الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البطرك ساكو يؤكِّد: الكلدان والآشوريين، أصلهم يهوداً، لا عراقيين ج1

موفق نيسكو
(Mowafak Nisko)

2017 / 3 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بطريرك الكلدان الحالي الدكتور لويس ساكو: باحث، دكتوراه في التاريخ المسيحي القديم، دكتوراه في مبحث آباء الكنيسة، الجامعة البابوية، 1983م، دكتوراه في تاريخ العراق القديم، السوبورن-باريس 1986، ماجستير في الفقه الإسلامي، أكاديمي وأستاذ اللاهوت في جامعة بغداد، أستاذ كلية بابل الحبرية، أستاذ كلية اللاهوت في المعادي-مصر 1988، مدير المعهد الكهنوتي، عضو الهئية السريانية في المجمع العلمي العراقي، عضو العديد من الجمعيات المسكونية وحوار الأديان في العالم، له مؤلفات عديدة، يتقن أكثر من خمس لغات. (وغيرها).

(موفق نيسكو) لقد ذكرتُ مراراً بالأدلة التاريخية المؤَّثقة: إن النساطرة هم من الأسباط العشرة التائهة من اليهود المسبيين في العراق، وليسوا سكان العراق الأصليين، وقلتُ صحيح أنهم أصبحوا مسيحيين، لكن النظرة القومية الإسرائيلية العبرية بقيت عندهم طول الوقت، خاصة نساطرة الجبال لأنهم عاشوا منعزلين والذين سمَّاهم الإنكليز آشوريين لأغراض استعمارية، (أنظر مقالنا: هل النساطرة الآشوريين هم من الأسباط العشرة التائهة من اليهود، علماً أنه لدي أدلة جديدة كثيرة ستنشر في كتابي القادم "بدعة الغرب لبعض السريان بتسميتهم آشوريين وكلدان"، أمَّا نساطرة السهول الذين سمتهم روما كلداناً حديثاً، فكانت النزعة القومية عندهم أقل لأنهم عاشوا في مجتمع أكثر انفتاًحاً واختلاطاً مع القوميات الأخرى، ولكنهم أيضاً كما يؤكد البطريرك الكلداني لويس ساكو من الأسباط العشرة اليهودية المسبيين.

إن البطريرك ساكو قد أشار إلى هذه الحقيقة أيضاً في كتابه الصغير "خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية ص 7"، إن الكلدان والآشوريون الحاليين لا علاقة لهم بكلدان وآشوري العراق الأصليين القدماء، إنما هم من اليهود المسبيين، قائلاً: وجد المبشرون الأوائل مناخاً مُعد لغوياً ودينياً بين الجاليات اليهودية المتواجدة في سهل نينوى وأربيل وبابل من الأسباط الذين سباهم ملوك الآشوريين تغلاث فلصَّر وشلمنصر ثم نبوخذ نصر الملك البابلي واستوطنوا هناك، ولم يعدوا إلى فلسطين مع عزرا الكاهن سنة 520 ق.م، كما انتشرت في أواسط آرامية وفارسية".

لكن في المقال التالي المنشور في مجلة بين النهرين عدد 24 لسنة 1995-1996م، ص 204-216 بعنوان "كنيسة المشرق وأنطاكية"، ذكر تفاصيل كثيرة حيث يؤكِّد البطريرك ساكو أن أبناء كنيسة المشرق (الكلدان والآشوريين) ليسوا سكان العراق الأصلين، بل هم من اليهود المسبيين، وأن الآراميين (السريان) هم سكان البلاد الأصليين، وبلاد بين النهرين احتضنت المسيحيين المتهودين، وهؤلاء المتهودين استعملوا لغة الرها السريانية، ويُسمَّي كنيستهُ، "المسيحية المشرقية التهويدية"، بل يفتخر أن أبناء كنيستهُ من اليهود في العراق كانوا أكثر عدداً من يهود فلسطين، وأساقفة أورشليم بعد خرابها سنة 70م لم يكونوا من اليهود، بينما أسلافهُ (بطاركة) كنيستهُ الأوائل كانوا يهوداً، ويتسأل البطريرك مفتخراً ص 208: إن لم نكن نحن من أسباط اليهود، فمن إذن غيرنا؟، وكل شيء لدى الكلدان والآشوريين هو يهودي، فهم يرتبطون بعلاقة قربى ودم ولغة ودين وعادات وتقاليد مع اليهود، وبناء (ريازة) كنيسة المشرق، طرازه يهودي، والمزامير والليتورجية (الطقوس)..الخ، كلها يهودية.

(ملاحظتي التوضيحية)
1: ص 207، الحاشية، ذكر البطريرك ساكو نصاً مهماً لأحد كُتَّاب كنيستهُ "برديصان (154-222م)" الذي فرَّق بين نصراني ومسيحي، وهذا صحيح، لأن كلمة نصراني تُطلق كانت على المسيحيين من أصل يهودي فقط، ويشرحها البطريرك ساكو في كتابه الكنيسة الأولى ص 12 قائلاً: النصارى معناها "المسيحيون من أصل يهودي".
(موفق نيسكو) بعد الإسلام نتيجة شيوع كلمة نصراني على المسيحيين، أصبح يستعملها بعض المسيحيين أيضاً بمعنى مسيحي، (باستثناء النساطرة من الكلدان والآشوريون)، إذ يستعملونها للتأكيد على أن معناها (إني من بني إسرائيل)، ففي لقاءات الكاهنان الأمريكيان إيلي سميث وداويث مع مطران أورميا النسطوري يوحانون بين (1821-1829م)، أكَّدَ لهم المطران: إن أسمنا نصراني، لأن أمتنا تستمد اسمها من الناصرة التي ولد فيها المسيح، لكن المطران أضاف: إننا نستعمل كلمة نصراني للتأكيد على أن شعبنا ينحدر من ألأسباط العشرة من بني إسرائيل:
He declared that his nation derive their name nusrany from Nazareth, where Christ was brought up, but added the singular assertion, that they are descended from the ten tribes of Israel.
(المصدر: أبحاث القس إيلي سميث والقس داويث في أرمينيا، والرحلة عبر آسيا الصغرى وجورجيا وبلاد فارس، وزيارة المسيحيين النساطرة والكلدان في أورميا وسلماس، طبعة بوسطن، 1833م. ج2 ص 242).
Researches of the Rev.E.Smith, and Rev.H.G.O.Dwight in Armenia, including a journey through Asia Minor and into Georgia and Persia,with a visit to the Nestorian and Chaldean Christians of Oormiah and Salmas

مع ملاحظة أن هذا كان قبل سنة 1841م، عندما ألَّف آشيل غرانت كتاب "The Nestorians´-or-The Lost Tribe ، النساطرة أو الأسباط الضائعة"، علماً أن النساطرة الوحيدون يرد بطريركهم باسم بطريرك الناصرة في التاريخ، وفي نقش كعبة ئي زردشت لكارتير الزرادشتي 280م تقريباً، ويُسمِّي أبناء كنيسة المشرق، نصارى، و"اليهود المسيحيين"، بينما يُسمِّي الباقين مسيحيين، وجاثليق (بطريرك) كنيسة المشرق شمعون أبن الصباغين +342م كان يُلقَّب، رئيس النصارى "ريشا دنصراي". (جي بي اسموسن، أستاذ الدراسات الإيرانية، جامعة كوبنهاكن، فاتحة انتشار المسيحية في إمبراطورية إيران 100-637م، ص 19-21).

2: يقول ج.ب. سيغال في كتابه الرها المدينة المباركة/ عنوان الطائفة اليهودية: توجهت أنظار التبشير بالمسيحية إلى الطوائف اليهودية في شمال بلاد بين النهرين لكثرتها، فكان التقدم سريعاً لاعتناق المسيحية، لأنهم كانوا أدوات جاهزة، والتأثير اليهودي يظهر بوضوح في كتابات أفراهاط وبرديصان، كاستعمال التقويم اليهودي وبعض المقاطع اليهودية، وكان المسيحيون يطبقون شرائع اليهود كتجنب أكل اللحم قبل إزالة الدم، أكل الفصح مع الخمير، استراحة يوم السبت، الختان، وغيرها، وأول من تصدى لهذا الأمر هو مار أفرام السرياني، ويضيف قائلاً: وبالإمكان اعتبار أن النسطورية بدرجة معينة قريبة جداً لعقائد اليهود. (ص53، و122).

3: إن البابا غريغوريوس الأول (590-604م) كان لديه نفور من اليهودية، وحرَّم الاحتفال بيوم السبت الذي كان منتشراً عند بعض المسيحيين، وكانت شكوكه عميقة ضد النساطرة على أنهم كانوا مثل اليهود (دائرة المعارف اليهودية ج6 ص 90).

4: (ملاحظة): عدد اليهود المسببين إلى العراق كان أكثر من500 ألف شخص: شلمنصر الثالث، أكثر من (200,000 ألف)، سرجون الثاني، (27,290)، سنحاريب، (200,150)، أمَّا الذين سباهم نبوخذ نصر فكانوا أربع دفعات، ويقدر عددهم (62-70 ألف) (أنظر برفسور التاريخ الكنسي رئيس جامعة أبردين البريطانية د. سميث آدم، أورشليم، مج2، لندن 1908م، ص 268-270، وأنظر سفر 2 ملوك 24، 14-16، وإرميا 52: 30 ، وغيرها)، وإن الذين رجعوا من اليهود المسبيين مع عزرا الكاهن سنة 520 ق.م (42,360 فقط من أصل يهودي معروف)، (مع 7,337 من العبيد والمغنيين) (نحميا 7: 66).

5: في 9 آذار 1950م صدر قانون إسقاط الجنسية عن اليهود العراقيين ونشر في مجلة الوقائع العراقية عدد 2816، وكان عددهم (21,877)، الموصل 10,429، أربيل 5071، كركوك 3863، السليمانية 2514، وباقي الرقم من أصل النصف مليون يهودي المسبيين والذين تكاثروا، هم الكلدان والآشوريين الحاليين الذين يتكلم عنهم البطريرك ساكو.

6: إن البطريرك ساكو استند إلى مصادر كثيرة وجديدة، وأشار ص 211 إلى كتاب نادر يمتدحه كثيراً، هو، "كنائس المشرق" للدكتور عزت زكي، الذي كنتُ قد اقتبستُ منه، ولكثرة التفاصيل والمراجع، ووجود صورة البطركين الشقيقين على غلاف المجلة، فضَّلتُ أن أرفق مقال غبطة البطريرك لويس ساكو بذاتهُ، أمَّا تعليقي على علاقة أنطاكية وغيرها، ستكون في جزء ثاني، وربما ثالث. (وهذا هو المقال على الرابط).
http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarikh_Skafe/Mowafak_Nisko/35.htm








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال غير موفق
كنعان شـــماس ( 2017 / 3 / 25 - 20:33 )
يا اخ موفق ايعقل كان هناك قادة وملوك اشـــــوريين اغبيــــــاء الى درجة ان احدهم يســــحل معه اكثر من (500) الف شخص يهودي من فلسطين الى بلاد النهرين ؟؟؟؟ كيف اطعمهم واشربهم كيف حملهم وهل ساروا مشيا على الاقدام وكم استغرق السفر ؟؟؟ يشبه هذا ال ( الميتا تاريخ ) التاريخ الكذب الذي حشوا به روسنا ... فجهز الخليفة جيشا وارسله الى معركة القادسية ... واخر الى معركة اليرموك فصار طشار الفرس والروم ماله والى مع ان الحصان يحتاج الى 45 لتر من الماء يوميا وهذا لاايقدر عليه حتى الجيش الامريكي ولو غربلت ونخلت تراب القادسية واليرموك لن تعثر على هيكل عظمي فيه كسر او كسرة سيف او سكين ؟؟؟ يا اخ موفق كان من المفيد ان تختم مقالك ب ( اما ابناء الامبراطورية الاشورية فقد تبخــــروا عن بكرة ابيهم ولم يبق منهم الا تمثال الثور المجنح الذي تكفل بتهشيمه بالدريل مهوسو دولة الخلافة التي رايناهم بالصوت والصورة ) يارجل ارحموا عقولنا المتواضعة ؟؟؟

اخر الافلام

.. -لم يقل لنا المسيح إن العين بالعين-.. -أسقف سيدني- يسامح مها


.. رحيل أبو السباع .. 40 عاماً من إطعام زوار المسجد النبوي




.. بعد 40 عاماً من تقديم الطعام والشراب لزوار المسجد النبوي بال


.. الميدانية | عملية نوعية للمقاومة الإسلامية في عرب العرامشة..




.. حاخام إسرائيلي يؤدي صلاة تلمودية في المسجد الأقصى بعد اقتحام