الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غواية السماء

بكر الإدريسي

2017 / 3 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لكي نفهم النشوة التي تقود الانتحاري ليفجر جسده؛ علينا الوقوف والتأمل في الصورة التي رسمها الإسلام للرجل، أو بالأحرى المخطط الإلهي لجسده.
إن الإسلام يريد من الرجل أن يكون "قضيباً " في الدنيا والآخرة وعلى هذا الأساس الشبقي يتعامل معه.
ونحن نعرف ذلك من خلال:
1- العلة الجنسية لوجود المرأة والحورية.
2-القيمة الرمزية للعلامة الفارقة التي تميز المسلم عن غيره، حيث اختار الإسلام أن يكون موضعها القضيب وأمره بختنه، وربما لهذا الختان سمة جمالية كنوع من الوشي والزينة.
3- وكيف أنه عندما أراد تحريم "التبني" لم يجد غير القضيب ليحسم به الأمر فتزوج الأب قرينة ابنه المتبنى.
فالرجل بالمقابل يتماهى مع هذا المخطط وكله شُكر وامتنان أو فرح وهيام بحكمة خالقه.
فيشحذ آلته لتنكح مثنى وثلاث ورباع و من الجواري ما يشاء...
فالقيمة القضيبة أساسية في الدين الإسلامي الذي يحثه على النكاح والتناسل ويخبره بأنه مأجور خيراً في ممارسته الحميمية الدنيوية وموعود باللذة الأبدية الكاملة في الجنة.
فمن يحمل هذا التصور القضيبي عن كينونته؛ حينما تُغويه السماء وتنتزعه من الأرض، يشف قلبه وجداً ويجف دمه لهفة وكمداً على - حوريات عذراوات مستديرات الأرداف و النهود ممشوقات القوام والقدود مبللات بالعطور المهيجة متمايلات بنشوة الخمور المعتقة - يتفجر حينها ويسعى لتفجير جسده للذوبان والخلود في الشبقية الفردوسية.
بالمخيلة الخصبة ندرك النشوة التي يشعر بها عاشق الحور المخمور بالسماء والتفجير المزدوج الذي يحدث داخله وخارجه.
فالمرشد أو القائد حينما يجهز المجاهد للعملية الانتحارية يتعامل معه على هذا الأساس الشهواني، ويقنعه بأنه عريس ماضي "للعرس الأكبر" فعندما يستشهد يزف مع كوكبه من الحور العين.
وبالمناسبة " العرس الكبير" هو الاسم الذي أطلقته القاعدة على عملية 11 سبتمبر.
ويحق لنا هنا أن نحتار في أمر المرشدين والقادة عندما يصطفون لأنفسهم عددا من الزوجات والقيان أو يؤسسون "للحرملك".
أهم حقاً أستجابوا لهدف الإسلام من أن يكون الرجل قضيباً ؟
أم أنهم لم يثقوا بما وعدهم به الخالق بعد الموت فخلقوا فردوساً أرضياً موازيا لجنة ربما تكون خيالية ؟
وإلا لماذا لا نسمع أن أحد الشيوخ قام بنفسه بعملية انتحارية؟
إن الحديث هنا ينصب ويتمركز على لحظة النشوة وقابلية التفجير الذي يحدث في دواخل الانتحاري، والتصور القضيبي الذي يسبقها.
وليس القصد رصد العوامل والأسباب التي أنتجت ظاهرة الإرهاب.
فكما تحدثنا عن حث الإسلام الرجل على عدم كبت طاقته الجنسية.
نستطيع أيضاً أن نبرهن على تحقيره للذة والشهوة الدنيوية وذاك أمر طبيعي فكل الديانات والفلسفات قد تدعوا للشيء ونقيضه.
فالمؤمن عندما يمارس الجنس تكون غايته إشباع لذة دنيوية وضيعة، يعتقد انها تعطيه فكرة فقط عن اللذة الكبرى المؤجلة لما بعد الموت في الفراديس والجنان بصحبة حوريات كلما أفتضهن عدن عذراوات.
لذلك ينظر للمرأة بحقارة بعد قضاء وطره منها، لأيمانه بأنها نسخة مشوهة شيطانية عن الحور العين الأكثر نقاءً وطهارةً وعذوبة وأنوثة.
تشهد على ذلك نصوص من التراث مثل :
(اللهم إني أعوذ بك من شر منيي )
( المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان )
( أكثر ما أخاف على أمتي من الرجال النساء )
هذه القراءة التي تبدو وكأنها مناقضة للأولى، تؤدي لنفس النتيجة وبتأثير مضاعف لأن التركيز على القضيبية الأخروية وتحقير الدنيوية يعطي تصوراً للرجل بأن قضيب الدنيا وضعت غلمته في مهبل الجنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل دعا نتنياهو إلى إعادة استيطان غزة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. روسيا تكثف الضغط على الجبهات الأوكرانية | #غرفة_الأخبار




.. إيران تهدد.. سنمحو إسرائيل إذا هاجمت أراضينا | #غرفة_الأخبار


.. 200 يوم من الحرب.. حربٌ استغلَّها الاحتلالِ للتصعيدِ بالضفةِ




.. الرئيس أردوغان يشارك في تشييع زعيم طائفة إسماعيل آغا بإسطنبو