الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احتفالات التخرج في الجامعات

جواد البياتي

2017 / 3 / 11
كتابات ساخرة


احتفالات التخرج في الجامعات
منذ اسبوع وجامعاتنا تحولت الى مسارح واحتفالات وموسيقى وغناء ورقص وردح ، ولأني خريجا عتيقا ومحتفلا ومغنيا وراقصا وخطيبا في ذلك الوقت دون ادراك لمعنى وجوهر ما أقوم به سوى انني اتوق للأنس والفرفشة الى جانب التفاني في الدراسة طموحا لتحقيق معدلا يؤهلني على الاقل لرفع رأسي امام اهلي ومعارفي والدوائر التي اتطلع للانتساب اليها كمديرية مجاري الصرف الصحي في حي طارق ، فلم اعد اذكر ما الموسم الذي كانت تقام فيه تلك الاحتفالات ، ولكني اذكر انها كانت هادئة تتخللها استذكارات جميلة عن الزمالة وبعض العلاقات الثنائية البريئة والمختصرة ، ولكن القريحة تتفتق عند الحديث عن الاساتذة والادارة فتبدأ التعليقات والقفشات وزلات اللسان والحركات القرعة وبعض السلوك غير المقصود ،كما يكشف بعض الطلبة مالديهم من فنون الادب والفن وبعض التفاهات .
سألت احد معارفي من اساتذة الجامعة عن سبب اقامة احتفالات التخرج الان ولم يزل هناك ثلاث اشهر على الدراسة والامتحانات النهائية ، وكأن جميع المحتفلين استلموا شهادات النجاح ؟
قال الرجل " هذا صحيح فكل الطلبة ناجحون في الكليات الاهلية لأن الشهادات فيها معروضة للبيع – بفلوس يعني – ومن يريد التجديد عليه ان يدفع ! " قلت والجامعات الحكومية ": قال : " يصح ذلك عليها ايضا ، ومن يكمل فهناك امتحانات تكميلية ، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون " وفي جواب اكثر عمقا لأستاذ آخر قال : " الفترة التي تقام فيها الاحتفالات الجامعية تعتبر من الفترات الميتة في الدراسة ، فقبل امتحانات الفصل الاول وبعدها فترات معوّمة ، لايجبر فيها التلاميذ على الالتزام بالدوام ، فقبلها للاستعداد وبعدها للاسترخاء ، فهي مفضلة للجامعات والاساتذة وللطلاب ويخصص لكل قسم يومه في الاحتفال ، فالاحتفالات تطول او تقصر بحسب عدد الاقسام الموجودة .
لقد توسعت وتمددت وانتفخت الاحتفالات الجامعية فلم تقتصر على المكان فزحفت الى الشوارع وقاعات المناسبات والزينة المبالغ بها ، فضلا عن لوحات الاعلان الكبيرة التي تحاكي مانشيتات السينما الرئيسية ، كل ذلك من اجل الفرح والفرفشة التي هي بالتأكيد لا توازي الجهد المبذول في الدراسة ، بل ولا حتى الشهادة الشكلية التي يحتفظ بها الطالب كوثيقة فقط دون ان تجد لها مكانا الاّ في شروط التعيين لوظائف او مناصب مباعة مسبقا ، بدأت في سبعينات القرن الماضي ولا أمل في تلاشيها على المدى المنظور .
عذرا هناك شهادات والقاب يتداولها البعض تحت رقم ( 56 ) لا زالت معروضة في دكاكين العطاريات كل وفق التسعيرة .
وعذرا للكليات العلمية الرصينة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في