الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من بلد الزهور الى اردوغان

وسيم بنيان

2017 / 3 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


اكثر من بداية

سيادة الرئيس اردوغان*...، انا في حيرة من امري ، مثل حيرتك وانت تحصي شباك مكرك الاسود تنفل بكاملها خيطا اثر اخر . فالصوت الخارج من اخر ذرة عقل في فكرك السلطاني يحذرك بأن اندادك ليسوا (حريم) ، و لا يمكنهم بالتالي ان يصبحوا جواريا كما كانت السبايا في مخادع السلاطين من اسلافك ، وانت تتمادى بتجاهله كأي صوت للعقل غيره . والاراضي المتناثرة بين حلب والموصل ، وقطعا متجاورات في مصر واخر لسن متجاورات ، توزعت صكوك تحصيلهن بين الاخوان وداعش واخواتهن ، انفلتن من بين يديك جهارا نهارا وانت صاح وفي عز اليقظة . نعم وابيك! قد نفخت فانتفخت الى حد مغر ، جعل لعاب الدبابيس المتكاثرة حولك تتحين بشغف فرص انفلاقك بلا (اسفاه) . واسمح لي...
وان كنت لاتسمح غالبا بحسب عجرفة مستحكمة في طبعك ، هي ذاتها التي جعلتك ترد نصيحة خالصة محضك اياها واحدا من اهم الصحفيين في الشرق الاوسط ، وقد دعاك حينها الى الاعتذار عن اسقاط الطائرة الروسية قبل ان يتأزم الموقف اكثر، فما كان منك الا ان ترد النصح بالجحود وتأمر بمنع دخول الناصح الى تراب سلطنتك1.
... اقول اسمح لي ان انفث على سمعك بعض مكامن حيرتي : فحين قررت مخاطبتك كتابيا تناسخت صورك الزائفة حتى في نسختها الاصلية في افق مخيلتي الافتراضية ، كما هي كذلك في ميادين الواقع الذي شاركت بنسبة كبيرة في خرابه وافساده . و رغم كل موهبتك الفريدة في التغطية والتمويه واستعراض الحرص على الشرق الاوسط وفلسطين وغير ذلك من ادوارك المسرحية ، والتي ولسوء حظك قد سقطت كل اقنعتها في صالة العرض لا خلف الكواليس ، وعند (بثينة ) الخبر اليقين ، فما بالك ان بثينة تحمل شهادة الدكتوراة ، وهاك رابطا ان احببت ان تطالع خيبتك2 .
ولاختصر فلا وقت لكلينا...، اذ عليك ان تهتم بحشود المقاتلين من كل حدب وصوب ، والرابضين تحت كل حجر ومذر بانتظار اوامرك ، كما علي ان اتفرغ لتقريع الاوغاد ، وما اكثرهم كما تعرف
..لنبدأ من ديمقراطيتك التي تعزف عليها اناء الليل واطراف النهار ، وقد كانت تنطلي على بعض البسطاء ، وانت تتبجح بها بوجه السياسة السورية الارهابية بزعمك ، وبوجه القمع المصري الارهابي هو الاخر وبزعمك ايضا ضد الاخوان المسلمين . اي ديمقراطية سيادة الحاكم وانت سجنت وفصلت وطاردت وشردت الاف الالاف من ابناء جنسك لمحاولة انقلاب ، وتسببت في قتل وتشريد الالاف ايضا عبر رعايتك المباشرة والعلنية لاغلب الفصائل والطوائف الارهابية كما صار معروفا للكثيرمن المطلعين . بم كنت تفكر ، ايها الديمقراطي (الفلتة)، وانت تصف المانيا وهولندا بالفاشية ؟ الم يك من الحكمة ان تستشير شاعرا ما ليصحح مفهوم الفاشية في قاموسك قبل ان تضع نفسك في هكذا مأزق؟
وعلى ذكر المآزق لماذا لم ، ولن ، تمنح نفسك فرصة للتمعن في عاقبة ما ورطت وتورطت فيه وثمة الكثير...خسارتك في رهانك على سوريا ...الاخوان...داعش ...النصرة ...روسيا ...العراق ...وووعشرات المراهنات التي فشلت في جميعها حتى اخر شعرة في رأس اي حصان من خيولك اللااصيلة ... دعني ( اوانيك) ، وهذا مصطلح نحته خصيصا لجنابك وانا مهووس بالنحت ، واقصد به اواسيك واهنيك في الآن ذاته. جهة المواساة لمآلات اوهامك واطماعك التي بعت لاجلها كل مبدأ وضمير ، وتجلببت تحت افياء سرابها بجلباب لا تشغل الديمقراطية اي خيط نحيف من نسيجه ، وهاهو سخام الاخفاق يملأ رؤاك بدخان الخيبة والقنوط . واما التهنئة فمصدرها سرعة انجازك لنهايتك المدوية وانت تتخبط بقراراتك وتغالي في تقديراتك ، وها انت وضعت اخر لبنة في قبرك الذي هو ، وما من شك لدي ، محض كرستال خالص ، ورغم ذلك انت ترمي كل من حولك بالف الف حجر...

تناص مع نهاية اطماعك الوشيكة :
قبل ان تودع اسمال مجدك المتهاوي سأبوح لك بحديث يستعر في قلبي منذ 11 عاما بالضبط . كان ذلك في بداية رحلتي الى اوربا ، الى هولندا تحديدا ، بلد الزهور التي تتهمها بالفاشية . في هذا البلد الفاشي اعيش كل تلك السنوات ، خلا ثلاث منهن قضيتها في المانيا . ورغم ان هولندا لم تمنحني الاقامة ، لكني وفي كلا البلدين عشت واعيش والكثير من المسلمين ، وغيرهم ، بأمان ودون تمييز، خلا بعض الاستثناءات الجانبية ، في ظل فاشيتهما!
وقبل ذلك عشت في ( اسطنبولك) الديمقراطية . وحين حاولنا اجتياز الحدود بشكل لا قانوني ، كما دخلنا البلدان الاوربية التي تصفها بالفاشية ، انطلقت علينا كلاب الحدود ، اعني حرس حدودك ، وهم كلاب بشرية بكل ما للكلبية من معنى . تم اطلاق الرصاصات "المطاطية" نحونا فأصبت واخي وشخص ثالث ثم اقتادونا كالنعاج الى السجن وكانت ديمقراطيتك هناك اكثر وضوحا : ضربنا وشتمنا ...كان ذلك في شهر رمضان سيادة السلطان ، كان كل ما نحصل عليه من غذاء عبارة عن قطعتين من خبز (التوستي) مع القليل من المربى والجبن ، لا يسد رمق قطة فضلا عن انسان علاوة على صائم . هذا بالرغم من ان كلاب حدودك سيادة الديمقرطي الكبير ، قد استنزفوا جيوبنا لاخر ليرة ، وسرقوا ذهب السجينات الصوماليات وغيرهن ، دون ادنى مبالاة بصراخهن3...
سيادة السلطان: اقسم عليك بأخر نخاع من عظام سلاطينك الذين خربوا وافسدوا البلاد والعباد بأسم الدين واسم الله ، ان تهتم بشؤون فرقك العسكرية العلنية والسرية ، وتترك الديمقراطية لاهلها ، اذ اننا من خلال وصفك لهولندا والمانيا بالفاشية ، عرفنا قيمة وقدر الديمقرطية في قاموسك ، ولسنا بحاجة الى المزيد من الثرثرة فأتحفنا بصمتك ولك منا خالص التعزية ...

*ثمة تحوير شعبي شاع كثيرا في بلداننا العربية بخصوص اسمك الاول يحسن بك ان تطلع عليه معالي السلطان ، ملخص التحوير ان الاسم اصبح " قردوغان" ! ولك ان توسع مخيلتك قليلا لتعرف عظمة هذا التحريف فالقرآن الكريم يشير لصنف من البشر قد مسخوا الى قرود ، وهم ولا شك قد طغوا وتمادوا في الطغيان . اما بحسب نظرية التطور عند دارون فأن الانسان اصله قردا ، وهذا التعميم لايصح بداهة ووجدانا على مطلق الانسان ، انما قد يصح ان يطلق على بعض الناس الذين من ضمنهم من يتقافزون من محور لمحور ومن قرار الى اخر ويلقون بعيوبهم على الاخرين ، وكل منا نحن البشر بعامة ، يا سيادة الرئيس ، معنيا بأن يحذر كي لا يطابق ثوب القردية مقاسه ، اليس كذلك؟!
1- http://www.raialyom.com/?p=635979
2http://www.almayadeen.net/articles/opinion/53739/%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85-
3- توجد الاف القصص عن الهجرة والدول التي يتم عبورها ، وبحوزتي شخصيا قصة انا احد ابطالها وهي قيد الانجاز والتوثيق ، وما اود قوله ان حصة تركيا منها كبيرة ، و مايحدث في سجونها بالنسبة لمجتازي الحدود ، يشبه كل ما يحدث في سجون الدول الفاشية والنازية البائدة او الحديثة ، ولا اتصور ان مسؤلا تركيا في حكومة اردوغان لايعرف ذلك ، وبالتالي يصبح حديث الحزب التركي الحاكم عن الديمقرطية بمناسبة او غيرها ، من اكذب واتفه الاحاديث في عصرنا هذا ، وقد اصبح محض صداع مزمن يعشعش في رأس حزب اردوغان لا غير ، فليس ثمة من يصغي اليه غيرهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير من الحرس الثوري الإيراني في حال هاجمت اسرائيل مراكزها


.. الاعتراف بفلسطين كدولة... ما المزايا، وهل سيرى النور؟




.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟


.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟




.. طهران تواصل حملتها الدعائية والتحريضية ضد عمّان..هل بات الأر