الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أليات التوافق بين المشروع التنويري وحقائق العالم المعاصر ح1
عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
2017 / 3 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قبل البدء بالتنظير في هذا الموضوع لا بد أن نشير أن ما يطرح هنا ليست سوى أفكار قابلة للتعديل والتحديث والتطوير، بل وحتى يمكم البحث عن غيرها بالأضافة والحذف والتجديد، وهذا ما يمكن أن يحدث بقليلا من الجهد والأجتهاد وفقا لمعطيات وواقع كل مرحلة يمكن أن ينجح المشروع التغييري أن يصلها، لكن لا يمكن أن يكون في أي حال هي النهاية أو الأفكار المعتصمة بعنوانها أو تجميد العمل النهضوي عندها، كما لا يمكننا أن نضع ونصنع منها خطوات متسلسلة يتبع بعضها بعضها.
فقد تكون الأفكار متداخلة ومتتابعة وتتواصل فيما بينها وتتلاقح بالنتائج وطبيعة المنهج وإحداثيات التغيير، كما أننا نؤمن بأن الأليات المقترحة يمكنها أن تتحول إلى جزء من التراث الفكري بأختراع وأستشكاف أفكار جديدة وفقا لخارطة الواقع وتجليات الحاجة وأستجابة للظروف العملية، ولكن من المؤكد في كل مرة يجب الأنتباه إلى قضية التلائم والأنسجام بين الفكر التغييري وبين حالية الممكن العملي إلى أقصى حد يمكن أن يكون عامل مساعد أضافي لمواصلة ومتابعة ما نصبو له.
الأفكار التغييرية ذاتها لا تقبل الثبات ولا التوقف في نقطة واحدة أو نقاط متعددة على أنها ل الحل، فقد تختلف الأليات وتتقدم وتتأخر بناء على طبيعة المجتمع وطبيعة الفكر الأجتماعي الذي يتصف به، فهناك مجتمعات متعلمة وقابلة للتغير أكثر من المجتمعات والنظم الأجتماعية التي تحتاج إلى بلورة سياسة تعليمية جديدة، تركز على الحاجة إلى إعادة بناء أستراتيجيات وتكتيكات تعليمية تغير من طريقة التعامل مع العلم والمعرفة الواقعية وطريقة التفكير وتغيير أساليب التعامل مع الفكرة الدينية أصلا وصولا إلى القناعة الجمعية بالتغيير والبناء العلمي والمعرفي.
التحرر والتغيير أيضا في منهجة يستهدف العقل الفردي وصولا لخلق حالة جماعية عقلانية ومتعقلنة، ترى أن البقاء والتمسك بالواقع المأزوم والأصرار في كل مرة على أن إعادة تجربة تأريخية ظن الكثيرون أنها كانت ناجحة وقادرة في كل مرة أن تأت بالهدف، سوف تحبط الغائية والهدف المعلن ولا بأس أن نستمد الروحية العملية منها لا أستنساخ الشكل دون مضمون قابل بالقوة على التجديد، فالعقل الإنساني عندما يتعامل مع الإشكاليات الأجتماعية يجب عليه أولا أن يقر بأحقية الزمن ومتطلبات التطور فيه، لا أن يحاول نتيجة الكسل والعجز أن يتكأ على التراث والتأريخ مهما كان مجيدا أو ناجحا.
التأريخ إذا ليس معينا ينبض دوما بالحلول وليس في حد ذاته كامل الواقعية والمصداقية ولا يملك بذاته أن يكون بديلا عت الخلق الجديد الذي يجب أن يرافقنا في كل مجالات العلم والمعرفة، التأريخ الذي لم يتفق عليه يوما أن كان صادقا وحرفيا وذا بعد يملك المصداقية التامة لأن يكون أساسا لقواعد التفكير لا يمكنه أن يكون صادقا في نتائجه ولا في مؤشراته لتحديد نقاط الحركة المستقبلية كما أنه منطقيا لا يمكن إحيائه على أي قاعدة عقلية أو منطق معرفي صحيح لكل ما يجب أن يكون عليه صورة الحاضر والمستقبل، ولكننا يمكن أن ننجح في أن نستقرئ منه أسباب الفشل والأختلاف والتراجع لأنها موروثاته وفعل في دائرة التكوين العقلي المعرفي.
خلاصة ما تقدم يجب علينا ونحن نؤسس لمشروع كوني مستجد ومتجدد أن نضع الهدف صنع المستقبل لا أحياء الماضي ولا تجسيد تجارب تأريخية أرتبطت براهنية زمنها وأستجابت لظروف واقع تغير ولم يعد باق منه شيء قادر على التفاعل معه، نحن أبناء واقع وزمن وحال ومعرفة وعقلانية مغايرة عما سبقه، وأمامنا أهداف ومشاريع وواقع يرتبط بحاجات تغيرت ومفاهيم تبدلت وأحداث فقدنا القدرة فيها على المجاراة والتتبع المنضبط ، عصرنا اليوم هو عصر المعلومة التي تخلق سلسلة أخرى منها مستجدة ومتطورة وغير ثابتة بمعنى أنها غير راكنة للنتائج مهما كانت عملية وعلمية.
من هذه الحقائق إذا علينا أن نبني معرفة ونخلق رؤى ونستنبط نظريات عملية أيضا تتصف بذات صفة التحرك والأستيلاد الذي لا ينتهي بخواتم ونهايات ثابتة، يمكننا مثلا أن نقارن ونقارب وندرس التجارب الإنسانية الحديثة لا لأجل نقلها أيضا بصورتها وألياتها بل بروحها ومناهجها في التغيير، بل ولا بد من أن نخضع كل مدرسة منها للنقد والتفحص والتفكيك، فليس المهم أن تستدل على تجربة ناجحة بل الأهم أن تعرف أولا أسباب نجاحها والظروف والمعطيات التي ساعدت ومهدت للنجاح.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. إجراءات أمنية مشددة في محيط البلدة القديمة وعند أبواب المسجد
.. مسلسل الحشاشين الحلقة 18.. سوزان نجم الدين تأمر بقتل إحدى حو
.. مشاهد لاقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات ال
.. صحيفة هآرتس: صفعة من المستشارة القضائية لنتنياهو بشأن قانون
.. عالم الجن والسحر بين الحقيقة والكذب وعالم أزهري يوضح اذا ك