الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمسار التغيير روافد

جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)

2017 / 3 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


مزاج الاحتجاج الشعبي على السلطة الفاسدة القائمة على نظام المحاصصة الاثنية والطائفية، اصبح اليوم اكثر قوة واوسع امتدادا وانتشارا في مدن وارياف العراق بفضل ممارسات السلطة ومؤسساتها في علاقتها بالمواطن. فاضافة الى ضعف الخدمات المقدمة للمواطن من قبل السلطة في ظل الازمة الاقتصادية الخانقة والاخفاق في دفع حركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية الى الامام، يشعر المواطن بالاستخفاف بحقوقه الانسانية والوطنية البسيطة في كل ممارسات مؤسسات الدولة المتعلقة بحاجاته اليومية.
فلا سبيل، اليوم، لانجاز اية معاملة، اللهم الا معاملة الوفاة والدفن، دون معاناة وشعور بالمذلة والهوان على يد اجهزة موغلة بالبيروقراطية والفساد. قد توصل المواطن الى حد اليأس من امكانية انجاز متطلباته الضرورية الا انها، في ذات الوقت، تؤجج مشاعر الاحتجاج والكراهية لكل ما له علاقة بالنخبة السياسية التي افرزها نظام المحاصصة الاثنية والطائفية وترسخ عنده، وبالتالي عند شريحة واسعة من المجتمع العراقي تتنوع في انتمائها القومي والديني والمذهبي، عقدة الاغتراب والرفض.
انه درب للالام والعذاب تخوض به الاغلبية المسحوقة من شعبنا، علها الام مخاض تولد التغيير المنشود نحو نظام تحترم فيه انسانية الانسان في وطن ركيزته واساس وجوده المواطن المتحرر من كل اسباب الاستلاب الروحي والعقلي. ومن كل هذه الالام يبقى صغيرها اكثر ايلاما لانه الاقرب الى المشاعر الذاتية، وكما يقول المثل الروسي المعروف "قميصك هو الاقرب الى جلدك".
وكما يكمن الشيطان في التفاصيل، فان مشاعر الذل والعجز والمهانة الشخصية هي التي تؤجج الاحتجاج وتجعله رافدا للطموح نحو التغيير، وكما قال الكاتب الفرنسي الكبير فيكتور هيغو: "الثورات الكبرى تولد من المآسي الصغيرة مثلما تتكون الانهر من السواقي الصغيرة".
ان تفاصيل حياة المواطن اليومية في معاناته مع مؤسسات السلطة اكثر قدرة على خلق حالة الاحتجاج من احداث عظام مرت بها البلاد كجريمة سبايكر واحتلال محافظات الموصل والانبار. لذا يحاجج البعض في هذه المحافظات، وخاصة في الموصل، حتى بعد الاحتلال في ان ممارسات السلطة وقواتها الامنية في تعاملهم مع المواطنين هناك هو الذي مهد للقبول بالاحتلال والتسليم له.
لم تعد قوى التغيير الاصلاحية محتاجة لخلق مزاج الاحتجاج في الشارع العراق، انه الان في اعلى مستوياته، ويبحث عن "قائد" يوحده ويوجهه نحو تغيير حقيقي. لذا كان هذا التأييد الشعبي الكبير لكل من يكشف ملفات الفساد ويتحدى رموز السلطة الفاسدة والتسامح مع المنتقدين للنظام حتى وان كانوا ظالعين في بعض من هذه الملفات. خالد العبيدي مثالا.
واخيرا، فقد ازف الوقت لتحديد المهام الانية لحركة التغيير وصياغة مشروع الامل الذي يسعى من اجل ازاحة واسقاط كل ما يعيق حركة التغيير سواء ما هو متعلق بقانون الانتخابات او المفوضية المسؤولة عن ادارة الانتخابات. فنحن في مواجهة ثورة كبرى باليات ديمقراطية، اسبابها قد وفرها لنا النظام الفاسد نفسه، وليست مهمتنا سوى توحيد صفوفنا اولا بانجاز جبهة عريضة من قوى التغيير وتوحيد مسارات حركات الاحتجاج وتوجيهها نحو التغيير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله ينفي تصريحات إسرائيلية تدعي القضاء على نصف قيادييه


.. السيسي: نرفض تهجير الفلسطينيين إلى سيناء أو أي مكان آخر حفاظ




.. طفل يجهش باكيا أثناء حديثه عن لحظة نجاته بين عائلته من قصف إ


.. وزير الخارجية الصيني: نرفض بشكل قطعي أي تهجير قسري أو عقاب ج




.. عضو المكتب السياسي لحماس خليل الحية يكشف آخر تطورات مفاوضات