الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تطبيقات مبادئ دبلوماسية المياه كموجه للتعاون بين الدول التي تشترك في أحواض الانهار العابرة للحدود

رمضان حمزة محمد
باحث

2017 / 3 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


المياه هي مادة ذات خصائص مثيرة للدهشة، ليس فقط من الجانب العلمي ولكن أيضا بجوانبها السياسية والدبلوماسية. الماء مورد لها طيف فريد من الاستخدامات والخصائص. ليس فقط لإستمرارالحياة ولكن أيضا من أجل التنمية والعمل والازدهار. وللمياه في أحواض الأنهار المشتركة الكثير من جوانب التعاون والنزاع -وكثيرا ما تكون للآليات الدبلوماسية التقليدية حدودها فيما يتعلق بقضايا المياه العابرة للحدود، ولا سيما في المناطق التي تشتد فيها الحاجة إلي المياه، والسبب إما لأن الدول المتشاطئة ترفض المحادثات أو لأن الحل التوفيقي قد يبدو بعيد المنال، فغالبا ما تكون الطبيعة الفريدة للمياه وراء هذه التعقيد. ولكن في الوقت نفسه، فإن هذه الطبيعة تقترح أيضا حلول. لذا يتطلب تطوير هذه الحلول الداعمة للعمل في مجال دبلوماسية المياه. ان التعاون الناجح بين الدول التي لديها انهارعابرة للحدود في مجال المياه تتطلب دعما سياسيا على أعلى مستوى. ومع تزايد الموارد المائية تحت الضغط المتزايد، أصبحت إدارة المياه العابرة للحدود والتعاون تتزايد أهمية في أحواض الأنهار المشتركة، وينبغي أن تتضاعف على نحو مماثل في جدول الأعمال الدبلوماسية. وقبل إجراء المفاوضات، قد يتعين النظر في التصور التقليدي لمشاكل المياه، كما ينبغي وضع استراتيجيات وطنية مستدامة.
وغالبا ما تترتب على الاستراتيجيات والمطالبات المتصلة بالمياه التي لها دوافع سياسية آثارعابرة للحدود في الماضي، أدت المطالبات بالحصص المائية بين الدول المشاطئة في كثير من الأحيان إلى توترات دولية وأثارت إلى توجس الخوف من نزاعات المياه والحروب. إن نظرة فاحصة على متطلبات استخدامات المياه تكشف عن ذلك حيث ان الدول المشاطئة في أحواض الأنهار التي تشعر بأن عليها أن تتنافس على حصة المياه يجب ان تستند تلك المطالبات على الخلفية الوقائعية، سواء من ناحية إحتياج القطاعات المختلفة للمياه أومن المنظور الوطني كالسيادة مثلا.
وينظر إلى معظم نزاعات المياه على أنها نزاعات حول توزيع كميات المياه مثل تخصيص حصص عادلة أو نتجية الخوف من انخفاض تدفقات المياه إليها ولكن الجوانب الطبيعية لأنظمة الأنهار لها خصائص تتجاوز ذلك وهي تتسم بالتعاون في مجال المياه والدبلوماسية.
لذا فان أسباب خلفية التوترات التي تنجم عن مشكلة المياه تستحق اهتماما خاصا لأن تحليل هذه الاسباب توفر الظروف السياقية لتحديد نهج الحلول كون الدول المشاطئة القوية دائما تردد في التعاون وتحاول الإصرار على تخصيص حصة الأسد من المياه لها بحجة السيادة ومن الأمثلة على ذلك التخفيض في تصريف النهر أثناء مرحلة خزن بحيرات السدود وهذه دائما يمكن أن تثير ردود فعل دبلوماسية قوية. وهذه هي سمة موقف الدول القوية، لذا فان دبلوماسية المياه تحاول ان تسد هذه سد الثغرات، وتحقيق التوازن بين المصالح بين الدول المتشاطئة والتوسط في إيجاد حلول مقبولة من الطرفين وإن كانت مهمة صعبة ولكنها تبدومجزية، لانها تمنع او تقلل من حدوث نزاع لذا فان دبلوماسية المياه تبدو وقائية ومفيدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نداءات لتدخل دولي لحماية الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية | #


.. غارات إسرائيلية استهدفت بلدة إيعات في البقاع شرقي لبنان




.. عقوبات أوروبية منتظرة على إيران بعد الهجوم على إسرائيل.. وال


.. شاهد| لحظة الإفراج عن أسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرا




.. مسؤول أمريكي: الإسرائيليون يبحثون جميع الخيارات بما فيها الر