الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اضطهاد المرأة ... بين رؤية الثقافة وممارسة الفعل

الأسعد بنرحومة

2017 / 3 / 16
ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2017 - أثر النزاعات المسلحة والحروب على المرأة


" في لقاء مع الكتابة الفرنسية "فرانسواز ساجان"، وعند سؤالها عن سبب سخريتها في كتابتها من حركة تحرير المرأة أجابت فرانسواز: "من خلال نظرتي لتجارب الغالبية العظمى من النساء أقول: إن حركة تحرير المرأة أكذوبة كبيرة اخترعها الرجل ليضحك على المرأة". "
فالمرأة في المجتمعات الغربية ظلت هي الكائن الدوني الذي لا يستحق مكانته المرموقة في المجتمع , ولا فرق في ذلك بين فترة تسلط الكنيسة أو في عهد التحرر والديمقراطية , بل ان الديمقراطية نفسها كانت شؤما جديدا على النساء ومستنقعا آسنا فقدت فيه المرأة كيانها وذاتها وأنوثتها , بل فقدت بسبب أفكارا موهومة جاءت بها الديمقراطية كالحرية , انسانيتها . فلا الكنيسة رحمت المرأة , ولا الديمقراطية رفقت بها أو حررتها , فظلت عبدة رخيصة لا تزيد عن كونها أداة انتاج ورقما في جيوب أصحاب رؤوس الأموال .
وبدل أن تكون المرأة معيارا للحرية كما أوهموها وزينوا لها , صارت بفضل ديمقراطيتهم وحريتهم معيارا فعليا لدرجات العبودية بين أوروبا وأميركا .

فالمسيحية المنتشرة في الغرب ترى أن المرأة ينبوع المعاصي وأصل السيئة والفجور، وتصورها الكنيسة أنها للرجل باب من أبواب جهنم من حيث هي مصدر تحرّكه إلى الآثام، ومنها انبجست عيون المصائب الإنسانية جمعاء. وترى الكنيسة أن العلاقة بالمرأة رجس في ذاتها، وأن السمو لا يتحقق إلا بالبعد عن الزواج وعن النساء.
أما في بريطانيا في القرن الثامن عشر ـ أي: قبل 180 سنة تقريبًا ـ كان الرجال يبيعون زوجاتهم إلى أن صدر قانون يمنع ذلك في عام 1930م.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية:
1- في عام 1980م حصل مليون وخمسمائة وثلاث وخمسون ألف حالة إجهاض، 30 % منها لدى نساء لم يتجاوزن العشرين عامًا، وقالت الشرطة: إن الرقم الحقيقي ثلاثة أضعاف ذلك.
2- وفي عام 1982م 80% من المتزوجات منذ 15 عامًا أصبحن مطلقات.
3- وفي عام 1984م 8 ملايين امرأة يعشن وحدهن مع أطفالهن ودون أية مساعدة خارجية.
4- وفي عام 1986م 27% من المواطنين يعيشون على حساب النساء.
5- وفي عام 1982م 65 حالة اغتصاب لكل 10 آلاف امرأة.
6- وفي عام 1995م 82 ألف جريمة اغتصاب، 80% منها في محيط الأسرة والأصدقاء، بينما تقول الشرطة: إن الرقم الحقيقي 35 ضعفًا.
7- وفي عام 1997م بحسب قول جمعيات الدفاع عن حقوق المرأة: اغتصبت امرأة كل 3 ثوان، بينما ردت الجهات الرسمية بأن هذا الرقم مبالغ فيه في حين أن الرقم الحقيقي هو حالة اغتصاب كل 6 ثوان!
8- نشرت مجلة التايم في عام 1997م أن 6 ملايين امرأة في أمريكا عانين سوء المعاملة الجسدية والنفسية بسبب الرجال، 70% من الزوجات يعانين الضرب المبرح، و4 آلاف يقتلن كل عام ضربًا على أيدي أزواجهن أو من يعيشون معهن، وأن رجال الشرطة يقضون 33% من وقتهم للرد على مكالمات حوادث العنف المنزلي.
9- 74% من العجائز الفقراء هم من النساء، 85% من هؤلاء يعشن وحيدات دون أي معين أو مساعد.
10- ومن 1979م إلى 1985م أجريت عمليات تعقيم جنسي للنساء اللواتي قدمن إلى أمريكا من أمريكا اللاتينية، والنساء اللاتي أصولهن من الهنود الحمر، وذلك دون علمهن.
11- ومن عام 1980م إلى عام 1990م كان بالولايات المتحدة ما يقارب مليون امرأة يعملن في البغاء.
12- وفي عام 1995م بلغ دخل مؤسسات الدعارة وأجهزتها الإعلامية 2500 مليون دولار.
يشار إلى أن هذا التقرير السنوي المسمى بـ"قاموس المرأة" صدر عن معهد الدراسات الدولية حول المرأة، ومقرّه مدريد، وهو معهد عالمي معترف به.
ذكر الكاتب الأمريكي "إريك جون ونج وول" في كتابه (المرأة الأمريكية) أن في الولايات المتحدة نحو عشرين مليونا ممن يعانون الأمراض النفسية والعصبية.
كتب الأستاذ جابر رزق في مجلة الدعوة في مقاله (سقوط المجتمع الأمريكي): "والظاهرة التي بدأت تقلق بال علماء الإجماع الأمريكيين في مجال ممارسة الجنس الطبيعي بين الرجل والمرأة وهي ظاهرة البغاء بين الفتيات الصغيرات طالبات المدارس من الإعدادية. فالأسرة الأمريكية تدفع أبناءها في سن الرابعة عشرة والخامسة عشرة سواء بنات أو بنين إلى الاكتساب والاعتماد على النفس في الإنفاق. فلا تجد الفتيات الصغيرات أسهل من احتراف البغاء لاكتساب نفقات الحياة".
في يوليو 1970م أصدرت الحكومة الأمريكية قانونا يبيح الإجهاض لولاية نيويورك. وقد بلغ عدد عمليات الإجهاض التي أجرتها المستشفيات والعيادات الخارجية خلال 20 شهرًا من صدور القانون 278122 عملية، مع العلم بأن هذه الجهات لا تجري العمليات إلا إذا كان الحمل دون ثلاثة أشهر.
كتبت جريدة الأهرام في 29/5/1974م: "زادت أعداد الأمهات اللائي يعرضن الأولاد غير الشرعيين للبيع في أوربا بعد أن وصل السعر إلى أكثر من ألف جنيه للطفل الواحد وأكثر من ذلك.. إن صفقات البيع تتم قبل أن يولد الطفل، وقوائم الانتظار تضم مئات الطلبات. وتجري الآن دراسات واسعة حول انتشار هذه الظاهرة الخطيرة في بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا وأمريكا بعد أن بدأت تأخذ شكلَ سوق سوداء يديرها طبيب إنجليزي اسمه: د. سانج، له مستشفى ولادة خاص به في لندن".
وفي عام 1981م أشار "شتراوس" إلى أن حوادث العنف الزوجي منتشرة في 50-60% من العلاقات الزوجية في الولايات المتحدة الأمريكية، في حين قدر "راسل" عام 1982م هذه النسبة بـ21%، وقدرت "باغلو" النسبة بأنها تتراوح بين 25-35%، كما بين "أبلتون" في بحثه الذي أجراه عام 1980م على 620 امرأة أمريكية أن 35% منهن تعرضن للضرب مرة واحدة على الأقل من قبل أزواجهن. ومن جهتها أشارت "والكر" استنادًا إلى بحثها عام 1984م إلى خبرة المرأة الأمريكية الواسعة بالعنف الجسدي، فبينت أن 41% من النساء أفدن أنهن كن ضحايا العنف الجسدي من جهة أمهاتهن، و44% من جهة آبائهن، كما بينت أن 44% منهن كن شهودًا لحوادث الاعتداء الجسدي لآبائهن على أمهاتهن.
أما في عام 1985م فقد قتل 2928 شخصًا على يد أحد أفراد عائلته، وإذا اعتبرنا ضحايا القتل الإناث وحدهن لوجدنا أن ثلثهن لقين حتفهن على يد زوج أو شريك حياة، وكان الأزواج مسؤولين عن قتل 20% من النساء اللاتي قتلن في عام 1984م، في حين أن القتلة كانوا من رفاقهن الذكور في 10% من الحالات.
وقد بلغت إحصاءات مرتكبي الاعتداءات ضد النساء في أمريكا ثلاثة من بين أربعة معتدين هم من الأزواج: 9% أزواج سابقين، 35% أصدقاء، و32% أصدقاء سابقين. إحصائية أخرى تدرس نسبة المعتدين تبين أن الأزواج المطلقين أو المنفصلين عن زوجاتهم ارتكبوا 79% من الاعتداءات، بينما ارتكب الأزواج 21%.
أربعة ملايين أمريكية تقع تحت اعتداء خطير من قبل شريك قريب لها خلال سنة. وقرابة 1 من 3 نساء بالغات يواجهن تجربة الاعتداء عليهن جسمانيًا على الأقل مرة واحدة من قبل شريك في فترة النضج. وفي عام 1993م تم توقيف 575 ألف أي: ما يزيد عن نصف مليون رجل لارتكابهم العنف ضد النساء.
هناك على الأقل أربع ملايين تقرير في حوادث العنف العائلي ضد المرأة كل عام، وقرابة 20% من هذه الحوادث حصلت في المنازل.
في عام 1991م أكثر من تسعين امرأة قُتلت أسبوعيًا، تسع نساء من عشر قتلن من قبل رجل.
تستخدم الأسلحة بنسبة 30% من حوادث العنف العائلي.
في 95% من الاعتداءات الناتجة عن العنف العائلي الجرائم ترتكب من قبل الرجال ضد النساء.
الأزواج والعشاق المؤذين يضايقون في مجال العمل 74% من النساء المتعرضات للضرب، إما بطريقة مباشرة أو مضايقات عبر الهاتف.
في العلاقات الحميمة تفوق ضحايا النساء المتعرضات للعنف ضحايا الرجال بعشر مرات.
المرأة في المجتمع الألماني
إن هناك 75% من نساء ألمانيا يشعرن بالخوف خارج المنزل عند حلول الظلام، وترتفع النسبة في بعض المدن إلى 85%، وقد خصصت بلدية لندن حافلات خاصة بالنساء من الساعة السادسة مساء إلى منتصف الليل بسبب الاعتداء عليهن.
في لقاء مع الكتابة الفرنسية "فرانسواز ساجان"، وعند سؤالها عن سبب سخريتها في كتابتها من حركة تحرير المرأة أجابت فرانسواز: "من خلال نظرتي لتجارب الغالبية العظمى من النساء أقول: إن حركة تحرير المرأة أكذوبة كبيرة اخترعها الرجل ليضحك على المرأة".
أما زميلتها الكاتبة الفرنسية مريم هاري فقد نشرت خطابا موجها منها إلى النساء المسلمات في كتابها (الأحاريم الأخيرة) تقول لهن: "يا أخواتي العزيزات، لا تحسدننا نحن الأوربيات ولا تقتدين بنا، إنكن لا تعرفن بأي ثمن من عبوديتنا الأدبية اشترينا حريتنا المزعومة، إني أقول لكنّ: إلى البيت، إلى البيت، كن حلائل، ابقين أمهات، كن نساءً قبل كل شيء، قد أعطاكن الله كثيرا من اللطف الأنثوي فلا ترغبن في مضارعة الرجال، ولا تجتهدن في مسابقتهم، ولترض الزوجة بالتأخر عن زوجها وهي سيّدته، ذلك خير من أن تساويه وأن يكرهها".
صدر كتاب جديد في الولايات المتحدة الأمريكية بعنوان: "ما لم تخبرنا به أمهاتنا"، من تأليف "دانيالي كوتيدن"، يثير قضية كانت منذ زمن طويل من المسلّمات في العقلية الغربية، تقول الكاتبة: "إن الجيل الجديد من الأمهات تحت سنّ الأربعين أصبحن ضحايا للحركة النسوية، حيث دأبت هذه الحركات على تشجيع عمل المرأة والخروج من البيت وتأخير الزواج، وقلّلت من دور المرأة في تربية الأطفال ورعاية المنزل، ودعت إلى أن يقوم الرجل بذلك عملا بمبدأ المساواة المطلقة..."، وعلى هذا فإن الكاتبة تؤكّد أن عمل الحركة النسوية ومطالبتها باقتحام كلّ مجالات العمل ساهم في قطع ارتباط المرأة بالجوانب المتصلة في تكوينها النفسي والعقلي مثل غريزة الأمومة وحبّ تكوين الأسرة، وتدعو "دانيالي" في المقابل أن تعود المرأة إلى البيت وأن تتزوج مبكرة وأن لا تعمل قبل أن يكبر الصغار ويدخلوا المدارس. وتجيب عن سؤال حسّاس هو: لماذا لا يطلب من الرجل أن يبقى في البيت وتعمل الأم؟! فتقول: "إنّ الشعور بالذنب لدى المرأة لتركها الأولاد وشعورها المرتكز في فطرتها لتلبية حاجات أطفالها الأساسية يجعل قيام الأم بهذا الدور محقّقا للاستقرار الأسري".
وتشير "دانيالي" إلى أن جيلا من الأمهات بأكمله تعلّم أن يحارب الرجل وأن يلومه، وأن يطالب بالاستقلال التام بأي ثمن، والنتيجة كما تشير هذه الباحثة قلق وحيرةٌ واضطراب. وتذكر المؤلفة أن هناك تساؤلات أصبحت تقلق المرأة الغربية المعاصرة الى حدّ كبير، تتمثل في السؤالين التاليين: هل النزول إلى معترك العمل أهم من العناية بالأطفال؟ ولماذا لا يرغب صديقي بالزواج مني كما أرغب أنا؟.
وتعترف هذه الكاتبة الأمريكية أن لفظة: "حركة نسوية" أو "اتحاد نسائي" أصبحت تثير الاشمئزاز لدى عدد لا بأس به من النساء في أمريكا، وذلك مرده إلى الطروحات المتطرّفة المتصادمة مع متطلبات الأنثى.
تقول "دانيالي" في كتابها: "إن السعادة والتخلص من القلق والحيرة ممكن للمرأة المعاصرة بشرط أن تتخلى عن المقولات الرجعية التي تنادي بها الحركات النسوية الداعية إلى إشراك المرأة في كلّ مجال أو بتلك المجالات التي تحث على الحرية الجنسية التي قتلت المرأة وحولها إلى كائن لا قيمة له في المجتمع".
ولا يفوتنا هنا أن نعرض كلام العالم الإنجليزي "سامويل سمايلي" الذي قال في كتابه (الأخلاق): "إن النظام الذي يقضي بأن تشتغل المرأة في المعامل ودور الصناعات مهما نشأ عنه في الثروة، فإن النتيجة هادمة لبناء الحياة المنزلية، لأنه هاجم هيكل المنزل، وقوض أركان العائلة، وفرق الروابط الاجتماعية، لأن وظيفة المرأة الحقيقية هي القيام بالواجبات المنزلية، كترتيب مسكنها، وتربية أولادها، والاقتصاد في وسائل معيشتها، مع القيام بالاحتياجات العائلية، ولكن المعامل سلختها من كل هذه الواجبات بحيث أصبحت المنازل غير المنازل، وأضحى الأولاد يشبون على غير التربية الحقيقية، لكونهم يلقون في زوايا الإهمال، وأطفئت المحبة الزوجية، وخرجت المرأة عن كونها الزوجة الظريفة والقرينة المحبة للرجل، وصارت زميلته في العمل والمشاق، وباتت عرضة للتأثيرات التي تمحو غالبًا التواضع الفكري والخلقي الذي عليه مدار حفظ الفضيلة".
(بدأت أهمية البحث عن مصادر أقل تكلفة، فجاءت فكرة استغلال إمكانات المرأة؛ حيث إنها أقل كلفة بالمقارنة بالعمالة الوافدة)(النساء عام 2000): مؤتمر وطني فرنسي تم عقده في باريس سنة 1987م :من أجل أن تتَّضح صورة وضع النساء في العام 2000، عرض المؤتمر تفاصيل وضع المرأة الحالي في فرنسا، وجاء فيها نسب تخص المرأة الفرنسية؛ منها:
. النساء (52 %) من مجمل السكان.(59 %) من الذين تجاوزوا سن الستين.(70 %) من الشابات الفرنسيات يعشن وحيدات.
• نقصت أعداد المتزوجات زواجًا شرعيًّا بمقدار (68000 ألف امرأة) خلال ست سنوات فقط.(20%) من الولادات كانت عن طريق الزنا (خارج اطار الزواج).(69 %) من النساء الراشدات يعملن.(73 %) من طلبات الطلاق كانت من المرأة.(25 %) من الوظائف يمارس فيها التمييز الجنسي على النساء.• النساء يُوجَدْنَ في مهنٍ معينة تشكل (20) مهنة من بين (455) مهنة في فرنسا.
• المرأة الفرنسية لا تشغل في مهن النواب ومناصب الإدارة إلا 6 %.(41 %) من الفرنسيات يَمتهنَّ الفن والترفيه والمنوعات!(جريدة الشرق الأوسط - عدد 3574).
المرأة في أميركا ليست في حال أفضل من الفرنسية :في تقرير عن وضع المرأة الأمريكية العاملة ما يدعونا إلى الشفقة والرحمة عليها، يقول هذا التقرير:
(أصبحت مشكلة المضايقات التي تتعرض لها النساء من رؤسائهن في العمل بسبب مقاومتهنَّ لرغباتهم الجنسية، من أهم المشكلات التي تثير الجدل في الولايات المتحدة، وحسب الإحصائيات التي قامت بها بعض المؤسسات النسائية، فإن نصف العاملات في الولايات المتحدة والبالغ عددهن 40 مليون امرأة، يتعرضنَ لمثل هذه المضايقات الناجمة عن الجنس، وتمتنع الكثيرات منهن عن الشكوى والتظلم من هذه المضايقات خشية أن يَفْقِدنَ عملهنَّ.وتقول "كارن سوفينية" مديرة قسم النصائح والإرشاد في معهد النساء العاملات بالولايات المتحدة: إن 71 % من النساء اللواتي اشتكين للمكتب من مضايقات رؤسائهن الجنسية، انتهى بهن الأمر إلى ترك العمل، فقد فصلت منهن 28 % بينما نقلت 43 % منهن إلى وظائف أخرى تعرضن فيها إلى قدر كبير من المضايقات مما حملهنَّ على الاستقالة.اذن : هل تحررت المرأة فعليا تحت شعار " تحرر المرأة "يقول أحد أركان النهضة الإنجليزية (سامويل سمايلس):
(إن النظام الذي يقضي بتشغيل المرأة في المعامل، مهما نشأ عنه من الثروة، فإن نتيجته هادمة لبناء الحياة المنزلية؛ لأنه يهاجم هيكل المنزل، ويُقوِّض أركان الأسرة، ويُمزِّق الروابط الاجتماعية، ويَسلُب الزوجة من زوجها والأولاد من أقاربهم، وصار بنوع خاص لا نتيجة له إلا تسفيل أخلاق المرأة؛ إذ وظيفة المرأة الحقيقية هي القيام بالواجبات المنزلية)كما نشرت جريدة (لاجوس ويكلي ردورد) نقلاً عن جريدة (لندن ثروت) قائلة:
(إن البلاء كل البلاء في خروج المرأة عن بيتها إلى التماس أعمال الرجال، وعلى أثرها يكثُر الشاردات عن أهلهن واللُّقطاء من الأولاد غير الشرعيين، فيصبحون كلاًّ وعالة وعارًا على المجتمع، فإن مزاحمة المرأة للرجال ستُحِل بنا الدمار، ألم تروا أن حال حلقتها تنادي بأن عليها ما ليس على الرجل وعليه ما ليس عليها)أما عن موضوع الاختلاط , اختلاط النساء بالرجال
فتقول الكاتبة الشهيرة (أللادي كوك) الغربية في جريدة (ألايكو):
(إن الاختلاط يألفه الرجال؛ ولهذا طمِعت المرأة بما يخالف فِطرتها، وعلى كثرة الاختلاط يكون أولاد الزنا، فالرجل الذي علقت منه المرأة يتركها وشأنها تتقلب على مضجع الفاقة والعناء، وتذوق مرارة الذل والمهانة والاضطهاد، بل الموت.ودائما في موضوع الاختلاط
تقول الكاتبة (كارول بوتوين) في كتاب وضعته تحت عنوان: (رجال ليس بوسعهم أن يكونوا مخلصين):
(إن الخيانة الزوجية وعدم الوفاء يقودان إلى البؤس الذي ازداد جلاءً ووضوحًا على مرّ السنين، وكنت أرى في وجوه النساء اللواتي يعانين من هذه المشكلة البؤس والشقاء)؛
أما لكاتبة الأمريكية كارول بوتوين) فتقول :(إن من أبرز فرص الخيانة الزوجية الاختلاط في العمل الذي يوفر الفرصة لمغازلة الجنس الآخر، فقد يكون الرجل بحكم عمله على اتصال وثيق بالنساء، مثل السكرتيرة، أو الزميلة، وعدا الاختلاط في العمل، فإن الاختلاط في الحياة الاجتماعية أيضًا يساعد الزوج على الخيانة حتى مع أقرب صديقة لزوجته وأعزها على نفسها!).
والآن :
كيف ترى الأمم المتحدة عمل المرأة في بيتها ؟
يؤكد تقرير للأمم المتحدة صدر (عام 1985م) القيمة الاقتصادية لعمل المرأة في البيت، يقول هذا التقرير:
(لو أن نساء العالم تلقَّين أجورًا نظير القيام بالأعمال المنزلية، لبلغ ذلك نصف الدخل القومي لكل بلد، ولو قامت الزوجات بالإضراب عن القيام بأعمال المنزل، لعمَّت الفوضى العالم؛ سيسير الأطفال في الشوارع، ويرقُد الرُّضَّع في أسِرَّتهم جياعًا تحت وطأة البرد القارس، وستتراكم جبال من الملابس القذرة دون غسيلٍ، ولن يكون هناك طعام للأكل ولا ماء للشرب، ولو حدث هذا الإضراب، فسيقدر العالم أجمع القيمة الهائلة لعمل المرأة في البيت، عمل المرأة المنزلي غير منظور لدى الكثيرين، وإن المرأة لا تتلقى أجرًا نظير القيام بهذا العمل؛ إن هذا العمل حيوي وعلى جانب عظيم من الأهمية، غير أن هذه الساعات الطويلة من عناء المرأة في المنزل لا يُدركه الكثيرون؛ لأنه بدون أجْر، إن المرأة لو تقاضت أجرًا لقاء القيام بأعمالها المنزلية، لكان أجرها أكثر من 14500 دولار في السنة، وإن النساء الآن في المجتمعات الصناعية يساهمن بأكثر من 25 % إلى 40% من منتجات الدخل القومي بأعمالهن المنزلية)؛ رسالة إلى حواء - ص (73).
فالمرأة في المجتمعات الغربية ظلت هي الكائن الدوني الذي لا يستحق مكانته المرموقة في المجتمع , ولا فرق في ذلك بين فترة تسلط الكنيسة أو في عهد التحرر والديمقراطية , بل ان الديمقراطية نفسها كانت شؤما جديدا على النساء ومستنقعا آسنا فقدت فيه المرأة كيانها وذاتها وأنوثتها , بل فقدت بسبب أفكارا موهومة جاءت بها الديمقراطية كتحرّر المرأة , انسانيتها . فلا الكنيسة رحمت المرأة , ولا الديمقراطية رفقت بها أو حررتها , فظلت عبدة رخيصة لا تزيد عن كونها أداة انتاج ورقما في جيوب أصحاب رؤوس الأموال .
وبدل أن تكون المرأة معيارا للحرية كما أوهموها وزينوا لها , صارت بفضل ديمقراطيتهم وحريتهم معيارا فعليا لدرجات العبودية بين أوروبا وأميركا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟


.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على




.. شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة الجزار في مدينة غز


.. قوات الاحتلال تقتحم طولكرم ومخيم نور شمس بالضفة الغربية




.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية