الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام والحضارة...ماذا يريد المسلمون منها؟

بولس اسحق

2017 / 3 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا زال المسلمون يرددون: نعيب زماننا والعيب فينا**** وما للزمن عيب سوانا
وبعد كل هذه الاحداث الدامية التي تمر بها المجتمعات الإسلامية والتي يعاني منها العالم أيضا من جراء الاعمال الإرهابية التي بمجملها يقوم بها المسلمون، اليس من حقنا ان نسأل ماذا يريد المسلمون من العالم ؟؟ وكلنا نعلم بان العالم الاسلامى بينه وبين باقي الامم مئات السنين، فهو الآن يعيش فترة الانقسامات مع وجود بعض الاصوات التي تدعوا الى العلمانيه اسوة بالشعوب والامم الاخرى التي تدين بالمسيحية اواليهودية او البوذية اوالهندوسية، الا ان قبول العلمانية تحت ظل الإسلام يعد امرا من مستحيل المستحيلات، لان هناك فروق بين الاديان التي قبلت العلمانية وبين الاسلام، وعلى سبيل المثال لو أخذنا المسيحية مثلا، فاننا نجد ان بها نصوص من السهولة تطويعها لكى تقبل العلمانيه(المؤمن من يعلم الفرق بين القيصر والله) بينما لكى يتقبل المسلمون الامر سيكون عليهم ان يتخلوا عن جزء اساسى من عقيدتهم وهذا لن يحدث مطلقا الا بانتهاء الاسلام...لان الاسلام دين ودولة...بينما من وجهة نظر المسيحية واليهودية وباقي الاديان في وقتنا الحاضر على الاقل...العبادة شيء يخص العبد والهه وليس من حق احد التدخل بها او فرضها على الناس...فالكنيسة والكنيس والمعبد مفتوحين لمن يرغب ان يصلي لألهه ويناجيه ولا احد يمنعه...ولا رابط بين السياسة والدين وبين الدين والسياسة...اعطي لقيصر ما لقيصر وما لله لله وانتهى!!
بينما وعلى النقيض تماما فان غالبية المسلمين جاهلهم وعالمهم يرفضون قبول العلمانية، ويعتبرونها كفرا بواحا، وينادون ويطالبون ليلهم مع نهارهم، بإقامة دولة دينية تطبق فيها الشريعة الإسلامية رافعين شعار الإسلام هو الحل...اي ان السياسة مستنبطة من الدين...اي خلط الدين بالسياسة والسياسة بالدين والا لن تقوم لتلك الدولة التي ينادون باقامتها قائمة...وبشعارهم هذا هم على ما يبدو يريدون إرجاع الناس لزمن الخيمة والجمل، متناسين ان هذه الدولة والشعائر التي يطالبون بها لا تصلح للزمن الحديث، ولو تحقق حلمهم هذا في إقامة دولتهم وتطبيق شعائرهم، فهذا معناه تدمير الحضارة والحداثة، لان عبادات الإسلام بمجملها،من حدود الإسلام ومعاملاته واوامره ونواهيه...غير قابلة للتطبيق في هذا العصر، فالبشرية تتطلع الى الامام في محاولة لاكتشاف المجهول، بينما المسلمون اثناء مسيرهم يتعثرون ويقعون لانهم يتطلعون الى الخلف، في محاولة منهم لإعادة ماضيهم التليد الزاهر المجيد كما رسمه لهم رواتهم وكتابهم حتى دون النبش بهذه المراجع للتاكد من صحة او كذب ما نقل اليهم، وهذا من مستحيل المستحيلات، فعشم ابليس في الجنة من الممكن ان يتحقق اما احلامهم هذه فمليون مليار كلا وهم يدركون ذلك، لذلك فالمسلمون أيامنا هذه ولكي يحافظوا على بقائهم هم امام خيارين....فأما ان يدمروا المدنية والحضارة الحديثة ليتسنى لهم إقامة دولتهم، واما ان يقوموا بتطوير قرانهم وذلك بحذف الآيات التي تحض صراحة على الإرهاب وقتل غير المسلمين، والآيات التي تدعو لعدم المساواة بين المسلم وغير المسلم، وبين الرجل والمرأة، والآيات التي تشرع لعقوبات بربرية همجية، وهذه الآيات هم يعلمون اكثر من غيرهم وواثقين بانها لم تكن صالحة منذ صدورها، فيما لو نظروا اليها بعين ثاقبة ومحايدة وليس بنظرة ايمان وتقديس مسبق اعمى...أي بما يعني قيامهم بإصدار نسخة جديدة منقحة معدلة من القران!! وانا متأكد ان غالبية المسلمين العظمى سيكونون مجمعين على الخيار الأول لان تطبيقه اسهل كثيرا بنظرهم من الخيار الثاني، حتى لو تطلب ذلك دمار البشرية فيها لو كان مستطاعا...أي سيفضلون إعادة الناس لزمن الخيمة والجمل، وهذا جل مبتغاهم وامانيهم ومسعاهم، لانهم فقدوا كل امل، وانه بات من الصعب عليهم اللحاق او الوصول ولو لمنتصف الطريق وليس الى نهايته لما قطعته باقي الامم، فلا مناص لهم للهروب من هذا المطب، الا بالمطالبة للعودة الى زمن الرسالة وذلك بإرجاع الناس لزمن الخيمة والجمل والغزوات والسبي والغنائم والاغتصاب https://www.youtube.com/watch?v=1pn5Elq19q4
والتهديد بالعبارة الربانية الالهية اسلم تسلم http://www.memritv.org/clip/en/1934.htm بعدما فقدوا كل الآمال التي من الممكن ان تساعدهم للارتباط مع باقي الأمم والحضارة الحديثة!!
ولا اخفاكم فانه تبادر الى ذهني طريقة ثالثة وهي قريبة من الخيار الثاني....ماذا لو فكر المسلمون بإلغاء كل الآيات المنسوخة، ويكتفون فقط في كتابهم على الآيات الصالحة؟ لان الآيات المنسوخة وبما انها نسخت، فهذا يعني بانها لم تعد صالحة ولا حاجة لها...وبقائها في القران من عدمه سواء،لانها مجرد حشو وتسبب الضياع واللخبطة في معظم الأحيان... فبما أنها غير صالحة وغير مطلوبة منهم في ما بعد والا لماذا نسخت... إذاً ليقوموا بازالتها! فلماذا يا ترى لا يعمل قادتهم الدينيون على ذلك؟
وهنا تبادر إلى ذهني الجواب... وهو أنهم إذا أزالوا الآيات المنسوخة...فماذا سيتبقى من القران وهنا الطامة الكبرى...فالذي سيتبقى مجرد آيات العنف والبربرية... ولو ازيلت فمعنى ذلك انه لن يكون بامكان المسلمين استعمال مبدأ التقيه والخديعة والتلون كالحرباء....لأنه بكل بساطه ما سيتبقى من القران لن يكون الا عبارة عن آيات القتل والجهاد والجزية وقطع الأطراف والرقاب... فالقرآن جله تهديد ووعيد وعذاب ونيران وسلخ وشي وصلب وتقطيع أطراف ورقاب وصم وعمى ودواب وسلاسل وحرق وفقئ عيون وتعليق وسحل وبطش وسادية ووحشية وعتل زنيم...والباقي نكح ونكاح...ولك أن تتخيل كتاب يقولون عنه بانه "سماوي" بتلك المحتويات البشعة!!
وبالمختصر ومما لا يخفى على أحد، فان القران بكل حروفه وكلماته الواردة فيه لا يشجع معتنقيه على حب الحياة والتمسك بها والعمل على ازدهارها، بل على العكس فالقرآن يقول لاتباعه أن الدنيا هي عبارة عن ممر وليست لهم كمقر لذلك لا داعي لأشغال رؤوسهم بأعمار شيء سيتركونه عاجلا ام آجلا.. وأن الدنيا لا خير فيها .. وأنه كل ما عليك فعله هو أن تقضي ما كتب لك من عمر في هذه الحياة بالحروب والقتال لنشر أفكار محمد والهه، وبالتزاوج من اربع نساء لإكثار اعداد تابعيه ليباهي بهم الأمم، دون الاخذ بالاعتبار الأحوال والمحن التي سيواجهونها... كذلك فان كل مفردات العلم والعلماء الواردة في القران لا تعني العلم بحسب مفهومنا، وانما المقصود هو العلم الشرعي، لان القرآن يشير الى أن العلماء هم من يحفظون مؤلفات محمد واصحابه، وليس من يقضون جل وقتهم واهتماماتهم في المختبرات والمعامل والمصانع.... فالعالم عند الغالبية العظمى من المسلمين... هو من يحلق رأسه صفرا، ويسربل لحيته، ويحف شاربه، ويقصر دشداشته، ويردد اثناء كلامه بمناسبة وغير مناسبة جُمَلَهُ : "الله جلّ وعلى" ولا يذكر اسم محمد الا بعبارة "سيدنا محمد صلى لله عليه وآلة وسلم "....أي يبسمل ويحوقل وكل من امتلك هذه المواصفات والبهلوانيات فأنه عالم العلماء في نظر المسلمين الأتقياء!!
وبسبب التغييب وغسيل المخ الذي تعرض له المسلمين ومنذ الصغر ويتعرضون له في الكبر من قبل شيوخهم وائمتهم، لم يعد يمتلكون النظرة النقدية المحايدة لدينهم، فباتوا وبلا وعي يدعون بان دينهم هو لب الحضارة والتفتح والتقدّم.... بل ان بعضهم يذهب إلى ابعد من ذلك فيقول معنف ومتجهماً كالواثق من أقواله التي لا يأتيها الباطل... بأنّ سبب تخلف المسلمين هو لعدم تطبيق الشريعة بحذافيرها... أي انه يعني بذلك العودة الى قطع يد السّارق، قتل المرتد ،عدم سماع الموسيقى، عدم الرقص، مقاتلة البشرية الغير مسلمة، عدم السماح للمسلم بنقد الدين وان تطبيقه والأخذ به مُسَلِّم به بدون إعمال العقل، تطويل اللحي ولبس القمصان القصيرة والخِفاف، عدم الاختلاء بامرأة مهما كانت الأسباب...عدم دخول الحمام الا بالرجل اليمين والاستنجاء بثلاث حجرات.... إلخ... وإذا طُبقت هذه التعاليم فحينها يكون بإمكان المسلمين منافسة أعظم دول العالم، لا وبل هزيمتها... فهذه هي العقلية التي تمتلكها خير أمة أُخرجت للناس!! ولِنفترض جدلا انه فعلا بسبب عدم تطبيق الشريعة الإسلامية هو السبب في تخلف المسلمين، ولا سبيل امامهم للوصول الى التقدم والازدهار الا بتطبيق الشريعة!!! ولو تأملنا بهذا الادعاء مليا... فهل الازدهار والتقدم المرتبط بتطبيق الشريعة هو حالة خاصة بالمسلمين فقط؟ ام ان هذا الادعاء هو حالة عامة ويجب ان يكون ملزما لكافة المجتمعات والأمم بما ان الإسلام دين شمولي وكلام اله اوحد لم يلد ولم يولد ولكن بالانشطار... أي المفروض انه لن يكتب للمجتمعات المخالفة للشريعة الإسلامية أي تطور وازدهار طالما انها لا تتقيد بالشريعة، ومن المستحيل ان يكون حالة خاصة بالمسلمين فقط... وهذا هو المنطق... فلماذا اذن تقدّمت الشعوب الباقية في الوقت الذي يطبقون فيه شرائع هي عكس تعاليم شريعة المسلمين جملة وتفصيلا.... فهم لا يقطعون يد السارق ومع ذلك فنسبة السرقة والاختلاس في هذه البلدان ضئيلة جدَا إذا ما قورنت بما هو موجود عند أمة الإسلام... في هذه البلدان تُحترم جميع المعتقدات، ولا يدعون لقتل الغير علماني أو الغير مسيحي، ومع ذلك لم تضمحل دياناتهم ولم تزول وتركوها لتُطبق من طرف معتنقيها في صوامعهم على ان لا يؤثروا على البقية... في هذه البلدان تراهم يغنون ويرقصون ويرسمون وجميع علومهم الإنسانية تشجع على ذلك... في حين اننا نراها محرمة في الشريعة الإسلامية... في هذه البلدان الكل حر في اختياره للباسه ومظهره، ولا يقاس ايمانهم بإطالة لحاهم وحف شواربهم ولا بلبس قمصان وسراويل قصيرة ولا بانتعال الخِفاف بأقدامهم وبكبر الزبيبة على جباههم ومع ذلك فهم في قمة الأناقة...ولا يؤمنون بلعن الملائكة لنسائهم لو لم تلبي رغبات رجالهم...أي ان كل ما تقوم به هذه الشعوب هو عكس الشريعة الإسلامية من الالف الى الياء...ومع ذلك فهم في قمة التحضر والتطور... بينما نرى في الجانب الاخر المسلمين المتشبثين بتعاليم الشريعة الإسلامية في قاع الحضيض... فماذا يعني هذا... ألا يعنى هذا أنَ تعاليم الشريعة الإسلامية باتت تعاليم بالية وقد أكل عليها الدهر وشرب...فالمسلمون ليسوا بحاجة لشُموع ليروا الشمس فإمّا أن يروها او انهم عميان!!
تخيل عزيزي القارئ لو ان الحكومات في المجتمعات الإسلامية طبقت الشريعة فسيكون لزاما عليها ان تفصل بين النساء والرجال في كافة مناحي الحياة...لذلك ستحتاج الى مضاعفة اعداد المباني العامة و مضاعفة اعداد المدارس والمستشفيات والجامعات، وإقامة مصنعين لإنتاج نفس المادة احدهما خاص بالنساء والأخر بالرجال...والا على النساء ارضاع الرجال!! تخيل عزيزي لو ان الدول الإسلامية طبقت قانون وجوب سفر المرأة مع محرم، فهل لك ان تتخيل كم ستتضاعف اعداد مستخدمي القطارات والطائرات والباصات وكيف سيتعطل الافراد وستنعدم انتاجيتهم لانهم تركوا أعمالهم ليصاحبوا زوجاتهم في السفر!!! ولأنهم لا خيار لهم في أمور دنياهم، لذلك يحاول المسلمون إعادة الزمن الى الوراء حتى توافق تعاليم الإسلام حياتهم حينذاك!!!....تحياتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحضارة العربية
سمير ( 2017 / 3 / 28 - 01:57 )
سيدي الكريم, لقد اسس العرب حضارة راقية يوم وضعوا الدين جانبا وسايروا بقية الشعوب المتحضرة التي سبقتهم او التي عاصروها. فمنذ الداهية معاوية, حتى لو سلمنا انه مسلم, اصبح الاسلام وسيلة للحكم ليس الا , واصبحت الدولة العربية ,سواء في دمشق او بغداد او الاندلس, مع بعض الاستثناء دولة علمانية بحتة اشترك في بناءها العرب وغير العرب والمسلم(بالاسم) وغير المسلم وهكذا اسنطاع الجميع ان يبني حضارة راقية. اليوم المجتمعات الاسلامية تعود الى الوراء, وما داعش وبوكو حرام والقاعدة الا نموذج للاسلام الحقيقي . الامر متروك لهم فاما ان يضلوا في الهاوية وسيكون مصير الجميع كمصير العراق وسوريا واليمن او ان يتعايشوا مع العالم المتحضر. احترامي

اخر الافلام

.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف


.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية




.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في


.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك