الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة المصرية ويوم المرأة العالمي

لطيف شاكر

2017 / 3 / 8
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات



"عجبا لهذه البلاد إن النساء فيها يذهبن إلى الأسواق ويعملن بالتجارة ويعقدن العقود (هيرودوت و المراة المصرية)
من ضمن مقومات الحضارات العظيمة احترام المرأة وتوقيرها ,والحضارة المصرية تميزت عن حضارات العالم باحترامها للمرأة والاٍهتمام بحقوقها ,و لها الفضل علي كل الحضارات الاٍنسانية وسابقة عليها
فالحضارة المصرية لم تتعامل مع المرأة بسبب انها أم وزوجة وأبنة فحسب, بل تعاملت معها ككائن بشري أنثوي تماما كما أن الرجل كائن بشري ذكوري, فكانت المرأة مساوية للرجل في الزواج والطلاق والاٍرث والتبني, فضلا عن الوظائف العامة والخاصة واصبحت ربة العدل والوفاء والجمال وحاكمة وملكة وكاهنة وقائدة للجيوش ورئيسة اطباء, وعملت في كل الوظائف الادارية دون تفرقة.
يقول عالم المصريات الفرنسي باتوريه "كل الشعوب القديمة – في الغرب كما في الشرق – يبدو أنها اجتمعت حول فكرة واحدة : أن تجعل من المرأة كائنا أدني من الناحية القانونية , أما مصر فاٍنها تعرض لنا منظرا جد مختلف , فنحن نجد فيها المرأة مساوية للرجل من الناحية القانونية , لها نفس الحقوق وتعامل بنفس الكيفية "
وذكر د.أحمد زيدان :"أن المصري عبر العصور اٍحترام زوجته وأجلها وترك لها حرية كبيرة في تصريف شئون الأسرة, وسمح لها بمجال واسع للقرارات التي تخصها . وقد تمتعت المرأة المصرية بقدر من الحرية لم تتمتع بها في قطر اسلامي أو عربي .
وطوال الجانب الأعظم من تاريخ البلاد كانت المرأة ترث عن والديها
لذلك كان ينظر للمرأة في هذه الحضارة علي أنها اٍنسان وليست موضوعا للفراش والاٍثارة الجنسية "

والمرأة حسب تعاليم الأديان خلقت لتكون معينا نظيرا للرجل ,فكيف تكون معينا اٍن لم تكن لها القدرة علي عون الرجل, ولا أظن أنه يمكن للانسان أن يستعين بمن أقل منه في العون والحكمة والقدرة ..الخ والأديان تعترف بمساواة المرأة بالرجل, حينما تكون نظيرا للرجل أي مساوية له.
اٍضافة اٍلى أن المرأة خلقت من ضلع آدم, أى أنها خلقت من جسم الانسان الحى بينما خلق آدم من تراب الارض , لكن يبدو أن ذكورية الاٍنسان اتجهت اٍلي التقليل من شأن المرأة في عنصرية معهودة للمرأة منذ قديم الزمان .
ولقد شاهدنا في مصر القديمة أمثلة ونماذج حية للمرأة ودورا هاما لها, وفي تراثنا الخالد أسطورة "ايزيس " التي دفعها الاٍخلاص لزوجها "اوزوريس" - الذي مزق جسده " ست"اٍله الشر و الكراهية - في السعي دون ملل او كلل اٍلي لملمة أشلاء زوجها في أنحاء أقاليم مصر, وتنجب منه حورس, الذي انتصر علي ست وطرده الي مجاهل الصحراء.
هذه القصة الرائعة واٍن كانت أسطورة أو شبه حقيقة , فهي تمثل مكونا أساسيا في الوعي المصري والعقيدة الدينية في تراثنا الوطني , فايزيس الأم تشير اٍلي مصر التي جمعت شتات الشعب المتمثل في أوزوريس الممزق جسده في ربوع مصر, أما حورس فهو البطل والقائد الذي انتصر علي الشرير وسحق إله الشر وعشيرته واٍخوانه.
لقد ركب العسكر بعد انقلابهم عام 52 مطية الدين وقسموا مصر اٍلي عنصرين, بعد أن كانت عنصرا واحد لايقبل القسمة يعيشون علي تراب مصر في حب وسلام , وحولوا مصر اٍلي مستنقع من الكراهية والتعصب ,وسلطوا علي الشعب أذنابهم لينتزعوا حريتهم باٍسم الدين والشريعة , فأصبحت مصر مأوي للإرهابيين وملاذا للمجرمين , بعد أن كانت قبل انقلاب 52 واحة الأمان وموئلا للسلام.

ومن خلال الحكم الديني والفاشية الاٍخوانية والفكر العربي صارت المرأة محتقرة لاقيمة لها ,وعملوا علي اٍهدارحقوقها والتعامل معها بدونية ,وأقل من الرجل في الاٍرث والشهادة والزواج ووظائف الدولة حتي في منزلها , وباتت المرأة كأنها جنس آخر مختلف لايستحق اٍلا التعالي عليها .
ومن نافلة القول أن نري اٍمرأة حاصلة علي أعلي الدرجات العلمية والشهادات العالمية , تكون شهادتها نصف شهادة رجل بسيط أمي ,أو عامل لايجيد القراءة والكتابة ,والأمثلة المؤلمة كثيرة لاتعد أو تحصي .
وعندما نقلب صفحات التاريخ القديم والحديث نجد للمرأة دورا هاما في نهضة الأوطان ومدي ازدهاره ,فنجد قديما حتشبسوت الذي شهد التاريخ بأن عهدها كان عهد استقرار وسلام ورخاء, وفي العصر الحديث نجد الكثيرات منهن لهن شأن كبير في استقرار بلادهن وتقدمها, وأفضل مثل في عصرنا الحالي "ديلما روسيف" رئيسة البرازيل التي نجحت في دفع اقتصاد الوطن وازدهاره, وأصبحت البرازيل ( 190 مليون نسمة) أكبر اقتصاد في دول امريكا اللاتينية وسادس أكبر اقتصاد في العالم متخطية بذلك علي بريطانيا .
ويعوزنا الكثير عندما نتكلم عن تفوق ونجاح عدد وفير من السيدات اللائى حُزن علي شهرة واسعة في اٍدارة البلاد بحنكة وحكمة وقدرة واٍقتدار.
ولكي نصلح من شأن مصر واٍعادة مجدها , لابد أن نقتفي خطي أجدادنا ونتبع حكمتهم باٍعادة المرأة الي مرتبتها الاولي ,التي كانت عليها خلال العصور المصرية القديمة , لتكون المرأة شريكة أساسية في الحياة الاجتماعية والسياسية والادارية , وحاضرة في كل مرافق الوطن من رئيس الدولة حتي الموظف الصغير مرورا بالسلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية بكل تنوعاتها , دون أية تفرقة أو تمييز ,ودون النظر اٍلي الجنس أو الدين أو اللون ,علي ألا تكون وظيفتها شرفية أو ديكورية.
ونشكر الله علي بارقة الأمل وشعاع النور الذي أضاء سماء مصر في وقتنا الحالي بخروج المرأة المصرية اٍلي الوطن في ثورتي الاستقلال والحرية في 25 يناير 2011 و30 يونية 2013 ,جنبا اٍلي جنب مع الرجل فضلا علي نجاح 89 عضوه في مجلس النواب الحالي , كما ان ثلاث سيدات تحمل حفائب وزارية في الوزارة الحالية .
قالوا عن المرأة
لم تخلق المراة لتكون محط اعجاب الرجال بل لتكون مصدرا لسعادة رجل واحد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رواية النصف الحي


.. زواج القاصرات كابوس يلاحق النساء والفتيات




.. خيرات فصل الربيع تخفف من معاناة نساء كوباني


.. ناشطة حقوقية العمل على تغيير العقليات والسياسات بات ضرورة مل




.. أول مسابقة ملكة جمال في العالم لنساء الذكاء الاصطناعي