الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعتقال السياسي وعقم المعارضه

عطا مناع

2017 / 3 / 27
حقوق الانسان


الاعتقال السياسي وعقم المعارضه

للحظة تشعر انك تسبح عكس التيار، وتعود لتفكر ببعض العمق لتكتشف انعدام التيار، وخاصة عندما تقف بعجز امام الفكر الغير منطقي من وجهة نظرك التي تبدو للوهلة الاولى غير منطقيه وأنت امام قضايا تعتقد انها تعكس واقعية المرحله.

الاعتقال السياسي، ويعني ان تحتجز الاجهزة الامنية الفلسطينيه مواطن على خلفية معتقده، أو لأنه نشيط ميدانياً ضد السلطة، وبالطبع لم يعد الاعتقال السياسي الذي يستهدف النشطاء والمعارضين لسياسات المنقسمين مجرد غيمة عابره، انه جزء من التكوين القمعي لشعبنا، انه اجتثاث وإعادة صياغه للفكر الوطني الفلسطيني.

ما يلفت تصميم المعارضين على تقمص الصدمة وهم يعبرون عن رفضهم للاعتقال السياسي !!!!! مع العلم ان الواقع الفلسطيني المتغير بتسارع من الصعب مجاراته لأننا اسدلنا الستار على مرحلة الثوره لصالح عصر السلطه، والسلطة عبر التاريخ تعبر عن نفسها بالهراوة والسجن وأدوات قمعية هدفها شطب الوعي وتضييق دائرة المعارضه.

الفكر المعارض عندنا لا زال متمسكاً بشهر العسل، هذا اذا كان هناك شهر عسل، والمعارضة الفلسطينية تخفي عجزها بالرفض السلبي لسياسات السلطه، وبتعبير ادق فان شعار الرفض وكفانا الله شر المواجهه ولو على الطريقة الغاندية، لكن لماذا تحولنا لمجرد كم زائد يخفي رأسه في رمال الرفض التي تعفينا من رفع الصوت لصالح قضايا مطلبيه بسيطه ؟؟؟

العلاج بالكي، فالفكر كما الجرح يدخل في مرحلة التعفن التي تفقدك الاحساس بالعضو الذي لم يعد فاعلاً، هذا يدفع بك للإيمان بالغيبيات والغرق في بحر من التأمل الصوفي لتكون فريسة للعدم الذي لا قاع له، انها الاسقاطات التي تفرض عليك من نصف الكأس الفارغ، هذا النصف الذي تحول لنقيض نظري لا فعل له تجاه عمليات القمع التي يتعرض له.

ان تكون ردة فعل المعارضه على الاعتقال السياسي "بلعم" يعمق ألازمه، عدم استيعاب الاعتقال السياسي يؤجل المواجهة الديمقراطيه، لكن لذلك استحقاقات، والاستحقاقات تتطلب من المعارضه ان تتخذ مواقف صارمة بحق نفسها، وهذا يعني التقشف وإدارة الظهر للمصالح الذاتيه والتبعية السياسية المقيدة بالمصالح ألاقتصادية التي يحلو لنا تسميتها بالاستحقاقات.

مناهضة الاعتقال السياسي والقهر الاقتصادي والفساد والتطهير الفكري تتطلب فك الارتباط مع واقع القهر، بذلك ينسجم الشعار مع الممارسه، وبذلك قد تتصالح جماهير الشعب مع المعارضه التي لا تختلف من وجهة نظر الكثيرين عن السلطه، لا بل نجد معارضات تبرر عمليات القمع سواء بالصمت او موقف اللاموقف، ولذلك تحتاج المعارضه لإعادة بناء وإنتاج قيم ووجوه تحمل موقف واضح وتتقدم حركة الشعب اذا جد الجد.

مناهضة الاعتقال السياسي تعني، فك الارتباط الذي لا يخضع لردة فعل كتجميد المشاركه في الانتخابات البلديه على سبيل المثال، انها تتطلب النأي بالذات وعدم القبول بدور الكومبارس، صحيح ان بعض المثقفين يعتقدون بغير ذلك، لكن الواقع هو الحكم، والواقع ينذر بالكارثة القادمة، كارثة تعصف بالوقع المعيشي ووجود المواطن، طبعاً الواقع الوطني واضح للأعمى.

لقد اثبتت المواجهة الفردية للاعتقال السياسي وغيره من اساليب القهر للمجتمع عدم نجاعتها، لان الحلول لا تأتي من خلال الافراد، والتغني بالحلول الفردية كمن يحاول ان يخفي الشمس بإصبعه، وبتعبير اوضح انه اداء سافر وواضح يدفع باتجاه جر شعبنا للمسلخ والتطهير الطبقي لتسيطر مجموعة بعدد اصابع اليدين والقدمين على الشحيح من مقدراتنا وبالتالي ان نتحول لبقرة وجدت لتُحلب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين: ما رأيته في غزة ي


.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة




.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل


.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون




.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة