الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد زيارة العبادي لواشنطن

عدنان جواد

2017 / 3 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


ماذا بعد زيارة ألعبادي لواشنطن ؟
يقول المفكر والكاتب والصحفي محمد حسنين هيكل، وقد كررها الكاتب والصحفي والسياسي حسن العلوي: بان الصحفي الذي يقرا المستقبل هو الذي يسمى صحفي، وليس الذي يتحدث عن ما حدث ويعقب عليه يعتبر مجرد معقب معاملات، لذلك فان كتابات المستقبل هي المطلوبة اليوم في الدوائر الإعلامية.
هناك تحليلات على زيارة ألعبادي لواشنطن، بعضها متفائلة وأخرى متشائمة، المتفائل ربط دعوة ترامب للعبادي في بداية رسم الإستراتيجيات للسياسة الأمريكية ، وبعد ان تم رفع اسم العراق من الدول المشمولة بالحضر من الدخول للولايات المتحدة الأمريكية، وخطاب ألعبادي الواثق من نفسه وقواته قد حاصرت داعش في زاوية ضيقة، والدول القوية تحترم الأقوياء والمنتصرون ولا تحترم الضعفاء، وهناك مجال واسع للعلاقات السياسية والاقتصادية بين أمريكا والعراق، وان ترامب أول ما يفكر فيه هو المصالح ، لأنه رجل أعمال، والجانب الآخر هو إعادة العراق لحجمه الطبيعي والاستقرار وتشجيع الحكم اللامركزي والرشيد بإعطاء الصلاحيات الواسعة للمحافظات، وإعادة العلاقة مع محيطه العربي والإقليمي بعيدا عن التوترات، وإعادة التوازن للعلاقة مع ايران من جهة والولايات المتحدة من جهة اخرى دون الانضمام لمحور على حساب محور آخر، والتقريب لوجهات النظر بين السياسيين داخليا والضغط على داعميهم خارجيا بالانفتاح على الوضع السياسي وترك المعارضة العسكرية، وعندها يتم الاستقرار ويحدث البناء والتطور.
أما المتشائمة فهي تقول ان التفاؤل المفرط غير صحيح وان ما يروج له الإعلام الحكومي والعربي غير صحيح وان الملفات التي طرحت على ألعبادي صعبة ولا يمكنه النجاح بتطبيق وجهة النظر الأمريكية فيهن ، وان موضوع الزيارة ليس صدفة ولا دعوة ، وإنما هي استدعاء وهي مخطط لها، وسبق وان تم استدعاء ملك الأردن وولي عهد السعودية محمد بن سلمان، وقبلها إرسال وزير خارجية السعودية إلى العراق والانفتاح على العراق في كافة المجالات، وأصعب هذه الملفات هي العلاقات الإيرانية العراقية وملف الحشد الشعبي، ووجود القوات الأمريكية في العراق، فالعلاقات الإيرانية العراقية لايمكن تجاوزها فهي بعد إستراتيجي للعراق، وقفت معه في الحرب على داعش وزودته بالسلاح والمعلومات بينما الدول الأخرى زودت داعش بالسلاح ومنها تركيا التي لاتزال قواتها في شمال العراق، والتي شجعت الإقليم على تصدير النفط وبيعه خارج إرادة وموافقة الحكومة العراقية، وبنفس الوقت لايمكن لإيران ان تستغني عن العراق فهو طريقها لسوريا ولبنان وجبهتها الأمامية ضد أي خطر قادم من غرب حدودها، وملف الحشد لايقل صعوبة من الملف الأول فهي قوة ضاربة تمتلك سلاح وقوة مدربة لايمكن نزع سلاحها وتسريحها بسهولة، وربما مجرد التفكير بحلها سيكلف العبادي الكثير من الرصيد الجماهيري في المحافظات الجنوبية ودعم بعض الإطراف الحزبية وخصوصا من حزبه حزب الدعوة، أما وجود القوات الأمريكية فهو أمر أيضا صعب وذلك بعدم رضا ايران وبعض الإطراف السياسية في العراق بوجودها، فالأمر ربما يكلف العبادي منصبه ، إضافة للملفات الأخرى التي لاتقل أهمية عن التي ذكرت مثل ملف مكافحة الفساد الذي تشترك فيه رؤوس مشاركة بالحكم لايستطيع القانون حسابها.
إن الكلام يختلف عن الواقع كثيرا جدا، مع الأسف الطبقة السياسية في العراق بجميع مكوناتها تجيد الخطاب وإقامة المؤتمرات واختيار الكلمات الرنانة ، وقد تمكنت من استمالة عواطف الناس في أيام الانتخابات بوعود كاذبة، أما اليوم فقد أصبح الأمر مختلفا والناس اكتشفت كذبهم وزيفهم ، واليوم الشارع متجه نحو الحكم المدني الليبرالي، لذلك حتى الأحزاب الإسلامية أخذت تغيير من شخوصها وخطابها لشعورها برغبة الناس بالتغيير واليأس من تلك الوجوه وما وعدوا به، ولم يوفوا ولو بجزء بسيط من وعودهم.
لذلك فان العراق يحتاج الى الولايات المتحدة الأمريكية كدولة ضامنة باعتبارها دولة عظمى، وتملك التأثير على جميع المنظمات الدولية بما فيها صندوق النقد الدولي الذي أصبحنا مرتهنين له بملايين الدولارات ، والتأثير على الدول المحيطة بالعراق، فالدولة الضعيفة تحتاج القوية، وإيران دولة جارة لايمكن الاستغناء عنها وبالتالي يحتاج الأمر إلى شخص أو جهة توفق بين مصالح الدول ولا تنسى مصالحها، وان مصلحة العراق تتطلب تكاتف أبناء العراق وزيادة الثقة بينهم ليكون لهم رأي واحد وقرار واحد، في كافة المجالات التي تهم الوطن والمواطن ، والعبادي نجح في توحيد الجهود ضد داعش ، والقادم من الأيام لايخلو من الصعوبة ولكن التوجه العام للشعب برفض الحروب والرجل اكتسب تأييد الكثير من النخب وعامة الناس ، وسيستمر هذا الدعم اذا حاكم الفاسدين وطبق القانون على الجميع بدون محاباة او استثناء، وسمح باجراء بعض التعديلات للسماح لمشاركة الناس بالسلطة من خارج الجهات السياسة المتنفذة والتي لها وجود على الارض .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي


.. فايز الدويري: الهجوم رسالة إسرائيلية أنها تستطيع الوصول إلى




.. عبوة ناسفة تباغت آلية للاحتلال في مخيم نور شمس


.. صحيفة لوموند: نتيجة التصويت بمجلس الأمن تعكس حجم الدعم لإقام




.. جزر المالديف تمنع دخول الإسرائيليين احتجاجًا على العدوان على