الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة باطل..أريد بها باطل!

محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري

(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)

2017 / 3 / 13
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


كلمة باطل..أريد بها باطل!
بقلم: د/ محمود محمد سيد عبدالله (أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية المساعد - كلية التربية - جامعة أسيوط - مصر)

يروي أن سيدنا الإمام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) في أثناء أحداث ما عرف بالفتنة الكبرى على خلفية رأي بعض معارضيه أنه قال: "كلمة حق..أريد بها باطل"..وكان يقصد أن هؤلاء صدقوا فيما قالوه (فهو يوافق الشرع والدين) ولكن لم تكن نواياهم بالسليمة..ولم يكن هدفهم إحقاق الحق والإنتصار له في هذا السياق..أما في هذا الزمن العجيب ، نجد من يقول "كلمة باطل" يريد بها "باطل" أيضا..فقد أبتلينا مثلا بأبواق الإعلام معدوم الضمير التي تبرر كل شيء باطل..لكن بحجج وأسانيد باطلة أيضا..بطلانها واضح لكل ذي لب وضمير..حيث باع أصحاب هذه الأبواق سلعة الله الغالية (وكل ما هو خير) واستبدلوها بما هو أدنى وأرخص..

ولا أكثر من هؤلاء "المبرراتية" الذين يبررون لأنفسهم والناس كل شيء لإرضاء هواهم ورغباتهم الجامحة..فهذا مثلا يبرر شهادة الزور (الباطل) ويزين للناس الشر ويقنعهم بأن ما يفعلونه (من كذب وإفتراء بالباطل على خلق الله) هو الخير بعينه..وأن نبل الغاية والمقصد تبرر ذلك..وأن المقصد من وراء ذلك خير..في حين أن الهدف لا علاقة له بأي خير أو عدل..بل تجده لا يصب إلا في مصلحة شخصية لا تتحقق إلا بالظلم والجور والزور والبهتان..ولا يمكن أبدا - في تلك الحالة - أن تبرر غايتهم غير النبيلة أي وسيلة غير شريفة..وفي ظل غياب الوازع الأخلاقي وانعدام الضمير (و موته) وقلة الإيمان والدين ؛ قد يفعل الإنسان أي شيء..بعد أن يزين له الشيطان سوء عمله..ناسيا - أو متناسيا - حقيقة مهمة: "إن كان الكذب ينجيك..فالصدق أنجى"!

وهناك من يشن حربا غير شريفة يستخدم فيها كل الأدوات اللا أخلاقية والمحرمة..والتي تجعلهم خصوما غير شرفاء يرفضهم المجتمع ويحتقرهم بشدة..ويلفظهم لفظا كما يلفظ السم الزعاف..ولا يمكن أن يتصالح معهم أو يتقبلهم مرة أخرى في نسيجه..فقد إختاروا أن يكونوا أعداءا له..يظلمون ويتآمرون ويضرون غيرهم باستمرار..لأنهم غير متصالحين مع أنفسهم من الأساس! كما أن سلوكهم الطفولي غير الناضج مع كل من حولهم لن يجلب لهم أي إحترام أو تقدير..ولن يثق فيهم أحد أو يأتمنهم على شيء بعد ذلك..

هؤلاء يبررون لأنفسهم أي شيء وكل شيء..ولا يجدون غضاضة حتى في تفنيد كلام الله والخوض في الشرع والدين وسفسطة كل شيء حتى يتوافق مع أهوائهم ورغباتهم المريضة..فلم يعتاد هؤلاء على الإعتراف بالخطأ..أو التسليم بالأمر الواقع..وتقبل النتيجة - كما نقول في مجال الرياضة - بروح رياضية ونفس مهذبة راقية!

يقول المثل الدارج: "العند بيولد الكفر"..فالغافل قد يسوقه عنده إلى تحدي إرادة الله..ونواميس الكون..بكل صلف وتعالي وغرور..متحاملا على كل من يعارضه الرأي أو يقف في طريق رغباته المريضة وسلوكه الشاذ الجامح..فلو عاش الإنسان في خضم تلك المشاحنات والصراعات والحروب مع الناس والمجتمع من حوله - خسر صحته وراحته النفسية وسعادته..وبالتالي خسر نفسه ودينه ودنياه!

خالص تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليار شخص ينتخبون.. معجزة تنظيمية في الهند | المسائية


.. عبد اللهيان: إيران سترد على الفور وبأقصى مستوى إذا تصرفت إسر




.. وزير الخارجية المصري: نرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم | #ع


.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام




.. وكالة الأنباء الفلسطينية: مقتل 6 فلسطينيين في مخيم نور شمس ب