الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أقحاب الصحافه وصحافة الاقحاب

عطا مناع

2017 / 3 / 9
الصحافة والاعلام


أقحاب الصحافه وصحافة الاقحاب

بقلم : عطا مناع

من الصعب الوقوف في وجه الشيطان، وغالباً نهرب الى امام التفافاً على الحقيقه، لماذا ؟؟؟ سؤال يتفرع منه ما شئتم من الاجابات، لكن وللتبسيط طبيعتنا البشريه تدفعنا للمقايضة والالتفاف على الحقيقه.

دانتي وضع الاصبع على الجرح وصور لنا الجحيم في الكوميديا الالهيه التي الهمت الشعراء والرسامين ودفعت بالبشر للكنيسة رعباً من الجحيم، ففي الجحيم ذو الخنادق التسع وضع دانتي مصير السياسيون الفاسدون الذين يوضعوا في الزفت المغلي،اما المنافقون فيرتدون بزه من الرصاص، لكن ماذا عن اللصوص، اللصوص في جحيم دانتي تقطعهم الافاعي، هكذا يرى دانتي واقع الحال، ولكن ما علاقة هذا بذاك.

كأننا نعيش الجحيم، كلُ كتابه بيمينه، اتينا على الاخضر قبل اليابس، نعيش معلقين بلا تاريخ ولا تراكم مهني وفكري، ادرنا الظهر للصحافة الفلسطينيه التي ناهضت الاستعمار البريطاني ولعبت دوراً اساساً في ثورة ال 36 .

كانت الصحافة الفلسطينيه بنت الحاجه، عبرت عن تطلعات الشعب الذي ناهض الانتداب البريطاني والحركة الصهيونيه التي اعدت العده للاستيلاء على فلسطين، الصحافه كانت تعبر عن المزاج الشعبي وتشكل الوجه الاخر للكفاح الوطني، استمر هذا النهج الى ما قبل النكبة الوطنيه الكبرى المتمثله باتفاق اوسلو الذي فكك ابجديتنا الفلسطينيه.

للصحفي وجهة نظر، ولكن لم يكن التملق وجهة نظر، ولم تكن المساومه وجهة نظر، ولإعطاء فصائل العمل الوطني حقها فقد احتضنت الصحافة الفلسطينيه الملتزمة ليعبر الصحفي عن فكر وأيدلوجيا، وكل الافكار والأيدلوجيات تصب في نفس النهر، نهر الكفاح الوطني الفلسطيني.

وجهة النظر التي لا تنسجم مع تطلعات الشعب معطوبه ، كأن يقول صحفي على فضائيه فلسطينيه للشهيد باسل الاعرج "مين مانعك تطخ "، طبعاً ارثي لحال هذا الصحفي الذي وقع في فخ التملق للواء هو لم يتوقع ان الشهيد الاعرج سيشكل حاله غير مسبوقه.

اذن: نحن اما خطاب حاله كمن يسير ضد مياه النهر، بعضنا لا يدرك هذه الحقيقه، والبعض الاخر يدركها ومع سايق اصرار، وبعضنا قبل ان يخصى ويمارس صحافة النهيق ولحس الاحذيه، كل له ثمنه، خاصة اننا نعيش الجحيم، جحيم التية الذي لا يشبهه تيه، لا اعمم فهناك من زال ممكسك بالقلم كما الممسك على الجمر، ولا ادعي امتلاك الحقيقه، ولكن ؟؟؟ لسنا بحاجه لمن يحمل لنا المصباح ليرينا الحقيقه.

اين الحقيقه ؟؟؟ الحقيقة تكمن في تعهير النخب، والصحفيون هم نخبة النخب، قد يخرج علينا البعض ويقول ما تأتي به مجرد اوهام، ممكن !!! لكن لا بد من الاجابه على الاسئله التي ما عادت كبيره.

اليس صحافتنا مع بعض الاستئناءات البسيطه انبطحت على ظهرها للشرهين من الاقتصاديين الذين يجتاحون البلد ويمتصوا الاحلام المتبقية للناس ؟؟؟؟ تابعوا معي، اليس التطبيع سلعه رائجة في العمل الصحفي ؟؟؟ برامج مدفوعة الاجر من قبل الاوروبيين وال usaid ؟؟؟ الم يعملوا على تمويل كراسات بمئات الالاف من الدولارات لإيجاد مصطلحات صحفيه تتناسب مع الواقع ألجديد

الالاف ورشات العمل !!! جيش من خريجي الصحافه الذي تفرض عليهم لقمة العيش على السير مع التيار، التلاعب بالخطاب والارتهان لأرباب النعمه الذين يعصرون الفكره كما تعصر حبة الليمون، مئات الصحفيين صفحة بيضاء تكتب عليها ما شئت وكيفما شئت طالما وضعت يدك على الارواح الميته.

اقول لا اعمم حتى لا يأخذ علي زملاء محترمين، غير اننا نعيش منظومه لا تنفصل من الاداء، هي قنوات تؤدي لبعضها، تحالف وسخ بين الاقتصاد والسياسه، اوجد لنا دون ان ندري صحافة الاقحاب واقحاب الصحافه، صحافة دفعت بواقع الشعب للجحيم الذي بشرنا به دانتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. زراعة الحبوب القديمة للتكيف مع الجفاف والتغير المناخي


.. احتجاجات متزايدة مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية




.. المسافرون يتنقسون الصعداء.. عدول المراقبين الجويين في فرنسا


.. اجتياح رفح يقترب.. والعمليات العسكرية تعود إلى شمالي قطاع غز




.. الأردن يتعهد بالتصدي لأي محاولات تسعى إلى النيل من أمنه واست