الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراعات الكوردية هل توأد الحلم الكوردي؟!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2017 / 3 / 25
القضية الكردية



بير رستم (أحمد مصطفى)
إن تاريخ الصراعات الكوردية الكوردية _وللأسف_ ليس بجديد أو مرتبط بالوجود والصراعات الحزبية الحزبية، إن كان بين العمال والديمقراطي الكوردستاني أو بين الاتحاد الوطني وهذا الأخير وعلى الأخص في منتصف التسعينيات من القرن الماضي حيث شهد صراعاً دموياً بين الأحزاب الكوردية في العراق والتي راحت ضحية ذاك (الصراع الأخوي) ما يزيد عن أربعة آلاف من البيشمركة لدى الطرفين، ناهيكم عن الجرحى والمصابين وما لحق من كوارث بعوائل تلك الضحايا، بل الصراع الكوردي الكوردي _ومثل باقي شعوب المنطقة_ تعود لفترات سابقة إلى حيث الانقسام القبلي العشائري وأحياناً الديني المذهبي وقد شهدت فترة الحكم العثماني خاصةً ذروة تلك الصراعات والتي كانت تغذيها السلاطين العثمانيين بهدف إضعاف مكونات الخلافة وبالتالي تُسهّل عليهم قيادتها وحكمها والتي دامت لأكثر من أربعة قرون حكمت من خلالها بالقهر على جغرافية امتدت لحدود أوربا.

وهكذا وبالعودة لسؤالكم عن قضية الخلافات والصراعات بين العمال والديمقراطي الكوردستاني ومن أشعلها والمستفيد منها، فإننا يمكننا القول؛ بأنه وبحكم العلاقات الأخيرة بين كل من حكومة إقليم كوردستان (العراق) والحكومة التركية من جهة ومن الجهة الأخرى الصراع السني الشيعي على المنطقة ونفوذ إيران القوي لدى المركز بغداد ومحاولات تركيا لأن تكون لها موطأ قدم في العراق _وهي التي ما زالت تطالب بلواء الموصل كأحد (حقوقها التاريخية)_ فإن تركيا تدفع الأمور بين الحزبين إلى التصادم وقد حدث مؤخراً بعض تلك المناوشات كما تابعنا في "منطقة شنكال" وبالتالي فإن قضية من أشعلها يمكن الاستنتاج من مسألة من يكون المستفيد الأكبر منها وبقناعتي؛ فإن الحكومات الغاصبة لكوردستان وعلى رأسها تركيا هي وحدها المستفيدة من تلك الخلافات والصراعات بين الحزبين الكورديين.

أما بخصوص تصريح "وزير الدفاع التركي وهو يقول: سنتحالف مع حزب برزاني في عملية عسكرية ضد حزب أوجلان". فأعتقد بأن الرجل لم يأت بجديد، بل لم يصرح بما هو غير معلن أساساً حيث العلاقات التركية مع الحزب الديمقراطي معلومة ومعروفة وهناك الزيارات الدورية المتبادلة بين قيادات هولير (أربيل) وأنقرة وتلك العلاقات لا تقتصر على الجانب التجاري ومدخل "إبراهيم خليل" كبوابة تجارية بينهما أو على مسألة وصول البترول من كركوك لميناء جيهان التركي، بل وصل الأمر إلى مسألة التنسيق العسكري وفتح مقرات وقواعد عسكرية تركية على أراضي إقليم كوردستان وتدريب البيشمركة وإن تركيا تحاول حقيقةً الاستثمار في هذا الجانب للهيمنة على الإقليم وذلك لخلق نوع من التوازن _بحسب الإستراتيجية التركية_ مع إيران والتي لها نفوذها كما نعلم في بغداد وصولاً لمدينة السليمانية؛ القطب الكوردي الآخر في الإقليم والخاضع لتحالف حزبي كوران والاتحاد الوطني الكوردستاني.

وبالتالي فإن تركيا _وكذلك إيران_ متفقتان في دفع الأمور بين الأطراف الكوردية إلى حد الانفجار والاقتتال وقد اجتمع مسئولي البلدين أكثر من مرة _حتى في فترة الخلافات الأخيرة هذه وذلك للتأكيد على قضية "وحدة الأراضي العراقية السورية" أو بحجة أمن وسلامة المنطقة_ وهكذا فإن قضية الخلافات الكوردية و"هل تهدد مشروع الدولة بالعراق وتجهض الحكم الذاتي بسوريا"، كما جاء في سؤالكم قبل الأخير وهو سؤال مشروع ومهم بالمناسبة، بات يقلقنا جميعاً كوننا ندرك بأن ليس من مصلحة كل الأطراف _وعلى الأخص تلك الغاصبة لكوردستان_ أن يتحقق مشروع "الدولة الكوردية" في إقليم كوردستان، كما يدعو لها السيد مسعود باراني؛ رئيس الإقليم وكذلك أن يتحقق "الإدارة الذاتية" أو"الحكم الذاتي" للكورد بسوريا وهذه هي الإستراتيجية التركية وقد صرح عدد من القيادات التركية بذلك من خلال الإعلام، لكن هل ينجح الأتراك في سياستهم تلك.. أعتقد؛ لا أحد يملك الإجابات الوافية عن السؤال والمستقبل، لكن ومن خلال قراءة معطيات الواقع وما يجري على الأرض من تحالفات دولية وإقليمية، فإن الأمور تتجه لصالح الكورد وليس لصالح المشروع التركي حيث نرى كل من الدعم الأمريكي والروسي وحتى الغربي الأوربي للكورد قوي وعلى حساب المصالح والمشاريع والأجندات التركية والتي جعلت القيادات التركية وعلى رأسهم رئيس الدولة يصرح ويقول: بأن الأمريكان يتخلون عنا لصالح "جماعات إرهابية" قاصداً الكورد طبعاً.

وأخيراً وبخصوص ما طرحت من أن "اتهامات الخيانة والعمالة المتبادلة بين الطرفين تقود الأكراد لأي طريق"، فيمكنني القول وبقناعة شبه مطلقة؛ بأنها لن تتعدى بعض المناوشات _على الأقل في المدى القريب والمتوسط_ وذلك على الرغم من كل المحاولات الإقليمية وعلى الأخص التركية وذلك لأسباب عدة إقليمية داخلية ودولية وأهمها، ما يشكله الكورد والقوات الكوردية وعلى جانبي الصراع الكوردي من "بيشمركة" و"قوات حماية الشعب" كأفضل قوات محاربة للميليشيات الإرهابية التكفيرية من "داعش" و"النصرة" وغيرهما من المجاميع التكفيرية السلفية وبالتالي فإن حاجة القوى الدولية وعلى رأسها أمريكا ما زالت كبيرة لأن تبقى تلك القوات قوية لا تدخل في صراعات داخلية بينها بحيث تضعف قدراتها وقد رأينا وفي أول اشتباكات _أو بالأحرى مناوشات_ على الأرض وتحديداً في "شنكال"، فإن كل من الأمريكان والغرب (الألمان) ضغطوا على الطرفين الكورديين لعدم دفع الأمور للمواجهات العسكرية الكبيرة والخطرة.. وهكذا يمكننا الاستنتاج بأن الأمور ما زالت تحت السيطرة ونأمل أن تفشل السياسة التركية في إشعال المزيد من الحروب الداخلية بين الأطراف الكوردية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا


.. مخاوف إسرائيلية من مغبة صدور أوامر اعتقال من محكمة العدل الد




.. أهالي الأسرى الإسرائيليين لدى -حماس- يغلقون طريقاً سريعاً في