الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من هنا البداية..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2017 / 3 / 23
التربية والتعليم والبحث العلمي


من هنا البداية..
ليس لدّي أدنى شك في صدق نوايا المنادين بالتغيير .. لكن يبقى السؤال الأهم : هل يكون التغيير فوقيا ، أم يبدأ من الأسفل؟
وبالضغط على هذا الرابط ستشاهدون فيلما يلقى رواجاً على اليوتيوب، وهو لمعلم يحاول اقناع تلاميذه بأن حاصل جمع 2+2 يساوي خمسة ..!!
https://www.youtube.com/watch?v=45owfR92xSk
لقد شدّني هذا الفيلم ، حتى أنني افتتحتُ به محاضرة القيتها على مجموعة معلمين عرب في اسرائيل، في اطار دورة استكمال لهؤلاء المعلمين ..وكنتُ قد خططتُ سلفاً بأن محاضرتي (درسي)، ستكون عن التعليم المُحرر لفيريرا باولو ، البرازيلي . وقد ذكرت ويكيبيديا (بالعبرية)، بأن مُرّبٍ ومنظر برازيلي واسع التأثير. وقد حاز على شهرته بفضل اشتغاله بالتعليم الشعبي، وذلك من خلال نشاطه لتوسيع ومأسسة جهاز التعليم .. كما ويعتبر فيريرا من المنظرين البارزين في التاريخ ، في موضوع التربية والتعليم من اشهر، كتبه كتاب" التعليم المُحرِّر . نكتفي بهذا الاقتباس عن فيريرا.
يعتقد فيريرا بأن اسلوب التعليم السائد ( وحاليا في العالم العربي والاسلامي ) هو ما يُسمى بالتعليم البنكي، أو التعليم الناراتيفي، والذي يتمحور حول تزويد الطلاب بالمعلومات ، بحيث يكون المعلم هو صاحب المعرفة والمُزود بالمعلومات ويكون الطالب فاقدا (جاهلا) ومستقبلا للمعلومات فقط . وهكذا يشبه الطالب في هذه العملية صندوق توفير "يحشوه" المعلم بالمعلومات .
ويرى فيريرا، بأن هدف التعليم يجب أن يكون في "تسوية" هذا التنافر والتقاطب بين المعلم والطالب، وكأنهما قطبين متباعدين .. ويعتقد فيريرا بأن هذا التقاطب يتمظهر في ما يلي(مميزات التعليم البنكي ):
-المعلم يُعلم والطالب يتعلم
-المعلم يعرف كل شيء والطالب لا يعرف شيئا.
- المعلم يُفكر والطالب يتعلم عن ...(موضوع ما )
- المعلم يتكلم والطالب يُصغي
- المعلم يقوم بالتنظيم والترتيب ( موضوع الدرس مثلا) ،بينما الطالب منضبط .
- المعلم يختار ويدعم خياراته ،بينما الطالب يستجيب فقط لخيارات المعلم .
-المعلم يفحص المضامين وما على الطالب إلّا التأقلم مع ما يتوصل اليه المعلم
- يخلط المعلم بين المرجعية العلمية للعلوم (رياضيات مثلا)، وبين مرجعيته المهنية (كصاحب حق اتخاذ القرارات) والتي هي متناقضة مع حرية الطالب .(يعني يجعل العلم خادما لصلاحياته ومركزه كمعلم)
وغيرها من الفروق .... وللتغلب على هذا النمط من التعليم التلقيني والذي يهدف اساسا الى الحشو (حشو المعلومات والتي قد تكون خاطئة أحيانا)، يقترح فيريرا اسلوب التعليم الحواري والذي يعتمد على تطوير مهارات التفكير والنقد .
لا أعلم فيما إذا كان هذا المعلم العراقي ، يُطبق نظرية التعليم المحرر أم لا ، بل لا أعرف إذا كان يعلم أصلا بوجود التعليم الراديكالي أم لا ..... لكنه يستحق كل احترام وتقدير ..
لذا في رأيي ، هنا تكمن نقطة التحول نحو التغيير الشامل للمجتمعات العربية والاسلامية ... التغيير يبدأ من الاسفل ، من المدرسة والبيت والشارع ..
للحديث بقية عن التعليم المحرر أو الراديكالي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التفكير النقدي و التعلُّم من خلال الاختبار
نضال الربضي ( 2017 / 3 / 23 - 17:25 )
مساء ً طيبا ً للعزيز قاسم،

نفتقر إلى التفكير النقدي و الاختبار كأساس للتعلُّم، أذكر في رحلة ٍ للولايات المتحدة للمشاركة في تبادل الخبرات التعليمية، و أثناء سنوات تدريسي التسعة، أننا زرنا إحدى المدارس الحكومية في مدينة نيويورك،،،

،،، حال دخولنا للصف فاضت علينا من الداخل رائحة سمك ٍ شديدة و كأننا في سوق السمك نفسه، رحبت بنا المعلمة و شرحت أنها تُعلم الطلاب عن تشريح السمكة.

على اللوح كان رسم ُ سمكة ٍ عملاقٌ يحتل المساحة، مع توصيف ٍ للأجزاء، بينما انتشرت في الصف حبال من كل الجهات إلى كل الجهات، علَّق عليها الطلاب ما أسموه يومها -Fish -print-- (انطباع السمكة) و هو الشكل الذي ينتج عن غمس سمكة يحضرها كل طالب من بيته، في الطلاء، ثم وضعهِا على قطعة قماش، ثم تعليق القماش.

كان هذا صف الثاني أو الثالث الابتدائي بحسب توصيفنا. نظر إلي أحد الطلاب و سأل ضاحكا ً: when you put a fish on a chair, what time is it؟

قلت: I dont know, you tell me!

أجاب: Its time to get a new chair!

انفجرت ُ ضاحكا ً، بينما مضى يشرح لي عن أجزاء السمكة.

قلت في عقلي: يا الله! هذا تعليم و تبعنا تعليم؟؟!

أبدعت يا صديقي!


2 - إنَّها ذات الازدواجيَّة الرّاسبة في لا وعي العقل
Amin ( 2017 / 3 / 23 - 18:09 )
إازدواجيَّة لا وعي العقل الباطل/ الباطن، إملاء سكولاستيكي ستاليني ! تراءى في تعليقِكَ: (تعدد الشَّخصيات) التسلسل: 5 العدد: 716134 - الاخ صاحب التعليق المحذوف لا اعلم السبب وراء حذف التعليق وكما انه لم يصلني على الميل ولا اعرف فحواه !!!.

فحواه ! -هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ - (سورَةُ الحاقة 19)- (تعليقات الحوار المتمدن)- تعليق 1
العدد: 716381 - كَتبتُ ذات تعليق بأنَّنا لَمْ نَكُ نهتَمّ بهُويتنا,, كَتبتُ ذات تعليق بأنَّنا لَمْ نَكُن نهتَمّ بهُويتنا، بَيدَ أَنَّ الحِوار المُتَمَدِّن استَفَزَّ فينا إدمان النَّت والاهتمام بالهُويَّة هذا التَّعليق البريء مِنْ الإساءة لأحَدٍ، لا أدري بأيِّ مِعيارٍ حُجب، لتُنشَر مقالات الإساءات!..
الرّابط :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=552414


3 - نعم، من هنا البداية
رفيق التلمساني ( 2017 / 3 / 23 - 18:22 )
شكرا سيد قاسم على طرح هذه الفكرة التنويرية الطريفة؟
منذ مدة طويلة قرأت للقاص السوري زكريا تامر قصة لها نفس العبرة تحت عنوان
النمور في اليوم العاشر
http://www.adab.com/literature/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=83555&r&rc
المشكلة التي تواجه هذه الطريقة في بلداننا هي أنها تقتضي معلما كفؤا بوسعه أن يجيب عن تساؤلات تلاميذه وإقناعهم. في حالة غياب هذه الصفة لا يجد المعلم إلا القمع لفرض الرأي. وهو الشائع، للأسف.
بودي أن أحيل القراء إلى طريقة في صناعة الخضوع، على نفس طريقة 2+2=5
https://www.youtube.com/watch?v=X4wN0uWcshw
طبعا يجب ألا يغيب عن بالنا أن هناك قضايا أخرى كثيرة جدا أعقد من 2+2=5، ويجد المتعلم نفسه أمامها عاجزا مستسلما، لأنها من المسلمات المقدسة التي تقتضي العمل بمبدأ النقل قبل العقل. مع ذلك، نعم، من هنا البداية.
طريقة الفقهاء كانت تعمل بمبدأ: اعتقد ولا تنتقد. ثم تطورت وصارت: اعتقد ثم انتقد، على طريقة الأوامر العسكرية. وهي في كل سلبية.
تحياتي


4 - يا بابا أنا كنت أقول لطلابي:
أفنان القاسم ( 2017 / 3 / 24 - 12:59 )
إذا كتبتوا في الامتحان متلي صفر، وللي كانوا يحضّروا معي شي لم أكن أوجب أن يفكروا مثلي، وكان طلابي هم من يقومون بالمحاصرة بدلي، أنا أقعد بينهم وأناقش الطالب ملقي المحاضرة مثما يناقشوه... مبسوط مني بابا؟


5 - نضال العزيز تحية
قاسم حسن محاجنة ( 2017 / 3 / 24 - 17:50 )
شكرا لك على مشاركتنا في تجربتك من زيارة الولايات المتحدة
تفصلنا سنوات ضوئية عن جهازهم التعليمي
دمت بود


6 - العزيز امين المحترم
قاسم حسن محاجنة ( 2017 / 3 / 24 - 17:51 )
سلاما وتحية
وشكرا على القراءة والتعقيب
خالص الود


7 - العزيز رفيق التلمساني المحترم
قاسم حسن محاجنة ( 2017 / 3 / 24 - 17:53 )
خالص الشكر والتقدير
تعليم التفكير النقدي هو الخطوة الأولى نحو التنوير
مع احترامي الكبير


8 - معزتك لا تضاهيها معزة يا ولدي
قاسم حسن محاجنة ( 2017 / 3 / 24 - 17:55 )
العزيز الأستاذ افنان
طبعا هذا ما كنت اتوقعه منك .. فعدا عن كونك -ابني - ،هههههه
فأنت من حملة لواء التنوير والتجديد ..
لتكن ايامك سعيدة
بمشاعر الابوة الغامرة

اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل