الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملامح الفشل تلقي بظلالها على الحركة المدافعة عن مقر المنظمة أوطم

وديع السرغيني

2017 / 3 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


ملامح الفشل تلقي بظلالها على الحركة المدافعة عن مقر المنظمة أوطم

بحيث أن المهمة كانت ومازالت ذات طابع نضالي ديمقراطي، مهمة واضحة في منطلقاتها وأسسها وأهدافها، حيث كان للمغزى من الإشتراك في معمعانها هو الرفع من وعي الجماهير الطلابية وتحسيسها بأهمية إطارها العتيد أوطم وبوجوده، وبالدور المنوط به لتوحيد صفوف الطلبة تحت لوائه كممثل وحيد لأصواتهم، وكمعبر عن طموحاتهم، وكقائد لنضالاتهم..في هذا السياق إذن، انعقدت مجموعة من اللقاءات بمدينة الرباط، داخل مقر الاتحاد المغربي للشغل، قصد تدارس الخطة النضالية الملائمة للذود عن المقر، وحفظه من المصادرة والسطو عليه من طرف الدولة وأجهزتها القمعية، كمحاولة للمنع والإقبار النهائي لهذا الصوت المكافح.
أطلق المبادرة بداية ثلة من قدماء الاتحاد ممن ناضلوا في صفوفه قديما، أو تحملوا المسؤولية داخل أجهزته التحتية أو القيادية، أو مثلوا مؤسساتهم الجامعية في مؤتمر من مؤتمراته...بحيث شكلت إحدى العرائض المنددة بخطة السطو على المقر، وبنية إلحاقه بوزارة الشبيبة والرياضة، إحدى الخطوات النضالية الأولى التي أعادت الروح للنقاش حول موضوعات الحركة الطلابية، ولموضوع التنظيم لصفوفها ولنضالاتها، في ظل اتحاد يقودها، ويمثلها، ويفاوض باسمها وباسم جماهيرها.
وحيث كان لا بد من "المشاورة والتشاور" بين عموم الفعاليات المبادرة والمتدخلة والمعنية بالموضوع..تشكل مجلس ديمقراطي لهذا الغرض، يجتمع بشكل دوري ويتخذ الخطوات النضالية اللازمة للدفاع عن المقر والحفاظ عليه، على أن يظل في ملكية الجماهير الطلابية وبيد اتحادها ومنظمتها أوطم، ومن أجل هذا الهدف، تم تنظيم مسيرة حاشدة بشوارع الرباط تخليدا للذكرى الستين لتأسيس الاتحاد، اختتمتها الفعاليات المشاركة بزيارة للمقر التاريخي لأوطم، وبإلقاء الكلمات والخطابات من طرف البعض من فصائله الديمقراطية والتقدمية، المؤمنة بالعمل الوحدوي الطلابي، وبجدوى وضرورة انبعاث الاتحاد.
كان لهذه النضالات صدى مهم في صفوف جزء كبير من الجماهير الطلابية المعنية بالاتحاد وبمهمة انبعاثه على الأرض، وكذا داخل الرأي العام الذي لم يتأخر عن الدعم الكامل وغير المشروط لهاته الخطوات النضالية، عبر إصدار العديد من البيانات التضامنية، والمنددة في نفس الآن بمحاولة المنع والاستئصال للمنظمة الطلابية أوطم...هيآت عديدة طلابية وغير طلابية تمثل الأصوات الديمقراطية التقدمية واليسارية داخل العديد من الأقطار الأوربية والعربية...شاركت في حملة التنديد والإدانة لهذا المنحى القمعي الذي يهدد أوطم في وجوده.
بعد توالي اللقاءات والمشاورات، كان لابد من الملاحظة والانتباه لتخلف الاتجاهات الطلابية الراديكالية عن الركب، تحت دعاوي ومبررات مختلفة تكرس انعزاليتهم ورفضويتهم السلبية..فالخلافات التي تستند عليها هذه الاتجاهات، لها طابع فكري وسياسي نحترمه ونقدره، شرط ألا يقف حجرة عثرة أمام وحدة الطلاب النضالية، وألا يعاكس طموحهم لإعادة بناء أوطم على أسس قوية مناضلة، غير مفرطة في هويتها التقدمية وفي مبادئها الأربعة الواضحة...ولا يخفى على أحد، بمن فيهم المشعوذين المهذارين والانتهازيين، بأن هذه القوى تشكل عصب الحركة الطلابية المكافحة، ورأس رمحها الضارب لكل من سولت له نفسه التطاول على مكتسبات الجماهير الطلابية المادية والمعنوية والديمقراطية...فهي القوى الحريصة والحامية للتراث النضالي الأوطمي، أحب من أحب، وكره من كره، فمهما كان حجم الاختلاف مع هذه التيارات المناضلة، في العديد من مواقفها وممارساتها، و نظرتها لأوطم الاتحاد، ولعملية بنائه وتدبير نشاطه بالشكل الذي يسمح لجميع التيارات والفعاليات التقدمية والديمقراطية في المشاركة في تسييره...لا يمكن استصغارهم أو إنكار وجودهم ودورهم في هذه المعادلة العصية على الحل.
هذه التيارات تقود وتؤطر النضالات الطلابية الجماهيرية داخل حوالي عشرة مواقع جامعية، يعاني مناضلوها وقادتها من الحصار والمتابعة والاعتقال..تصيب أحيانا وتخيب أخرى، رفضوية، انعزالية، ولا تؤمن بالحوار..الخ، إلا أننا نعجز عن اتخاذ أي قرار يهم الحركة الطلابية وإتحادها بدون إشراك لها في كافة الخطوات والتدابير..فقبل التطاول على رسم أية خارطة طريق لأوطم وحركته الطلابية، لابد من الاعتراف بهذه الحقيقة وهذا المأزق الصادم...إذ لابد من التشبث بخط الوحدة، وبنهج العمل الوحدوي، وتعميق النقاش مع كافة الفصائل المترددة أو المعارضة لهذا المنحى، عوض انتهاز الفرص والصيد في الماء العكر كما هو الشأن بالنسبة "للأمميين" و"الثوريين جدا"..فلا عجب أن يرفض المناضل المبدئي الجلوس مع هذه الأصناف، إلا إذا كان يفرض عليه ذلك وحدة الانتماء لاتحاد طلابي مناضل نحترم عطاءاته وتضحياته وتاريخه ومبادئه، جميعا.
ولا عجب كذلك أن تستمر هذه الفصائل المتمردة في تشبثها بمواقفها من هذه الفصائل الوحدوية مجمعة على تقييم واحد لطبيعتها باعتبارها قوى انتهازية إصلاحية وتحريفية مهادنة...لا أمان ولا ثقة بجانبها وفي مبادراتها، ولا صدق في شعاراتها وادعاءاتها...الخ، وهو تقييم صحيح لا تشوبه شائبة، نقدره ونحترمه إذا كان لا يعيق عملنا داخل اتحاد طلابي يسمح لعموم الطلاب المؤمنين والملتزمين بالمبادئ الأربعة، بالانتساب إلى صفوفه دون أن يكون لهم موقف من الكيفية التي ينشدون بها التغيير المجتمعي، هل عبر الثورة الجذرية أم عبر مراكمة الإصلاحات؟ هل تتم العملية عبر الهدم للنظام القائم، أم من داخله عبر إقامة نظام ملكية برلمانية؟ ثم على المستوى الإيديولوجي أية مرجعية سنستند عليها للدفاع عن الثورة التي نريد، وعن الاشتراكية التي نريد..هل نتبنى ونروج للتعاليم الماركسية اللينينية، أم نعدل ونحور ونراجع ونحرف هذه التعاليم حتي؟.
بطبيعة الحال رفضنا ونرفض هذه الإدعاءات وهذا الصنف من التفكير والتقييم والتصنيف، لأنه فقط لا ينسجم، ولا يليق باتحاد طلابي يضم في صفوفه تيارات ومجموعات وفصائل وأحزاب مختلفة، بالإضافة إلى جماهير واسعة تعد بمئات الآلاف..كل الفصائل تعلن عن استنادها وتشبثها بالمبادئ الأربعة عموما، يسارية بالمعنى العام للكلمة، لكن بعضها اشتراكي أن لم نقل لينيني في تصوره للتحضير للثورة الاشتراكية وللتخطيط لها..وبالتالي اعتبرنا هذا التصور الذي يتبناه الرفاق بأنه لا يقدر قط معنى الاتحاد، الذي لا يمكنه التعبير فقط عما يصبو ويهدف له تيار من التيارات الناشطة في صفوفه مهما كانت قوته العددية، وهيمنته الميدانية...فتاريخ الاتحادات هو تاريخ الصراعات الديمقراطية في صفوفها، وفيما بين فصائلها التي تحسم السيادة والهيمنة عبر الآليات الديمقراطية، المستعملة لهذا الغرض، أي عبر قانون الأغلبية أو قانون التمثيل بالنسبية...ليصبح من مسؤولية جميع الفصائل والتيارات والمجموعات، العمل بإخلاص ومبدئية من أجل بعث الإتحاد من جديد، الذي سيسمح لا محالة، لجميع الطلبة الانتماء لصفوفه، بناءا على مبادئه الأربعة الثابتة والمعروفة، التقدمية والديمقراطية والجماهيرية والاستقلالية.
عكس هذا، دهشنا وأصبنا بالإحباط لما ارتفع الزعيق الهستيري من طرف البعض من داخل اللقاء "التشاوري الأخير"، الذي زاغ وانحرف عن مهمته التشاورية صراحة، بحيث قامت القيامة من أجل استصدار وانتزاع قرارات غريبة عن السياق والمسار، غير متوافقة مع اللحظة التاريخية التي تعيشها الحركة الطلابية المقاومة والمكافحة على الأرض..مواقف مخدومة ومبيتة بالليل، تهدف صراحة لإقبار التراكم الإيجابي الذي وفرته لسنوات تجربة العمل الوحدوي الطلابي، ابتداء من ندوة 23 مارس التاريخية..إذ لم يتوانى بعض زعماء الكارطون عن الالتفاف عن مهمة هذه الحركة العرضية التي التأمت بغرض الحفاظ والدفاع عن مقر أوطم، والتدبير لكل الخطوات اللازمة لهذه المعركة إعلاميا وميدانيا، قبل أن تمسخ وتتحول لمؤسسة مقررة ولدار للإفتاء في شؤون الحركة الطلابية، وفي مستقبل اتحادها، ومشاكله التنظيمية، عبر الدعوة الفورية لعقد المؤتمر الاستثنائي المعلق لأزيد من خمسة وثلاثين سنة، وتحديد موعده السنة المقبلة كأقصى تقدير...
وهي مجرد قفزات في الهواء وليس إلا، صادرة عن عجزة جاهلين، يفتخرون بكساحهم الدائم، وبقصر نظرهم، وعدم معرفتهم بأوضاع الحركة الطلابية التقدمية، وتعقيدات النضال في صفوفها، وبتميز خطاباتها وأشكالها النضالية، ورؤيتها لتدبير العمل في الساحة، وفي حسم الخلافات ما بين فصائلها وفي وسط الجماهير الطلابية، سيان..والغريب جدا، هي أن تصدر مثل هذه القرارات من فم أحد قدماء المتشددين الرفضويين الذين دعوا للسرية داخل النضال الطلابي في لحظة ما، ورفضوا المشاركة في انتخابات التعاضدية بداية الثمانينات بدعوى أن التمثيلية والعلنية، لم تعمل سوى على التشهير بالمناضلين و"إحراقهم"...
كانت الفرصة في تقديرنا سانحة وملائمة لجذب البعض من زعامات الفصائل المترددة، والرافضة للجلوس أو التنسيق، مع التيارات الطلابية الوحدوية، بغرض فتح النقاش الهادئ وتعميقه مع طلائعهم وقياداتهم الميدانية، دون التهور والاستخفاف بوجودهم وبتضحياتهم..عكس هذا، انحرف النقاش عن جادته، وهرول الخطباء المنافقون، وهم يشكلون جزءا لا يستهان به داخل معمعة "المشاورات"، وكأنهم يحتفلون بنشوة الانتصار لهيمنتهم واستحواذهم على خط هذه الحركة المناضلة التي لم يكن لها من هدف في البداية سوى المساهمة النشيطة في مساندة الحركة الطلابية في معركة الدفاع من مقر اتحادها التاريخي أوطم، ولاسترجاع هيبته التنظيمية عبر تحفيز عموم الفصائل الطلابية المناضلة، من أجل الخوض في هذا النقاش الجدي واللازم، حول جدوى الاتحاد، وجدوى التنظيم، وجدوى البناء والهيكلة، عوض ما تفتقت عنه العبقريات التي لم تفلت الفرصة للإشهار بانتهازيتها ووصوليتها عبر ما أشارت عليه بعض الأقزام الحربائية التي استنجدت بخبث ومقت بالأممية وبمقررات مؤتمراتها، وكأننا بصدد الإعداد لبناء الحزب الشيوعي المغربي داخل تربة تضم تيارات في غالبيتها الساحقة معادية للأممية ولأهدافها في بناء الاشتراكية...والحال أن هذه الأقزام نفسها تمثل بالمناسبة قمة الانتهازية داخل الحلف الممثل للخط الطلابي الوحدوي الذي نحيي مناضليه عاليا على موقفهم الرافض، وغير الراضي بالتورط في هذه الانحرافات والانزلاقات، وما ارتبط بها من ضجيج ومحاولة للهروب إلى الأمام بهذه الحركة نحو مستنقع الإفتاء، والتقرير في أمور هي من اختصاص الحركة الطلابية وفصائلها المناضلة والتقدمية، فقط...حيث فضلت هذه الفصائل الوحدوية الحاضرة في هذا الملتقى الأخير الانسحاب الجماعي من قاعة "المشاورات" عوض الإنصات لكلمة أحد الأقزام الغارقة لأخمص قدميها في الرجعية، حزب لبرالي يدعي دون حياء انتماءه ودفاعه عن التقدم وعن الاشتراكية لا أثر له في الساحة الطلابية أو الديمقراطية تاريخيا.
لقد اتضحت بجلاء، وخصوصا خلال هذا اللقاء، مرامي هذه الاتجاهات الانتهازية والبيروقراطية، التي أفصحت عن أهدافها وخططها المبطنة، والمقايضة بمستقبل الحركة الطلابية، وباتحادها أوطم، بحيث لم يتوانى المنظمون المشرفون عن هاته المشاورات، عن استدعاء ممثلي شبيبة الأحزاب اليمينية المنبوذة التي طلقت الوسط التقدمي، والنضال الطلابي والكفاح إلى جانب الحركة الجماهيرية عامة، ونعني بها شبيبة الاتحاد الاشتراكي وشبيبة التقدم والاشتراكية، حيث تغيبت الأولى باعتذار وحضرت الثانية مرحب بها من لدن المشرفين على هذا التجمع التشاوري..والحال أن هذه القوى لا تلزمها "مشاورات" ولا تبرير لحضورها، الذي لم يعد مقبولا ولا منسجما مع مبادئ أوطم الواضحة والثابتة، مثلها مثل باقي القوى الرجعية والمحافظة كحزب الاستقلال، والعدالة والتنمية، والعدل والإحسان..الخ.
فعدا ممثلي التيارات الطلابية المبدئية التي أدانت هذا الحضور، وهذا الاستدعاء المشبوه، مجسدة ذلك بانسحابها الجماعي وإخلاء القاعة، ورفض الإنصات لكلمة مقحمة لممثل حزب المناصب الحكومية، حزب الخنوع والانبطاح للنظام، ولذيوله الرجعية والظلامية داخل الحكومات المعينة، وكذلك الشأن بالنسبة للشبيبة الاتحادية التي لا يمكن القبول بوجودها داخل أوطم النضال والكفاح والمبدئية والالتزام..سوى عبر قرار من المؤتمر الاستثنائي المقبل، بسبب من مواقفها المخزية، ومن ممارساتها الانتهازية، وأساليبها الابتزازية التي حاولت استعمالها، وفرضها على الاتحاد لحظة التحضير لمؤتمريه الأخيرين السادس عشر والسابع عشر، وعبر الانسحاب من المؤتمر الأخير بدون مبرر معقول، مما ساهم في تأزيم وضعية الاتحاد التنظيمية، وكرسها لعشرات السنين، دون أن يتقدم الحزب المعني بأي نقد ذاتي، يحفظ موقعه وماء وجهه أمام الأجيال الطلابية السابقة واللاحقة والحالية..حيث لا يعقل أن نستنجد برئيس منسحب، ومتهرب من المسؤولية، ومن ساحة النضال بشكل كلي..دون تقديم الحساب..ألا تعدو العملية وكأنها تبييض وتبرير لأخطاء سياسية قاتلة اقترفها ممثلو اللائحة الاتحادية خلال فترة "المسلسل الديمقراطي" و"الإجماع الوطني" و"الجبهة الداخلية"...الخ؟، ليتم تحويرها لمشكل ذاتي محض، مرتبط بأوضاع الحزب التنظيمية، وتمثيليته داخل لجنة الرئاسة داخل جلسات المؤتمر السابع عشر، بعد أن رفض الاتحاديون التمثيلية بلائحتين، وهما اللائحتان التي خاضتا الحملة الانتخابية التي أشرف على سيرها الحزب المذكور عبر ممثليه داخل اللجنة التنفيذية لأوطم، تحت اسم "أنصار الكنفدرالية الديمقراطية للشغل" ثم "رفاق الشهداء المهدي وعمر"..فلا يمكن بأي شكل من الأشكال أن نساهم في عملية التطبيع هذه، مع قوى هجرت مواقعها التاريخية من جانب الصف التقدمي، منتقلة إلى جانب النظام، متهافتة على فتات الريع، ومتشفية في أوضاع الكادحين والمحرومين المغاربة.
فعن أية جذرية وأي إخلاص لأوطم ومبادئه نتكلم، ونحن نضع أيدينا في أيادي هذه القوى اللبرالية المستترة بالاشتراكية والتقدمية، وهي في الحقيقة لبرالية حتى النخاع، لا تتواني في الدفاع والتنفيذ لبرامج صندوق النقد الدولي والبنك العالمي، وجميع البرامج الإمبريالية المسؤولة عن تفقير الشعوب، وضرب حقهم في التعليم والمعرفة والصحة والشغل والسكن والبيئة السليمة والسلام..الخ.
أية مبادئ هذه التي تسمح بمثل هاته الممارسات والخطابات التضليلية، التي سمحت، وفسحت المجال لأحد ممثلي فصيل طلابي هامشي جدا، بأن يمارس هوايته الحقيرة في الابتزاز، حيث اشترط وجوده ومساهمته في لجنة المتابعة بتمثيلية حزب التقدم والاشتراكية، بدعوى أن هذا الحزب مازال يشكل مظلة حقيقية وواقعية بالنسبة له ولحزبه..وكأننا أمام ذبيحة تترنح أمام السكاكين المشحوذة والمرفوعة فوق رأسها لاقتسامها، وقطع دابرها من الوجود نهائيا..هراء..هراء...
فلم نعتقد، وفي أية لحظة من اللحظات، أن تصل بنا الحقارة لهذا المستوى، ونقحم أنفسنا بدون حق في أمور لا تأخذ بعين الاعتبار صفتنا كقدماء مناضلي ومسؤولي أوطم، وبعض ممثلي فصائل الخط الديمقراطي الوحدوي في صفوف الحركة الطلابية..ونتطاول على مهمات تنظيمية ليست من اختصاصنا كالدعوة للمؤتمر الاستثنائي، وتحديد موعده في أقرب الآجال، على ألا يتعدى السنة..وهو بمثابة التدخل السافر في مهام منظمة طلابية مكافحة، صمدت لسنين وظلت بمثابة الرقم الصعب أمام خطط النظام ودسائسه، بغاية التطويع والتطبيع وتكميم الأفواه..عبر التضييق والحصار، والمنع، والمتابعة، والاعتقال، والاختطاف، والتصفية حتى...لها حق علينا كمناضلين ديمقراطيين، واجبهم تيسير الحوار الديمقراطي العميق بين مكونات الحركة الطلابية التقدمية الفاعلة والمناضلة، لتوسيع دائرة النضال، للخروج من هذا المأزق التنظيمي الذي تعيشه الحركة الطلابية الآن، والذي يفترض في نظرنا حوارا توافقيا بين عموم الفصائل التقدمية المؤمنة بمبادئ الاتحاد، للحسم في الكيفية التي سيباشر بها الاتحاد خطواته التنظيمية، تجنبا للانحرافات والانزلاقات البيروقراطية التحكمية، عبر الاختباء وراء شعارات المظلة السياسية، والدروع الحامية من أخطار لا قدرة على مقاومتها، سوى من وعبر اتحاد صلب وقوي، مثلما أثبت الدرس المهم الذي قدمته جماهير الطلبة بكلية الطب خلال تجربتها الأخيرة، وعبر الإيمان بالوحدة النضالية لعموم الجماهير الطلابية، وبعدالة مطالبها.
فجميع الفصائل الطلابية المؤمنة بمبادئ الاتحاد الأربعة، مؤمنة بجدوى وبأهمية النضال الطلابي الوحدوي متوافقة على مجموعة من المواقف والمطالب التي لا يختلف عليها طالبان اثنان..أهمها وعلى رأسها المطالب المادية المرتبطة بتحسين أوضاع الطلبة، بدءا من الزيادة في قيمة المنحة، وتعميمها على كافة الطلبة، باعتبارها منحة استحقاق، ثم توفير السكن الجامعي، وتحسين ظروف الإقامة داخل الأحياء الجامعية، بتوفير كافة المرافق اللازمة الصحية والرياضية والثقافية والترفيهية..وبالإضافة لتحسين الأوضاع الدراسية للطلبة التي يجب أن ترقي لمستوى أعلى من حيث الجودة، ومن حيث العمق والاتساع العلمي، والمعرفي، حيث لابد من توفير الأساتذة الأكفاء، والمختبرات المجهزة، والمكتبات، والمدرجات الكافية للقضاء على الاكتظاظ..
وبالإضافة لهاته المطالب التي هي محط إجماع بين الطلبة وجميع الفصائل الطلابية التقدمية والديمقراطية، التي لا تتأخر عن الإعلان عنها ضمن برامجها النضالية، تنتصب المهام الديمقراطية الملزمة لجميع الديمقراطيين، والمتعلقة بالدفاع عن حرمة الجامعة، وعن الحريات الديمقراطية، وعن المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين الطلبة، وهو الشيء الذي سيلزم الحركة الطلابية بصيانة وحدتها وتجسيدها على الأرض عبر إعمال الديمقراطية في الحوار بين فصائلها، ونبذ أي استعمال للعنف كيفما كان شكله وأسلوبه، الذي لا يليق بالفضاء الجامعي الذي هو فضاء للعلم والمعرفة والحوار، بالدرجة الأولى..الشيء الذي لا يعفي الحركة من مواصلة نضالها الديمقراطي، من أجل إعادة بناء الاتحاد على أسس ديمقراطية وقاعدية، تبتدئ لبناتها الأولى من تشكيل، وتعميم مجالس المناضلين بكافة المواقع الجامعية، واتخاذ التدابير التنظيمية الملائمة لعقد المؤتمر الاستثنائي كلما توفرت الشروط لإنجاحه، بما يعني ذلك من انبعاث جديد للاتحاد، واحتلاله لموقعه الطبيعي داخل الحركة الديمقراطية، ونصرته ودعمه لعموم النضالات الجماهيرية والشعبية، المدافعة عن التعليم الشعبي والديمقراطي، وكافة حقوق الطبقات الشعبية المسحوقة، في العيش الكريم.
وديع السرغيني
مارس 2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس وزراء بريطانيا يعلن عن أكبر حزمة مساعدات عسكرية لأوكران


.. متظاهرون يحتشدون أمام جامعة نيويورك دعما لاعتصام طلابي يتضام




.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان