الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصفحات الرسمية والتزييف المُمَنهج

مهند حبيب السماوي

2017 / 3 / 17
الصحافة والاعلام


لم تتمكن اغلب شبكات التواصل الاجتماعي من معالجة مشكلة الاخبار المزيفة والصفحات المنتحلة التي تنتشر، على نحو كبير، بين منصّاتها الرقمية برغم اعلان هذه الشبكات عن محاولاتها الحثيثة لوضع ادوات ووسائل تُسهل عملية اكتشاف الاخبار المزيفة او التبليغ عنها من قبل المستخدم الذي يبقى دوره محوري في معرفة هذه الصفحات.

وقد شُخّصت مشكلة الاخبار المزيفة حاليا على انها من اهم المشكلات التي تعاني منها شبكات التواصل الاجتماعي عموما والفيسبوك خصوصا، وهو الأمر الذي ادى، في أحد مظاهره، الى اتهام الفيسبوك بانه كان احد اسباب فوز المرشح دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الاميركية بعدما نُشر من اخبار وشائعات، ظهرت فيما بعد انها مزيفة، بحق منافسته هيلاري كلينتون ادت الى تغيير نتيجة الانتخابات بحسب اراء جمهور هيلاري.

ولم يسلم العراق من وباء تزييف الصفحات وتزويرها، اذ تمتلئ منصة الفيسبوك بهذا النوع من الصفحات التي تزداد وتقل اعدادها تبعا لحدة المنافسة السياسية بين الأحزاب والكتل السياسية وطبيعة الظرف الذي يمر به البلد. ومن خلال متابعاتي واستقرائي لما يجرى في مواقع التواصل لعدة اشهر، وجدت ان هنالك 4 اهداف تقف وراء هذا الكم الهائل من الصفحات المزيفة، وهي كما يلي :

اولا: اهداف تخدم العنف والارهاب تقف ورائها جهات معادية للعراق ولشعبه وللمشروع السياسي فيه، وهي تسعى لبث الفوضى واشاعة البلبلة ونشر الخراب وتدمير الإستقرار المجتمعي.ثانيا: غايات سياسية تقف ورائها جهات واحزاب سياسية تنوء بحمل الصراعات فيما بينها وتسعى لتصفية خصومها رمزيا وحرق اوراقها السياسية عبر نشر اخبار كاذبة تسيء لطرف معين والحط من قدره اجتماعيا وسياسيا.ثالثا: أهداف مالية تتعلق بمحاولات من يقف وراء الصفحة المزيفة الاستفادة ماديا من خلال تسويق بعض الاخبار او نشر بعض العناوين او الروابط في الصفحة التي يُقدمها على انها رسمية.رابعا: مراهقون يقومون بعمل صفحات مزيّفة، من غير ان تكون لديهم دوافع سيئة في حد ذاتها، لكنها، لكل اسف برغم ذلك، تكون نتائجها سلبية ومسيئة.

برأيي الشخصي اننا يجب ان ننتقد المؤسسات الحكومية الرسمية التي ليست لديها صفحات على شبكات التواصل الاجتماعي، وبالتالي تفسح المجال للآخرين لكي يقوموا بعمل صفحات باسمها على هذه الشبكات فيصدق المستخدم انها رسمية، كما ننتقد ايضا، بالدرجة نفسها، المكاتب الاعلامية التي لا تستطيع ان ترصد، اولا، وتبلغ، ثانيا، على الصفحات المزيفة التي تنتحل صفحات مؤسساتهم الرسمية على الفيسبوك، وتنشر اخبارا تربك عملها وتؤثر عليها سلبا.

وعلى الرغم من تعدد هذه الصفحات وتنوع اشكالها، لكنني سأتناول صفحة، وعلى نحو ادق صفحات، الامانة العامة لمجلس الوزراء العراقي حيث تلاحظ، ومن خلال اجراء مسح على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك في الاشهر الماضية، وجود عدة صفحات تزعم انها تمثل هذه المؤسسة الحكومية المهمة وتنشر اخبارا مختلفة وتسعى لتحقيق اجندات من يقف وراء هذه الصفحات.وبرغم القيام بحذف 3 من اهم هذه الصفحات المزيفة للأمانة من قبل شركة الفيسبوك في الفترة الماضية، الا ان هنالك اصرارا “غريبا” ممن يقف وراء هذا الصفحات على المضي والاستمرار في الكذب والتزييف وعمل الاعلانات “التي تقتضي بذخ اموال كثيرة” لهذه الصفحة وتقديمها على انها الصفحة الرسمية للأمانة العامة لمجلس الوزراء، في حين انها صفحة
مزيفة.وفي الفترة الحالية توجد صفحة واحدة من هذا النوع وهي مؤثرة ولديها اكثر من 65 الف اعجاب تقريبا، وهي بازدياد كل يوم بسبب وجود اعلان مستمر للصفحة، ورابط هذه الصفحة المزيفة هي:

https://www.facebook.com/cabinet.iq التي ستحـذف في الايام المقبلة لانتحالها صفة تمثيلها لموقع حكومي رسمي. اما الصفحة الحقيقية للأمانة العامة لمجلس الوزراء فهي:
https://www.facebook.com/governmentwebsit ولديها 4 آلاف اعجاب تقريبا، ويمكن التأكد من هذا الصفحة من خلال زيارة الموقع الرسمي للأمانة العامة لمجلس الوزراء http://www.cabinet.iq حيث ستشاهد لنك الصفحة الرسمية، وبكل اسف فان الصفحة المزيفة تستخدم يوزرنيم ( Username) الامانة الرسمي cabinet.iq !!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الوساطة القطرية في ملف غزة.. هل أصبحت غير مرحب بها؟ | المسائ


.. إسرائيل تستعد لإرسال قوات إلى مدينة رفح لاجتياحها




.. مصر.. شهادات جامعية للبيع عبر منصات التواصل • فرانس 24


.. بعد 200 يوم من الحرب.. إسرائيل تكثف ضرباتها على غزة وتستعد ل




.. المفوض العام للأونروا: أكثر من 160 من مقار الوكالة بقطاع غزة