الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
سائق كيا المجتمع العجيب
اسامة كامل كيوركيس
2017 / 3 / 17الادب والفن
قصة قصيرة
غادرت منزلي صباح هذا اليوم و اتجهت نحو نقطة تقاطع الشارعين [ ج ] و [ ح ] أنوي الذهاب الى العمل و اذ رأيت سيارة كيا قادمة باتجاهي لوحت بإشارة من يدي للسائق ..فتوقف مبتعدا عني عدة أمتار و تنبهت إن السائق ينظر الي من المرآة الأمامية .فأسرعت خلفه و ما إن وضعت يدي على مقبض الباب رافعا قدمي لأصعد اليها حتى انطلق السائق مسرعا .المهم إني كنت دخلت من الباب و اتخذت لي مكانا فقلت في نفسي ..إن هذا السائق يقدر قيمة الوقت.
فبادرني الرجل الذي يجلس بجانبي : الله بالخير
- الله بالخير و العافية آغاتي
- إن ما فعله السائق معك لا يعد شيئا على الإطلاق بالنسبة لغيرك ..انظر ماذا سيفعل بالآخرين.
فقلت مندهشا : عجيب
و في هذه الاثناء توقف السائق لإثنان من الركاب قررا النزول و اقترب آخرون من باب الكيا يهمون بالصعود فعمت الفوضى باب ال كيا بين جماعة النازلين و جماعة الصاعدين فهذا يقول لصاحبه : تفضل و الآخر يقول : لا ..ما يصير انت اولا
- لا ما يصير انته كدامي
- لا والله انته تنزل الأول
و السائق يزمجر غاضبا : يلا أخوية اصعد . لا تظل واكف .شيرادلها
نزل الإثنان و صعد الثلاثة و كل شيء سار على ما يرام. و إذا بال كيا تتحرك فجأة فتعالى الصراخ و نداءات التوقف ....
- أوكف ولك أوكف.
- أوكف أخوية .
- ها اشبيك انته - مدا تباوع .
ثمة امرأة كانت تريد النزول فتدحرجت على الأرض و رجل رمى بنفسه يريد ان ينقذها فسقط متعثرا عند الباب .
والسائق يقول : إذا كنتم ترغبون بالنزول ..لماذا لم تجهزوا أنفسكم ..من الأفضل لكم ان تستقلوا سيارة الأجرة لتوصلكم الى الباب.
كان وقوف هذا السائق العجيب و تحركه في اللحظة ذاتها . و سأشرح لكم اكثر . كان المشهد هكذا (توقف . تحرك مباشرة) ( توقف . تحرك مباشرة)
و لم يقتصر الامر عند هذا الحد .بل تطور الى جدال و إنقسام داخل ال كيا
- لماذا لم تصعد عندما توقفت ال كيا
- و هل أقفز و ال كيا ..تسير
- حصل خير ..المهم سلامة الجميع .
- ماذا يفعل السائق المسكين (خطية) شيسوي كل شوي يوكف كل متر يوكف لواحد
و عاد الرجل بجانبي ليقول : هل رأيت ما جرى بعينيك ؟ و لم يكمل حديثه و إذا بال كيا تتوقف بشكل مفاجيء و دون سابق إنذار فاندفع الركاب نحو الأمام بقوة عجيبة و اصطدم رأسي بشدة في حديد السقف .
طبعا في كل هذه المواقف كنت اراقب ما يحدث..و احاول ان اجد له تفسيرا منطقيا و بشكل مفاجئ نظرت الى المقدمة فوقع نظري على المرآة لأجد السائق ينظر الي بعينين يملؤهما الشر .فانتابني رعب شديد و استجمعت قواي لأصرخ : نازل ..نازل يمك .
ترجلت من الكيا و تنفست الصعداء و قررت انه في المرة القادمة عندما اقرر ان استقل اي سيارة من اي نوع كانت كيا ام أجرة ان انظر الى السائق أولا لأرى إن كان صالحا أم لا.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين | مع الشاعر التونسي أنيس شوشان
.. حلقت شعرها عالهوا وشبيهة خالتها الفنانة #إلهام شاهين تفاصي
.. لما أم كلثوم من زمن الفن الجميل احنا نتصنف ايه؟! تصريحات م
.. الموسيقى التصويرية لتتر نهاية مسلسل #جودر بطولة النجم #ياسر_
.. علمونا يا أهل غزة... الشاعر التونسي -أنيس شوشان-