الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لبنان ؟!.

يعقوب زامل الربيعي

2017 / 3 / 18
الادب والفن


لماذا لبنان ؟!.
.....
في مرة سألني صديق أغترب بعيداً:
" لو لم تكن عراقياً، فماذا ستختار لتكون "؟
أجبته " سأكون عراقياً ".
قال " وبعد " ؟
قلت " عراقياً ".
" وبعد ".
" عراقياً في لبنان "!
فتح عينيه وكل ملامحه. قال: " ولماذا في لبنان بالذات، طالما نفس الأزبال ونفس الفساد ونفس عوائل المافيات والاتجار غير الشرعي"؟!.
أجبته بلا تلعثم:
" ما من مدينة، تطلع شاقولياً كأنها تصعد للسماء ليبلغ الجوزاء مداها، أو تنزل لخلود الجبال والتلال حدوة من ذهب، كأنها نقطة من الخلق الأول كي تبلغ البحر مصدر الحياة، كما لبنان.
لبنان التي تنشر الثريا كما شراشفس الدفء والأمن للجوالين من فقراء الأرض وعابري دروب الجمال كما الشلالات عظيمة، وللكون عبير الحمائم السحرية. لبنان كما القنوات النقية تجتاز الوجوه بكآبة أصيلة نحو مراسٍ يدور العالم حولها.
لبنان جبران فنتازيا التاريخ، لبنان فيروز إعلان الوقت للحلم، للسمراوات والشقراوات يجددن الحب والرقص وكآبة العهود تألقا للحب الخالد. للرجال الميامين وللأطفال اليانعين.
المدينة التي لا تكف عن الرقص والشعر ونثار العذوبة التي لا تشيخ، لا ولن تشيخ فيها طحالب البحر ولا مديات ربوع الأرز، ولا الشموع. لبنان ستبقى عيون دفق للتوق وللحنان. ستبقى روحها مثل سهم شذي اللون لا تنفك عذوبته عن التلألؤ حتى يبلغ قمم الأمواج وأقاصي الربوات ونهايات السفر لمضائق عالم بلا حدود وبلا عذابات وبلا حكام قاهرين. لبنان عالم زحمة الأسماء الخالدة والعبقريات.
لبنان الشموخ وخصوبة العطاء أبدا، لا ولن تنكس رأسها يوما إلا للحروف والجروف ولجذور الأسماء ولمهرجانات الشعر والأدب والفن والعشق.
لبنان لا ولن تكون سلعة رخيصة تباع وتشترى لممالك البدو.. لأصحاب الأنوف المعوجة واللحى القذرة. لا ولن يمسي جسدها المقدس لحماَ رخصاً مقابل حفنة دولارات يتقاضاها نيابة عن شرفها سياسيون صغار وعملاء موتورين أو كهنة فاسدين حتى النخاع.
لبنان ستبقى ربوة للخير والعطاء.. للنضال المقدس.. لصمود الجمال الخالد.. للغناء العذب الأكثر خلوداً.
.............
من مجموعة ( براويز ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على


.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا




.. فوق السلطة 385 – ردّ إيران مسرحية أم بداية حرب؟


.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز




.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن