الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل البحاث العرب في حاجة إلى مجلس عربي للعلوم الاجتماعية؟

حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)

2017 / 3 / 17
التربية والتعليم والبحث العلمي


هل البحاث العرب في حاجة إلى مجلس عربي للعلوم الاجتماعية؟
عقد خلال المدة من 10 إلى 12 مارس 2017م، المؤتمر الثالث للمجلس العربي للعلوم الاجتماعية بالعاصمة اللبنانية- بيروت - حيث كان عنوان المؤتمر “الدولة والسيادة والفضاء الاجتماعي في المنطقة العربية – قراءات تاريخية ومقاربات نظرية جديدة”، كما كان عدد المشاركين في فعاليات المؤتمر من البحاث العرب كبير جدًا، وخلال هذه الفعاليات جرت في ذهني العديد من التساؤلات، وأنا انتقل من جلسة إلى أخرى لمتابعة بعض الأعمال العلمية، التي يتم عرضها خلال تلك الجلسات، حيث وصلت إلى ثمانية وثلاثون جلسة، ولعل أهم تساؤل هو : هل يُشكل هذا المؤتمر العلمي فرصة للقيام بمراجعة نقدية للعلوم الاجتماعية في المنطقة العربية، بغية إعادة تعريفها، وتحديد الوظائف، والأدوار التي ينبغي لهذه العلوم القيام بها، أم أن هذا المؤتمر مثله مثل باقي المؤتمرات هو أقرب إلى موالد تنتهي بمجرد انتهاء من حفلات الاختتام، أن المجالس أو المراكز البحثية من المفترض أن تكون من أبرز المؤسسات التي تساهم في رسم، وصناعة الخطط والسياسات والقرارات داخل المجتمع، غير أن جل المجالس أو المراكز البحثية العربية لا تزال تركز على الجانب التنظيري فقط، ومعتمدة على نظريات غربية في قراءة وتفسير وتشخيص الواقع المجتمعي العربي، إضافة إلى اعتمادها على معلومات وبيانات من مراكز أجنبية، فلقد تعمدت خلال هذا المؤتمر طرح سؤال في جل الجلسات التي سنحت لي فرصة حضورها، حول مصدر المعلومات والبيانات التي يتم استعراضها، حيث كانت الإجابات واحدة من قبل كل البحاث، وهي أن مصدر المعلومات أو البيانات هي مراكز، أو بحوث أجنبية، أو من قبل أشخاص هم من خارج الواقع المدروس، هذا وكنت قد طرحت أيضًا بعض التساؤلات على بعض البحاث المشاركين في فعاليات المؤتمر المذكور، والتي سنحت لي الفرصة أيضًا للتحاور معهم، وهذه التساؤلات، هي:
1. ماذا بعد هذا المؤتمر؟
2. أين ستذهب مخرجات المؤتمر ؟
3. هل ما تم مناقشته من موضوعات، وقضايا تمثل حقًا موضوعات وقضايا المجتمع العربي المعاش؟
4. ماذا يريد المجتمع العربي من البحاث العرب في العلوم الاجتماعية؟
5. ما القيمة المضافة التي ستقدمها مثل هذه المؤتمرات إلى قضايا وإشكاليات المجتمع العربي المعاش؟
وهنا أرجع إلى مقولة المفكر مالك بن نبي الذي يقول فيها بأن ( العلم الذي لا يترجمه عمل، يظل ترفاً لا مكان له في وطن ما يزال فقيراً في الوسائل والأطر ).
لا اعتقد أن أحداً منا يريد تهميش العلوم الاجتماعية والإنسانية، لأن لهذه العلوم دوراً ومكانة مهمة في بناء أي مشروع تنموي اجتماعي- وثقافي - سياسي الذي نسعى لبنائه، خاصة بعد التغيير الحاصل في المنطقة العربية، لكن ألن يكون من المجدي أن يُمارس قدر من التميز الإيجابي والتفكير الإبداعي لهذه العلوم الاجتماعية والإنسانية بما يراعي الحاجات المجتمعية والتنمية؟
إذن كيف يمكن للمجلس العربي للعلوم الاجتماعية درء هذه المشاكل ليصبح مؤسسة إنتاجية وإشراقية واحترافية؟ وبمعنى آخر كيف يمكن الارتقاء بمستوى أداء المجلس العربي للعلوم الاجتماعية، وأن يصبح مركز بحثي عربي بمستوى المراكز العالمية؟ وللجواب عن هذا السؤال يحتاج من المجلس التالي:
1. إحداث تغيير في أدوات التفكير.
2. تغيير في أدوات التقييم لكي توفر إجابات للأسئلة التالية :
• ماذا نريد من المجلس العربي للعلوم الاجتماعية ؟
• أين هو الآن على خارطة التميز في مجاله البحثي والتدريبي؟
• ما الذي يجب أن يكون عليه؟
• كيف يمكن تحقيق ذلك؟
• ما هي الوسائل المستخدمة؟
إننا نقترح على أمناء المجلس العربي للعلوم الاجتماعية الجديد المقترحات العملية التالية :
• ضرورة الإسراع بأنشاء مكاتب التنسيق ببعض الدول العربية، مثل مكتب التنسيق في الجزائر.
• إنشاء صندوق لدعم البحوث وتدريب البحثي.
• إدراك أن البحث العلمي لا يمكن أن يقوم في إطار قوالب محددة أو تقليد نماذج ناجحة لمراكز أو مجالس أخرى، ولكن يمكن الاستفادة من الممارسات الجيدة وتطويعها ومواءمتها بما يتفق مع خصوصية ومتطلبات المنطقة العربية، مع التشجيع على فكر الإبداع والابتكار وبهذا نستطيع الانتقال بالبحث العلمي من الاستنبات إلى التأصيل.
• زيادة ربط البحث العلمي بقضايا وإشكاليات المجتمع العربي.
• المساهمة في نشر ثقافة البحث العلمي الصحيحة، وتحويل نتائج البحث العلمي إلى واقع ملموس بدلاً من مجرد أبحاث مكدسة فوق بعضها .
• مراجعة الخطة الإستراتيجية للمجلس، وأن تكون واضحة محددة وتضع في حسبانها جميع الاحتياجات البحثية والتدريبية، وجميع التهديدات الداخلية، والتحديات الخارجية، مع توفر سياسات وخطط تفصيلية محددة الأهداف تترجم تلك الإستراتيجية إلى واقع عملي ومؤشرات نجاح واضحة.
• العمل على تأصيل ثقافة المكافأة والتقدير داخل المجلس من خلال اطلاق عدد من الجوائز البحثية.
وأخيراً نختم هذه المقالة بعدة أسئلة وربما هي تحديات نأمل الوقوف عندها :-
1. هل مسؤولون العرب مؤمنون بأهمية البحث العلمي، خاصة فيما يتعلق برسم وصناعة الخطط والسياسات المجتمعية ؟
2. هل المجلس العربي للعلوم الاجتماعية قادر على إيجاد نظام بحثي جديد، تتوافر فيه الأجواء الصحية لبروز وظهور البحاث الحقيقيين وليس بحوث مكررة ومنقولة ؟
3. هل البحث العلمي في المجلس العربي للعلوم الاجتماعية موجه نحو القضايا والمشكلات المجتمع العربي ومن ثم معالجتها ومتوافق أيضًا مع متطلبات التنمية ؟
4. هل يمكننا تطوير المجلس العربي للعلوم الاجتماعية كي يسهم في انتاج كوادر قــادرة علــى التفكير النقـــدي الإبداعــي لا ذهنية العنعنة والحفظ ، والتكرار والاستظهار ؟
5. هل يستطيع المجلس العربي إعادة صياغة العلاقة مع المجتمع لكي يأخذ دوره الفاعل والمنشود رسم وصناعة التغيير في المجتمع وتنميته ؟
6. كيف يمكن للمجلس العربي الانفتاح على الأحداث والتطورات التي تجري في المنطقة العربية، والمشاركة فيها؟
" نختم بهذه التساؤلات أو التحديات والتي لا تحتاج إلى إجابة بل وقفة وتدبر مع الذات لضمان مجلس عربي للعلوم الاجتماعية فاعل ومؤثر في قضايا ومشكلات المجتمع العربي المعاش.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا