الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة أولية في المصطلحات والمفاهيم بين الوهم والواقع مثالا (الليبرالية , الفاشية , الاصلاحية)

نجم الدليمي

2017 / 3 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


قراءة أولية في المصطلحات والمفاهيم بين الوهم والواقع
مثالا
(الليبرالية , الفاشية , الاصلاحية)
نجم الدليمي
تعد المصطلحات السياسية والأقتصادية / الأجتماعية والفلسفية، أحدى أهم المفاتيح أو المداخل الرئيسة لفهم اي بحث او دراسة علمية، وبدون التحديد العلمي والموضوعي لهذه المصطلحات يصعب على الباحث أو القارئ من أن يفهم مايقراء ويصعب عليه ايضاً التوصل الى المعرفة والحقيقة العلمية عن الشأن الذي يرغب الوصول اليه.
إن الموقف المبدئي من المصطلحات والمفاهيم يتحدد من خلال الأنتماء الفكري / الأيديولوجي للباحث او القارئ ، ولايمكن التعامل وفهم المصطلحات العلمية خارج أطار الأيديولوجية. فالأيديولوجية هي المحدد الرئيس لشكل ومضمون هذا المصطلح أو المفهوم ، لمن ؟ ولمصلحة من؟ ، أي بمعنى أخر لايمكن لهذه المفاهيم من ان تكون منعزلة عن الأيديولوجية وهناك علاقة وثيقة وترابط موضوعي بين الأيديولوجية والمفاهيم والمصطلحات العلمية السياسية والأقتصادية والأجتماعية والفلسفية ، ولكل ايديولوجية مصطلحاتها ومفاهيمها الخاصة بها والمعبرة عن مضمونها وبالتالي فأن الأيديولوجية التي يعتنقها الباحث العلمي تعد المنطق الرئيس في تحديد موقفه العلمي في الميدان السياسي والأقتصادي / الاجتماعي.
في هذ الموضوع سوف نتناول ثلاثة مفاهيم أساسية مترابطة ، قد تختلف في الشكل ولكنها متطابقة ومتوافقة بعضها مع البعض من حيث المضمون، وهي تعبر عن إنحيازها الكامل للأيديولوجية الرأسمالية، وهي نابعة من حيث المبدأ من التشكيلة الأجتماعية- الأقتصادية الرأسمالية وهي: الليبرالية ، الفاشية ، الأصلاحية.

الليبرالية
ان اصل كلمة الليبرالية قد جاء من اللاتينية [Liberalis]- حُر، وتعد الليبرالية لون من الفلسفة السياسية والأقتصادية – الاجتماعية ظهرت في ظل الرأسمالية ، فهي كانت ولاتزال تشكل برنامجاً أيديولوجياً وأقتصادياً- اجتماعياً للطبقة البرجوازية، ففي السياسة تنعكس المصالح الأقتصادية والاجتماعية للطبقة سواء كانت حاكمة أو غير حاكمة ، وبالتالي فأن السياسة ماهي إلا تعبيراً مكثفاً عن الأقتصاد، وهناك ترابط موضوعي بين السياسة والأقتصاد لايمكن الفصل بينهما.
إن الجذر الفكري لمفهوم الليبرالية قد ظهر في مذهب لوك، وان الليبرالية ظهرت في القرن السابع عشر- الثامن عشر وتطورت مع تطور الرأسمالية،وهي تشكل نهجاً فلسفياً وسياسياً يعكس مصالح الطبقة البرجوازية الحاكمة،ودورها التقدمي إذا ماقورنت بالتشكيلة الأجتماعية – الأقتصادية الأقطاعية.
إن مفهوم الليبرالية قد تطور مع تطور التشكيلة الأجتماعية- الأقتصادية للرأسمالية ،ومع تعمق الأزمة الأجتماعية والأقتصادية والمالية للرأسمالية بسبب تناقضاتها الداخلية، وفشل الرأسمالية في أيجاد حلول جذرية لأزمتها التي تتسم بالطابع البنيوي ، ففي أزمة الثلاثينيات من القرن الماضي(1929- 1933) إستطاع كينز بنهجه الليبرالي " المعتدل" من إن ينقذ النظام الرأسمالي من الأنهيار، إذ أكد على أهمية دور ومكانة الدولة في الحياة الأقتصادية والأجتماعية وبضرورة تدخل الدولة الرأسالية من اجل انقاذ الطبقة الرأسمالية من الانهيار السياسي والاقتصادي والاجتماعي بشكل مباشر ثم وضع حلول للأزمة العامة التي وقعت في الثلاثينيات من القرن الماضي وتم إنقاذ الرأسمالية من الأنهيار الحتمي.
إن الليبرالية تدعوا الى تعزيز دور ومكانة القطاع الخاص الرأسمالي في الأقتصاد الوطني، والعمل على ترسيخ وتطوير الملكية الخاصة لوسائل الأنتاج في المجتمع الطبقي، وكما تهدف الى ضمان مبدأ المنافسة الحرة والسوق الحرة ، والعمل على ترسيخ وتطوير الديمقراطية البرجوازية في الميدان السياسي والأقتصادي والاجتماعي لصالح الطبقة البرجوازية الحاكمة، أي أنها ديمقراطية مؤدلجة وتحمل طابعاً طبقياً وأيديولوجياً.
إن تطور التشكيلة الأجتماعية- الأقتصادية ودخولها المرحلة المتقدمة وإلا وهي الأمبريالية ظهر النهج النيوليبرالية المفرط في وحشيته وعدوانيته وجوهر هذا النهج بزعامة فريدمان ومدرسة شيكاغو في ليبرالية التجارة ، وليبرالية السوق ، وليبرالية الأسعار ،والعمل على تنفيذ مايسمى ببرنامج الخصخصة، ورفع الدعم الحكومي للقطاعات الأنتاجية[ الصناعة- الزراعة] . وقطاع الصحة والتعليم، وألغاء مجانية التعليم والعلاج والسكن، والعمل على أضعاف ثم ابعاد دور الدولة الأقتصادي- الأجتماعي، والعمل على تصفية مؤسسات الشعب العامة، اي القطاع العام، وبنفس الوقت العمل على تعزيز دور ومكانة القطاع الخاص الرأسمالي الطفيلي في شكله ومضمونه ،واشاعة الفوضى السياسية تحت غطاء مايسمى بالتعددية السياسية.
إن النهج الليبرالي والنيوليبرالي المتوحش قد عكس ويعكس اليوم المصالح السياسية والأقتصادية الأجتماعية للأوليغارشية الطفيلية ولصالح البرجوازية الأدارية – البيروقراطية ولصالح قوى أقتصاد السوق المافوية – الأجرامية، وبنفس الوقت ساعدت النيوليبرالية الكارثية تحول الرأسمالية الأنتاجية الى الرأسمالة الخدمية / الطفيلية،وكما ساعدت ايضاً على تعميق الفجوة الأقتصادية – الأجتماعية لصالح الأقلية في المجتمع ، وتم تكريس صفة وهيمنة الاحتكار المطلق كسمة مميزة لأيديولوجية السوق الحر المتوحش.
يشير نيسلون سوزا الى " ان الليبرالية الجديدة هي ايديولوجية هشة، لأنها تمارس عكس ماتنادي به على الدوام.. وأنها تتبجح بأرتكازها على الحرية ولكنها تنتهكها باستمرار من اجل ديمومة النظام الرأسمالي". ويؤكد جوزيف ستكلتز إن( سياسات المؤسسات الدولية[ المقصود صندوق النقد والبنك الدوليين] غالباً ماتكون جميعها منحازة بشكل وثيق الى المصالح التجارية والمالية لأولئك الموجودن في البلدان المتقدمة... ولم تنجح إستراتيجية الأصلاح المتطرف ولم تلح له نهاية في الأفق)). وكما يؤكد بريماكوف انه في(( منتصف عام 1998 إزدادت بقوة العمليات التي بدأت تدفع البلاد نحو الهاوية... وظهر خطر حقيقي من حدوث شلل في الأقتصاد الوطني كله.. وان النهج الليبرالي أدى الى ظهور أزمة ثقة ونتيجة لذلك كله تكونت لدى المواطنين نظرة متشائمة نحو فكرة الأنتقال الى أقتصاد السوق الرأسمالي... وان النهج النيوليبرالي الذي أقره الليبراليون المزيفون في مجال الأقتصاد الذي أدى الى استفحال الفاسدين بين موظفي الدولة وانتشار الجريمة ... وأوصل البلاد الى طريق مسدود)).
إن الليبرالية والنيوليبرالية من حيث المبدأ هما بالضد من الأشتراكية كنظام سياسي وأقتصادي – إجتماعي وبالضد من دور ومكانة القطاع العام وبالضد من ضمان حق العمل وبالضد من مجانية التعليم والعلاج والسكن للمواطنين، وهي أيديولوجية طبقية منحازة للطبقة البرجوازية وهي نقيض ومعادية للأشتراكية والشيوعية، و تجلب الذَّل والفقر والمجاعة والحروب غير العادلة للشعوب وطليعتها الطبقية العاملة ، في حين يؤكد رئيس حزب شيوعي وينقله تلفزيون النظام الحاكم قائلاً(( نحن ليبراليون..))؟! وكما يصرح ايضاً ان(( أميركا تقر بحق تقرير المصير للشعوب..))؟! نسأل هل حرق وتخريب ودمار وقتل وأبادة الشعوب يعكس (( حق تقرير المصير))؟ من أباد عشرات الملايين من الهنود الحمر؟ ومن دمر وحرق وضرب الأطفال والشيوخ والنساء والابادة شبه الكاملة للشعب العراقي ، والشعب السوري، والشعب اليمني، والشعب الليبي... تحت سيناريو مايسمى بالربيع العربي؟ هل هذا هو" حق تقرير المصير" ؟ أو مافعلته (( رائدة الديمقراطية)) من جرائم بشعة وأنقلابات فاشية وبأمتياز في بلدان أسيا وافريقيا واميركا اللاتينية هل هذا هو حق تقرير المصير) ايها السيد العزيز؟!.
وانت تعلم جيداً مافعلته الأمبريالية الاميركية المفرطة في وحشيتها وعدوانيتها بالشعب السوفيتي خلال فترة مايسمى بالبيرويسترويكا سيئة الصيت في شكلها ومضمونها ، وما فعلته بالشعب الأفغاني واليوغسلافي وشعوب بلدان أوربا الشرقية من دمار وخراب اقتصادي واجتماعي وأنتهاج سياسة الأبادة الجماعية وسياسة الأرض المحروقة ضد هذه الشعوب فهل هذا هو(( حق تقرير المصير))؟! ، فلماذا (( تناضلون)) من أجل الفقراء والمسحوقين والطبقة العاملة وحلفائها و((تنادون بالليبرالية)) و(حق تقرير المصير))، فالأفضل ان تعلنوا عن هويتكم السياسية/ الفكرية وبشكل علني ولاتستمروا بخدعة الرفاق والأصدقاء والفقراء ، عليكم ان تعلنوا وبشكل علني انكم تمثلون حزباً إشتراكياً – ديمقراطياً وليس حزباً شيوعياً ، لأن ذلك يتطابق مع قناعتكم الفكرية.

الفاشية
ياتي[ أصل هذه الكلمة من الكلمة الايطالية (Fascio) التي تعني الجمع او الحزمة] وهي ديكتاتورية إرهابية دموية لأكثر الطبقات الاستغلالية رجعية وشوفينية وعدوانية ولدتها الأزمة العامة للنظام الرأسمالي العالمي، وكما تشكل نمط من أنماط الدكتاتورية الأرهابية وبشكل علني، وهي مثلت وتمثل المصالح السياسية والاقتصادية للطبقة الرأسمالية والاحتكارية والتي تتميز بعدوانيتها ووحشيتها عندما تصبح الأمبريالية عاجزة وفاشلة عن إيجاد حلول جذرية لمشاكلها السياسية والاقتصادية / الاجتماعية والفكرية، يلجأ النظام الأمبريالي بقيادة الأمبريالية الأميركية الى استخدام الفاشية كأسلوب لمعالجة مشاكله وأزماته ذات الطابع البينيوي وخاصة عندما تظهر المقدمات المادية للتحول الثوري الجماهيري ، وخلال هذه المرحلة (السوداء) يتم تبني سياسة عدوانية واجرامية وغير شرعية ضد الشعوب ويتم الرفض الكامل للأساليب الديمقراطية وحتى وفق المنظور والعرف البرجوازي.
ان الأيديولوجية الفاشية هي مزيج من الأفكار الأكثر رجعية وتتبنى شعارات ذات طابع ديماغوجي وهي تروج للحروب غير العادلة بهدف الأستحواذ والهيمنة على ثروات الشعوب وبهدف قيادة العالم. وهذا شكل نهجاً للأنظمة التي تبنت هذه الأيديولوجية السوداء وخاصة وقت تفاقم الأزمة التي يعاني منها البلد المحكوم بهذه الأيديولوجية الكارثية ، ومن أهم مايميز هذه الأيديولوجية الأجرامية والعدوانية هو العداء المتطرف للشيوعية والتنكر لكل ماهو انساني في الحياة ، وكما تعمل على تقسيم المجتمع على أساس طبقي فاسد (( فالعرق الاعلى)) يجب ان يهيمن ويسيطر على (الأعراق) الأخرى.
يسعى (منظروا) الفاشية الى تمجيد الفرد والسلطة الفردية والعمل على خداع المواطنين على ان الفاشية ماهي الا شكل من إشكال (الصلح الطبقي) وكما يتم خداع الشغيلة حول غياب الاستغلال والاضطهاد الطبقي في المجتمع، وكما يؤكد(منظروا) الفاشية وباسلوب ماكر حول ضرورة ان يقوم المجتمع على اساس الوحدة.
نشأت الفاشية على عتبة عشرينات القرن الماضي ، كرد فعل على الأزمة الكبرى التي حلت في النظام الأمبريالي العالمي خلال الفترة(1929- 1933) هذه الأزمة التي شملت كافة ميادين الحياة السياسية والأقتصادية والاجتماعية والفكرية... سرعان ماتحولت الفاشية الى عدواً شرساً وخطراً على المجتمع البشري التقدمي بالدرجة الاولى وضد الحركة العمالية العالمية وطليعتها الأحزاب الشيوعية.
ان الفاشية القديمة- الجديدة، هي اللقيط الشرعي للنظام الراسمالي العالمي وخاصة في مرحلته المتقدمة الأمبريالية، وهي من أسوء وأخطر وأقذر إفرازات النظام الأمبريالي العالمي المفرط في وحشيته واجرامه، فالرأسمالية (المنتج) الرئيس للفقر والمجاعة، والفقر هو (المنتج) الرئيس للفاشية، وعليه يمكن القول ان النظام الرأسمالي العالي وخاصة في مرحلته المتقدمة – الأمبريالية هو (المنتج) والمولد للفاشية القديمة- الجديدة.
تمثل الفاشية القديمة- الجديدة السلاح (المجرب والفعال) الأقتصادي والأيديولوجي للنظام الأمبريالي العالمي بقيادة (رائدة الديمقراطية) من اجل تحقيق اهداف سياسية واقتصادية وعسكرية والاستحواذ على ثروات شعوب العالم وقيادته تحت مبررات واهية وكاذبة ومظللة وان الحملة المسعورة والصفراء التي تقودها الأحزاب السياسية الحاكمة وغير الحاكمة ، فاشية أو(اشتراكية- ديمقراطية) في أوربا وغيرها من الدول حول مايسمى بالمساواة بين هتلر وستالين ، وبين الفاشية والشيوعية وغيرها من التفاهات والخزعبلات القذرة في ظل صمت مطبق لغالبية الأحزاب الشيوعية العربية؟! إلا يستحق من اعضاء وكادر هذه الأحزاب من طرح السؤال المشروع على قيادتهم الحزبية: لماذا هذا الصمت؟ ولماذا لم يتم استنكار وادانة هذه الحملة الصفراء والمسعورة؟ ولمصلحة من هذا الصمت المطبق؟!.
إن الفاشية هي نتاج حتمي وطبيعي للنظام الرأسمالي العالمي وخاصة في مرحلته المتقدمة الأمبريالية، فالنظام الأمبريالي العالمي يعاني من أزمات عديدة سياسية واقتصادية ومالية وفكرية ولها طابع بنيوي.
يكمن السبب الرئيس لأزمة هذا النظام في اساسه الأقتصادي – الأجتماعي المتمثل بالملكية الخاصة الأحتكارية لوسائل الأنتاج ، ولايمكن معالجة هذه الأزمة جذرياً إلا من خلال تحطيم والغاء الملكية الخاصة الأحتكارية لوسائل الأنتاج .ويلجأ النظام الأمبريالي العالمي الى أساليب متعددة خارج حدود بلده بهدف تصريف أزمته حتى ولو لفترة زمنية معينة ، فالسيناريو الأول، هو القيام بالأنقلابات العسكرية ذات الطابع الفاشي ضد الأنظمة الوطنية والتقدمية المناهضة للأمبريالية الأميركية وحلفائها فعلى سبيل المثال، الأنقلاب الفاشي عام 1956 في أندونيسيا، الأنقلاب الفاشي عام 1963 في العراق، الأنقلاب الفاشي عام 1973 في شيلي ، الأنقلاب الفاشي في شباط عام 2014 في اوكرانيا- كييف وغيرها من الأنقلابات الفاشية في بلدان اسيا وافريقيا واميركا اللاتينية. السيناريو الثاني، تقوم وكالة المخابرات المركزية الأميركية (C.I.A) بالتعاون والتنسيق مع المخابرات الغربية ومع المخابرات الحليفة لها في بلدان اسيا وافريقيا واميركا اللاتينية بعملية اغتيال لقادة الدول الشرعيين والرافضين للنهج الأميركي العدواني والأجرامي، ولقادة الأحزاب الوطنية والتقديمة والشيوعية ومنهم على سبيل المثال باتريس لوموبا، عبد الفتاح اسماعيل، هواري بومدين ، حافظ الأسد، معمر القذافي ... وجيفارا والقيام بأكثر من 600 محاولة اغتيال ضد فيديل كاسترو وتصفية الرفيق فهد ورفاقه، والرفيق سلام عادل ورفاقه، وتم تصفية أكثر من (5000)شيوعي عراقي وغيرهم في الأنقلاب الفاشي الأسود عام 1963، وواقع الحال هو أكثر من ذلك بكثير، وغيرهم من الرؤساء والقادة السياسيين الوطنيين وتم تصفيتهم بأساليب متعددة وقذرة ودنيئة وغير إنسانية ، وبنفس الوقت تقوم(رائدة الديمقراطية) من خلال اجهزتها القمعية بالتخلص من(عملاؤهم) عندما ينتهي الدور المرسوم لهم حسب وجهة نظر اميركا ومنهم على سبيل المثال: الشاه، السادات، صدام ، موبوتو وغيرهم.
السيناريو الثالث: العمل على تأسيس مايسمى بالأحزاب السياسية (الليبرالية) و(القومية) و(الحركات الديمقراطية) ومايسمى بمنظمات المجتمع المدني وغيرها من التنظيمات الأخرى المعادية للاشتراكية والشيوعية، فيتم تقديم الدعم المادي والتكنولوجي والأعلامي... لقادة هذه (الاحزاب) و(المنظمات) بهدف تقويض هذا البلد او ذاك مثال على ذلك ماحدث للاتحاد السوفيتي خلال الفترة(1985- 1991) تحت قيادة الخائن غورباتشوف وفريقه الفاسد وتحت غطاء سيناريو مايسمى بألبيريستوريكا ، وتم تفكيك دولة الاتحاد السوفيتي واستخدم هذا السيناريو مع تعديل جزئي في دول أوربا الشرقية .
السيناريو الرابع: عملت وتعمل اليوم الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها في الغرب الأمبريالي ومن خلال التعاون والتنسيق بين وكالة المخابرات المركزية الأميركية والمؤسسات الدولية المالية والأقتصادية والتجارية وبالتنسيق مع حلفائها في البلدان النامية من اجل (صنع) تنظيم أرهابي بأمتياز يمول ويدعم مادياً وعسكرياً واعلامياً من قبل (رائدة الديمقراطية) وحلفائها، ويتم استخدام هذا التنظيم الأرهابي كأداة ضغط سياسة وعسكرية بهدف تقويض هذا النظام او ذاك.
إن تنظيم مايسمى بالقاعدة ، وطالبان، والدولة الاسلامية في الشام والعراق (داعش) ومايسمى بجبهة النصرة ، وبوكو حرام غيرها من التنظيمات الأرهابية ، ماهي إلا منظمات فاشية بأمتياز صنعت في مختبرات الغرب الأمبريالي ولعبت (C.I.A) الدور الرئيس والفاعل والموجه لهذه التنظيمات الأرهابية ، فهي حاربت ولاتزال تحارب الشيوعية كعدو رقم 1 لها.
إن هذه التنظيمات لاعلاقة لها بالأسلام اصلاً والأسلام بريء منها، فهي منظمات اجرامية إرهابية تقتل وتحرق الأطفال والشيوخ والنساء، وتقطع الرؤوس ، وترمي المواطنين في أحواض التيزاب، وتدمير المدن والمدارس والمستشفيات وتحولها الى إشباح وتهدم الجوامع والمساجد والكنائس ... ، إنها منظمات أرهابية بامتياز ، فهم أكلة لحوم البشر، هذه التنظيمات الأرهابية أسست ودعمت من قبل اميركا وحلفائها: السعودية ، قطر ، الامارات ، تركيا...
ان الهدف الرئيس لهذه السيناريوهات السوداء – الصفراء يكمن في العداء للاشتراكية والشيوعية والأحزاب الشيوعية ، تقويض الأنظمة الوطنية والتقدمية المناهضة والرافضة لسياسة الأمبريالية الأميركية، تخريب وتدمير المجتمع سياسياً واقتصادياً- اجتماعياً، اشاعة الفوضى وعدم الأستقرار ، العمل على تقسيم (تفتيت) الدول الموحدة على اسس جهنمية طائفية / قومية/ إثنية، الهيمنة والاستحواذ على ثروات الشعوب (نفط، غاز..) وتكريس التبعية والتخلف والجهل في المجتمع، والعمل على تصريف جزء من الأزمة السياسية والاقتصادية والمالية التي يعاني منها النظام الأمبريالي العالمي بشكل عام والأمبريالية الاميركية بشكل خاص، وخير دليل على هذا السيناريو الكارثي هو مايسمى بالربيع اوالحريق العربي.
إن هذه السيناريوهات الأجرامية وغيرها ومن خلالها يمكن التوصل الى استنتاج علمي موضوعي إلا وهو إن النظام الأمبريالي العالمي قد فشل في ايجاد حلول جذرية لأزماته المتعددة والحتمية، وان الأيديولوجية الفاشية سواء في بلدان المركز أو في بلدان الأطراف ماهي إلا أحدى أقذر وأسوأ إفرازات الرأسمالية كتشكيلة إقتصادية – إجتماعية وخاصة في مرحلتها المتقدمة- الأمبريالية المتوحشة والطفيلية والعداونية، وان الولايات المتحدة الأميركية هي التي كانت تقف وراء الأنقلابات الفاشية وتقويض الأنظمة الوطنية والتقدمية والأشتراكية المناهضة لسياستها ونهجها العداوني، وبنفس الوقت تقوم بدعم واسناد الأنظمة الفاشية في بلدان الأطراف وغيرها، وبالتالي فأن الفاشية والأرهاب هما وجهان قبيحان لوجه الرأسمالية المتوحشة ، وهما أحدى أسوأ افرازات النظام الراسمالي العالمي المأزوم بأزماته البنيوية المتعددة والحتمية وخاصة في مرحلته المتقدمة- الأمبريالية.

الأصلاحية
الأصلاحية – هي تيار سياسي ظهر داخل الحركة العمالية العالمية ، وهذا التيار ينكر اهمية وضرورة الصراع الطبقي والثورة السياسية والسلطة السياسية للطبقة العاملة وحزبها الطليعي ،الحزب الشيوعي اي إنكار ديكتاتورية البروليتاريا، وينادي أصحاب هذا التيار بتعاون الطبقات اي تعاون الطبقة العاملة مع الطبقة الرأسمالية ؟ّ، ويسعى أنصار هذا التيار الى تغير (تحويل ) الرأسمالية من خلال النشاط الدعائي وعبر مايسمى بالأصلاحات السياسية والأقتصادية والأجتماعية وفي إطار وشرعية حكم الطبقة البرجوازية الحاكمة، وهم ضد تصفية الملكية الخاصة الاحتكارية لوسائل الأنتاج.
يطالب أنصار هذا التيار الأصلاحي- الأنتهازي في إعادة النظر بالنظرية الماركسية- اللينينية ، وعدم الاقرار بقانونية الصراع الطبقي في المجتمع ، وعدم الأعتراف والرفض لمبدأ الأممية والتضامن الأممي، ورفض التحول الثوري للمجتمع وعدم الأعتراف ، بل الرفض للدور القيادي للطبقة العاملة وطليعتها الحزب الشيوعي.
بعد ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى عام 1917، ظهر تياران سياسيان متصارعان ومتعارضان فكرياً وسياسياً واقتصادياً – اجتماعياً . التيار الأول- التيار الشيوعي المؤمن والملتزم بوحدة النظرية العلمية ، النظرية الماركسية – اللينينية، ويدعوا الى استخدام كافة الأساليب من أجل الثورة بهدف بناء المجتمع الأشتراكي، مجتمع العدالة والرخاء والرفاهية ، مجتمع ديمقراطي خالي من الظلم والاستغلال والفقر والبطالة والحروب ، وضمان كافة حقوق الانسان دستورياً. أما التيار الثاني- فهو التيار الأشتراكي – الديمقراطي الذي ينادي بالتحول السلمي من الرأسمالية الى (الاشتراكية) وينكر الثورة الشعبية وقانونية الصراع الطبقي ، وعدم الاعتراف بالنظرية الماركسية- اللينينية، كنظرية وحدة واحدة غير قابلة للفصل، ويتم الأعتماد على النهج الأصلاحي في الميدان السياسي والأقتصادي- الأجتماعي والتحول وفق ذلك من الرأسمالية الى(الاشتراكية) ويتم ذلك في أطار حكم وسلطة الطبقة البرجوازية بهدف تعزيز دور ومكانة هذه الطبقة الحاكمة.
إن الأحزاب الأشتراكية- الديمقراطية تمثل اليوم المنهج الرسمي للأصلاحية الحديثة فهي تعادي الأشتراكية والشيوعية العلمية من حيث المبدأ، و ترفض النظرية العلمية. النظرية الماركسية- اللينينية ولاتعترف بوحدتها الفكرية/ النظرية،و تدعي بالتزامها بالمنهج الماركسي، وينادون زوراً وكذباً بشعارات وهمية ومظللة للشغيلة وحلفائها حول(المساواة والعدالة والحرية والنزعة الأنسانية والديمقراطية...) وهي تعتقد بامكانية تحقيق ذلك وغيره في ظل هيمنة سلطة الطبقة البرجوازية وهيمنة وسيادة الملكية الخاصة الأحتكارية لوسائل الأنتاج وفي ظل وأطار(الديمقراطية) البرجوازية، ومن خلال ذلك وغيره يتم خداع وتضليل الطبقة العاملة وحلفائها ومحاولة أبعادها من خوض الصراع الطبقي الحقيقي في المجتمع بهدف بناء المجتمع الأشتراكي والشيوعي، وإن نهج هذه الأحزاب كان ولايزال يصب ويخدم اليوم لصالح النظام الأمبريالي العالمي.

المشتركات
• إن الليبرالية والأصلاحية والفاشية تشكل أتجاهات سياسية وفكرية واقتصادية- إجتماعية ، وهذه الأتجاهات ماهي إلا نتاج طبيعي وموروث من التشكيلة الأجتماعية- الأقتصادية للراسمالية وخاصة في مرحلتها المتقدمة إلا وهي الأمبريالية ، وهذه الأتجاهات من حيث المبدأ تعبر عن المصالح الطبقية للطبقة الحاكمة التي تستحوذ وتهيمن على السلطة والمال والأعلام ، وتطورت هذه الأتجاهات بتطور المجتمع الطبقي وهي معادية للطبقة العاملة وحلفائها.
• إن هذه الأتجاهات معادية ورافضة للمجتمع الاشتراكي والشيوعي، وتسعى وبكل الوسائل المتاحة وبالأساليب اللاشرعية بهدف تقويض الأنظمة المعادية لها وسيناريو مايسمى بالبيريسترويكا قي الأتحاد السوفيتي (1985- 1991) وماحدث لدول أوربا الشرقية وبقية الدول الوطنية والتقدمية في أسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية ،وماحدث ويحدث في منطقة الشرق الأوسط تحت غطاء مايسمى بالربيع العربي، إلا إدلة حية وملموسة على ذلك.
• إن هذه الأتجاهات ماهي إلا إفرازات حقيقية للأزمة العامة التي يعاني منها النظام الأمبريالي العالمي، ويتم إستخدام الحروب غير العادلة والسيناريوهات الكاذبة... بهدف تصريف أزمة هذا النظام، وكما تهدف هذه الأتجاهات على تصفية الملكية العامة لوسائل الأنتاج(القطاع العام) وتحت غطاء مايسمى بالخصخصة، وبنفس الوقت تعمل على تعزيز دور ومكانة القطاع الخاص الراسمالي المتوحش في المجتمع.
• ان هذه الأتجاهات تعزز امراضاً سياسية واقتصادية واجتماعية خطيرة في المجتمع ومنها تنامي معدلات البطالة وبالتالي تنامي معدلات الفقر والمجاعة والجريمة، تدهور المستوى المعاشي للغالبية العظمى من المواطنين ، وتعمق الفجوة الأقتصادية – الأجتماعية لصالح الحيتان والديناصورات ، وتنامي معدلات الجريمة والفساد المالي والأداري ، وتدهور القطاعات الأنتاجية[صناعة ، زراعة]والقطاعات لخدمية[ تعليم، صحة..] ، وتنامي معدلات المديونية الداخلية والخارجية ، ودور متنامي للمافيا وقوى أقتصاد السوق المافوي(اقتصاد الظل) ، وتفشي الأمراض والشعوذة في المجتمع، هذه هي بعض أهم واخطر افرازات النهج النيوليبرالي والنهج الأصلاحي...؟!.
• بعد حدوث الخيانة العظمى في قيادة الحزب الشيوعي الحاكم في موسكو وخلال الفترة (1985- 1991) والتي شكلت الزلزال الكبير والذي بسببها اختفى الجزءالهام من المعسكر الأشتراكي والمتمثل بالأتحاد السوفيتي ودول أوربا الشرقية وبالنتيجة حدث الأختلال في موازين القوى السياسية على الصعيد الدولي لصالح القطب المتوحش، القطب الأمبريالي بقيادة امريكا، وهذا الأختلال في موازين القوة السياسية على الصعيد الدولي لصالح القطب المتوحش ، القطب الأمبريالي بقيادة الأمبريالية الأميركية، وهذا الأختلال في موازين القوى ماهو إلا شيء مؤقت ولن يستمر طويلاً، وبسبب هذا الحدث المرعب وغير المالوف ، إختلت قناعات بعض (قيادات) الأحزاب الشيوعية في بعض دول المركز والأطراف، فمنهم من تحول مباشرة وبشكل علني من حزب شيوعي الى حزب اشتراكي – ديمقراطي، اي حزب إصلاحي وبأمتياز وتم تغيير اسم الحزب والتخلي عن الثوابت الفكرية والمبدئية للحزب، وتغيير جذري في برنامجه وخطابه السياسي لصالح المنهج الأصلاحي ، ومنهم من بقي في الشكل حزباً(شيوعياً) ولكن في الجوهر هو يمثل حزباً اشتراكياً- ديمقراطياً مساوماً ومهادناً للطبقة البرجوازية الحاكمة، وهذا مايعكسه برنامجه وخطابه السياسي، اي أنه اصبح حزباً إصلاحياً وبأمتياز وتخلى عن الثوابت المبدئية في الميدان الفكري والتنظيمي ، ومنها:- عدم الأعتراف بوحدة النظرية الماركسية - اللينينية، وعدم الآعتراف بقانونية الصراع الطبقي . وعدم الأعتراف بدكتاتورية البروليتاريا ومبدأ التضامن الأممي...، إن هذه الأزدواجية والخدعة والتضليل لن تستمر طويلا وعلى هذه (القيادة) ان تعلن عن نفسها وان تكون صريحة مع ضميرها ومع اعضاء حزبها من ان تعلن عن نفسها وبشكل علني على انها تمثل حزبا اشتراكيا –ديمقراطيا ,وليس حزبا شيوعيا ثوريا وبسبب استمرار هذه الخدعة والتضليل قد اوصلت هذه (القيادة) الحزب الثوري الى حزب (مريض) وطريح الفراش وينتظر (الموت) ولكن هذا سوف لن يتحقق ، لأن هذا النهج المرعب سواء كان مخطط له أو بسبب الجهل... فهو يعُد خيانة عظمى ، وبسبب ذلك ساد وهيمن اسلوب التفكير المثالي واصبح (الغذاء) الرئيس لأكثرية اعضاء وكادر الحزب، وعلى هذه (القيادة) المتنفذة أن تعلن رسمياً من إنها تمثل حزباً إشتراكياً- ديمقراطياً وليس حزباً شيوعياً، فالمستقبل القريب سيكشف لنا كثيراً من الحقائق والمفاجأة.
• ان النظام الأمبريالي العالمي بقيادة الأمبريالية الأميركية، عانى ويعاني اليوم وسيعاني في المستقبل من أزمات دورية متعددة وحتمية وملازمة له سواء كانت سياسية او اقتصادية أو مالية او غيرها. حاول ويحاول (منظروا) النظام الأمبريالي من معالجة أزمات نظامهم المأزوم وتحت سيناريوهات عديدة ومنها: تطبيق مايسمى بسياسة الأصلاح الأقتصادي ، وبالليبرالية والنيوليبرالية وغير ذلك الا إن هذه السيناريوهات قد فشلت في ايجاد الحلول الجذرية لأزمة نظامهم المتوحش.
• إن هذه السيناريوهات قد افرزت منظمات ارهابية / فاشية وبامتياز وتم استخدامها كأدوات ضغط وهدم سياسي واقتصادي بهدف تقويض الأنظمة الوطنية والتقدمية... المعادية للنظام الأمبريالي العالمي اللاإنساني والمتوحش بهدف تصريف جزء من أزمة هذا النظام العداوني، فتنظيم القاعدة وفروعها الجديدة ومنها الدولة الأسلامية في العراق والشام (داعش) ومايسمى بجبهة النصرة وأحرار الشام وغيرها من التنظيمات الارهابية اللا اسلامية في البلدان العربية، وظهور تنظيم مايسمى بوكو حرام في أفريقيا ، والجناح اليمني المتطرف والأرهابي في اوكرانيا، والتنظيمات الفاشية في جمهوريات البلطيق وظهور المنظمات والأحزاب العنصرية/ القومية المتطرفة والأرهابية في غالبية الدول الأوربية، كل هذه التنظيمات ماهي إلا افرازات حقيقية تعكس تفاقم واشتداد أزمات هذا النظام اللاانساني .
• إن النيولبيرالية والأصلاحية والفاشية ماهي إلا إفرازات للنظام الامبريالي العالمي ولهما أهداف مشتركة من حيث المبدأ، وهذا النظام هو المولد والمنتج الحقيقي لهذه التنظيمات الارهابية، وتنتعش وتتطور هذه التنظيمات بسبب صناعة السيناريوهات الارهابية التي تساهم في اعدادها ودعمها دوائر الغرب الأمبريالية وخاصة وكالة المخابرات المركزية الأمبركية وبالتنسيق مع حلفائها في بلدان اسيا وافريقيا واميركا اللاتينية.
• ان هذه المصطلحات الثلاثة (الليبرالية, الفاشية ,الاصلاحية) هي مؤدلجة بأيديولوجية طبقية , تعكس مصالح الطبقة الرأسمالية ومنحازة للرأسمالية ساسيا ̎واقتصاديا واجتماعيا , وهناك قواسم وسمات مشتركة بينهما يكمن في مقدمة ذلك العداء الثابت للنظرية الماركسية – اللينينية والعداء الثابت للأشتراكية وللشيوعية , والعداء الثابت للاحزاب الشيوعية العالمية والعمل المنظم والممنهج في تشويه دور ومكانة وسياسة هذه الاحزاب وعلى مختلف الاصعدة المحلية والاقليمية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست