الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التشكيلية المغربية خيرة جليل ... سفيرة أرض الفن و السلام الخالدة

اسامة كامل كيوركيس

2017 / 3 / 17
الادب والفن


في سعيي الى استعراض مجموعة من التجارب التشكيلية النسوية العربية عبر سلسلة مقالات نشرتها في الحوار المتمدن - محور الأدب و الفن - و هي تجارب متنوعة في مساراتها التعبيرية و اتجاهاتها الفنية، فإني على وعي تام و مدرك لحقيقة إنها لا تمثل التجارب الوحيدة التي تحظى بموقع الأولوية و الأهمية بل جل هدفي تقديم نماذج تصويرية و نحتية و غرافيكية بهدف دراستها و إستعراضها في محاولة للتعرف بمبدعات يؤلفن اطيافا مختلفة من النسيج التشكيلي العربي المعاصر الآخذ بالنضوج و الأرتقاءالى جانب التجارب العالمية و من حرصي على الوقوف الى جانب النتاج الإبداعي الذي يعمق صلة الإنسان بالحياة بإعتباره حلقة مهمة من حلقات الثقافة و ركيزة قوية من ركائزها . هنا سأقدم لتجربة الفنانة التشكيلية المغربية خيرة جليل و التي تمثل تجربتها الإبداعية حالة شديدة التميز و الخصوصية في المشهد التشكيلي المغربي المعاصر و التي تبرز موقفا خاصا لها من علاقة الفن بالمجتمع بإعتباره وسيلة تعبيرية ذات صفة جمالية و دلالة إجتماعية . خيرة جليل المرأة ، الإنسانة ، المبدعة ، عاشقة الفنون التي جمعت بين العقل و العاطفة و الإنفعال عرفتها دائمة الإبتسام لا تعرف التصنع و التكلف تفوح من روحها عطور البداهة و التلقائية برغم الألم الذي يعصف بقلبها بعد ان اودى حادث سيارة بحياة والدها لتتعرض لحادث سيارة آخر عانت جسديا منه الكثير ، اتخذت التجربة التشكيلية عند خيرة جليل مسارها في المحترف التشكيلي المغربي بوصفها تجربة إبداعية لم تغرق في خضم التيارات التقليدية الجامدة و لم تنجرف مع التيارات الحداثية المسرفة في التجريب و التجريد و الذي يحرم العامة التي تعاني الامية الفنية من الاقتراب من فنها و التفاعل معه تشعرك اعمالها الفنية بعميق اقتناعها بأن العمل الفني الحق عليه التنزه عن الغرضية و ان لا يحمل بإسلوب صريح و مباشر اهدافا دعائية سياسية او وعظية تبتلعنا بأصنامها ، هذه القيم أصبحت أعمدة راسخة لإسلوبها الفني الذي تميزت به ، منذ نضجت الفتاة المتحررة لتصبح فنانة واعية مثقفة ثقافة رفيعة ،
تبدو أعمال خيرة جليل واقعة تحت تأثير المدارس الفنية التشكيلية الواقعية التجسيدية و التجريدية و التكعيبية و الانطباعية و الفطرية الا انها تنتمي الى التجريدية -تجريدية مغربية كونية - استخدمت فيها دمج الرموز والاشكال الكونية صينية و هندية و فرنسية بالإضافة الى ثراء و تعدد الروافد الفنية في التراث المغربي بحكم انفتاح المغرب على الثقافات الأخرى عبر تاريخه الطويل و تجربتها الجمالية تدور بأبعادها الفكرية و الفنية حول العديد من المفاهيم التي تتعانق و تتشابك و تتفاعل خلال رحلة تواصل بين الذات و معطيات البيئة بكل جوانبها الإجتماعية و الإنسانية و التراثية و الجمالية ، حفلت موضوعاتها دائما بالتعبير عن الإنسان كوجود و مصير و غاية لينطلق مارد الفن داخل خيرة جليل احتجاجا و تمردا على كل ما هو ملوث للذوق و مكرس للجمود الفكري و التخلف السلوكي ،ضد كل ما لايصنع حاضرا بعيدا عن الخوف و يؤسس لمستقبل حضاري كما انها استعملت التضاد و التنافر بين بعض الألوان وجعلتها تتجاور ، استطاعت توظيفه في اعمالها بإقتدار اعطى لها بصمة واضحة تجعلك تتعرف على اعمالها و هي تتعمد استعمال ذلك لتبرز جمالية إستخدام الألوان بوصفها رمزا في جميع الثقافات و الى تأثير اللون على المشاعر و السلوك البشري وإن هذه الرمزية اللونية مبنية ثقافيا على روابط تختلف بإختلاف الزمان و المكان و الثقافة ، فقد يكون للون الواحد رمزية في حضارة ما و في نفس الوقت له رمزية مختلفة في حضارة اخرى ، ولتخلق وعيا لدى المتلقي بأن الأحكام المسبقة هي مصدر الرفض للآخر فيدرك إن الحياة هي مجموعة من المتناقضات و هي مصدر الغنى و الجمال ، و كذلك فإن مكونات المجتمع متناقضة في مظهرها لكنها منسجمة في جوهرها إشارة الى التكامل بين مكونات المجتمع هو ناتج عن تكامل اجزاء تظهر مختلفة عن بعضها ، لكنها تكمل بعضها، هذه البراعة التي تتميز بها خيرة جليل ما جعل تجربتها تنتشر و تتجاوز حدود الجغرافيا لأنها تجاوزت اي مرجعية تحاول ان تحجزها فهي شكل ينمو و يتطور ، الغاء للمفترض مسبقا الذي تمركز حوله الآخرون ، خيرة جليل توحدت ذاتها في المجتمع فمزجت حب الوطن بحب الفن أكسب إبداعاتها شاعرية لمناضلة بحق تتجه بفنها الى الضوء و الحرية الحقيقية منحتها شهرة و تواجد على المستوى العالمي .

بقي ان نذكر إن التشكيلية و الكاتبة خيرة جليل ناشطة جمعوية في إطار العمل الإنساني و الحقوقي و الإبداعي و الإجتماعي ، و سفيرة سلام أسهمت في إظهار المغرب أرض سلام ، هي من مواليد المغرب أم لثلاثة ابناء و بنت و جدة لحفيدين
- هي أستاذة في في المغرب و وكيلة آركونكشن في نيويورك بالولايات المتحدة الامريكية
- مثلت المغرب و افريقيا في الصين - تشنغداو عام 2014
- تأهلت لتمثيل افريقيا و العالم العربي بآر ايكسبو اند سترييل في الصين - بكين عام 2014
- حاليا في مؤسسة اجنحة السلام للتشكيل العالمية التي تنظم عروض تشكيلية لدعم التشكيليين المغاربة في نيويورك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما


.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في




.. من الكويت بروفسور بالهندسة الكيميائية والبيئية يقف لأول مرة


.. الفنان صابر الرباعي في لقاء سابق أحلم بتقديم حفلة في كل بلد




.. الفنانة السودانية هند الطاهر في ضيافة برنامج كافيه شو