الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رغيف المصريين في عهد مبارك والسيسي

عساسي عبدالحميد

2017 / 3 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


ما يحسب على رئيس مصر السابق حسني مبارك في ميزان حسناته؛ هو أنه كان حريصا على رغيف المصريين؛ وهذه شهادة للتاريخ؛ ليس حبا في المصريين من طرف مبارك بالدرجة الأولى؛ لكن حفاظا على السلم الاجتماعي؛ وتعبيدا لطريق التوريث الذي شقه بحماس هو وزوجته سوزان لابنهما جمال مبارك.
.
أما إستراتيجية السيسي الراهنة فيما يخص رغيف المواطن هي النقص من كميته وعدم إشباع المصريين؛ لتحسيسهم ببعض الجوع والندم على الثورة؛ لكي لا تسول لهم النفس الأمارة بالسوء مرة أخرى على العقوق والتمرد ...
.
لم تكن من أولويات مبارك إصلاح التعليم وجعله قاطرة للنهوض والإقلاع التنموي؛ ولم يكن في باله دمقرطة المؤسسات؛ وإشراك المواطن في تدبير الشأن العام؛ أو تحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الاستهلاكية الضرورية من قمح وزيت وسكر ورز؛ بل كانت مصر ولا تزال تستورد أكثر من نصف حاجياتها من هذه الموادالأولية..
.....
كان مبارك كمن يطعم قطيعا في حظيرة مسيجة تفاديا لثورة الجياع؛ و تجنبا لفوضى أو انزلاق داخل الحظيرة..كل ما كان يهمه هو كرسيه الذي كان يعده لابنه جمال ..
.
وفي سبيل الحصول على الخبز فقد سبق لمبارك أن قدم رقما مغلوطا للسعوديين بخصوص عدد الأقباط مقابل الخبز؛ وملف الأقباط يهم بشكل كبير المملكة الوهابية في مشروعها الهادف إلى اجتثاث المسيحية من مصر؛ وقدم طاقم مبارك المختص في الملف القبطي والذي تم تجنيده سابقا من طرف السعودية منذ زيارة الغرنيق النافق الشيخ متولي الشعراوي للسعودية سنة 1970.
.
تم تطعيم و تحيين هذا الطاقم في عهد مبارك بعناصر أخرى في الأمن والعسكر ومن مؤسسات ووزارات تابعة للدولة ومن رجال الأزهر ؛ في تلك السنة تم تقليد الشعراوي في منصب أستاذ زائر بكلية الشريعة التابع للملك عبدالعزيز آل سعود؛ وهو من وضع السعوديين جيدا في الصورة فيما يتعلق بخطورة الكنيسة المصرية التي تعمل بصمت وتحسن فن الدبيب على حد تعبيره في مقابلته لمشايخ الوهابية بالعاصمة الرياض؛وان شباب مصر أصبح عرضة لحملة التنصير؛ وسوسة الشعراوي لغرانيق السعودية جعلت مفتي المملكة يقر ويصرح بأن نصارى مصر (( يعني بهم الأقباط )) يشكلون خطرا على الأمن الروحي لبلاد الحرمين.
.
في شهر يناير من سنة 1978 عندما كان حسني مبارك يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية؛ قام بتكليف من الرئيس السادات بجولة إقليمية همت العديد من بلدان المنطقة و في مقدمتها السعودية، و قد استقبل من طرف الملك خالد؛ وكانت جولة مبارك تهدف لاطلاع قادة هذه الدول على آخر التطورات و احتمالات السلام في المنطقة .
.
على هامش زيارته التقى مبارك بممثلين عن المؤسسة الدينية ؛وعرضوا عليه الرفع من وتيرة التعاون معهم مقابل تقديم مساعدات لمصر لتأهيل قطاعاتها وخاصة أن مصر دخلت في حروب مع إسرائيل كلف اقتصادها خسائر كبيرة؛ والمساهمة في استقرارها و أمنها؛ كما أن مبارك تسلم إكرامية هامة من طرف الملك خالد؛و الخدمة التي كانت مطلوبة من مبارك هي تمهيد الطريق لتغلغل الوهابية في جميع مناحي الحياة و التضييق على الأقباط.....
طيلة عهد مبارك ظلت المخابرات السعودية تتلقى تقارير سنوية عن الأقباط
وكانت المعلومات تحين على رأس كل سنة ( يتم تحيينها )
=نسبة الأقباط بالمدن ...
=نسبتهم بالبوادي و النجوع...
=أهم مناطق ارتكازهم...
=عدد الكنائس...
= نسبة تزايد الكنائس أمام نسبة تزايد المساجد....
= نسبة الشباب الذي يذهب الى الكنيسة وهل هي في تزايد أو تناقص...
= الأنشطة الدينية والاجتماعية لتي ترعاها الكنيسة ...
= نسبة الأقباط السنوية المتحولين للإسلام مقارنة مع نسبة المسلمين المتحولين الى المسيحية ....
=أهم الفاعلين الاقتصاديين و الجمعويين والسياسيين الأقباط في الداخل والخارج ومدى تأثيرهم في المشهد المصري....
=نسبة الهجرة عند الأقباط مقارنة مع المسلمين ....
= أنشطة أقباط المهجر....
= نسب الولادة عند الأقباط مقارنة مع نظرائهم المسلمين....
=.............
=.............
.
قدم فريق مبارك الذي ورثه عن سلفه السادات صاحب مقولة لن يبقى في مصر من المسيحيين غير ماسحي الأحذية؛ وهي كلمة مأثورة قالها في مدينة جدة السعودية في نفس سنة زيارة الشعراوي للسعودية ولاقت استحسان مشايخ بني وهاب وعلى رأسهم مفتى السعودية عبدالعزيز بن باز الذي كان يشغل حينها منصب رئيس البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد0
.
قدم هذا الفريق المكلف بالملف القبطي تقريرا مفصلا تضمن عشرات الصفحات عن أقباط مصر؛ و في المقابل تلقى مبارك معونة مالية من الرياض اشترت بها الدولة أطنانا من القمح الاسترالي كان كافيا لمؤونة شهر كامل ؛ و استطاعت كذلك دفع رواتب شهر موظفين في وزارات التعليم والعدل والصحة .
.
بفضل لأقباط والملف القبطي الذي أعده رجالات مبارك تمكن مسلمو مصر من ملء بطونهم؛ بركاتك ياأنبا رويس ؛ و كلما زادت وتيرة التضييق على الأقباط كلما ارتفعت إكرامية بني سعود سواء في عهد السادات أو في عهد مبارك والتي كان يخصص منه جزء لشراء القمح الأسترالي والكندي والأرجنتيني ...
....
والتضييق على الأقباط كان ولا يزال يتخذ عدة أشكال بدءا من من مكبرات الصوت اللاعنة في صلوات الجمعة وحلقات الوعظ وحرق الكنائس وبيوت ومتاجر الأقباط وخطف وأسلمة القبطيات والدفع بالجنود الأقباط الى الانتحار وتزوير اوراق الامتحانات للكلبة الأقباط المتفوقين (( مريم ملاك وأميرة زكريا نموذجا )) الى أفظع شكل للتضييق عندما يكون أمن الدولة المصري وراء مذابح الأقباط ((ماسبيرو- القديسين- البطرسية نموذجا ))
.
ذات مرة خاطب مبارك وزيره في الإعلام صفوت الشريف قائلا: فناناتنا ثروة وطنية تجلب العملة الصعبة التي تمكننا من ضمان الرغيف للمصريين؛وكان صفوت يعي جيدا ما يقوله الرئيس الذي كان يعلم أن صفوت الشريف يشتغل وسيطا ولحساب أثرياء وأمراء الخليج والسعودية الذين يشتهون الفنانات المصريات؛ ليس كلهن طبعا ؛ و في هذا السياق تحية اجلال واكبار للفنانة الراحلة فاتن حمامة التي رفضت كل أشكال الإغراء وتفادت فخ صفوت الشريف الذي ألح الأمير سعود الفيصل احضار له سيد الشاشة العربية فاتن حمامة....
.
ذات مرة وفي حوار مع مراسل القناة الإسرائيلية الأولى قال مبارك للصحفي:ان حكم مصر صعب والخروج منه أصعب ؛ وكان محقا في كلامه؛ فأول رئيس محمد نجيب بعد الثورة الملعونة خرج من الحكم مهانا محجورا؛ و عبدالناصر مات مسموما مغدورا ؛ و السادات فوق منصة العرض قضى منخورا؛ ومرسي العياط خرج من السلطة مسجونا مدحورا ومبارك أقيل مجرورا على سرير؛ والسيسي اليوم باكيا عارضا نفسه للبيع ان كان ينفع اتبا هتباع ...وهي كلمته الشهيرة التي جادت بها قريحته باكيا على هامش مؤتمر رؤية مصر 2030 الذي تم تنظيمه يوم 24/02/2016 ...ولا ندري الكيفية التي سيخرج منها السيسي الباكي من السلطة فارا أم مسجونا أ منحورا ...
.
والسيسي طينة فريدة وعجيبة ؛ خليط من كل العجائن؛ فهو محسوب على فلول مبارك وكان صديق العائلة اذن فهو فلولي ؛ واختاره مرسي العياط في منصب وزير الدفاع لأنه على حسب مرسي كان الرجل صواما قواما ؛ وحريصا على صلاة الفجر و تلاوة القرآن؛ اذن فهو اخونجي والسلفيون يعتبرونه أحد رجالاتهم ولهذا رفض ازالة الزبيبة المنطوعة بالليزر لما لها من دلالات ورمزية لدى السلفيين اذن فهو سلفي ؛ ولدي السيسي شيئ من السادات و بعض خصائص عبدالناصر فهو من هذا القبيل به نغصة ناصرية ...ومتعاون مع للمخابرات الأمريكيةاذن فهو عميل سي- أي- اي .
.
ففي سنة 2006 و عندما كان الرئيس المصري الحالي عبدالفتاح السيسي يمضي فترة تدريبية دراسية بولاية بنسلفانيا الأمريكية في اطار ما يصطلح عليه ب "الزمالة العسكرية" ، كان جهاز الاستخبارات السي – آي –اي يتصفح و يدرس بدقة وعمق السير الذاتية لعدد من الضباط المصريين الذين سيعتمد عليهم في السنوات المقبلة، ومن بينهم الحاج عب فتاح السيسي الذي كان قد أمضى فترة تدريبية سابقة سنة 1981 بولاية جورجيا ...
.
كانت من بين المواصفات والشروط المطلوبة أن يكون الرجل متدينا محافظا متشبثا باصول الاسلام ويبدي انفتاحا وتعايشا معقولا اتجاه الحياة الغربية ، لم يكن مطلوبا ضباطا مسرفون في الحداثة والانفتاح أو من ذوي التوجهات العلمانية أو المدمنين على السيكار والشامبانيا ، لا..لا...لالا هذه الصنف لن ينفع في المرحلة المقبلة وفي هذه المنطقة الحساسة التي سيقدر لها عجنها وصهرها من جديد بما يتوافق والأمن القومي لواشنطن ..
.
وعودة لرغيف المصريين الذي كان مبارك حريصا أن يكون في متناول المواطن ولو على حساب الدم القبطي الذي كان يهرق في عدة مناسبات قربان لآلهة مكة السوداء ولحم الفنانات اللاتي كان صفوت الشريف يغرر بهن ويعرض خدماته لأمراء السعودية كسمسار للحوم البيضاء .فان تكتيك السيسي اليوم فيما يخص الرغيف هو عدم اشباع المصريين عقابا لهم على ثروتهم المسروقة وانذارا لكي لا تسول لهم أنفسهم العقوق والتمرد فالأليق بقطيع الحظيرة الخدوم اللبون اللحوم أن يعلف وينام وبس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية