الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحقيقة والوهم

ذياب فهد الطائي

2017 / 3 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


الحقيقة والوهم

ملاحظة لابد منها في مقدمة حديثي هنا ،هي اني لا ادعي اني محلل سياسي ولا باحث استرتيجي ، واصنف نفسي مع شريحة المتابعين للحراك العام في فضاء العراق في الوقت الراهن
يتوزع الحراك السياسي الفاعل والمؤثر في مجمل سير الاحداث على اساس طائفي واثني ،وعلى أساس إن هذا التوزيع تفرضه معطيات الواقع الاجتماعي الذي يتوزع بين الشيعة والسنة والكرد ،وإن القيادات لكل من هذه الشرائح هي الممثل الحصري لها
حسنا .....ماهي المشاكل التي يعاني منها العراق اولا ، وهل ان التفاوت في توزيع الثروات او عمليات البناء والتنمية هي الاهداف التي تتبناها تلك القيادات ، بحيث انها تعمل على ان يجري ذلك وفق سياقات تتبنى المساوات ؟
أم ...هل ان هذا التوزيع يتبنى الدفاع عن المسلمات النظرية والعقائدة للشرائح التي تمثلها هذه القيادات ...بحيث يطالبون بحصص متساوية في بناء الجوامع والحسينيات ومواسم الزيارات وتسهيل وصول المصلين الى دور العبادة ؟
لو تتبعنا المطالب الحقيقية التي تدافع عنها قيادات تلك الشرائح لوجدنا انها في "المكتوب المعلن منها "تدور حول أمور عامة وعائمة ...ولو دققنا في سلوك تلك القيادات لوجدنا ان المطالب الي تدافع عنها تلك القيادات هي اهداف شخصية بحتة،
لنأخذ امثلة عملية (دون ذكر اسماء ) لأن الجميع يقفون في صف واحد وعلى مسافة واحدة من اهدافهم الشخصية،قبل سنتين كان بعض تلك القيادات خارج العمل السلطوي ، بعضهم اعضاء في مجلس النواب وبعضهم رجال سياسة وعمل،وكانوا لاينفكوا من على الفضائيات يصدعون رؤوسنا بادعاء الدفاع عن مصالح الشريحة التي ينتمون اليها ويستخدمون عبارات مستفزة كالتهميش والمظلومية وحالة الفقر والجهل والتخلف التي لا تعمل الحكومة شيئا لمعالجتها لشرائحهم
تم استدعاء اكثرهم صراخا واعلاهم صوتا واشدهم دفاعا عن مصالح شريحتهم ، ليتولو مراكزتتيح لهم تنفيذ ما كانوا يطالبون به لجماهيرهم ،وفي اليوم الاول طفح البشر على وجوه تلك الجماهير والشرائح المسكينة ...ومنذ اليوم الثاني عمدت تلك القيادات الى تحويل المراكز التي احتلتها الى اقطاعيات لعوائلهم وبناء مراكز تتيح لهم جمع الثروات التي كانوا يخططون لجمعها ، وفي مناطق تلك القيادات لم تبنى مدرسة واحدة ولا مركز اجتماعي واحد و ناد رياضي واحد ولم تفتح دار سينما او مسرح ولم يتم افتتاح شارع جديد او يبنى مجمع سكني كما لم يتحسن وضع الخدمات أو يتحسن وضع البطالة ، وبالمقابل يمكن وبسرعة ان نشخص عدد الذين وظفوهم من عوائلهم وعدد البيوت التي اشتروها في العراق وخارجه وارتفاع ارصدتهم في البنوك الاجنبية ....
أذا ، الخلل في بنية الحراك السياسي الديني والاثني العراقي وانه اذا لم تتغير هذه البنية فانا لن نشهد تغيرا في اوضاع العراق
حينما اسقط العباسيون الدولة الاموية وتولى الخلافة ابو جعفر المنصور عمد الى زيارة الاسواق ومناطق تجمع الناس ، وفي يوم وفي سوق البزازين في الكوفة شاهد احد الباعة الذين يعرفهم منذ كان مسئول الدعوة العباسية في الكوفة وتربطه به علاقة صداقة ، قال المنصور ، السلام عليكم ، قال البزاز :وعلى أمير المؤمنين السلام ...قال المنصور :يافلان أنا صديقك ...قال البزاز : نعم ولكنك الان خليفة المسلمين ، أما أنا فما أزال بزازا....قال المنصور : حسنا ...ماهو رأيك في حكمنا ...قال البزاز : ليعفني أمير المؤمنين ،قال المنصور :لا تخشى شيئا وأنا أضمن ذلك ....صمت البزاز برهة ثم قال :يأمير المؤمنين ، لم تكن عند بني امية مثلبة ما زدتم عليها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة