الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قيود أمّي-الفصل الثّاني-4-

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2017 / 3 / 12
الادب والفن


جميلة ومتواضعة يا عليا!
كان أداءك في الفيلم رائعاً، بدوت في المقابلة بمنتهى التّواضع. كأنّك من طينة أخرى، ومن عالم الخيال.
نظرت عليا إلى مصدر الصّوت الذي كانت قد ألفته، وأحبّته ، فإذ بها ترى أيمن. يبارك لها نجاحها. بكت على كتفه، فلم تكن تتوقّع حضوره إلى حفل استلام الجائزة. نظرت إليه . رجل مميّز بكلّ معنى الكلمة.
-لم نعد نلتقي كثيراً يا أيمن. أخذتنا مشاغل الحياة. أتمنى لو نستطيع قضاء بعض الوقت معاً . نمسك بأيدي بعضنا البعض، ونحن نتمشى قرب حاكورة أم سليمان.
-هذه المهنة تأخذنا من عالمنا. ليتنا بقينا في الجامعة، ونمشي على طريق الميكرو باص الذي يقلّنا إلى الجامعة. كان وقتاً ممتعاً. ليس هناك أجمل من بلادنا يا عليّا. رغم أنّنا نملك كلّ شيء هنا، لكن صدقيني أنني أحنّ إلى أيّام العرق البلدي، والبيض المسلوق. كانت بلادنا جميلة. هل تعرفين لماذا غادرنا بلادنا؟
-وجدت نفسي هنا مثلك تماماً، لا أعرف السبب. قد تكون فترة مؤقتة وتعود بعدها تحقّق أحلامك في العودة.
علينا أن نبدو في غاية التّفاهم أمام الإعلام. إنّهم قادمون بكاميراتهم.
مراسل قناة" بق بق بق" معكم.
سؤال موجّه للممثلة المتألقة عليا الجابر: لقد فاز النّص الذي كتبته، وفزت أنت عن الدّور الرئيسي فيه، ومع ذلك لم تبكي من الفرح عندما أعلنوا عن فوزك.
يحاول أيمن أن يردّ عنّ عليا. يبعده طاقم المحطّة.
تفضّلي سيّدتي:
-الحقيقة مثل الخيال أحياناً. عندما كتبت النّص كنت أتسلى، ولم أكن أنوي بيعه، وعندما قمت بدور البطولة لم أكن أمثّل. كنت أنا في نصّ لي.
-من صمّم لك ثيابك؟
-استشارني المصمّم، وأعطيته فكرة عن الفساتين التي أحببتها، والألوان فصمّمه.
-ما رأيك في هذا الحفل المميّز؟
-قلتَ أنّه مميّز. لم يعد هناك ما أقول.
لو قلت لكم أنني لا أحبّ تلك اللقاءات قد لا تصدّقون. هناك ثأر قديم بيني وبين المحطات. لم تكن المحطات كثيرة عندما كنت في العاشرة. تقول معلّمتي أنّني كنت موهوبة في العزف على الأورغ، تعلّمت العزف في المدرسة، لكن طلبوا منّي في مسابقة على محطّة تلفزيونيّة محلّية أن أغنّي مع العزف، علّموني أغنّية عن الوطن.
كانت أغنية حماسيّة. غناها معي معدّ البرنامج، والجمهور لدرجة أنني كدت أطير. هل تعلمون ماذا جرى لي بعدها؟
رسبت في المسابقة، وفاز عز الدين ابن أبو عز الدّين. كان أبوه يعمل عند أبو المجد، وأبو المجد يعمل عند أبو يعرب، هو لم يقدّم موسيقى أو غناء. شعرت بالإهانة، كسّرت الأورغ ، قرّرت أن لا أقدّم نفسي لأيّ أمر، من يومها لم أعزف، ثم اكتشفت فيما بعد أن ارتفعت أسهمي، وشاركت في لجنة حكام الأغنيّة الرّمز بأنّ النّاجح يأتي إلى الفضائية بجناحين، وما تبقى هو ديكور. عرفت أنّني كنت رقماً يومه، أخشى أن أعود كما كنت.
عفواً. فضائية الأفق معك.

كيف استطعت أن تصلي بنصّك وتمثيلك إلى العالميّة؟
كانت مزحة. نعم عزيزتي المراسلة. كتبت نصّي دون تصحيح، كنت أتسلى، وبالصدفة التقيت بناشر" ماهر" طلبت منه أن يصحّح النّص كنوع من المودة، لكنّ أبو أحمد صاحب شركة " من أجل غذاء خال من السموم" العابرة للقارات التقاني في مكتبه عندما كنت أقدّم على مسابقة من أجل وظيفة. قال لي شعارنا التبييض، طلب أن يتزوّجني مقابل تسويق النّص، عندما تسّوق نصاً. تنفض يدك منه. هم يصححون، ويدمجون، وعندما تقرأه لا تعرفه. لم يستمرّ حبنا كثيراً أنا وأبو أحمد فقد رأينا أنّ الزواج قيد لا مبرّر له، ومساحاتنا أوسع، لكنّنا لا زلنا أصدقاء.
وماذا عن حياتك الحاليّة؟
-تعني أنا وأيمن؟ هي قصّة عشق أزلي. هل سمعت بذلك الحبّ الذي يزلزل كيانك؟ حبّ أيمن كان عاصفة اخترقتني، أشعر أنّ الدنيا تعيش معي عندما يكون معي.
-هل أنت واثقة منه؟
-بالطّبع! وإلا لما تزوجته.
-وماذا لو خانك؟
أيمن لا يعمل إلا وفق قوانين المجتمع. لا يرغب أن يكون مخطئاً بحقّي. هو لن يخونني، لكن إن أراد أن يترك فإنّه سوف يتزوّج بطريقة شرعيّة.
-يمكننا تعريف الخيانة إذاً بأنّها الارتباط بامرأة أخرى بطريقة لا يحبّها المجتمع.
-بالضبط.
عدة فضائيات ترغب بمقابلتي، لكنّني تعبت. كلّما أعطوني ثمن مقابلة أعطيها لأيمن. لا أجد أحاً أميناً على مالي غيره.
تعال يا حبّي. سوف نذهب إلى ستار هوتيل، ونقضي ليلة حمراء.
-لحظة يا عمري. هناك فضائيتان قبضت منهما مقدّماً عليكِ أن تنتهي من اللقاء بهما، ثم بعدها. نذهب بالطائرة بضع ساعات و نحلّ ضيوف شرف على أبو يعرب في قصره، فقد كان يتابعك، ويرغب أن يكرّمك، وهو من حجز التّذاكر.
هل أبو يعرب لا زال على قيد الحياة؟ أمر غريب. بعض البشر تنساهم العناية الإلهية.
وهل لديه الوقت لمتابعة أعمالي. هو مشغول بشؤون الرّعية.
-الرّجل يكرّمنا. هل نقول له : لا!
عندما تصبح مشهوراً تفقد حرّيتك. لا أحبّ أبا يعرب، سمعت عنه حكايات تقشعر لها الأبدان. لا أعرف لماذا يصرّ أيمن أن نترك هنا، ونذهب إلى هناك.
الفرقة الشّعبية تستقبلنا أمام القصر. أدخل أنا وأيمن كأنّنا في ليلة عرس. أجلس على يمين الزّعيم، ويجلس أيمن مع الحشد.
توجّه أبو يعرب بالحديث لي: كنت أتابع مسيرتك الرائعة. أنت فخر لنا. ثم قال لي: نحبك. وهمس: لا أحد يعرف أنّ ذلك شمبانيا. شربت مجاملة من الكأس الذي ناولني إيّاه، ثم أكمل هو الكأس دفعة واحدة، وهو يقول: أطيب كأس تذوقت في حياتي. يبدو أن طعمك لذيذ.
لم أعرف أن أفسّر كلماته. هل عنى فيها أمراً سيئاً؟ أبحث عن زوجي لأخبره، ولا أراه. سألت عنه. أجلسني أبو يعرب وقال: أرسلته في مهمّة وسوف يعود في الصّباح.
-وأنا أين أبقى؟
لديك غرفة في القصر. سأرحبّ بك على الدّوام. اتركي أمر أيمن لي، فهو رجل طيب، يقبل بالقليل.
-لا أرغب أن أبقى هنا يا.
-قولي: يا سيّدي!
لا أحد هنا يعترض على ما أقول إلا إذا كان يرغب أن يودّع الدّنيا. صرخت بملء صوتي. لااااا. هذا ليس أنا.
أيّها النّاس! النّجدة.
نظروا لي باستهزاء، وانصرفوا.
-أرى أنّك قبلت بالعرض.
تعالي يا حبيبتي. نعيش الليلة معاً. أعيش على زادك، تكون ليلة من العمر. نتقاسم فيها الكيف.
يا إلهي!
أين أنا؟











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | على الهواء.. الفنان يزن رزق يرسم صورة باستخدا


.. صباح العربية | من العالم العربي إلى هوليوود.. كوميديا عربية




.. -صباح العربية- يلتقي نجوم الفيلم السعودي -شباب البومب- في عر


.. فنان يرسم صورة مذيعة -صباح العربية- بالفراولة




.. كل يوم - الناقد الفني طارق الشناوي يحلل مسلسلات ونجوم رمضان