الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رفع علم الأقليم في كركوك / مخالفة دستورية وقانونية

عبد الجبار نوري
كاتب

2017 / 3 / 27
مواضيع وابحاث سياسية



رفع علم الأقليم في كركوك/ مخالفة دستو رية وقانونية
*عبدالجبارنوري
كركوك خامس أكبر المدن العراقية من حيث عدد السكان البالغ 5-1 مليون حسب التخمينات الأحصائية في 2014 ، وتعتبر أحدى أهم المدن التي تمتلك أكبر الحقول النفطية ، وهي مدينة تأريخية يعود عمرها لأكثر من خمسة آلاف سنة ، وكركوك مركز المحافظة ويتبعها أقضية الحويجة وداقوق وناحية الدبس ، ومن معالمها الأثرية : قلعة كركوك ، قيصرية كركوك ، وقلعة جرمو ، ومبنى القشلة ، وفيها ستة حقول نفطية أكبرها في مدينة كركوك ، ويبلغ المخزون النفطي 13 مليار برميل ، ويصدر النفط الشمالي عن طريق نفط أنبوب نفط الشمال إلى ميناء جيهان التركي ، وكركوك عبارة عن عراق مصغّرفيه أطياف عرقية ودينية عديدة ، حيث أطلق الباحثون وعلماء الأجناس البسشرية على كركوك أسم ( متحف أثنولوجي ) فيها المكونات الرئيسية الثلاث الكرد والعرب والتركمان أضافة إلى الكلدو آشوريين ، وتكون المشاركة السياسية حسب قانون انتخابات المحافظات في 2010 ، نسبة 32% لكل واحد من المكونات الثلاثة ونسبة 4% للمكون المسيحي .
رفع العلم وتداعياته المؤثرة على النسيج الأجتماعي والمستقبل السياسي
في 21-3-2017 أمر محافظ كركوك نجم الدين كريم وهو من حزب الأتحاد الديمقراطي الكردستاني برفع علم الأقليم على البنايات الحكومية في المحافظة ، وقد أثيرت هذه الزوبعة الأعلامية بسبب التناقض الشديد بين الأحزاب الكردية في كركوك على النفط المصدر من خلال أنابيب تمر بالأقليم ، وكذلك أثارة مسألة العلم لأن المحافظة على أبواب أنتخابات المجالس المحلية ، وأصبح التنافس على أشده في كسب الناخب ، وهو نفسه محافظ كركوك الذي أثار أقلمة كركوك وقبرصته في بداية السنة الحالية ، وعلى ما أعتقد أن حركة المحافظ في رفع علم الأقليم غير موفقة وذلك :1- يؤدي إلى أثارة المكوناة الأخرى المتعايشة لقرون عديدة إلى صراعات فكرية وأعلامية ، ويلحق ضرراً بالهوية التعددية الثقافية والقومية . 2- أضافة إلى القلق الداخلي الذي أثار غضب جميع المكونات في عموم المحافظة في أجناسها المتعددة ، وهناك قلق أقليمي وقلق عالمي وأممي من قبل أمريكا والأتحاد الأوربي ، وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق ( يونامي ) . 3- ورفع العلم بهذه الطريقة المتطرفة حسب منطق القوة لا حسب قوة المنطق وبطريقة غير حضارية مستلبة الحوار الديمقراطي ، سوف يخلق مناخاً سياسيا ونفسيا مضطربا في أثنوغرافية المحافظة على المدى القريب والبعيد ، وأن لا ينسى المحافظ أن كركوك مرتبطة بالمعادلات الأقليمية والدولية .
كاكا نجم الدين تريّثْ أمامك عدة "نقاط نظام"!!!
1-نص الدستور على أن كركوك من صلاحيات الحكومة المركزية الأتحادية ، ويحاسب عليه المحافظ قانونا ، لأن محافظة كركوك من المحافظات الغير منتظمة بأقليم ، أي من المحافظات التي ترتبط بالحكومة المركزية الأتحادية في بغداد ، فلابد أن تلتزم كركوك بالقوانين المركزية .
2- مخالف لقانون العلم العراقي لسنة2008 ، ونظام العلم رقم 16 و33 لعام 1986 النافذ حاليا ، يعتمد العلم العراقي وحده على الدوائر الحكومىة. فرفع العلم مخالفة للدستور والقانون معا ألا بعد موافقة البرلمان العراقي .
3- وأن كركوك ليست جزءاً من الأقليم ، ولا يمكن ضمها إلى الأقليم ألا بعد أنجاز المراحل الثلاثة( التطبيع والأحصاء والأستفتاء ) طبقا للمادة 140 ، لآن المحافظة لا زالت ضمن الأحكام الدستورية كمنطقة متنازع عليها .
4- ثم أن أسم المحافظة التأميم وليست كركوك ، أن أستخدام أسم كركوك يحتاج إلى قانون للتبديل
وأخيرا/ أن رفع العلم من قبل المحافظ هو جس نبض الشارع العراقي برمته ، ومعرفة أتجاهات الأحزاب الكردية لأن المسألة وما فيها : لا تتعدى رفع العلم بشكلٍ مؤقت مدة أعياد نوروز ، وينزل بأنتهائه ، ثم ان العرب والتركمان لهم رأي- كما هو رأي جميع العراقيين- أن كركوك محافظة " عراقية " حتى يبت بأمرها البرلمان العراقي ، وأملنا كبير أن يسود التعايش السلمي في المحافظة الغنية دوما وأبدا ، وأن أثارة مثل هذه التناقضات الجدلية وفي هذا الوقت العصيب ونحن نخوض حربا شرسة غير مسبوقة في تأريخ البشرية في معادلة نكون أم لا نكون !!! هي مساعدة برابرة التأريخ على أحتلال وطننا العراق ....
*كاتب عراقي مغترب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير من الحرس الثوري الإيراني في حال هاجمت اسرائيل مراكزها


.. الاعتراف بفلسطين كدولة... ما المزايا، وهل سيرى النور؟




.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟


.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟




.. طهران تواصل حملتها الدعائية والتحريضية ضد عمّان..هل بات الأر