الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليوم الدولي للسعادة .

حميد طولست

2017 / 3 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اليوم الدولي للسعادة .
ذكرني احتفال العالم اليوم الاثنين 20 مارس 2017، باليوم الدولي للسعادة ، بما كانت تقوم به ، قبل عشرات السنين ، "المرحومة أمّي وجارتها "مي يزة" وغيرهما كثير من نساء دربنا وباقي دروب حينا الشعبي "فاس الجديد" - اللواتي كلما ذكرتهن ، تبسمت روحي ، من دون أن أرتب مكانتهن في قلبي ، لأن أفعالهن تتولى ذلك عني - من سلوكيات لا تخرج عن شعار "العمل المناخي من أجل كوكب تعمه السعادة " الذي اعتمدته الأمم المتحدة في سياستها العامة لتحقق التنمية المستدامة وتوفير الرفاهية لجميع الشعوب ، اعترافا بأهمية السعي للسعادة ، وكيف كانتا والعديد من نساء حينا الشعبي "فاس الجديد" ، لا يكتفين بكنس أمام بيوتهن ، ويتعدينه إلى الدرب والشارع ، فجعلنه يفيض نظافة ونقاءً منذ ساعات الفجر الأولى.
وذلك لأن القضيّة كانت بالنسبة لجيل والدتي وجارتها ، هي قضيّة أخلاقيات وتربية ، وقناعة تامّة بأهميّة نظافة وجمالية الأماكن العامة والمرافق المجاورة والمحيطة بمنازلهن من طرق وحدائق ونباتات والتي كن يعتبرنها أمانة في أعناقهن يحاسبن على التفريط فيها ، بخلاف الجيل الجديد من نساء اليوم - إلا من أخد ربي بيده منهن -واللواتي تغير حالهن كثيرًا عما كانت عليه نساء أيام زمان ، حيث أصبحت الفضاءات المحيطة ببيوتهن تغصّ بالكثير من الأوساخ والقمامة والقاذوارات هنا وهناك، رغم حرص غالبيتهن على نظافة بيوتهن وتجميلها ، فإن العديد منهن -رغم كونّهن عفيفات متخلقات متدينات ومكافحات -يفتقدن إلى حِسّ النظافة الجميل ، وثقافتها النبيلة الحضاريّة ، ويصعب عليهن تمثل فكرة أن كل ما يحيط بالبيوت من زقاق ودرب وشارع ، هو من البيت وفي عداده ، وأنّ الشارع العام ، هو عام فعلا ، ولكنه لنا جميعا، والحديقة العامّة عامّة أيضا ، وهي ملك لنا ، لأن نفوسهن وعقولهن لم تتربّى على التربية والأخلاقيات حب النظافة داخل المنزل وخارجه ، التي زرعت في نفوس الأجيال السابقة لهن ، مند الصغر، فترعنعن على نهجها الجميل الذي يعتبر الحفاظ على المرافق العامة واجبا دينيا واجتماعيا وأخلاقيا ، أكبر من الشعارات ، ووسيلة أنجع في تعليم النشء على كيفية الحافظ على الممتلكات العامة من شارع ومدرسة ووسائل مواصلات إلخ..

كم كانت تبدو أمي رحمة الله عليها وجاراتها "أمي يزة" وباقي نساء الحومة ، سعيدات وهن يربين أبناءهن على تحمل مسؤولية الحفاظ على الأماكن العامة من شوارع وطرقات وإبقائها نظيفة و جميلة ، من خلال ما كن يقدمن من قدوة عفوية صادقة في الحفاظ على محيطهن البيئي ، وما تحمله من رسائل وجدانية ، تترك بصمها وأثرها البالغ والأرقى من كل الشعارات التي ترفع في المناسبات ، وأبلغ من كل ما يلقى من الخطب في المهرجانات البيئية ، وما تخرج به من توصيات قلما يتفاعل معها المتلقّي في الكف عن العبث بمجاله البيئي ، والابتعاد عن التصرفات غير المسؤولة التي أصبحت شيئا عاديا في حياتنا في ظل غياب الذوق العام والجهل بأهمية منجزات جيل الأمهات في حياتنا الاجتماعية.
وفي الختام ، وبمناسبة اليوم الدولي للسعادة ، أتقدم بأحر التهاني إلى جيل المرحومة أمي وجارتها "أمي يزة" وكافة نساء حينا الشعبي "فاس الجديد" ومن خلالهن باقي نساء الدنيا اللواتي يعملن جادات على الحفاظ على محيطهن البيئي..
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53


.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن




.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص