الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صناعة النجم ...وثقافة الهدم

مازغ محمد مولود

2017 / 3 / 9
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


استهل هدا المقال، بما أوره الأستاد علي أومليل في كتابه سؤال الثقافة “((أن الثقافة أصبحت بضاعة معولمة، تتحكم في إنتاجها وتسويقها من الشمال إلى الجنوب شركات عملاقة"))..وهدا مايؤكده جورج لوكاتش في قوله=(( " يتحول الانتاج الثقافي الى صناعة ، لترسيخ دعائم الراسمالية" .))
ربما نحن في مرحلة انهيارات، وهي مرحلة ،تشجع على الانكفاء ، وتشجع على قبول الهدم. هي الدعوة داتها التي تحاول الايهام ، بان المعركة القائمة ..هي معركة الاشياء ، والشكل. وليست معركة ضد الفقر ، والاستغلال والاستيلاب ، والحلم بالعدل والكفاية وتحقيق الدات الانسانية. ليست ضد المعاناة الانسانية بابعادها وسياقاتها.ضد الحرب والعنصرية والاستعباد . ضدالجهل والامية والتهميش والاغتراب.هكدا تولد ثقافة العولمة الراسمالية الامبريالية ، سيادة الاوهام ، وتأليه الاشياء.ثقافة السوق والاستهلاك..حيث الغلبة للاني والعابر، مما تدفع بالفرد دفعا ، الى ممارسة القهر والغلو مع الدات.ودلك بحثا عن سمات كمالية في كل شيء...ان تكون الافضل ، ان تكون ضحية هواجس جنونية..عاجز عن فقه الواقع المادي بكل تناقضاته الكثيرة المتعددة. تتمركز الفردانية ..وتنمحي وتنتفي الطبيعة الجماعية..ثقافة تنتجها الميديا عبر الية الاشهار الاغرائية.
تلعب اليوم ،وسائل الاعلام بشكل كبير و موسع ،دورا محوريا لتغييب عقل الجماهير، عن القضايا الاساسية التي تهم الفرد و الجماعة ، وتهم الامة اما بتشتييت الوعي، واما بالسيطرة على هذا الوعي ،وتوجيهه حسب السياسات التي تخدم مصالح ،تهدف الى تغييب الوعي بشكل كامل.
نتعرض يوميا عبر قنوات التلفزيون ..من خلال برامج تتبارى فيها القنوات على اصنافها .ترصد لها اموال وامكانيات وتجني من ورائها اموالا باهضة..انها مسابقات النجوم ، وصناعة النجومية كظاهرة ملفتة . ظاهرة استهلاكية وجدت الارضية خصبة لتنمو وتتقوى..نتيجة غياب بدائل وثقافة حمائية لدى المتلقي والمشاهد..انه غياب الوعي باليات السوق وصناعة الوهم. فادا مااعتبرنا ميل الافراد الى المبتدل، والتافه..تجليا من تجليات التحولات ، التي تمارسها العولمة ،من خلال الوسائط الاعلامية ، على الدات وعلى صورة الدات . والاخرين .وان الافراد اصبحوا مغتربين عن انفسهم بالمعنى المادي .فالكثير ممن فشلوا دراسيا ، او يتطلعوا باحلامهم.. ليكونوا شيئا دا قيمة . ليكونوا شيئا في سماء الدنيا .. اكرر ..شيئا حسب ما تشتهيه السوق، وصناع النجوم.
يقول احد مؤسسي مدرسة فرانكفورت تيودور ادنور"(( ان الثقافة بمكوناتها المختلفة ، الفنية والادبية والمعرفية ماهي الا منتوج مصنوع غير مادي ..يستهدف اعطاء الشرعية و الاديولوجية للنظام الاجتماعي القائم واعادة انتاجه )) وهو من صاغ مفهوم صناعة الثقافة . حيث صور خلال تحليله النظام الراسمالي والمتغيرات التي طرأت عليه. من هنا يمكن طرح ان طريقة استغلال الاشهار ، تظهر كيف تستثمر كل الاليات ، لافتكاك سوق اكبر وبالتالي تأثير اكبر في الجمهور المستهلك ، باعتباره هدف يجب الوصول اليه. وبطبيعة الامور ان الطبقة المسيطرة هي المستفيدة من عملية تغريب الوعي واستلابه ..انها النتيجة الحتمية لصناعة الثقافة الموجهة . وحتى الثقافة الشعبية تم تسليعها.
التقنية ادن توسع الدائرة ..للعولمة ..وتضيقها على الوعي البشري ، من خلال الأدوات الإعلامية الحديثة والبيئة الافتراضية التي نعيشها اليوم، تحاول تلقيننا أن “الأيديولوجيا” قدّر لها أن تعيش بلا خصال أو ملامح، دون أي انحيازات طبقية وسياسية. أن تمتلك أيديولوجيا متحيزة للفقراء في زمن “الحرية”.. يشكل تهديداً لتلك الحرية المزعومة، هكذا تريد الرأسمالية للبشر أن يكونوا نسخاً مصطنَعة ...في واقع مصطنَع.. عماده الإعلام والتكنولوجيا..انها تسعى لضرب النمط النقيض. النمط الذي يقف على أرضية صلبة متماسكة تستطيع قراءة الأحداث في سياقها التاريخي وبناء موقف ثابت منها.
لقد نبه كارل ماركس الى عبودية السلع . التي تؤدي الى الاغتراب..بينما اوضحه جورج لوكاتش. بالتشيؤ ..والتشيؤ هنا اغتراب الإنسان في ظل العلاقات الرأسمالية حيث لم تعد السلع تقاس بقيمتها الواقعية، وإنما تتحدد بقيمة مجردة تحدّدها السوق..و يعرفه أيضاً بأنه تحول الصفات الإنسانية ..إلى أشياء جامدة... واتخاذها لوجود مستقل، واكتسابها لصفات غامضة غير إنسانية..
المثال الحي لهده الثقافة . ثقافة الهباء .هم النجوم التي تصنع عبر شركات الغناء .حيث شبههم احدهم باللبان أو العلكة. التي نفرط في مضغها.. وتفقد حلاوتها ...و الفكرة التي نفرط في استخدامها و الترويج لها.. سرعان ما تصبح بلا معنى ,.. و لذلك يمكن النظر إلى وسائل الإعلام المختلفة على أنها مجرد مصانع للعلكة ...تحرص دائماً على إنتاج ...أنواعٍ جديدة من العلكة أو إطلاق مسمياتٍ جديدة... على الأنواع القديمة المستهلكة.
لصناعة النجم في زمن فتيشية الاشياء.. وثقافة الهدم المروعة ..نحتاج الى ثلاثة اشياء...شخص ما..وسيلة اعلام ..وجمهور عريض من الاغبياء..وهؤلاء ايضا يصنعون بالميديا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن