الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيلونا

نورة العبيدي

2017 / 3 / 17
كتابات ساخرة


من المضحكات المبكيات في بلدي أن تكون مشروع بطال ، مهمش، حارق أو حارق روحك أيضا و المشروع القديم الجديد الذي تصر عليه جميع الحكومات أن تكون في هذا البلد مشروع سجين علي الدوام .
الأمر لا يتطلب مجهودا كبيرا فقط كن حرا ، كن صاحب موقف ، كن منحازا لقضية ما ومارس قناعاتك علي أرض الواقع ، في بلدي ما بعد الثورة هذا جرم و عقابه سب و شتم و ضرب و تهديد و تلفيق لتهم و سجن مرة بعد مرة الي أن تجهض حريتك، تجهض غصبا عنك حلمك ببلد يتسع للجميع ، بلد حر قولا و فعلا ، بلد للشعب ومن الشعب لا لزمرة من القوادة و القفافة من العملاء لصندوق النقد الدولي و شيوخ البيترودولار ، بلد لا يرميك وراء القضبان لأنك من الطبقة المتوسطة التي تضمحل يوما بعد يوم بسبب قرارات حكومية مسقطة هدفها خدمة مصلحة رجال الأعمال و المهربين و كبار الفاسدين، بلد عادل يسجن فيه ولد فلان و ينال عقابه كغيره ، بلد لا يسخر منا و لا يستفز عقولنا و مشاعرنا ، أليس مقرفا أن تسجن إمرأة مشردة لسرقتها "لطابع جبن" من مغازة عامة بينما "لص المليار" يتجدق علينا في المنابر والبرامج التلفزية ، أليس مقرفا أن تكون محل إشتباه فقط لإنتماءك السياسي المعارض لنظام و سياسته القمعية المتبعة وأن تلاحق و تلفق لك التهم و تحاكم و تسجن في بلد أجمعت حكوماته أنه ديمقراطي ، عادل ، دستوره الحامي الأول للحريات ، و ما يزيد الأمر قرفا علي قرف أن "نتعود"
بلد التعود و أغلبية تعودت أن تتعود فسهلت بذالك قرفهم و عهرهم و إستفزازهم لأحلامنا ببلد يشبهنا و يمثلنا ، سهلت رجوعنا تدريجيا الي ما قبل 14 /1/2011 ، زمن "العصا لمن عصا" و العصيان له مفهوم واحد عندهم "ماكش معانا إنت ضدنا" ، هذا الرجوع التدريجي للقمع و الإيقافات الممنهجة و إستهداف أشخاص بعينهم كالفنانين مثلا و تنظيمات سياسية عريقة معارضة كحزب العمال و فصيله الشبابي إتحاد الشباب الشيوعي التونسي ، لا يفسر إلا أمرا واحدا "الإختناق و العجز" الذي تمر به الحكومة الحالية وإتباعها لطرق الغبية كمحاولة لإنقاذ نفسها ، طرق و ممارسات تحصنا منها منذ زمن ، منذ أن تعلمنا أن الحقوق تفتك ولا تهدي ، منذ أن حفضنا أقوال الشهيد "من تكلم خان" منذ أن إقتنعنا أن المهم في هذه الحياة ما نتركه من أثر وأن من يتنازل فكريا ولو مرة فقد خسر كل المعارك القادمة لأنه سيركع مرة بعد مرة، منذ أن إرتدينا تلك القمصان الحمراء بشعار "المطرقة والمنجل" و نحن ضد "التعود" ولن "نتعود" ولنا في هذا البلد حلم لن نجهضه لأننا ببساطة أشبال حزب العمال ورفاق لنبيل البركاتي و فاطمة البحيري ، إسمان لرفاق ضد التعود تعرفهم جيدا إستخبارتكم وزنازنكم و الجلادين عند حقارتكم ، رفاق ترث النضال و تورثه ، رفاق إن آذيتم واحد منا إجتمعنا لنتأذي معا سعداء فشيلونا جميعا إن إستطعتم و لفقوا لنا التهم كما فعلتم لثلاثة منا و حاولوا ما أستطعتم أن تجعلونا "نتعود"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا