الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفهوم السيادة والمتغيرات الدولية...

سعد عزت السعدي

2017 / 3 / 14
دراسات وابحاث قانونية


يرتبط مفهوم السيادة بمفهوم الاستقلال فالدولة المستقلة هي الدولة القادرة على ممارسة مظاهر سيادتها على الصعيدين الداخلي والخارجي , ولهذا فأن هذا المفهوم ينطوي على معنيين الاول السيادة وتعني السلطة العليا والمطلقة التي تتمتع بها الدولة لممارسة وظائفها وصلاحيتها داخل اقليمها الوطني دون ان تنازعها او تتدخل فيها اية دولة اخرى وهذا هو المعنى الاساسي والمركزي لمفهوم السيادة ومن جهة ثانية تعني الاهلية التي تتمتع بها الدولة للدخول في علاقات والتعامل على قدم المساواة وهذا المفهوم يلتصق بالشخصية الدولية .
ان الاثار المترتبة على السيادة هي ان الدولة تتمتع بكافة الحقوق والمزايا الكامنة في سيادتها سواء على الصعيد الدولي كإبرام المعاهدات الدولية وتبادل التمثيل الدبلوماسي والقنصلي وأثار المسؤولية الدولية للمطالبة بالتعويض عن الاضرار التي اصابتها او تصيب رعاياها او اصلاح هذه الاضرار , وعلى المستوى الداخلي فللدولة حق التصرف كما يمكنها اتخاذ التدابير التي تراها مناسبة حيال الاشخاص القاطنين في اقليمها وكذلك الحق في التصرف بمواردها الاولية وثرواتها الطبيعية , يضاف الى ذلك المساواة بين الدول اذ ليس هماك تدرج في السيادات معنى ذلك ان الحقوق والواجبات التي تتمتع او تلتزم بها الدول تكون متساوية من الناحية القانونية حتى وان كان هناك اختلاف بينها من ناحية الكثافة السكانية او المساحة الجغرافية .
وفيما يتعلق الامر بالمتغيرات الدولية الراهنة فيمكن القول انه ومع تطور العلاقات الدولية على مر الزمن فأن السيادة الوطنية قد اهتزت لكونها عرفت العديد من التحديات على مستوى القطاعات سواء في المجال الاقتصادي او الاجتماعي او الثقافي سواء ارادت تلك الدول ام لم تقبل , ولعل ابرز هذه الاهتزازات التي عصفت بمبدأ السيادة والتي عرفها النظام الدولي بالعولمة والتي حملت معها تدويل السلع والأفكار رؤوس الاموال على مستوى العالم اضافة الى ماتقدم نجد ان الشركات متعددة الجنسيات والمؤسسات الدولية قد اصبح لها ثقلها الاقتصادي والسياسي في العالم , وعلاوة على ذلك فأن الاتصالات والمعلومات قد وجدت لها حيز كبير في زمن العولمة حيث بدأت من خلالها تتزاحم تيارات العولمة وتغذيها كشبكة الانترنت والتي تمارس دورها الرئيسي في توحدي العالم وزيادة ترابطه واتصاله وكشكل من اشكال العولمة الاخرى تظهر لنا "التجارة الالكترونية" والتي استطاعت جذب ملايين الاشخاص وهكذا فأن العولمة تعتبر نظام يقفز على الدولة والامة والوطن ويسعى وتسعى الى انشاء كيانات كبيرة كالشركات متعددة الجنسيات وغيرها .
واخيراً كمحصلة لما تقدم فأن ارتباط السيادة ارتباطاً وثيقاً بدرجة وحدود الاستقلال السياسي للدولة فالاستقلال هو الذي يتيح لها إعمال مظاهر هذه السيادة سواء داخل اقليمها او في اطار علاقاتها المتبادلة مع غيرها من الدول والأشخاص في القانون الدولي الاخرين , والواقع ان تفاوت الدول من حيث الموارد والإمكانيات يظهر لنا معيار المقارنة بين السيادة كمفهوم قانوني بمعنى وحدة الخطاب القانوني وعمومية القاعدة القانونية الدولية بالنسبة لجميع المخاطبين (الدول) بدون اي تمييز , والسيادة كمفهوم سياسي بمعنى قدرة الدولة الفعلية او الحقيقية على رفض الخضوع لأية سلطة اخرى غير سلطتها هي , فالدولة يمكن ان تكون مستقلة قانوناً ولكنها عاجزة عن اشباع احتياجات مواطنيها مما يعرضها للضغوط وتأثيرات الدول العظمى الامر الذي يجعل من استقلالها منقوصاً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين: ما رأيته في غزة ي


.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة




.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل


.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون




.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة