الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاثية توفلر.. الفرصة الضائعة (1 / 3 )

محمد عبعوب

2017 / 3 / 15
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


يقدم عالم المستقبليات الأمريكي آلفن توفلر في ثلاثيته الشهيرة ، صدمة المستقبل، حضارة الموجة الثالثة، تحول السلطة (جزءان)، قراءة متقدمة لوقائع ما نعيشه اليوم من وقائع حضارة قائمة على المعلوماتية وبقطيعة شبه كاملة مع موجة حضارة التصنيع، ومنفصلة تماما عن موجة حضارة الزراعة التي تعد أول موجة حضارية أقامها الإنسان منذ تواجده على هذا الكوكب، وهي ثلاثية لو قرأها قادة العرب ونخبهم بعقل متفتح كانو تجنبوا هدر المزيد من الجهد والوقت والموارد، ودخلوا بفاعلية في ساحة الفعل في الموجة الثالثة موجة حضارة المعرفة ..
في هذه الثلاثية التي وضع توفلر فصولها على مدى عقدي سبعينات وثمانينات القرن الماضي يتتبع وبشكل مفصل ودقيق مراحل الانتقال الحضاري للإنسان في قارتي أوروبا وأمريكا الشمالية واليابان التي سادت ولا زالت تسود الحياة على هذا الكوكب وتقوده في سباق يقطع الأنفاس نحو تقدم لا نهاية له.
ففي الكتاب الأول من هذه الثلاثية الذي طرحه للسوق بداية سبعينات القرن الماضي تحت عنوان "صدمة المستقبل" يرصد توفلر لحظات اللقاء الصادمة بين موجتين حضاريتين، الأولى حضارة الموجة الصناعية الآفلة القائمة على فكرة التصنيع والاحتكار التي تجاوزها التطور المتحقق الذي تبشر به موجة حضارة المعلوماتية التي تعتمد على المعلومة ومبدأ المشاركة كوحدة أساسية في بنائها وإدارتها للحياة . ويقدم المؤلف في هذا الكتاب شواهد وروايات لتلك الصدمات التي واجهت بارونات الصناعة في أمريكا وأوروبا واليابان وهم يشاهدون البساط يسحب من تحت أقدامهم وسلطاتهم تتبدد على وقع ثورة المعلومات منذ خمسينات القرن الماضي، غير مصدقين أن تلك الصروح الإمبراطورية التجارية والصناعية العملاقة التي أقاموها وأنفقوا أعمارهم في بنائها يمكن أن تصبح من مكونات متاحف التاريخ. ورغم أن المؤلف يتخذ من الظواهر الحضارية الغربية السائدة نموذجا في تحليله لهذه الصدمة، فإن العديد من هذه الظواهر تعد ظواهر عامة عاشت الإنسانية عامة وقائعها بحكم انهيار الحواجز بين المجتمعات وتقلص الجغرافيا الى حدود مذهلة بفعل التطور الحضاري لتصل اليوم الى مستوى الصفر. ويصف توفلر هذه الصدمة بقوله "إن صدمة المستقبل ظاهرة زمنية من نتاج المعدل المطرد السرعة للتغيير في المجتمع، وهي تنشأ من عملية التركيب لثقافة جديدة فوق أخرى قديمة" . ويختم هذا الكتاب بعد استعراض مفصل ودقيق لمشاهد الصدمة الحضارية المحققة والمتوقعة بالقول "إن أولى احتياجاتنا وأشدها إلحاحا هي أننا قبل أن نستطيع البدء بلطف في توجيه مصيرنا الثوري ، وقبل أن نستطيع بناء مستقبل إنساني ، هي أن نكبح جماح التسارع الذي يعرض الملايين لتهديد صدمة المستقبل، في حين يزيد في نفس الوقت من حدة المشاكل التي يجب أن يعالجوها، مثل الحرب، فساد البيئة الأيكولوجية ، العنصرية،التفاوت الفاحش بين الأغنياء والفقراء، ثورة الشباب، تفشي ظاهرة اللاعقلانية المميتة" .
يتبع ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر