الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاستعجال في ديوان -همسات على هامش الوطن- مهند ذويب

رائد الحواري

2017 / 3 / 28
الادب والفن


لاستعجال في ديوان
"همسات على هامش الوطن"
مهند ذويب
لاشك أننا نفرح عندما نرى هذا الكم من الانتاج الادبي في فلسطين، فهناك ما يقارب ثلاثة اصدارات يوميا، ما بين شعر وقصة ورواية، وهذا الأمر يفرحنا، ويؤكد بأننا شعب حي، يريد الحياة، وهل هناك تأكيد على هذا الأمر أكثر من الاهتمام بالأدب والانتاج الادبي؟، " "مهند ذويب" قدم مادة ادبية متمثلة بديوان "همسات على هامش الوطن" وأصبح من حقنا أن نتعامل مع الديوان كعنصر مستقل عن الشاعر، بعد أن حرره/اعتقه وأصبح بين ايدي القارائ.
كم هو صعب أن نتحدث عن المولود الأول بشكل قاس، ونقول: "ياليته لم يولد هذا الكائن"، كنت اتمنى على الناشر أن يكون ناصحا للمؤلف/للكاتب لكي يتريث في اخراج هذا الديوان، لكان من الممكن أن يكون هذا المولود كائن جميل بديع، بدل من هذا الذي كان، أقول بحصرة: أننا أمام نص خطابي مباشر، لا يميز بين الشعر الذي من المفترض أن تكون لغته وألفاظه وشكل تقديمه له مواصفات خاصة، وبين الخطاب العادي الذي نتكلم به أمام الآخرين، الكاتب احيانا كثيرة لم يعي أهمية الفصل بين لغة الخطاب العادي وشكل اللغة المستخدمة في الشعر وبين الكلام العادي، بين الكلام الخطابي الحماسي الذي يثير العامة بشكل انفعالي بعيد عن الفكر، بعيد عن الدخول إلى اعماق النفس الإنسانية، وبين الخطاب إلى يدخا إلى عمق الروح، إلى العقل وقبل القلب، فالخطاب الديوان تذهب بنفس الوقت الذي ينتهي به الكلام، وما يحب على هذه اللغة أنها أصبحت خطاب مستهلك، ممل لا يشعر بصدقه المتلقي، حيث تكاثر تجار الكلام والمبادئ الجوفاء، من هنا نقول أن الكاتب كان عجولا وأخرج بكاروة ثمره قبل ان تنضج، فكانت مرة وقاسية، وصعبة الهضم.
وجدنا في هذا الديوان تواضع ثقافة الكاتب، بحيث لا نجد سوى الثقافة الدينية الإسلامية فقط، فهو لا يمتلك ثقافة تاريخية ملحمية، ولا ثقافة دينية غير الإسلامية، وكان هذا واضحا من خلال العديد مما قدمه لنا في ديوانه:
"وطن العروبة بائسا طول المدى يا حب أعظم ربنا ةأخشاه
وأعلم بأن عروبة نفثت بنا والسم يسري ناشرا بلواه
اسلامنا دين تبارك عز
وطن حزين صبحكم سلواه
الصبح اسلام ينير دربنا قنديل فجر عاشق أهواه" ص18، فالمعرفة الدينية الإسلامية هي الحاضرة فقط عند الشاعر، بحيث نجده لا يستخدم غير المعرفة، من الاستخدامات العادية في لغة النص، نجد هذا الخطاب:
"...طفل يرسم بسمة على زهرة
يكتب ملحمة الحب على ثمرة
ويملأ بالدروع فؤاد الشجرة
ها هنا .. نحن
في قلب اللهب
قدسنا تغتصب
كرامتنا تسلب
كيف الحياة يا قدس وأين العرب؟" ص76، ويقول تتمة لهذه القصيدة:
"والسماء تقاد إلى مراكز التحقيق
قليل وتشتعل النار
حذار يا عدا من الحريق
حذار يا عدا من الحريق
الثورة دقت كل الابواب
زالفجر نصر قد لاح
وليل الأمة هذا آخره
وغدا ثورتنا
شمس ساطعة ورياح" ص79
الخطاب المباشر واللغة العادية حاضرة في النص، وكأن الشاعر يخاطب/يتكلم أمام جمهور من الحضور في احتفالية، فلا نجد فيما سبق صور فنية ولا لغة ادبية، بل شعارات كتلك التي يرددها الخطباء في الاحتفالات.
ويقول في موضع آخر:
"الليلة الغراء حرم صمتها
فشعري الليلة ثاثر
فالقدس أسمع صوتها
تكبيرا يعلو المنابر
وفلسطين أمسح دمها
دمع فرح قاهر طاهر
والضفة رددت
فردت بقوة الإسلام "غزة صابر"
الله أكبر الله أكبر
صرخة ثورة هزت أعواد المابر" ص98و99.
كثيرة هي الشواهد التي جاءات على هذه الشاكلة، من هنا نقول أن هناك مخلوق مشوه تم إخراجه إلى الحياة وليته تم التريث عليه حتى ينضج ليمكننا الاستمتاع والتلذذ به، لا أن يتعبنا ويرهقنا بشكلة وبمضمونه غير السوي.
الديوان من منشورات مكتبة دار الأعلام للنشر والتوزيع.
فلسطين، نابلسن الطبعة الأولى 2015.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في