الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسارات الأنسب للكورد

حسين قاسم

2017 / 3 / 11
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


........................المسارات الأنسب للكورد ..................



حين تقاربت وجهات النظر بين الطورانيه والعرب، أدرك الكثيرون وقتها أنها دعوة
إلى إعادة كرسي الخلافة، بمباركة من أمراء الخليج و ممالكهم، ومن بعض الحركات
الإسلامية المتطرفة، ولأن التخطيط لمثل هذا الأمر يستدعي دولا ترعاهم وترضى
عنهم وعن توجهاتهم ، ذلك لأنها تخدم مآربهم وليس ليعقوب النبي فيه أي شيء سوى
تلك النوايا المبيتة أساسا لمثل هذه الأيام، كان التحضير سهلا لضرب المنطقة
برمتها، خاصة بعد أن بدأت تحقق تقدما واضحا وخاصة في المجالات العلمية
ربما ضربت شوطا جميلا وأسهمت في التنمية البشرية بكافة فروعها الاجتماعية
والاقتصادية والسياسية وغيرها تلك التي تصب في هذا الاتجاه.
قامت بعض القوى التي تعمل في الغرف المظلمة، بفتح الملفات الاحتياطية التي
كانت قد أخفتها لمثل هذه الأيام، وأخذت بذرة لفكرة فاسدة وقامت بزراعتها في حاضنة
مؤهلة لنمو مثل هذه الفكرة، التي فسقت وفحشت وأثمرت عن ولادة وحوشا بشريّة
فضربت الموصل وشنكال وكوباني، بينما كانت تلك القوى تراقب عن كثب
امتدادهم وثقلهم، الأمر الذي سحقت فيه كل ما تم بناؤه خلال عقود، ذلك لأن الأفكار
الناقصة لابدّ وأن تكون لها تتمة وإلا أكلت بعضها كما النار في الهشيم فمنهم
الراغب الغاصب ومنهم الجاهل والأحمق، أما المستفيدون فهم يراقبون عن بعد
ما يجري على الساحة المشتركة بين كوردستان وروج آفا، وهم يعرفون
ما يجنيه العربي والطوراني والفارسي، إنما المردود إلى جيوبهم فقط ،فهم
لا يهتمون لحجم المشكلات التي قد تنشأ، ذلك لأنه كان قد جمعوا عددا من الاختصاصيين
الذين يعرفون كيف تتم تحويل المرابح إلى خزينتهم .
بما أننا نتحدث عن المرابح فان بعض الفتات التي قد تنالها أفواه جائعة بحجم
المصائب الناشئة فهي تظن ان مكاسبها فوق كل اعتبار ولا تنظر الى البعد القومي
والاجتماعي ولا تحسب للنهايات، فقد اقتنعت تماما بما قد حصلت عليها والسلام.
ولأن صورة الشرّ هي مرسومه في داخل كل امرء، فانه لا بدّ وأن نحصي حجم
الفائدة التي حصدوها، لنجد أن المنطقة برمتها تشرذمت وتحولت إلى متنفذين
والى قصار الرؤيا والى أقزام السياسة.
هكذا استفاد العرب والطوران والفرس من تلك النبتة الفاسدة التي أثمرت زقوما تناوله
الكثيرين بحسب قناعاته.
واليوم وبعد كل ما جرى بينما ننظر إلى الواقع المزري بين الكورد خاصة، نجد أننا ما
زلنا نعاني من بعض تلك الجذور الفاسدة في بلادنا، ذلك لأننا الوحيدون المعنيون بذلك
فكيف تعاملنا نحن الكورد مع المعطيات الجديدة؟!.
إقامة الفيدراليات لا تعني لأعداء أمتنا شيء، والماضي يذكرنا بالدولة التي أسسها
المناضلون الكورد الشرفاء قبل عقود، وكيف تم التعامل معهم لاحقا، من قبل وهذا
لا يعني أن دولة الملالي أفضل من سابقتها، وقد تتكرر حالة جمهورية مهاباد في
أي جزء من كوردستان ان لم نستغل الفرصة الممنوحة لنا ونكون يدا واحدة في
مواجهة الأخطار الممكنه، فانه من السهل جدا أن تصطدم تطلعاتنا مع نفوذهم
ونبدأ قصة جديدة ة بشكل جديد.
الوقت الممنوح لنا نحن الكورد قد يكون ضيقا، ولا يسمح للسجالات المختلفه، التي
تظهر بين الفينة والأخرى بين الأخوة الأفرقاء على المستوي الديني أو القومي
وهذا ما يجب ان نفكر به اليوم وأن نعمل له أيضا، وهي جملة تساؤلات مشروعه
قد يطرحها كل فئات الشعب على أحزابنا وتنظيماتنا وبطرق مختلفه ونريد ان نوجزها
- لماذا لا تدخل الأحزاب التي تعتقد أنها يساريه تحت كتله او تيار يسمى اليسار
لطالما تحمل ذات الشعارات او اقرب اليها سواء كانت علمانيه او سياسيه ؟! .
- لماذا لا تنضوي الأحزاب الدينيه المختلفه والديموقراطيه تحت مظلة اليمين تلك
التي تتقارب وجهات نظرها معا، لتكون تحت اسم تيار او كتلة ؟!
وبدلا من اسم المجالس المختلفه وطني وغير وطني فلماذا مجلسيين وطنيين وليس
كتلتين وطنيتين تعملان أساسا للصالح الكوردي والوطني وتعمل على بناء قرارات
وأسس من شأنها توحيد الاتجاه بين كل تيار او كتله ونتخلص من ربقة الفرقه
والشقاق، والكف عن ملاحقة بعضنا بالتهم والأعمال التي لا ترقى اليها الوطنيه؟!
ان تشكيل كتليتين وطنيتين في كل جزء من كوردستان، يجعل الحاكم والمعارض
على طاولة واحد، الأول يعمل والثاني ينتقد ليصحح مسار الأول، اليس هذا هو
العمل الوطني الذي نرنو اليه ، بدلا من توزعها على شكل تنظيمات وأحزاب
الكثيرون منهم ربما نسوا شعاراتهم ؟!.
ان العمل الوطني والقومي، يتطلب منّا السعي إلى وحدة الصفوف ورصّها ومحاولة
مواجهة التحديات التي تعتري مسيرتنا النضالية الكورديه، لعلنا نرسم الخطوط
العريضة لاقامه وطن مستقل يحترمه العالم أجمع .
ترى هل ننتصح ونبدأ عصرا جديدا من العمل الجماعي المشترك ونكون فرضا وواقعا
على المجتمع الدولي ليحترمنا ويكون لنا مكان بينهم أم أن سلطاننا لن ينزاح عن أجفاننا
بل وسيطبق علينا سباتا عميقا، وننتظر شهرزاد ليلة أخرى بقصة جديدة؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ


.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا




.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟