الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدينة ميسان أنموذج التعايش السلمي بين الاديان

علي قاسم الكعبي
كاتب وصحفي

(Ali Qassem Alkapi)

2017 / 3 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


يسان انموذج التعايش السلمي بين الاديان...


انها لوحة رسمت بأروع الريش واجمل الالوان الطبيعية , وظهرت بأبهى الصور وكيف لا تكون ذلك فهي من ابداع الخالق الذي رسم صورة مدينة اعتنقت دين التوحيد منذ تاريخ نشوئها على الكرة الارضية و اتخذته طريقا للوصول الى الكمال والجمال فهي تغفو على ضفاف نهر دجلة الخالد وعلى نسماته و روجات هذا النهر العظيم ومن ترابة بنيت اعظم الحضارات انها مملكة ميسان" الموغلة بالقدم و التي لم ينصفها التاريخ ولا الباحثون على حد سواء ليضعوها في المكان الذي يستحق ان تضع فية .

تلك المدينة الصغيرة في مساحتها الكبيرة بقلوبها اهلها والبعيدة عن الانظار قليلا بجغرافيتها عن المركز , لكنها منجما يزخر فنا وادباء انجبت العديد من الاسماء الكبيرة في الطب والهندسة والادب والفن ولاتزال فتية تنجب مروءة وشجاعة وكبرياء هي فعلا بعيدة عن صخب العاصمة والمناكفات والسجالات والمهاترات السياسية وهذه حسنة " هي انموذج لعراق مصغر يعشق الحياة فتذوب فية المسميات ولا يعلو الا صوت الوطن وتنصهر فية الاديان وتكون مصداقا للتعايش السلمي بين الاديان بعدما غابت هذة الصورة وتلاشت في معظم المدن وذهب حياء البعض واصبحت الناس شتاتا ممزقة وعز فيها الصديق , وتقطعت اوصال النسيج العراقي الذي تجاوز عمرة قياسات الزمن وبدأت اوهن من بيت العنكبوت وبات الجيران عدوان وكل اتخذ لة مدينة وانفرط عقد الاخوة وفسخ عقد الزواج وتيتم الاطفال وابعدوا عن ذويهم انها حرب طائفية وعرقية لا هوادة فيها انها أكذوبة صدقها السذج وسار معها البعض

فاضطرت معظم الاديان الى مغادرة بلدها حفاظا على ابنائها اولا ومن ثم امولها وحريته تعبدها الا ان في ميسان صورة اخرى ومشهدا مغايرا فلا غرابة عندما يصدح صوت الاذان العلوي لصلاة الجمعة وعلى بعد ( 10 ) امتارا ان لم اقل- اقل " فقط " يصدح صوت الاذان السني ويعلو صوت خطيب الجمعة السني ويجهر بخطبته و بصلاته دونما خوفا يعتريه او شكوكا بخطر ما علية لان ابواب الجامع بدون حراسة ولماذا تكون الحراسة ؟. وفي الجهة الاخرى يتعالى صوت الجمعة للخطيب الشيعي يدعو الى الوحدة ونبذة الطائفية فتعانق هذة الاصوات وتمتزج لتكون صوتنا ولحنا واحدا تعرج الى السماء ينتظرها الملائكة فيسرعون بها حيث " الحاكم العادل. فتلك صورة المسلمين وقد لا يبدو فيها شيئا غريبا ولكن عندما تقرع اجراس كنيسة ام الاحزان في وسط العمارة وترى المسلمات قبل الراهبات يتجمهرن على ابواب الكنيسة ويحملن عضن الزيتون ويقومن بوضع الحنا لتزين الباب والتبرك بالعذراء مريم :ع: ويشاركن الراهبات في صلاتهن ويبارك الرجال المسلمون اخوتهم المسيحيون بعضهم البعض في اعياد الميلاد , فتلك صورة لا تضاهيها صورة وعندما تجد المسيحي ينصب مئتماً ويقيم موكبا لعزاء الامام الحسين "ع" فاعلم انك في ميسان وتلك من صور التعايش السلمي , وما اقول في مرقد نبي الله " العزير "ع" نبي اليهود الذي لايزال مزاره شامخا يعانق السماء وافئدة المسلمين "الشيعة" من جيرانه تنجذب نحوه.

والى ضفاف دجلة حيث الصورة ادق وصفا واصدقا قولا انها صورة حضارية واقعية وليست من خيال الكاتب لا سامح الله انها صورة التعايش السلمي الذي لا يستطيع هذا القلم العاجز ان يصفها فعلا عند ما تصل ضفاف النهر ترى ما ترى من جموع غفيرة وثياب بيضاء وسط النهر تتطهر وتتبرك بماء دجلة الخالد المبارك في يوم عيد الخليقة "البنجة" لشركائنا في الوطن انهم الصابئة المندائيون هم اساس المحافظة وهم من سكانها الاصلاء انهم عبق التاريخ وهم يتعبدون على الشواطئ الدافئة وينزعون الغل وبهذا الماء الجاري الذي هو عنوان الحياة وسر بقائها فترى (الاديان) شيعة كانوا ام سنة مسيحيون وصابئة فئات ومؤسسات افراد رجالا ونساء واطفال يتسابقون يلتقطون الصور لتعج وسائل التواصل الاجتماعي وتنقل بالمباشر هذة المراسيم وهي اكبر من ان تكون مجرد ذكرى لالتقاط الصور انها فعلا واقع الحال فهذا المنظر الملائكي الابيض التعبدي صورة يرسلها اصحاب هذا الدين من هذة المدينة الصغيرة الجامعة للأديان

الى من اراد ان يزرع التفرقة للذين في قلوبهم مرضا بان العراق لن يعود لسابق عهدة فتلك صورة تجيبه بانك مخطا وانك ترى بعين واحدة واذا كانت هذة الصورة غائبة في منطقة ما فان غيابها لن يدوم طويلا...??








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في معرض البندقية


.. الهجوم على رفح أم الرد على إيران.. ماذا ستفعل إسرائيل؟




.. قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في المحادثات بين إسرائيل وحماس


.. إسرائيل تواصل قصف غزة -المدمرة- وتوقع المزيد من الضحايا




.. شريحة في دماغ مصاب بالشلل تمكّنه من التحكّم بهاتفه من خلال أ