الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات الفرنسية ورهانات اليسار الاشتراكي مرة أخرى

محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)

2017 / 3 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الانتخابات الرئاسية الفرنسية مرة أخرى .

تفصلنا بضعة أسابيع عن الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة ل23 أفريل 2017 ويبدو أن امانويال ماكارون يتقدم بشكل حثيث على على المرشح الرسمي للحزب الاشتراكي بنوا هامون ،منتزعا من حوله الكثير من الداعمين للحزب الاشتراكي ومن عناصره الفاعلة ، معتمدا في ذلك على دعم كبير من قبل مجموعة واسعة من اليساريين ورجالات المال المستقلين من مؤسسي الحزب الاشتراكي ومن الاطارات العليا للدولة الفرنسية و ثانيا : على حداثة حركته وجاذبيتها التشبيبية/التجديدية ، وثالثا : مستفيدا من عجز هامون على تبرير الاخطاء والهنات المتكررة في سياسات الحزب الاشتراكي خاصة في ما يتعلق بسياسات الامن الاجتماعي من ناحية وقيادة فرنسا لاتحاد أوروبي ناجح ، يبدو أن ماكرون يتجه بجدية لقيادة فرنسا للفترة القادمة كي يغير بشكل واضح في تركيبتها السياسية ويبدو انها ستكون إيذانا بإنهاء تجربة الحزب الاشتراكي وإطلاق تشكيل يساري-وسطي جديد "إجتماعي-ليبرالي " قائم بشكل أكثر على قاعدة الحماية المباشرة لمصالح الرأسمال الفرنسي الصرف والبرجوازية الصغيرة ، وهو الامر الذي يعطيه زخما كبيرا في حملته الرئاسية لسنة 2017 .
أما في معسكر اليمين والوسط فإن المعركة ستحسم بشكل سهل لصالح لوبان على حساب فيون الذي يحمل معه عبئ فضائحه المالية ووزر فشل حكومي سابق ،ولكن هذا الصراع بينهما سيسقط الكثير من أصوات الوسط في سلة امانوال ماكارون لترفع من رصيده الذي إختار له خطابا يساريا معتدلا بل ومحافظا أحيانا .
ورغم عقلنة جبهة اليسار الاشتراكي "الراديكالي" بقيادة جون لوك ميلونشون الذي تميز في جل خطاباته بطرحه لامهاته القضايا وطرحه لتصور إشتراكي ديمقراطي "وطني" غير منغلق ، بتوجه أوروبي وحتى عالمي ، بديل عن المنظومة القائمة الا أن جرأته تلك وخاصة دعوته للمغامرة بإنهاء "الجمهورية الخامسة " وكل العلاقات السياسية والاجتماعية ...الخ البائدة التي تعبر عنها ،إيذانا بتغيير جذري للعلاقات النظامية القائمة داخليا وخارجيا ، تضعه في مواجهة صعبة ومبكرة مع شرائح وطبقات فرنسية وأوروبية محافظة واسعة ليجد نفسه في افضل الحالات ربما في نفس المرتبة مع صاحب فضائح الفساد ،طالما لم تنضج الظروف بعد لتتجمع حوله قوة التغيير التي ستنهض بحجم المهمة التي يطرحها .
---
ملاحظات بتاريخ 23 جانفي 2017
االيسار الفرنسي يلامس حدود الخطر الانتخابي حيث لم يتعدى ناخبوه الجمليين في الدور الاول لتمهيدية اليسار مليوني (2 مليون ناخب ) من جملة 44 مليون ناخب فرنسي، وأقل من نصف الناخبين في تمهيدية اليمين والوسط (التحالف الجمهوري ) بقيادة "فيون"، ولإن تقدم "بنوا هامون" في نسب التصويت على فالس (35% مقابل 31% ) وهو ما يرشح هامون للفوز بالدور الثاني ليكون مرشح الحزب الاشتراكي لرئاسية 2017 أمام فرنسوا فيون مرشح التحالف الجمهوري، ولوبان مرشحة الجبهة الوطنية (أقصى اليمين ) الى جانب ميلونشون مرشح جبهة اليسار (أقصى اليسار ) و"امانوال ماكرون " مرشح لأول مرة "يساري معتدل" الى جانب آخرين (الخضر، .. الخ ) ، ضعف التصويت في الدور الاول لتمهيدية الحزب الاشتراكي ناتج أساسا عن الانهاك السياسي والانتخابي لجمهور اليسار وفتور حماسهم جراء السياسات اللاشعبية واللاجتماعية التي شهدتها نيابة هولاند خاصة (قانون العمل ) والسياسة الخارجية التدخلية التي جلبت لفرنسا ويلات الارهاب وعمقت خطر العنصرية... الخ الى جانب ترشيحه لوجوه مستهلكة مثلت تلك السياسة الرسمية الفاشلة، الى جانب التشتت الانتخابي حول العديد من المرشحين متقاربي الحظوظ(مقارنة برئاسية 2012 و وعمليات سبر الآراء الاخيرة ) المنتمين لليسار والرافضين لاعادة الحزب الاشتراكي الى سدة الحكم. ويبقى هذا الخطر الاساسي الذي يتهدد اليسار الفرنسي لانتخابات 2017 حيث تشير الارقام حاليا بالوضعية الحالية انه بوجود "هامون "و"ماكرون" و "ميلونشون" في نفس السباق سيمكن بالتأكيد "فرنسوا فيون" من حصد مقعده بأريحية للدور الثاني في الرئاسية وربما تليه في المرتبة الثانية "مارين لوبان " إن إحتدم الصراع اليساري-اليساري مع حنكة في إدارة مسألة الهوية وأخطار الارهاب وإستغلال للإنتخاب العقابي، ليخرج بذلك مرشحي اليسار بخفي حنين. ويبدو في هذه الاوضاع أن واجب الالتفاف حول ماكارون بوصفه وجها غير مستهلك سياسيا وإنتخابيا قد يكون الخيار الاسلم للحزب الاشتراكي لانقاذ السفينة من الغرق وتحمل ثمن أخطائه السياسية والاقتصادية في فرنسا أو على الاقل المغامرة على ورقة "اليسار الراديكالي "جون لوك ميلونشون تجميعا للأصوات وإفساحا لتغيير أكثر جذرية وأكثر عمقا في السياسات الفرنسية-الاوروبية والدولية بما يفسح المجال الى اعادة توزيع الاوراق مستقبلا في الجانب السليم، عوض إعادة توزيعها من قبل اليمين وأقصى اليمين الذي تؤهله مجريات الامور حاليا للحكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن