الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


6 سنوات من عمر -الثورة السورية-

وليم نصار
مؤلف موسيقي ومغني سياسي

(William Nassar)

2017 / 3 / 23
الارهاب, الحرب والسلام


# إلى الغالي عبد الحكيم قطيفان #
————————————-
استمعت إلى كلمتك بمناسبة عيد “الثورة السورية” … وكالعادة التي لا تتزحزح .. أثق بك لمعرفتي الجيدة بتجربتك المريرة مع المخابرات وفي السجون والاعتقال … لكن اسمح لي يا صديقي ورفيقي ببعض الملاحظات:

* الثورة السورية ليست يتيمة .. ولديها أصدقاء .. وليس ذنب هؤلاء الأصدقاء إن ابتعدوا أو تخلوا عنها .. بل ذنب “الثورة” نفسها .. التي ابتدأت شعبية وعفوية ونظيفة وانتهت أسوء من كومونة باريس أخلاقيا …

* ذنب مثقفي الثورة السورية أنهم اعتبروا تلك الثورة مصدرا للرزق وفرصة يجب انتهازها لايجاد مكان لهم أو لأعمالهم … على حساب الوطن السوري ودم المواطن السوري .. وبالتالي انفض المئات إن لم أقل الآلاف عن التعاطف مع تلك الثورة …

ذنب الثورة السورية أنها .. سمحت لأشباه الرجال من مثقفين سوريين وقوادين متثاقفين لبنانيين وفلسطينيين وغيرهم .. سواء كانوا مؤيدين للنظام أو معارضين له .. باشعال وتذكية التناقض الطائفي مما حول تلك الثورة من شعبية عفوية إلى إسلامية إرهابية… ابتداء بما يسمى الجيش السوري الحر مرورا بكل جيوش الفتح والاسلام واليرموك والموساد انتهاء بداعش ..
ذنب المثقفين السوريين أنهم لم يستميتوا في الدفاع عن ثورتهم لابقائها نظيفة سوى عبر لايكات فايسبوكية والنواح مثل نسوان الفرن .. ولم يلعبوا دورا في توعية من هرب من سورية .. سواء كان هروبه مبررا أو للاسترزاق … بأهمية الصمود في سورية وتحدي الموت .. وبذلك تحولت تلك الثورة إلى شبيه مسخ للثورة الفلسطينية التي تريد من العالم كله أن يحارب معركتها مع العدو الصهيوني بينما هي تزني في كل عواصم الأرض لأن شعبها “مظلوم ومحتل” …

ذنب الثورة السورية أنها سمحت لليهود الموساديين أن يكونوا وجه الصحارة في الهجوم الاعلامي على النظام … وتبني حتى مثقفي الثورة السورية لشعارات يطرحها كلاب الشوارع أولئك .. مثل نعت الجندي العربي السوري بجندي أبو شحاطة ….
ما الفرق يا صديقي بين شبيحة المخابرات وزعران التثاقف السوري وهم يستخدمون نفس المصطلحات؟ معس .. دعس ..

ذنب الثورة السورية أنها أعطت كارت بلانش لقوادي اليسار اللبناني والفلسطيني بأن ينقسموا بين يساري قواد قطري – سعودي – تركي … ويساري قواد إيراني .. وسوري قومي بعثي – إيراني … وبذلك ساهمت في ضرب ما تبقى من أمل لليسار في النهوض من كبوته .. وفتحت دكاكين لم تفتح مثلها منظمات اللواط النضالي الفلسطيني ….

ذنب مثقفي الثورة السورية أنهم لم يقوموا بتعرية كل من يدعي أنه مثقف وهرب من قمع النظام … وأصبح الهم تجميع لايكات فايسبوكية …

ذنب الثورة السورية أنها تحولت من سلمية رائعة إلى مسلحة همجية .. دون تنظيم ودون ضوابط أخلاقية …

ذنب الثورة السورية أننها خذلت من آمنوا بعدالتها …

بعيد “الثورة السورية” .. أعايد فقط أنت والغالية على القلب ماي سكاف …

أخيرا .. بحبك رغم أني أكرهك .
وتحيا سورية .. أسدية كانت أم غير أسدية … فسورية أكبر من الجميع ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل