقة مع العملاء والتي تؤدى إلى الإنتاج المستمر للأفكار والأساليب الجديدة التي تحقق قيمة مضافة للمنظمة وتدعم قدرتها التنافسية" ، كما يعرف (Hamel & Prohalad) على أنه "قدرة ومهارة متفردة تتفوق بها المنظمة على جميع المنافسين في زيادة القيمة المقدمة للمستثمرين وهى مصدر من مصادر الميزة التنافسية" (مقلد، 2010).
وبشكل عام فإن مضامين رأس المال الفكري يتم تصنيفها إلى ثلاث عناصر رئيسية وهي: رأس المال البشري (human capital) ، ورأس المال الزبوني أو العلاقات الرأسمالية (customer´-or-relational capital) ورأس المال التنظيمي أو الهيكلي (organisational´-or-structural capital) (Wall, 2005, p. 4) ، رأس المال التنظيمي ليس نسبة إلى الهيكل التنظيمي وحسب ، وإنما اصطلاح يشمل مفهومه مجموع المعارف والنظم والمهارات التي ترتبط نشاتها وملكيتها ووجودها بذلك الهيكل التنظيمي لعوامل الإنتاج ، فكما أن المضمون المعرفي داخل البشر والذي يسهم في صناعة دخولهم تم الإصطلاح عليه بالبشري ، فبالمثل بالنسبة لرأس المال الهيكلي أو التنظيمي فهو المعرفة التي لا تنفصل عن المنظمة ولا يمكن للعاملين العودة بها إلى منازلهم ، وبذلك فإن رأس المال البشري يُمثل أحد مكونات رأس المال فكري بمفهومه العام ، وهو أحد أبرز هذه المكونات بما يتضمنه من قدرات ومهارات التفكير والإبداع والابتكار ، (وهيبة، 2012، صفحة 4) فهو النوا ة الصلبة لرأس المال المعرفي (المصبح، 2006).
لقد قسم "سيفبي" (Sveiby) رأس المال الفكري إلى ثلاثة أقسام وهي: أولا رأس المال البشري (HC) ، ثانيا رأس المال الهيكلي الداخلي (Internal structure) أو رأس المال التنظيمي (Organisational capital) ويشمل البيانات المملوكة للشركة والبرمجيات والنظم الداخلية ، ثالثا رأس المال الهيكلي الخارجي (The external structure) أو رأس المال الزبوني (Customer capital) ويشمل علاقات الشركة مع الموردين والزبائن والتي يعبر عنها بقيمة الإسم التجاري والعلامة التجارية والسمعة (Sveiby, 1997) ، أما "ستيورت" (Stewart) فقد قسم رأس المال الفكري إلى: أولاً رأس مال بشري واعتبر أن أهميته تكمن في الإبتكار والذي لا يمكن للآلة أن تحققه ، وليس في العمل الذي يمكن أن تحل محله الآلة بقدر أعلى من الكفاءة والفاعلية ، ثانيا رأس المال التنظيمي أو الهيكلي ووصفه بأنه المعرفة التي لا يمكن ان تذهب ليلا مع العاملين إلى منازلهم ، وتنتمي إلى المنظمة ككل كالبيانات والنظم التي تتمتلكها المنظمة ، وأخيرا رأس المال الزبوني وهو علاقات المنظمة وهو علاقات المنظمة مع الموردين والزبائن ، واعتبر أن قيمته تتحدد بقيمة حقوق الفرنشايز للشركة (Stewart, Intellectual Capital, 1997) ، أما كلاً من "إيدفنسون ومالون" (Leif Edvinsson and Michael Malone) فقد قسما رأس المال الفكري إلى قسمين وهما: رأس المال البشري وهو مجموع المعرفة والمهارات والقدرات الإبتكارية لدى الأفراد العاملين والتي لا يمكن للشركة امتلاكها ، ورأس المال الهيكلي وهو مجموع المكونات المعنوية المملوكة للشركة والتي لا يمكن للأفراد العودة بها إلى منازلهم وتدعم الإنتاجية كالبيانات والبرمجيات والنظم الهيكلية والعلامة التجارية والقدرات التنظيمية (Edvinsson & Malone, 1997) ، تعرف منظمة التعاون الإقتصادي والتنمية (OECD) صنفت رأس المال الفكري إلى رأس المال التنظيمي (أو الهيكلي) ورأس المال البشري (يوسف ع.، 2005، صفحة 4) ، أيضاً "كافيدا" (Kavida and Sivakunar , 2009) مال إلى تصنيفه بدراسته إلى قسمين رأس مال بشرى ورأس مال هيكلي ، بحيث يشمل الأخير كل ما يدعم الموظفين لأداء أعمالهم كالبرمجيات ووبراءات الاختراع ، والعلامات التجارية ، بالإضافة إلى صورة المنشاة ونظام المعلومات وملكية قواعد البيانات (مقلد، 2010) ، كما أن هناك مدخل يقوم بتصنيف رأس المال الفكري على أساس معيار إمكانية التقدير المحاسبي ، حيث يصنف مكونات رأس المال الفكري إلى أصول معنوية محسوبة القيمة كرصيد ضمن أصول المنظمة وهي الأصول الفكرية (Intellectual Assets) وتشمل براءات الإختراع والعلامة التجارية وحقوق النشر والتصاميم ، وأصول معنوية غير محسوبة وهي الموارد الفكرية (Intellectual Resources) وتشمل المعرفة الضمنية ، والعلاقات ، والمهارات والخبرات ، والمقدرة الإبتكارية (يوسف ع.، 2005، صفحة 4) .
وبناءً عليه فإن مفهوم رأس المال الفكري هو مجموع المضامين الفكرية التي يملكها الأفراد والمنظمات التي يعملون بها والتي تسهم في ظهور الإنتاج ، والذي ينقسم إلى رأس مال بشري لا يكون إلا داخل الأفراد ورأس مال هيكلي لا يكون إلا داخل المنظمات ، ورأس مال اجتماعي ويشمل علاقات الأفراد وعلاقات المنظمة مع الموردين والعملاء ، ورأس مال ثقافي ويشمل ثقافة الأفراد والمنظمات التي يعملون بها.


Facebook: Tamer Elbatrawy
Email: [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بينما تستقر أسعار النفط .. قفزات في أسعار الذهب بسبب التوتر


.. مباشر من أمريكا.. تفاصيل مشاركة مصر فى اجتماعات صندوق النقد




.. كيف يمكن أن نتأثر اقتصادياً بالمواجهة بين إسرائيل وإيران ؟ |


.. ما هي التكلفة الاقتصادية للضربات التي شنتها إيران على إسرائي




.. وزيرة الخزانة الأميركية تحذر من -تداعيات اقتصادية عالمية- بس