الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللغة الدينية في قصيدة -وقضى أرباب الدولة- مفلح أسعد

رائد الحواري

2017 / 3 / 24
الادب والفن


اللغة الدينية في قصيدة
"وقضى أرباب الدولة"
مفلح أسعد
نحن في عصر الخطاب/اللغة الدينية، فالمجتمع العربي ينتعش وينتشي بالخطاب الديني، وهذا ما اكتشفه الغرب المعادي، منذ أن وطاءة أقدم نابليون أرض مصر إلى أن جاء المستعمر الجديد وادعاءه حماية المسيحيين في بلادنا لكي يفرق ويمزق المجتمع، ثم أوجدوا التيار الأقوى "الاخوان المسلمين" الذين تم تأسيسهم ودعمهم من قبل الانجليز، ومنذ ذلك عام 1926 وإلى غاية اليوم يقوموا بخدمة مصالح الامبريالية الغربية.
فالخطاب الديني يمر بسلاسة ويسر إلى العقول العربية والإسلامية، وحتى وجدنا هناك "بغاء إسلامي، وقتل إسلامي، وسبي إسلامي و..." حتى بتنا نشعر بأن هذه الدين تم تشويهه بشكل كامل وشامل، فلم يسبق في التاريخ العربي الإسلامي أن تعرض الدين لمثل هذه الهجمة المعادية، التي جعلتنا في أقصى درجات الأمم.
مقدمة خارجة عن النص، لكن كان لا بد منها لتأكيد أهمية وحيوية مثل هذا الخطاب/اللغة في الشعر المعاصر، تكمن أهمية القصيدة في أنها تجمع بين الواقع والدين، بين السياسي والدين، بين حالنا والكيفية التي يتعامل بها الحاكم معنا، فكانت لغة القصيدة "العربة" التي يرجعها الشاعر إلى الحصن الذي جاءت منه، وكأنه يقاوم/يصارع/يحارب بذات الأداة التي يستخدمها الحاكم/رجال الدين، فكان وقعها كبيرا ومؤثرا على المتلقي، هناك تناص مع القرآن الكريم حاضرة في القصيدة كما هو الحال في هذه المقاطع:
"وَقَضى أربابُ الدولة أنْ لا نَعْبُد إِلَّا إياهُم
وَنُخَفّضَ أجنحةَ الذِّلَّة
يا أيتها النفس المقهورة مِن بُؤس الحال"
فمثل هذا الخطاب يجعل المتلقي ينفتح أكثر على النص، خاصة أنه تعود/تكيف/تأقلم على مثل هذا النوع من اللغة، فالشاعر عرف كيف يضم المتلقي لصفه/لفكرته، وهذا ينم عن ذكاء الشاعر وعلى حسن استخدام اللغة المناسبة للجماهير.
لكن الشاعر لا يكتفي بهذا التناص فقط، بل نجده يستخدم عبارات تؤكد التزامه الديني ـ هو ملتزم دينيا ـ لكي لا يشعر المتلقي بأن هناك تجميل في اللغة وحسب، فكانت هذا الفقرات التي تؤكد عمق إيمان الشاعر:
"يا الله
هل كان علينا حَقّاً نصرُ المأزومين
كي ندخُلَ وَاسِعَ رحمتِهِم
وَنَظلّ جماهيراً وُدَعاءْ
كي نبني صَرحاً نَنظُرَ مِنْهُ الله
ندعُوهُ يُفَرّجَ عَنَّا كُربَتنا
يا الله
أيُّ الحِزبينِ سَيُحصي الفتيان"
فهنا أيضا نجد الخطاب الديني لكن ليس من خلال التناص مع القرآن الكريم بل من خلال المقاربة مع تلك اللغة/الخطاب الذي يسمعه الجمهور من رجال الدين.
من خلال هذه اللغة استطاع الشاعر أن يقدم مأساتنا/حالنا المرير، فهو يكشف زيف الحكام ورجال الدين معا، ويعريهم أمام جمهورهم، اعتقد هذه القصيدة أقرب القصائد إلى الجمهور المتدين/العادي ويمكن من خلال مثل هذا الشكل من الخطاب/اللغة أن نغير شيء في الجمهور.
" وَقَضى أربابُ الدولة أنْ لا نَعْبُد إِلَّا إياهُم
وَنُقابلَ بالإحسانِ تَأَفّفَهُم
وَنُخَفّضَ أجنحةَ الذِّلَّة
كَي نَأمَنَ سَطوَةَ مَن أغنتهُ الأقدار
مِن بَعْدِ التّيهِ وَمِن بعد القِلّه
يا الله
هل كان علينا حَقّاً نصرُ المأزومين
كي ندخُلَ وَاسِعَ رحمتِهِم
وَنَظلّ جماهيراً وُدَعاءْ
نَتَلقّفُ حكمَتَهُم
ونُصَفّقَ حتى يُنهِكَنا الإعياءْ
ندعو من أَسّسَ باسم الله إمارتهُ
أن يُمْدِدنا بالزيتِ وبالزعتر
أمّا الأعلونَ بما كَسَبَت بالخفيَةِ أَيديهِم
في عَهدِهِم الّلا ميمون
نستبدِلُ أرضاً أعطتنا يوماً لبناً وعسل
بترابٍ ضاقَ بِأجسادِ الشهداء
لا يمنَحُنا حتى عدساً وبصل
يا أيتها النفس المقهورة مِن بُؤس الحال
فالنُخرِجهُم مِن مِلّتِنَا
كي نبني صَرحاً نَنظُرَ مِنْهُ الله
ندعُوهُ يُفَرّجَ عَنَّا كُربَتنا
يا الله
أيُّ الحِزبينِ سَيُحصي الفتيان
فِتيان تَقبَعُ في كهف البُؤس
تَتَزاوَرُ عنهم شمسُ الحُرية
ذَبُلت في داخِلِهم
آمالٌ كانت ورديه
وكرامَتُهم سلبتها حاجات العيش
سَحَقتها القادات الهمجية"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا