الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اختفاء مؤسسة الأزهر... -الشريف-

طارق سعيد أحمد

2017 / 3 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل حياتك توقفت للحظة واحدة بسبب أن الأزهر قد أغلق أبوابه ليوم؟ ما هو المنتج الذي تقدمه لخدمتك هذه المؤسسة؟ ماهو موقفك بعد صمت الأزهر الرهيب على حفظ قضية تعري سيدة المنيا "المسيحية"؟

ماذا لو اختفت مؤسسة الأزهر من الوجود؟ بالمعنى "الفنتازي" أي يستيقظ هذا الشعب المزنوق في خانة الياك، ويجد كل هذه المباني الضخمة المتلتلة التابعة لها قد اختفت!، وكل هذه العمائم التي اغلقت مخالبها على عقول أصحابها منذ قرون والمنتشره والمتغوله في كل مؤسسات شبة الدولة المصرية لا وجود لها؟، طريق للتأمل دون رسوم مرورية أفتحه أمامك و مساحة من الخيال عليك أن تبني فيها أفكارك إن أردت ،ولك كامل الحرية في أن تنصرف عن هذا المقال، وإن كانت عيناك مازالت على هذه السطور أريدك أن تسأل نفسك سؤال واحد وهو.. ماذا قدمت مؤسسة الأزهر الشريف لك؟ وما هو المنتج الذي تقدمه لخدمتك؟ مهما كان عمرك.. هل حياتك توقفت للحظة واحدة بسبب أن الأزهر قد أغلق أبوابه ليوم؟ إن كان تعرض إليك أحدهم ودردش معك هل تذكر أنه تحدث أمامك عن السماحة في الإسلام؟ وإن تحدث عنها لا مفر من أنه كفر العلمانيون والتنويريون والشعراء والأدباء وأهل الفن واليهود والمسحيون؟ وإن لم يحدث هذا أو ذاك هل تستطيع أن تفرق بين مذاهبهم؟ هل تعلم على وجه الدقة أن من يتحدث معك الآن يتبنى الوسطية أم السلفية أم الوهابية؟، كل هذه الأسئلة بالإضافة لآلاف الأسئلة أو بحذفها الموقف لن يتغير كثيرا أو قليلا بمجرد إقرار قانون "الفتوى أبو رخصة" الذي سوف يغلق أبواب الحوار في وجه الجميع ويفرض على الجميع ما يقره أحدهم!.
لا تصنف هذه الأنواع من العصف الذهني على أنها خيال للخيال أو نزهة خارج حدود المكان والزمن، على العكس تماما ونقيده، فهي حالة إنسانية بحته تمتد من جذور الواقع الذي كلما حاول إعادة ترتيبة المبدعين والمفكرين والكتاب هدمه أحدهم بجهله وعنده وماضويته وسفهه، هذه حقيقة أولى والثانية هي انعدام دور فعلي ملموس يعبر عن فكر متحضر تندمج فيه معطيات وخصائص هذه الإنسانية المهجورة تقوم به هذه المؤسسة التي يتم تدشين وسن حزم من القوانين لترسخ أكثر في واقعنا البائس وتمد أيديها وأنفها الطويل في كل شئ يرتبط بتفاصيل يومنا!، لعلمك يتم استشارتها في أمور لن تتخيل إطلاقا أن لها دخل بها من الأساس فعلى هامش موضوعنا الرئيسي أذكر لك مثلا أن صفقة لتصدير عدد لا بأس به من الحمير للصين على ما أذكر تأجل لفترة طويلة حتى تفتي في شرعية هذه البيعة!، المهم، هو أن نعلم أنها تفرض علينا دون أن نشعر سلطة ما تدخل في مركب السياسة العامة للبلاد بجوار ما تأخذه الجماعة السلفية من تدخل سافر في شؤون البلاد والعباد وهنا على وجه الخصوص يكمن الشيطان أو بمعنى أكثر واقعية تكمن الخلطة السرية بين دموية السلف وخضوع وخنوع المؤسسة الأزهرية له طبعا برعاية الدولة وأمام أم عينها تدور الأحداث.
أعتذر على طرح هذا السؤال لكنه سوف يقرب عدسة رؤيتك لما أراه منذ حوالي ثمان شهور يقفز أمامي من وقت إلى آخر وهو ماذا لو كانت السيدة التي تعرت أمام الجميع هي المرأة التي خرجت أنت من رحمها؟، أعرف إجابتك جيدا لكني أحب أن أزف لك خبر شديد القسوة وهو أن النيابة قد حفظت قضية تعري سيدة الكرم سعاد ثابت!.

السيدة التي اعتذر لها أمام العالم رئيس الجمهورية، السيدة التي تعرضت لمهزلة أخلاقية تعرت فيها وعرت مع كل قطعة ملابس لها أقنعة يختبئ تحتها وجه شديد القبح، السيدة التي لها الحق الذي يزيد عن حجم كوكبنا، السيدة التي انتظرت انصافها ثمان أشهر، السيدة التي رفض أن يحرر لها محضرا بعد وقوع الحادث.
فما فعلت مؤسسة الأزهر لهذه السيدة؟، لا شيء على الإطلاق كل ما فعلته هو إرسال مجموعة من المطبطبتيه المهرة من أصحاب العمائم في جلسة عرفية أشرف عليها "بيت العائلة" المزعوم الذي يكتشف أن دوره الوحيد تعطيل المسار القانوني فور وقوع حادث تعدي على مواطن مصري غالبا ما يكون على الديانة المسيحية ومع مرور الوقت وتكرار حوادث العنف ضد المسحيون نكتشف أنه لا بيت عيلة ولا احزانون هو بيت للأشباح والأرواح الشريرة.
حفظت النيابة القضية لعدم ثبوت الأدلة رغم أن واقعة التعري شهدتها قرية الكرم التابعة لمركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا، ولم تحرك مؤسسة الأزهر ساكنا وكأن شيئا لم يكن!، أليست القضية في حد ذاتها قضية أخلاقية بإمتياز، أليست قضية شرف، أليس الدين الذي تحتكره مؤسسة الأزهر يفرض على المتدين إقامة العدل والحق ونصر الضعيف، دون أن ندقق النظر ونجتهد في التفكير، الواقع محقق وثقيل، وتؤكد دلالاته على أن الأزهر الشريف يختفي من واقعنا البائس المفعم بالظلم وقهر الضعيف، وينعم بحياة موازية في كوكبه الخاص ويرسل لنا من حين إلى آخر أحد رجالاته مطلا من شاشات الفضائيات يحدثنا عن الفضيلة والوسطية وسماحة الإسلام!!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المافيا اشرف من الأزهر
شيخ صفوك ( 2017 / 3 / 23 - 04:49 )
انهم ماكينات لتصنيع ألمواد السامة الغير صالحة للاستعمال الآدمي
والحكومة المصرية هي مدير المصنع
والمأساة مستمرة
تقبل خالص الاحترام

اخر الافلام

.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53


.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن




.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص