الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة الجزائرية كتابٌ مُقَدَّسٌ لم يقرأه إلا المُؤمنون: في الرد على حاكم الشارقة سلطان القاسمي

علجية عيش
(aldjia aiche)

2017 / 3 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


رسالة إلى صاحب "العمامة" حاكم الشارقة سلطان القاسمي: " الثورة الجزائرية كتابٌ مُقَدَّسٌ لم يقرأه إلا المُؤمنون"
أخطأ الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة في قراءة التاريخ، حين قال أن الرئيس الفرنسي ديغول منح للجزائريين الإستقلال، و قد تناسى حاكم الشارقة وقائع ثورة المليون و نصف مليون شهيد ، و المعارك التي وقعت في الجزائر قبل اندلاع ثورة نوفمبر 54 ، بقيادة جبهة و جيش التحرير الوطني، الذي واجه الآلة الإستدمارية، و الإعدامات الجماعية التي قام بها الجيش الفرنسي بقيادة الجنرال ديغول، و مخططاته التدميرية، و كم عانى الشعب الجزائري نساءً و رجالا و أطفالا من سياسية التعذيب و التجويع التي مارستها فرنسا و هي تغتصب أرضا ليست ملكها، كما يجهل القاسمي النشاط الفدائي للشعب الجزائري ، الذي ترك أثرا سيئا على سمعة فرنسا، بحيث كشف عن حقيقة الإستعمار الفرنسي في الجزائر، لدرجة أن المعارضة الفرنسية وقفت ضد ممارسات ديغول الجهنمية و عارضت السياسة الفرنسية، ففي مثل هذا الشهر ( مارس - آذار- 1957 ) كتب أحد الفرنسيين المعارضين رسالة إلى جريدة فرانس أوبسارفاتور France observateur اتهم فيها فرنسا لسياسة الإعدام الجماعي التي كان يتبعها المظليون، دون الحديث عن عمليات القمع التي تحولت إلى فضيحة أدانها العالم كله، أصبح فيها الفرنسيون مكحل اتهام أمام الرأي العام العربي و الدولي.
كيف لحاكم الشارقة سلطان القاسمي أن يتجاهل الأحداث التاريخية التي وقعت في الجزائر، منذ دخول فرنسا عام 1830 إلى غاية الإعلان عن توقيف القتال، كيف لحاكم عربي ربطته علاقات مع الجزائر يتجاهل تاريخ الجزائر السياسي و العسكري، و الدور الذي قامت بها الحركة الوطنية، و كيف وصل صوت الثورة الجزائرية إلى هيئة الأمم المتحدة، و ردود فعل الإعلام العربي و الدولي، و يكفي ان بيان أول نوفمبر كان بمثابة ورقة إعلامية للتعريف بالقضية الجزائرية، مما حرك الصحف العالمية و الصحف الفرنسية بالخصوص للوقوف ضد سياسة بلادهم، و على حاكم الشارقة أن يعيد قراءة تاريخ الجزائر، و يطلع على أدبيات الثورة الجزائرية التي اعترفت بها كل الدول و دعمتها ( أفغانستان، الباكستان، كوبا، الإتحاد السوفياتي، إيران، العراق، مصر، سوريا، و ليبيا..الخ)، و كيف كانت علاقات الثورة مع الدول العربية، التي سارعت إلى مقاطعة فرنسا اقتصاديا، و السماح بتشكيل فرق عربية متطوعة للقتال في الجزائر.
و ليعلم سلطان القاسمي أن مصر كانت أولى الدول المدعمة و المؤيدة للثورة الجزائرية، لدرجة أن تواجد جبهة التحرير الوطني بالقاهرة مكن من أن تحتضن مصر مقر وزارة خارجية الحكومة الجزائرية المؤقتة في عاصمتها، وبين البلدين تنسيق تام لمواجهة السياسة الديغولية ، ففي مؤتمر باندونغ حضر الوفد المصري ، و قبل أن يقوم بدلا عن الوفد الجزائري بهذه المهمة السياسية ، لأنهم كانوا ممثلين لأحزاب سياسية و ليسوا ممثلين لحكومات، و تمكن الوفد المصري من إدانة فرنسا في اللجنة السياسية التابعة للمؤتمر، حيث صوتت جميع الدول الحاضرة في المؤتمر ضد فرنسا، ماعدا السعودية التي مرت علاقاتها مع الجزائر بحالات فتور كبيرة جدا..، إنه بحكم انتماؤنا إلى الأسرة الثورية، فأنا أسال حاكم الشارقة متى ديغول إنسانيا و هو الذي أقدم على قتل 45 ألف شهيد في أحداث 08 ماي 1945 ؟ ، و الحقيقة التاريخية أن عبارة ديغول الشهيرة : " لقد فهمتكم" كانت موجهة للجنرالات الفرنسيين، الذين كانوا يوصلون له تقاريرهم ، و يقولون له كل شيئ على ما يرام في الجزائر، و لم يطلعوه على الخسائر التي لحقت بفرنسا، ثم انقلابهم عليه داخل التراب الفرنسي لما فشل في جعل الجزائر فرنسيةـ و غادر الجزائر مهزوما، لقد ذهب ديغول بعدائيته للجزائر إلى أبعد الحدود، حيث كانت مرحلة تواجده بالجزائر مرحلة أكثر و قد فنّد المؤرخ بن جامين ستورا الكثير من الإدعاءات التي تقول أن ديغول منح الإستقلال للجزائريين ، أو كما سميت بالهبة الديغولية، و قد وصف بن جامين ستورا ديغول بالشخصية الغامضة، و المتأمل في السياسة الديغولية يقف على أنها سياسة دموية ضد الثورة الجزائرية التي فشل في سحقها ، أجبرته على أن يعلن أن الجزائر تكلف فرنسا أكثر مما تربح منها، و الحل الوحيد هو الإنسحاب، و هذا كله لكي يغطي فشله و هزيمته، بحيث ادّعى أنه أعطى للشعب الجزائري حقه في الحرية.
الجزائر علجية عيش













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في


.. ماذا تضم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؟




.. صواريخ إسرائيلية تضرب موقعًا في إيران.. هل بدأ الرد الإسرائي


.. ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا




.. هل يستمر التعتيم دون تبني الضربات من الجانب الإسرائيلي؟