الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جولات الملك الإفريقية؛وإمبراطورية مراكش القادمة .

عساسي عبدالحميد

2017 / 3 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


انبعاث إمبراطورية مراكش العظمى؛ رهين بإحياء وإعادة الروح لطريق تجارة القوافل القديم (( مراكش- تومبوكتو ))؛ حينها سيبرز المغرب كمركز مال وأعمال عالمي؛ يكون مقره ناطحة سحاب عاجية بمدينة البوغاز طنجة ؛ ستضيء قمتها ليراها الأوروبيون بالعين المجردة ؛وتهتدي بإشارات ضوئها المبهرة السفن المتعددة الجنسيات العابرة للأطلسي والمتوسط على بعد عشرات الأميال ....
============
طريق ((مراكش – تومبوكتو )) هو الطريق الذي سلكته قوافل أسلافنا القدامى؛ وكانت تعود محملة بنفائس غانا وملح تومبوكتو؛ وومعها كان أجدادنا من قلب افريقيا يعودون حاملين لصغارهم حكايات جميلة عن أميرة الطوارق التي تعشق الرقص على ضوء قمر تومبوكتو ؛ والذئب الوفي الذي رد الجميل لراع الغنم؛ وقصص كثيرة عن أشباح الليل وهي تحرس بعيونها الكبيرة طريق القوافل القادمة من أمورأكوش و موغادور ومكناسة ...
===========
من حسن الصدف ولطيف الأقدار أن منح الله المغرب عطيتين عظيمتين ؛ الأولى مخزون من الفوسفاط يقدر بثلاثة أرباع الاحتياطي العالمي؛ وعليه يتوقف مصير ساكنة العالم التي فاقت 7 ملايير والمحتاجة للزيادة في الإنتاج الفلاحي؛ فالأمن الغذائي العالمي أصبح اليوم في افريقيا؛ وبيد المغرب بفضل هذا الذهب الأبيض الذي نسميه الفوسفاط؛ ثاني منحة وهبها لله للمغرب الموقع الاستراتيجي الهام والذي مكن المغرب منذ قرون من لعب دور تاريخي ببلدان الغرب الافريقي والساحل ونسج علاقات روحية واجتماعية مع شعوبها وقبائلها.
===========
منذ أن بدأت جولات ملك المغرب محمد السادس في سنة 2014 للعديد من بلدان الساحل والغرب الأفريقي والتي تعدت خطوط الصحراء هذه السنة؛ لتشمل بلدانا قصية أخرى بشرق إفريقيا ومنها دول منابع نهر النيل والتي توجت بالتوقيع على مشروع عملاق مع دولة إثيوبيا لإنشاء مصنع لإنتاج الأسمدة قدرت تكلفته بحوالي 4 مليار دولار؛ فالأرض الإثيوبية محتاجة للسماد المغربي لتدبير الثروة المائية الهائلة على ضفاف النيل الأزرق...وبعدها توج الملك زيارته للغرب الإفريقي بمشروع ضخم لمد أنبوب لنقل الغاز النيجيري نحو أوروبا مرورا بعدة دول من افريقيا الغربية ...
=========
وفي سياق هذه المشاريع التي انخرط فيها المغرب مع بلدان جنوب الصحراء؛ يستحسن التفكير والشروع الفوري في تأهيل ضفتي نهر السنغال وتمكين الرأسمال المغربي ومعه الموريتاني والسنغالي والمالي والغيني؛ وهذه الدول الأربعة الأخيرة هي التي تقتسم النهر لأجل انشاء ضيعات فلاحية نموذجية لانتاج الذرة والقطاني والخضروات والفواكه والألبان واللحوم ....
==========
وبموازاة مع مشروع فلاحي طموح على نهر السنغال؛ ستبرز أنشطة حرفية أخرى وترتفع وتيرة الرواج التجاري على ضفتي نهر السنغال أو نهر صنهاجة كما كان يسميه تجار القوافل القدامى ؛ بدءا من أعالي هضاب غينيا حيث ينبع النهر الى مكان مصبه بمدينة سان لويس السنغالية بالمحيط الأطلسي بعد قطعه لمسافة تزيد عن 1700 كلم
=========

منذ تلك الجولات التاريخية لملك المغرب التي لم ترق جنرالات سوناطراك الفاشلين بالجزائر؛ الذين أصبحوا يتحينون لخلق الفرص لايذاء المغرب وعرقلة نهضة وتنمية افريقيا التي تقودها الرباط؛ وبات شعار جنرالات الدعارة بحاسي الرمل منذ استقلال الجزائر الشكلي سنة 1962 اى اليوم هو أن الجزائر مرجع للثورة وملهمة الشعوب وداعمتها من أجل التحرر والانعتاق ....الجزائر اليوم مرهونة بأيدي عصابة المرادية التي نجحت في تحنيط مومياء الرئيس بوتفليقة وتثبيتها على كرسي دراج ..
=========
بعد هذه الزيارات الملكية للعديد من عواصم افريقيا أصبحت لدى الشركات العالمية العملاقة قناعة بأن المغرب هو بوابتها المرحبة؛ ومعبرها الآمن لقلب قارة بكر اسمها افريقيا؛ حيث تختزن نصف ثروات العالم .....واصبحت لدى واشنطن قناعة بأن المغرب ركيزة أساسية لأمنها القومي في افريقيا؛ واستحسن صناع القرار ببلاد العم سام دور المغرب المستقبلي المربح بما فيه تأهيل الحقل الديني لدى شعوب افريقيا؛ حتى تتشرب تلك الشعوب اسلاما وعقيدة صوفية على الطريقة المغربية ..
==========
المغرب وعبر اهتمام الملك بافريقيا والذي تجسد في زياراته الطويلة للعديد من عواصمها نجح في تسويق نفسه كتلك القنطرة الرابحة التي تسعى إليها الاقتصاديات العالمية ...
==========
مصالح واستراتيجيات الإمبراطوريات العظمى وأذرعها الضاربة المتمثلة في الشركات العملاقة بما فيها صندوق الدولي والبنك الدولي مرتبطة بمغرب يلعب دور المعبر النافع والمربح نحو افريقيا؛ومصلحتها وديمومة أرباحها وأرقام معاملااتها مرتبطة بانبعاث امبراطورية مراكش المتحكمة في طريق تجارة القوافل القديمة (( مراكش – تومبوكتو ))؛ وبروز قطب مالي عالمي بالمغرب تكون ناطحة سحابه بمدينة البوغاز طنجة ....
==========
إمبراطورية مراكش قادمة لا محالة ؛ ومجد المغاربة يكمن في القدرة والإصرار على إحياء طريق القوافل القديم ((مراكش تومبوكتو))...الذي سلكته في الزمن الغابر قوافل أجدادنا ايمازيغن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط