الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة / التيار

بشرى الجوراني8

2017 / 3 / 20
الادب والفن


(التيار )

هادئة وديعة روح طفلة لا تحلم بأن تكبر ، تحتفظ بالبراءة والسلام الذي في داخلها ،تخشى قسوة الواقع . تتجنب اي صدام يشرخ في روحها جرح ، محيطة نفسها بشرنقة حرير نسجتها امها لها خوفا على زهرتها الوحيدة ككرستال وضع في دولاب زجاج يخشى عليه حتى من ذرات الغبار
ملتفة بوشاح خجل يتقطر من روحها ثوبا زهريا بوجهها البيضوي وخديها المتوردين واحاديثها الناعسة ، صوتها الدافئ ، مرابع اخضرار يشتهيها كل من يراها
عالم بسيط ...رقيق إلا أنه في غمرة سكونه هبت عليه رياح العشق و أشتعلت الايام بغرام ما كان لها بالحسبان
كسيل عارم لا تعرف مقاومته فلم يكن منها إلا ان تكتمه نارا بين جوانحها فتتركه يسبح بخيالها الغض تاركةً له مجاديفها يُسير بها أنى شاء
باحلام وردية لا تتعدى ال نظرات و الأبتسامات أو حديث همس رقيق.... فبراءتها لا تتمادى اكثر من ذلك
وما ان يتطرق حديث العشق وسحره بين صويحباتها إلا
ما صمتت دون ان تشارك به احد فذلك سرها الخاص وبوحها المنفرد مع نفسها ...
وان توجه إليها هكذا سؤال أشتعل الورد في وجنتيها ناكرة اي تأثير لديه عليها زاعمة انها امرأة لا تبالي بشئ اسمه الهوى

تمر ايام الدراسة الاولى لها في الجامعة هادئة إلا من ذلك
الموج الضارب لجدار القلب كلما مر منها عاصفا فتتدارى خلف صديقاتها ليس لها قدرة على مواجهة اعصاره ويبقى الخيال هو من يساندها بتفريغ شحنات عاطفة جياشة لا يعلم بقوتها الا الله
في داخل القاعة مكتب صغير وحقيبة استاذ . طلاب منحنية رؤسهم كانها فاكهة تدلت من نضج منهمكين بلملمة افكار بعثرها التوتر والقلق كمن يمسك لجام فرس جموح يحاول ان يروضها كي لا يفلت منهم زمام الافكار فينهمرون على الورق بضربات قلم الرصاص على ورقهم الابيض ليهدؤوا كلما رؤوها
قد ملئت بالسواد
ومنهم من كان سارحا في خياله لا يبالي الا بمرور الوقت ليسلم ما عنده من أجابة ...ولتذهب الدراسة الى الجحيم فقط يخرج من هذا الجو الخانق
كعصفورة جالسة في ركنها مركزة على ورقتها حتى سمعت صوته والاستاذ يطلب منه الوقوف بدلا عنه لمراقبة طلابه
لحادث عرض له
تسمرت في مكانها لطالما كانت تهرب منه كلما مر منها تتوارى خلف صديقاتها من شدة ارتباكها يعتريها خجل يكبل كل حركاتها يجعلها كتمثال رخام صامت بداخله بركان من مشاعر ثائرة ليس لها فهوة خروج
ها هو الان بالقرب منها يراقبها وسوف يراها ... ينتبه لها
لعله سيحدثها يسالها تصطدم انفاسه بأنفها
او لعله سيسألها عن شيء ماذا ستجيب ؟ وكيف تحاوره ؟
بدأت تنظر اليه كلص يسرق من الزمن لحظات انشغال كي
تختزن صوره في ذاكرة سجنها كرحيق تتشربه اذاما اشتد عليها العطش او كفلم تضع له السيناريو له كيفما تريد
كانت تتأمله بوجهه المستدير وطوله المتوسط أناقته حضوره جاذبيته كيف يكون بهذا الكمال كله ؟؟
لم تكن ترى فيه إلا الجمال الساحر والبهاء الكامل
كان كل تركيزها ينصب في هذا الاجتياح العارم والغرق فيه لم تظن انها بهذا الضعف والاستسلام ولكنه استسلام لذيذ
رأت ورقتها وقد بدأت بحل السؤال الاول وتوقفت كانت تقرا بقية الاسئلة كمن يقرأ خبر في جريدة لا تتذكر اي شيء
أرهقها التعب وفكرها المسترسل به وانعدام توازنها كلما مر من مقعدها يراقبها ..
أشتعلت الحرائق في دمها لا تعرف كيف تطفئها انصب عرقها فقدت القدرة على الامساك بقلمها لا تعرف اي توتر اعتراها
ماذا لو يختفي كل من حولها لتغمره بعناق او يأتي هو ليخبرها بلوعة غرامه اي سخافة ما يحدث لي شعرت بأجهاد كبير
بدا قلبها يخفق وشعرت باضطراب كبير
نظرت اليه ..مطولا وبدأ عتاب بداخلها يصرخ .
.لما لا تشعر بي هل تدرك كم انا اعشقك هل تعرف أنك أول من خفق له قلبي لا تدري كم استحوذت َ علي
- وكيف ذلك ؟؟
- ياااه ...لو قلت لك ما في داخلي لتعجب
- ومافي داخلك
- حب ..عظيم ...أنا احبك .حقيقة لا استطيع بعد كتمها
أنا أحبك
أنتبهت لصوتها وهو يخرج من فمها أنتبه من حولها
ضجت القاعة بالضحك والهمز واللمز ...
لقد كان بالفعل يحادثها بعد ان استغرب من نظراتها الطويلة له
فسالها ما بك ؟
كارثة ..قاتلة ...قنبلة أنفجرت ..دمار شامل ....
أرجع رأسه مندهشا
- نعم ..؟؟
صمتت أصابها الشلل في كل شيء ردت فعلها تفكيرها لم تكن تعي اي تصرف يجنبها هذا الحرج العظيم
شعرت بان اقدامها بدأت تتخدر لا تستطيع الوقوف عليها او حتى تحريكها امطار غزت وجهها النفس عسير في دخوله و خروجه
بدات القاعة يعلو فيها الحديث والهمس والضحك الخفي ليأتي زئير الاستاذ قاطعا كل صوت مانعا كل همس
طلب ان يعطي الطلاب اجابتهم بسرعة وان يتركوا القاعة
بينما كانت دموعها تجري كالنهر دون توقف وبصوت خانق
افرغ القاعة وأغلق الباب لتراه قادما نحوها والخجل نار يحرق اضلاع صدرها
اخفت وجهها بكلتا يديها لتمتلكها نوبة بكاء هستيرية
اي عذر اي كلام لا شيء لم تجد غير البكاء
جلس على قدميه المنحنتين كي يستطيع النظر اليها
ويرى وجه القمر الدامي
- ليس هناك اجمل من امراة مثلك تعشق رجل بائس مثلي
- اياك ان تشفق علي!! ...كلمته بحدة تفاجات هي بها قبله
- أنت ِ من تشفقين علي لم اكن اتصور انه سيأتي يوم
تحبني أميرة مثلك
- انا ..
قاطعها
- أمامنا عقبات كثيرة هل ستواجهينها معي
- ماذا تقصد ؟؟
أبتسم وامسك بيديها قبلهما فسرى في عروقها الامان

# بشرى الجوراني #








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصدمة علي وجوه الجميع.. حضور فني لافت في جنازة الفنان صلاح


.. السقا وحلمى ومنى زكي أول الحضور لجنازة الفنان الراحل صلاح ال




.. من مسقط رأس الفنان الراحل صلاح السعدني .. هنا كان بيجي مخصوص


.. اللحظات الأخيرة قبل وفاة الفنان صلاح السعدني من أمام منزله..




.. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما