الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعليم في ليبيا .... مشروع للمصالحة

حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)

2017 / 3 / 24
التربية والتعليم والبحث العلمي


لقد عكفت على الاطلاع على بعض التجارب الأقليمية والدولية في مجال إصلاح التعليم، فوجدت أن الدول الراغبة في التطلع نحو الرقي والنمو تتبني مشاريع إصلاح وتطوير منظومة التعليم بجميع مراحله، كما تقوم تلك الدول بوضع الخطط والمشاريع المستقبلية لعمليات التطوير والتحسين لتلك المنظومة، ومرجع ذلك يعود إلى أهمية قطاع التعليم في المجتمع، فكلما ارتفع مستوى التعليم في مجتمع ما زاد مستوى الوعي فيه، كما كانت البداية في كل تلك المشاريع الإصلاحية هوالاعتراف بوجود مشاكل تحتاج إلى البحث عن أسبابها، ومن ثم معالجتها، وهي البداية الصحيحة نحو التحسين والتطوير، ولذلك فإننا في حاجة ماسة إلى اطلاق مشروع لانقاذ منظومة التعليم في ليبيا من الانهيار، ولعل مبررات هذه الدعوة عديدة منها أن جل مشاكلنا الحالية ربما ترجع إلى سوء منظومة التعليم، والتى كان من نتائجها الاختلاف في الأسس والمفاهيم بين أبناء الوطن الواحد، حتى وصل هذا الاختلاف إلى مفهوم الوطن!
حيث أصبح كل طرف من الأطراف المتصارعة ينظر إلى ليبيا وفقا لمقاييسه الذهنية، وهذه المقاييس هي محل اختلاف وخلاف مع باقي المقاييس الذهنية الأخرى للأطراف المتصارعة.
أننا ندعو إلى ضرورة انقاذ التعليم بكافة مراحله، من خلال مشروع وطني حتى مسمي (انقاذ التعليم في ليبيا) وذلك بغية إرساء أسس صحيحة لتحسين وتطوير التعليم ووضع خطط لسنوات لما يجب أن يكون عليه التعليم في ليبيا والذي أصبح يشكل قلقاً وهماً وطني.
أن التقدم والنمو في الدول العالم أصبح يعتمد على نوعية وجودة التعليم، وما ينتجه من رأس المال البشري، أكثر من اعتماده على رأس المال المادي، كما أن استمرار وبقاء الامم في التقدم والنمو مرهون أيضًا بما يتم انتاجه من معرفة، فالعنصر البشري هو أساس النهضة والتطور للمجتمع، فكثيرا ما تربط بعض الدراسات السيوسولوجية ما بين ظاهرة تخلف المجتمع وعدم الاهتمام بالفرد وتنمية قدراته.
وفي هذا الصدد اعتبر المفكر مالك بن نبي بأنه " لا يقاس غنى مجتمع بكمية ما يملك من أشياء بل بقيمة ما يملك من أفكار" وإذا كانت التنمية البشرية حسب ما يعرفها المجلس الاقتصادي الاجتماعي للأمم المتحدة هي عملية تنمية مهارات ومعارف و قدرات أفراد الجنس البشري، فإن وجود مؤسسات تعليمية ذات قدرة مؤسسية وفعالية تعليمية هي الحضن الطبيعي الملائم لتحقيق تلك الخصائص.
وبناءً على ذلك فـأننا ندعو إلى مشروع مصالحة مع التعليم وذلك بغية إصلاحه ووضع إستراتيجيات المناسبة للرقي بمستوى جودة التعليم، من خلال تبني نظام للجودة وضمانها،فالمؤسسات التعليمية هي التي تساهم في إحداث التحسين والتطوير والنمو داخل المجتمع، فالمؤسسة تعليمية هي في الأساس مؤسسة ثقافية اجتماعية تنمي كل الجوانب الشخصية للفرد، وبالتالي تسهم في بناء المجتمع في كل المجالات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة